كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى.. الرؤية والتخطيط»، للكاتب الصحفى مصطفى بكرى يُعد دراسة شاملة تكشف عن الفكر الصهيونى المتطرف الذى يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. يستعرض الكتاب الخلفيات الفكرية والسياسية التى شكّلت عقيدة نتنياهو، ويربطها بالمخططات التوسعية التى تسعى إسرائيل لتنفيذها فى إطار مشروع «إسرائيل الكبرى»، مع تحليل للسياسات الإسرائيلية فى ظل التحولات الدولية، والتحديات التى تواجه المنطقة العربية. يبدأ الكتاب بتناول الخلفية الفكرية لنتنياهو، حيث يوضح تأثير البيئة العائلية، لا سيما والده بن تسيون نتنياهو، المعروف بتوجهاته الصهيونية المتشددة. يشرح المؤلف كيف لعبت هذه الخلفية دورًا محوريًا فى صياغة رؤية نتنياهو تجاه العرب وتعزيز عقيدته التى تركز على التفوق الإسرائيلى والسيطرة الإقليمية. سياسات إسرائيل التوسعية ومن هذه الخلفية الفكرية، ينتقل الكتاب إلى استعراض السياسات التوسعية لإسرائيل. ويوضح بكرى كيف تعتمد إسرائيل على وسائل متعددة لتحقيق سيطرتها، مثل الاستيطان والقوة العسكرية، إضافة إلى الاستفادة من الاتفاقيات السياسية لفرض الأمر الواقع. يُبرز الكتاب أمثلة ملموسة، مثل السيطرة على الأراضى الفلسطينية والجولان السورى المحتل، مما يؤكد الطابع العملى لمشروع «إسرائيل الكبرى». استغلال الظروف الدولية فى هذا السياق، يناقش بكرى استغلال إسرائيل للظروف الدولية، مشيرًا إلى الدور الكبير الذى لعبه الدعم الأمريكى غير المحدود، خاصة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب. يوضح الكتاب كيف استفاد نتنياهو من هذا الدعم لتحقيق إنجازات سياسية مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، ما عزز مشروع التوسع الإسرائيلي. ويتناول الكتاب أيضًا محاولات طمس الهوية الفلسطينية باعتبارها جزءًا أساسيًا من المخطط الصهيوني. يشرح المؤلف كيف تستخدم إسرائيل سياسات التهجير القسري، وتدمير المنازل، وتهويد الأماكن المقدسة لتجريد الفلسطينيين من حقوقهم التاريخية وفرض سياسة الأمر الواقع. تحديات الأمة العربية من خلال هذه المحاور، يربط الكاتب بين حلم «إسرائيل الكبرى» وجذور الحركة الصهيونية منذ تأسيسها. يقدم الكتاب أدلة ووثائق تاريخية تؤكد أن هذا المشروع ليس جديدًا، بل هو امتداد لعقيدة صهيونية متأصلة تسعى للسيطرة على المنطقة. ويختتم الكتاب بتحليل التحديات التى تواجه الأمة العربية، مشيرًا إلى أن الانقسامات الداخلية، التطبيع مع إسرائيل، وضعف الموقف العربى الجماعي، وكلها عوامل ساهمت فى تسهيل تنفيذ المخططات الإسرائيلية. يدعو الكاتب إلى ضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن التحولات «الجيوسياسية» تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا. وبهذا الأسلوب التحليلى المتكامل، يُعد الكتاب وثيقة مهمة لفهم السياسات الإسرائيلية الراهنة واستشراف مستقبل المنطقة، مع التركيز على أهمية الوعى العربى بمخاطر المشروع الإسرائيلى التوسعي.