«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى كتاب جديد لمصطفى بكري
نشر في صوت الأمة يوم 20 - 10 - 2024

صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر كتاب جديد بعنوان " نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى" للكاتب الصحفى مصطفى بكرى.

الكتاب يتناول مسيرة نتنياهو وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق (حلم إسرائيل الكبرى).

ويكشف الكاتب عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودى للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية بإعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره.

ومن خلال قراءة الكاتب لاطروحات نتنياهو خاصة كتابه "مكان تحت الشمس يقول المؤلف "إن نتنياهو يشكل حالة فريدة فى التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيونى وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التى تميزت بالدهاء والذكاء ‬البقاء ‬فى ‬رئاسة ‬الحكومة ‬الإسرائيلية ‬لعدة ‬دورات ‬بدات ‬مع ‬عام ‬1996-‬1999م، ‬ثم ‬تلتها ‬دورات ‬أخرى ‬بدأت ‬منذ ‬عام ‬2009 ‬وحتى ‬الآن، ‬مما ‬يؤكد ‬أننا ‬أمام ‬شخصية ‬متفردة، ‬ومقنعة ‬للشارع ‬الإسرائيلى ‬رغم ‬مواقفه ‬اليمنية ‬المتطرفة، ‬والتى ‬تجسدت ‬بشكل ‬واضح ‬خلال ‬حرب ‬الإبادة ‬الراهنة ‬ضد ‬مواطنى ‬غزة ‬والضفة ‬منذ ‬عملية ‬‮"‬طوفان ‬الأقصى" ‬فى ‬7 ‬من ‬أكتوبر ‬2023م، ‬وما ‬تلاها ‬من ‬حرب ‬على ‬لبنان ‬بدات ‬فى ‬شهر ‬سبتمبر ‬‮2024‬ ‬وسبقتها ‬قبل ‬ذلك ‬عمليات ‬اغتيال ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬الفلسطينية ‬واللبنانية ‬المؤثرة ‬والمنتمية ‬إلى ‬حماس ‬وحزب ‬الله ‬وعلى ‬رأسهم ‬إسماعيل ‬هنية ‬رئيس ‬المكتب ‬السياسى ‬لحركة ‬حماس، ‬ثم ‬اغتيال ‬الأمين ‬العام ‬حسن ‬نصر ‬الله ‬وغيرهم ‬من ‬القيادات ‬السياسية ‬والعسكرية ‬على ‬السواء، ‬وهى ‬الحرب ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬دمار ‬غزة ‬ومقتل ‬‮45‬ ‬ألف ‬وإصابة ‬أكثر ‬من ‬‮120‬ ‬ألف ‬فى ‬غزة ‬والضفة، ‬ناهيك ‬عن ‬الحرب ‬التى ‬طالت ‬البنية ‬التحتية ‬فى ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬ثم ‬امتدت ‬إلى ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الأخرى ‬وتحديدًا ‬فى ‬صور ‬وصيدا ‬والبقاع ‬والضاحية ‬الجنوبية ‬من ‬بيروت، ‬حيث ‬تتمركز ‬قيادة ‬حزب ‬الله ‬والكثير ‬من ‬عناصر ‬وعائلات ‬الحزب ‬فى ‬هذه ‬المنطقة.‬
ويهدف ‬هذا ‬الكتاب ‬إلى ‬معرفة ‬الأسباب ‬الحقيقية ‬التى ‬شكلت ‬وعى ‬وأفكار ‬وأيديولوجية ‬نتنياهو ‬المتطرفة ‬والتى ‬انعكست ‬فى ‬عدائه ‬الشديد ‬لكل ‬ما ‬هو ‬فلسطينى ‬وعربى ‬وإسلامي، ‬ورفضه ‬لأية ‬حلول ‬سياسية ‬من ‬شأنها ‬إقامة ‬الدولة ‬الفلسطينية، ‬أو ‬استمرار ‬بقاء ‬الفلسطينيين ‬على ‬بعض ‬من ‬أراضيهم.‬
ويتطرق ‬الكتاب ‬إلى ‬طبيعة ‬العلاقة ‬الفكرية ‬التى ‬ربطت ‬بين ‬‮"بنيامين‮"‬ ‬وبين ‬والده ‬‮"‬تسيون ‬نتنياهو‮"‬ ‬والذى ‬كان ‬يردد ‬على ‬مسامعه ‬منذ ‬الصغر ‬قوله: ‬‮"‬إنك ‬أفضل ‬من ‬أى ‬عربي، ‬وإذا ‬جلست ‬فاجلس ‬مع ‬من ‬هم ‬نظراؤك، ‬فالعرب ‬أقل ‬من ‬أن ‬تحدثهم ‬أو ‬تنظر ‬إليهم‮"‬.‬
كانت ‬مقولات ‬‮"‬والده‮"‬ ‬وكتاباته ‬مبعث ‬تطرفه ‬منذ ‬الصغر، ‬حيث ‬وصفه ‬المؤرخ ‬الإسرائيلى ‬‮"‬يوسف ‬كلا ‬وزفر‮"‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬دائرة ‬المعارف ‬العبرية( ‬الأسبق) ‬‮"‬بأنه ‬سيكون ‬من ‬أكثر ‬اليهود ‬تطرفًا ‬فى ‬العالم‮"‬.‬
ويعد ‬كتاب ‬‮"مكان ‬تحت ‬الشمس‮"‬ ‬الذى ‬ألفه ‬‮"‬بنيامين ‬نتنياهو‮"‬ ‬هو ‬المرجع ‬الأهم ‬لأفكاره ‬خاصة ‬مقولاته ‬عن ‬إسرائيل ‬الكبرى ‬وعن ‬القدس ‬وسيناء، ‬وعن ‬رؤيته ‬لطبيعة ‬التسوية ‬السياسية ‬مع ‬العرب.‬
يقول ‬نتنياهو‮»‬ ‬عن ‬سيناء: ‬‮"‬إنها ‬المكان ‬الذى ‬جاءت ‬فيه ‬رسالة ‬موسى ‬الذى ‬أرسل ‬لبنى ‬إسرائيل، ‬ومن ‬الطبيعى ‬أن ‬يكون ‬لليهود ‬عاصمتهم ‬فى ‬سيناء، ‬إلا ‬أن ‬العرب ‬المعتدين ‬طردوا ‬اليهود ‬من ‬هذه ‬البقعة ‬الطاهرة، ‬ولذلك ‬قام ‬بتأليف ‬‮"‬ترنيمات ‬يهودية‮"‬، ‬أوضح ‬خلالها ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لسيناء ‬على ‬أنها ‬منطقة ‬أمن ‬لإسرائيل، ‬مثلما ‬ينظر ‬للجولان ‬أو ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬إنما ‬هناك ‬منطقتان ‬لا ‬يجوز ‬التخلى ‬عنهما ‬كما ‬يقول ‬هما ‬‮"‬سيناء ‬والقدس‮"‬، ‬ولذلك ‬كان ‬العداء ‬حادًا ‬بينه ‬وبين ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬الأسبق ‬‮"‬مناحيم ‬بيجين‮"‬ ‬والذى ‬اتهم ‬بأنه ‬أصح ‬يهوديًا ‬مارقا، ‬يحل ‬عليه ‬العذاب ‬فى ‬الدنيا ‬والآخرة ‬بعد ‬أن ‬قام ‬بتسليم ‬سيناء ‬إلى ‬السادات ‬بمقتضى ‬معاهدة ‬كامب ‬ديفيد ‬عام ‬1978، ‬ومعاهدة ‬السلام ‬المصرية-‬الإسرائيلية ‬عام ‬1979.‬
ولم ‬يكتفى ‬‮"‬نتنياهو‮"‬ ‬بالحديث ‬عن ‬أهمية ‬سيناء ‬لإسرائيل، ‬وإنما ‬أيضًا ‬كان ‬يحلم ‬بأن ‬يجعل ‬سيناء ‬عاصمة ‬للدين ‬اليهودى، ‬وعاصمة ‬العالم ‬الاقتصادية، ‬ولذلك ‬كان ‬يرى ‬بضرورة ‬استردادها ‬طال ‬الزمن ‬أم ‬قصر، ‬وكان ‬دومًا ‬يردد ‬أنه ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬احتلال ‬إسرائيلى ‬لأى ‬منطقة ‬عربية ‬فى ‬أى ‬وقت، ‬وإنما ‬هناك ‬احتلال ‬عربى ‬لأرض ‬إسرائيلية، ‬وأن ‬إسرائيل ‬إذا ‬ما ‬أغارت ‬على ‬أى ‬بلد ‬عربى ‬أو ‬أى ‬منطقة ‬فإن ‬الدافع ‬الرئيسى ‬لذلك ‬هو ‬استرداد ‬أرضها!!‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نتنياهو ‬هو ‬صاحب ‬أطول ‬فترة ‬حكم ‬بين ‬الساسة ‬الإسرائيليين، ‬إلا ‬أنه ‬يحلم -‬وقد ‬كرر ‬ذلك ‬أكثر ‬من ‬مرة- ‬بتغيير ‬خريطة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وكأنه ‬يعلن ‬بدء ‬إنشاء ‬دولة ‬إسرائيل ‬كبرى ‬من ‬النيل ‬إلى ‬الفرات، ‬حيث ‬يرى ‬أنه ‬أسس ‬لدولة ‬‮«‬إسرائيل ‬الثالثة‮»‬ ‬حيث ‬تأسست ‬دولة ‬‮«‬إسرائيل‮»‬ ‬الأولى ‬على ‬يد ‬‮«‬بنجوريون‮»‬ ‬مؤسس ‬الكيان، ‬بينما ‬تأسست ‬‮«‬الثانية‮»‬ ‬بفوز ‬حزب ‬الليكود ‬فى ‬انتخابات ‬1977، ‬والثالثة ‬على ‬يد ‬‮«‬نتنياهو‮»‬، ‬وهى ‬الدولة ‬المنوط ‬بها ‬تحقيق ‬حلم ‬‮«‬إسرائيل ‬الكبرى‮»‬ -‬كما ‬يرى-.
وفى ‬كتابه ‬‮«‬مكان ‬تحت ‬الشمس‮»‬ ‬يتطرق ‬نتنياهو ‬إلى ‬مقولة: ‬‮«‬إن ‬الحق ‬فى ‬فلسطين ‬هو ‬للعرب ‬والفلسطينيين ‬لكونهم ‬عاشوا ‬فيها ‬مئات ‬السنين ‬الأخيرة‮»‬، ‬حيث ‬يستحضر ‬الحالة ‬التاريخية ‬الأسبانية ‬فيزعم ‬أن ‬حكم ‬العرب ‬والمسلمين ‬لأسبانيا ‬لمئات ‬السنين ‬لم ‬يمنع ‬الأسبان ‬من ‬التصدى ‬لهم ‬بالقتال ‬وطردهم ‬من ‬بلادهم، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنهم ‬–أى ‬المسلمين- ‬شيدوا ‬هناك ‬حضارة ‬مزدهرة، ‬وذلك ‬أن ‬قلوب ‬الأسبان ‬بقت ‬متعلقة ‬ببلادهم، ‬وفى ‬النهاية ‬استطاعوا ‬طرد ‬العرب ‬والمسلمين ‬من ‬هناك، ‬وأعادوا ‬أبناء ‬دولتهم، ‬ولم ‬يمنعهم ‬وجود ‬العرب ‬هناك ‬طيلة ‬مئات ‬السنين ‬من ‬التخلى ‬عن ‬هذا ‬الهدف، ‬وبالرغم ‬–كما ‬يدعي- ‬أن ‬العرب ‬فى ‬فلسطين ‬بخلاف ‬المسلمين ‬فى ‬أسبانيا ‬لم ‬ينتجوا ‬ثقافة ‬أو ‬يشيدوا ‬عمرانًا ‬فى ‬البلاد، ‬فكانوا ‬عابرين ‬فى ‬فلسطين، ‬حملتهم ‬الرياح ‬إلى ‬هناك، ‬وسيعبرون ‬مع ‬هبة ‬رياح ‬أخرى ‬إلى ‬مكان ‬آخر.‬
ولا ‬يتردد ‬نتنياهو ‬فى ‬كافة ‬تصريحاته ‬ومقولاته ‬فى ‬‮«‬قلب ‬الحقائق ‬وتزوير ‬التاريخ‮»‬، ‬لقد ‬حاول ‬ربط ‬النضال ‬الوطنى ‬الفلسطينى ‬بالنازية، ‬فقد ‬زعم ‬‮«‬أن ‬الثقافة ‬العربية ‬الإسلامية ‬التى ‬مثلها ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬هى ‬من ‬أقنعت ‬هتلر ‬بإبادة ‬اليهود، ‬وهو ‬نفس ‬ما ‬ردده ‬فى ‬المؤتمر ‬الصهيونى ‬العالمى ‬الذى ‬عقد ‬فى ‬عام ‬2015 ‬حيث ‬قال: ‬إن ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬أقنع ‬هتلر ‬بالحل ‬النهائى ‬لمسألة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا، ‬أى ‬إبادتهم، ‬لأن ‬هتلر ‬أراد ‬طردهم ‬فقط، ‬لذا ‬فالمفتى ‬الفلسطينى ‬هو ‬المسئول ‬عن ‬إبادة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا.‬
ولم ‬يقتصر ‬نتنياهو ‬فى ‬مقولاته ‬على ‬اتهام ‬الحاج ‬أمين ‬الحسيني، ‬بل ‬اتهم ‬بأسر ‬عرفات ‬لاحقًا ‬بأنه ‬الشخص ‬الذى ‬أسهم ‬فى ‬انتشار ‬الإرهاب ‬الدولى ‬أكثر ‬من ‬أى ‬شخص ‬آخر، ‬وأن ‬الرجل ‬يرأس ‬منظمة، ‬هدفها ‬السياسى ‬المركزى ‬هو ‬إبادة ‬دولة ‬إسرائيل، ‬وهو ‬مسئول ‬شخصيًا ‬عن ‬عدد ‬لا ‬يحصى ‬من ‬الأعمال ‬الفظيعة ‬ضد ‬مواطنين ‬فى ‬كل ‬بلدان ‬العالم ‬الحر ‬تقريبًا، ‬ويعتقد ‬نتنياهو ‬هو ‬أن ‬إقامة ‬الحكم ‬الذاتى ‬لمنظمة ‬التحرير ‬الفلسطينية ‬فى ‬أعقاب ‬اتفاق ‬أوسلو ‬شكلت ‬أحد ‬التعزيزات ‬الهامة ‬التى ‬حصل ‬عليها ‬–ما ‬أسماه- ‬بالإرهاب ‬‮«‬الإسلامي‮»‬ ‬منذ ‬إقامة ‬الجمهورية ‬الإسلامية ‬فى ‬إيران.‬
وفى ‬أطروحاته ‬وكتاباته ‬المختلفة ‬يطالب ‬نتنياهو ‬بضرورة ‬تعزيز ‬الطابع ‬اليهودى ‬للدولة ‬على ‬حساب ‬الهوية ‬الإسرائيلية، ‬بإعتبار ‬أن ‬‮«‬إسرائيل ‬وجدت ‬لليهود ‬فقط‮»‬ ‬على ‬حد ‬تعبيره، ‬وهو ‬يعتبر ‬أن ‬ما ‬يسميه ‬ب ‬‮«‬إنتاج ‬شعب ‬فلسطينى ‬وهوية ‬وطنية ‬فلسطينية ‬كانت ‬مؤامرة ‬عربية ‬لإسقاط ‬حق ‬اليهود ‬فى ‬فلسطين، ‬ويقول: ‬‮«‬كان ‬ هنالك ‬عرب ‬عاشوا ‬فى ‬أرض ‬إسرائيل، ‬مثلما ‬عاش ‬عرب ‬آخرون ‬فى ‬أماكن ‬أخرى ‬كثيرة، ‬ولكن ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬ذو ‬وعى ‬قومى ‬أو ‬هوية ‬قومية، ‬أو ‬حتى ‬مصالح ‬قومية ‬مشتركة، ‬ومثلما ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دولة ‬‮«‬فلسطينية‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬كذلك ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬أو ‬ثقافة ‬فلسطينية، ‬على ‬حد ‬زعمه.‬
وهكذا ‬يكشف ‬‮«‬التاريخ‮»‬ ‬عن ‬حقائق ‬الفكر ‬الصهيونى ‬المتطرف ‬الذى ‬تبناه ‬نتنياهو ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ولا ‬يزال، ‬والذى ‬عبر ‬عنه ‬بالأقوال ‬والأفعال.‬
من ‬هنا ‬كانت ‬أهمية ‬هذا ‬الكتاب، ‬وفى ‬هذه ‬الظروف ‬التى ‬تمر ‬بها ‬الأمة ‬العربية ‬فى ‬الوقت ‬الراهن، ‬علنا ‬ندرك ‬خطورة ‬اللحظة ‬وأبعاد ‬المخطط ‬وسيناريوهات ‬المستقبل.‬
نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى
كتاب جديد لمصطفى بكرى
صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر كتاب جديد بعنوان " نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى" للكاتب الصحفى مصطفى بكرى.
الكتاب يتناول مسيرة نتنياهو وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق (حلم إسرائيل الكبرى).
ويكشف الكاتب عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودى للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية بإعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره.
ومن خلال قراءة الكاتب لاطروحات نتنياهو خاصة كتابه "مكان تحت الشمس يقول المؤلف "إن نتنياهو يشكل حالة فريدة فى التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيونى وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التى تميزت بالدهاء والذكاء ‬البقاء ‬فى ‬رئاسة ‬الحكومة ‬الإسرائيلية ‬لعدة ‬دورات ‬بدات ‬مع ‬عام ‬1996-‬1999م، ‬ثم ‬تلتها ‬دورات ‬أخرى ‬بدأت ‬منذ ‬عام ‬2009 ‬وحتى ‬الآن، ‬مما ‬يؤكد ‬أننا ‬أمام ‬شخصية ‬متفردة، ‬ومقنعة ‬للشارع ‬الإسرائيلى ‬رغم ‬مواقفه ‬اليمنية ‬المتطرفة، ‬والتى ‬تجسدت ‬بشكل ‬واضح ‬خلال ‬حرب ‬الإبادة ‬الراهنة ‬ضد ‬مواطنى ‬غزة ‬والضفة ‬منذ ‬عملية ‬‮"‬طوفان ‬الأقصى" ‬فى ‬7 ‬من ‬أكتوبر ‬2023م، ‬وما ‬تلاها ‬من ‬حرب ‬على ‬لبنان ‬بدات ‬فى ‬شهر ‬سبتمبر ‬‮2024‬ ‬وسبقتها ‬قبل ‬ذلك ‬عمليات ‬اغتيال ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬الفلسطينية ‬واللبنانية ‬المؤثرة ‬والمنتمية ‬إلى ‬حماس ‬وحزب ‬الله ‬وعلى ‬رأسهم ‬إسماعيل ‬هنية ‬رئيس ‬المكتب ‬السياسى ‬لحركة ‬حماس، ‬ثم ‬اغتيال ‬الأمين ‬العام ‬حسن ‬نصر ‬الله ‬وغيرهم ‬من ‬القيادات ‬السياسية ‬والعسكرية ‬على ‬السواء، ‬وهى ‬الحرب ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬دمار ‬غزة ‬ومقتل ‬‮45‬ ‬ألف ‬وإصابة ‬أكثر ‬من ‬‮120‬ ‬ألف ‬فى ‬غزة ‬والضفة، ‬ناهيك ‬عن ‬الحرب ‬التى ‬طالت ‬البنية ‬التحتية ‬فى ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬ثم ‬امتدت ‬إلى ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الأخرى ‬وتحديدًا ‬فى ‬صور ‬وصيدا ‬والبقاع ‬والضاحية ‬الجنوبية ‬من ‬بيروت، ‬حيث ‬تتمركز ‬قيادة ‬حزب ‬الله ‬والكثير ‬من ‬عناصر ‬وعائلات ‬الحزب ‬فى ‬هذه ‬المنطقة.‬
ويهدف ‬هذا ‬الكتاب ‬إلى ‬معرفة ‬الأسباب ‬الحقيقية ‬التى ‬شكلت ‬وعى ‬وأفكار ‬وأيديولوجية ‬نتنياهو ‬المتطرفة ‬والتى ‬انعكست ‬فى ‬عدائه ‬الشديد ‬لكل ‬ما ‬هو ‬فلسطينى ‬وعربى ‬وإسلامي، ‬ورفضه ‬لأية ‬حلول ‬سياسية ‬من ‬شأنها ‬إقامة ‬الدولة ‬الفلسطينية، ‬أو ‬استمرار ‬بقاء ‬الفلسطينيين ‬على ‬بعض ‬من ‬أراضيهم.‬
ويتطرق ‬الكتاب ‬إلى ‬طبيعة ‬العلاقة ‬الفكرية ‬التى ‬ربطت ‬بين ‬‮"بنيامين‮"‬ ‬وبين ‬والده ‬‮"‬تسيون ‬نتنياهو‮"‬ ‬والذى ‬كان ‬يردد ‬على ‬مسامعه ‬منذ ‬الصغر ‬قوله: ‬‮"‬إنك ‬أفضل ‬من ‬أى ‬عربي، ‬وإذا ‬جلست ‬فاجلس ‬مع ‬من ‬هم ‬نظراؤك، ‬فالعرب ‬أقل ‬من ‬أن ‬تحدثهم ‬أو ‬تنظر ‬إليهم‮"‬.‬
كانت ‬مقولات ‬‮"‬والده‮"‬ ‬وكتاباته ‬مبعث ‬تطرفه ‬منذ ‬الصغر، ‬حيث ‬وصفه ‬المؤرخ ‬الإسرائيلى ‬‮"‬يوسف ‬كلا ‬وزفر‮"‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬دائرة ‬المعارف ‬العبرية( ‬الأسبق) ‬‮"‬بأنه ‬سيكون ‬من ‬أكثر ‬اليهود ‬تطرفًا ‬فى ‬العالم‮"‬.‬
ويعد ‬كتاب ‬‮"مكان ‬تحت ‬الشمس‮"‬ ‬الذى ‬ألفه ‬‮"‬بنيامين ‬نتنياهو‮"‬ ‬هو ‬المرجع ‬الأهم ‬لأفكاره ‬خاصة ‬مقولاته ‬عن ‬إسرائيل ‬الكبرى ‬وعن ‬القدس ‬وسيناء، ‬وعن ‬رؤيته ‬لطبيعة ‬التسوية ‬السياسية ‬مع ‬العرب.‬
يقول ‬نتنياهو‮»‬ ‬عن ‬سيناء: ‬‮"‬إنها ‬المكان ‬الذى ‬جاءت ‬فيه ‬رسالة ‬موسى ‬الذى ‬أرسل ‬لبنى ‬إسرائيل، ‬ومن ‬الطبيعى ‬أن ‬يكون ‬لليهود ‬عاصمتهم ‬فى ‬سيناء، ‬إلا ‬أن ‬العرب ‬المعتدين ‬طردوا ‬اليهود ‬من ‬هذه ‬البقعة ‬الطاهرة، ‬ولذلك ‬قام ‬بتأليف ‬‮"‬ترنيمات ‬يهودية‮"‬، ‬أوضح ‬خلالها ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لسيناء ‬على ‬أنها ‬منطقة ‬أمن ‬لإسرائيل، ‬مثلما ‬ينظر ‬للجولان ‬أو ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬إنما ‬هناك ‬منطقتان ‬لا ‬يجوز ‬التخلى ‬عنهما ‬كما ‬يقول ‬هما ‬‮"‬سيناء ‬والقدس‮"‬، ‬ولذلك ‬كان ‬العداء ‬حادًا ‬بينه ‬وبين ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬الأسبق ‬‮"‬مناحيم ‬بيجين‮"‬ ‬والذى ‬اتهم ‬بأنه ‬أصح ‬يهوديًا ‬مارقا، ‬يحل ‬عليه ‬العذاب ‬فى ‬الدنيا ‬والآخرة ‬بعد ‬أن ‬قام ‬بتسليم ‬سيناء ‬إلى ‬السادات ‬بمقتضى ‬معاهدة ‬كامب ‬ديفيد ‬عام ‬1978، ‬ومعاهدة ‬السلام ‬المصرية-‬الإسرائيلية ‬عام ‬1979.‬
ولم ‬يكتفى ‬‮"‬نتنياهو‮"‬ ‬بالحديث ‬عن ‬أهمية ‬سيناء ‬لإسرائيل، ‬وإنما ‬أيضًا ‬كان ‬يحلم ‬بأن ‬يجعل ‬سيناء ‬عاصمة ‬للدين ‬اليهودى، ‬وعاصمة ‬العالم ‬الاقتصادية، ‬ولذلك ‬كان ‬يرى ‬بضرورة ‬استردادها ‬طال ‬الزمن ‬أم ‬قصر، ‬وكان ‬دومًا ‬يردد ‬أنه ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬احتلال ‬إسرائيلى ‬لأى ‬منطقة ‬عربية ‬فى ‬أى ‬وقت، ‬وإنما ‬هناك ‬احتلال ‬عربى ‬لأرض ‬إسرائيلية، ‬وأن ‬إسرائيل ‬إذا ‬ما ‬أغارت ‬على ‬أى ‬بلد ‬عربى ‬أو ‬أى ‬منطقة ‬فإن ‬الدافع ‬الرئيسى ‬لذلك ‬هو ‬استرداد ‬أرضها!!‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نتنياهو ‬هو ‬صاحب ‬أطول ‬فترة ‬حكم ‬بين ‬الساسة ‬الإسرائيليين، ‬إلا ‬أنه ‬يحلم -‬وقد ‬كرر ‬ذلك ‬أكثر ‬من ‬مرة- ‬بتغيير ‬خريطة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وكأنه ‬يعلن ‬بدء ‬إنشاء ‬دولة ‬إسرائيل ‬كبرى ‬من ‬النيل ‬إلى ‬الفرات، ‬حيث ‬يرى ‬أنه ‬أسس ‬لدولة ‬‮«‬إسرائيل ‬الثالثة‮»‬ ‬حيث ‬تأسست ‬دولة ‬‮«‬إسرائيل‮»‬ ‬الأولى ‬على ‬يد ‬‮«‬بنجوريون‮»‬ ‬مؤسس ‬الكيان، ‬بينما ‬تأسست ‬‮«‬الثانية‮»‬ ‬بفوز ‬حزب ‬الليكود ‬فى ‬انتخابات ‬1977، ‬والثالثة ‬على ‬يد ‬‮«‬نتنياهو‮»‬، ‬وهى ‬الدولة ‬المنوط ‬بها ‬تحقيق ‬حلم ‬‮«‬إسرائيل ‬الكبرى‮»‬ -‬كما ‬يرى-.
وفى ‬كتابه ‬‮«‬مكان ‬تحت ‬الشمس‮»‬ ‬يتطرق ‬نتنياهو ‬إلى ‬مقولة: ‬‮«‬إن ‬الحق ‬فى ‬فلسطين ‬هو ‬للعرب ‬والفلسطينيين ‬لكونهم ‬عاشوا ‬فيها ‬مئات ‬السنين ‬الأخيرة‮»‬، ‬حيث ‬يستحضر ‬الحالة ‬التاريخية ‬الأسبانية ‬فيزعم ‬أن ‬حكم ‬العرب ‬والمسلمين ‬لأسبانيا ‬لمئات ‬السنين ‬لم ‬يمنع ‬الأسبان ‬من ‬التصدى ‬لهم ‬بالقتال ‬وطردهم ‬من ‬بلادهم، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنهم ‬–أى ‬المسلمين- ‬شيدوا ‬هناك ‬حضارة ‬مزدهرة، ‬وذلك ‬أن ‬قلوب ‬الأسبان ‬بقت ‬متعلقة ‬ببلادهم، ‬وفى ‬النهاية ‬استطاعوا ‬طرد ‬العرب ‬والمسلمين ‬من ‬هناك، ‬وأعادوا ‬أبناء ‬دولتهم، ‬ولم ‬يمنعهم ‬وجود ‬العرب ‬هناك ‬طيلة ‬مئات ‬السنين ‬من ‬التخلى ‬عن ‬هذا ‬الهدف، ‬وبالرغم ‬–كما ‬يدعي- ‬أن ‬العرب ‬فى ‬فلسطين ‬بخلاف ‬المسلمين ‬فى ‬أسبانيا ‬لم ‬ينتجوا ‬ثقافة ‬أو ‬يشيدوا ‬عمرانًا ‬فى ‬البلاد، ‬فكانوا ‬عابرين ‬فى ‬فلسطين، ‬حملتهم ‬الرياح ‬إلى ‬هناك، ‬وسيعبرون ‬مع ‬هبة ‬رياح ‬أخرى ‬إلى ‬مكان ‬آخر.‬
ولا ‬يتردد ‬نتنياهو ‬فى ‬كافة ‬تصريحاته ‬ومقولاته ‬فى ‬‮«‬قلب ‬الحقائق ‬وتزوير ‬التاريخ‮»‬، ‬لقد ‬حاول ‬ربط ‬النضال ‬الوطنى ‬الفلسطينى ‬بالنازية، ‬فقد ‬زعم ‬‮«‬أن ‬الثقافة ‬العربية ‬الإسلامية ‬التى ‬مثلها ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬هى ‬من ‬أقنعت ‬هتلر ‬بإبادة ‬اليهود، ‬وهو ‬نفس ‬ما ‬ردده ‬فى ‬المؤتمر ‬الصهيونى ‬العالمى ‬الذى ‬عقد ‬فى ‬عام ‬2015 ‬حيث ‬قال: ‬إن ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬أقنع ‬هتلر ‬بالحل ‬النهائى ‬لمسألة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا، ‬أى ‬إبادتهم، ‬لأن ‬هتلر ‬أراد ‬طردهم ‬فقط، ‬لذا ‬فالمفتى ‬الفلسطينى ‬هو ‬المسئول ‬عن ‬إبادة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا.‬
ولم ‬يقتصر ‬نتنياهو ‬فى ‬مقولاته ‬على ‬اتهام ‬الحاج ‬أمين ‬الحسيني، ‬بل ‬اتهم ‬بأسر ‬عرفات ‬لاحقًا ‬بأنه ‬الشخص ‬الذى ‬أسهم ‬فى ‬انتشار ‬الإرهاب ‬الدولى ‬أكثر ‬من ‬أى ‬شخص ‬آخر، ‬وأن ‬الرجل ‬يرأس ‬منظمة، ‬هدفها ‬السياسى ‬المركزى ‬هو ‬إبادة ‬دولة ‬إسرائيل، ‬وهو ‬مسئول ‬شخصيًا ‬عن ‬عدد ‬لا ‬يحصى ‬من ‬الأعمال ‬الفظيعة ‬ضد ‬مواطنين ‬فى ‬كل ‬بلدان ‬العالم ‬الحر ‬تقريبًا، ‬ويعتقد ‬نتنياهو ‬هو ‬أن ‬إقامة ‬الحكم ‬الذاتى ‬لمنظمة ‬التحرير ‬الفلسطينية ‬فى ‬أعقاب ‬اتفاق ‬أوسلو ‬شكلت ‬أحد ‬التعزيزات ‬الهامة ‬التى ‬حصل ‬عليها ‬–ما ‬أسماه- ‬بالإرهاب ‬‮«‬الإسلامي‮»‬ ‬منذ ‬إقامة ‬الجمهورية ‬الإسلامية ‬فى ‬إيران.‬
وفى ‬أطروحاته ‬وكتاباته ‬المختلفة ‬يطالب ‬نتنياهو ‬بضرورة ‬تعزيز ‬الطابع ‬اليهودى ‬للدولة ‬على ‬حساب ‬الهوية ‬الإسرائيلية، ‬بإعتبار ‬أن ‬‮«‬إسرائيل ‬وجدت ‬لليهود ‬فقط‮»‬ ‬على ‬حد ‬تعبيره، ‬وهو ‬يعتبر ‬أن ‬ما ‬يسميه ‬ب ‬‮«‬إنتاج ‬شعب ‬فلسطينى ‬وهوية ‬وطنية ‬فلسطينية ‬كانت ‬مؤامرة ‬عربية ‬لإسقاط ‬حق ‬اليهود ‬فى ‬فلسطين، ‬ويقول: ‬‮«‬كان ‬ هنالك ‬عرب ‬عاشوا ‬فى ‬أرض ‬إسرائيل، ‬مثلما ‬عاش ‬عرب ‬آخرون ‬فى ‬أماكن ‬أخرى ‬كثيرة، ‬ولكن ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬ذو ‬وعى ‬قومى ‬أو ‬هوية ‬قومية، ‬أو ‬حتى ‬مصالح ‬قومية ‬مشتركة، ‬ومثلما ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دولة ‬‮«‬فلسطينية‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬كذلك ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬أو ‬ثقافة ‬فلسطينية، ‬على ‬حد ‬زعمه.‬
وهكذا ‬يكشف ‬‮«‬التاريخ‮»‬ ‬عن ‬حقائق ‬الفكر ‬الصهيونى ‬المتطرف ‬الذى ‬تبناه ‬نتنياهو ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ولا ‬يزال، ‬والذى ‬عبر ‬عنه ‬بالأقوال ‬والأفعال.‬
من ‬هنا ‬كانت ‬أهمية ‬هذا ‬الكتاب، ‬وفى ‬هذه ‬الظروف ‬التى ‬تمر ‬بها ‬الأمة ‬العربية ‬فى ‬الوقت ‬الراهن، ‬علنا ‬ندرك ‬خطورة ‬اللحظة ‬وأبعاد ‬المخطط ‬وسيناريوهات ‬المستقبل.‬
**


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.