"25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    وزير الخارجية الإماراتي يبحث الأوضاع في غزة واليمن مع نظيره الأمريكي في اتصال هاتفي    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    المنتجين العرب يعلن دعمه وإشادته بمبادرة الشركة المتحدة للارتقاء بالمحتوى الإعلامي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    أرسنال يكتسح أستون فيلا برباعية ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    مصرع طفل صدمه قطار أثناء عبور مزلقان العامرية في الفيوم    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    مانشستر يونايتد يسقط فى فخ التعادل أمام وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    قرارات حاسمة من تعليم الجيزة لضبط امتحانات الفصل الدراسي الأول    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    طقس اليوم: مائل للدفء نهارا شديد البرودة ليلا.. والصغرى بالقاهرة 12    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى كتاب جديد لمصطفى بكري
نشر في صوت الأمة يوم 20 - 10 - 2024

صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر كتاب جديد بعنوان " نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى" للكاتب الصحفى مصطفى بكرى.

الكتاب يتناول مسيرة نتنياهو وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق (حلم إسرائيل الكبرى).

ويكشف الكاتب عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودى للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية بإعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره.

ومن خلال قراءة الكاتب لاطروحات نتنياهو خاصة كتابه "مكان تحت الشمس يقول المؤلف "إن نتنياهو يشكل حالة فريدة فى التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيونى وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التى تميزت بالدهاء والذكاء ‬البقاء ‬فى ‬رئاسة ‬الحكومة ‬الإسرائيلية ‬لعدة ‬دورات ‬بدات ‬مع ‬عام ‬1996-‬1999م، ‬ثم ‬تلتها ‬دورات ‬أخرى ‬بدأت ‬منذ ‬عام ‬2009 ‬وحتى ‬الآن، ‬مما ‬يؤكد ‬أننا ‬أمام ‬شخصية ‬متفردة، ‬ومقنعة ‬للشارع ‬الإسرائيلى ‬رغم ‬مواقفه ‬اليمنية ‬المتطرفة، ‬والتى ‬تجسدت ‬بشكل ‬واضح ‬خلال ‬حرب ‬الإبادة ‬الراهنة ‬ضد ‬مواطنى ‬غزة ‬والضفة ‬منذ ‬عملية ‬‮"‬طوفان ‬الأقصى" ‬فى ‬7 ‬من ‬أكتوبر ‬2023م، ‬وما ‬تلاها ‬من ‬حرب ‬على ‬لبنان ‬بدات ‬فى ‬شهر ‬سبتمبر ‬‮2024‬ ‬وسبقتها ‬قبل ‬ذلك ‬عمليات ‬اغتيال ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬الفلسطينية ‬واللبنانية ‬المؤثرة ‬والمنتمية ‬إلى ‬حماس ‬وحزب ‬الله ‬وعلى ‬رأسهم ‬إسماعيل ‬هنية ‬رئيس ‬المكتب ‬السياسى ‬لحركة ‬حماس، ‬ثم ‬اغتيال ‬الأمين ‬العام ‬حسن ‬نصر ‬الله ‬وغيرهم ‬من ‬القيادات ‬السياسية ‬والعسكرية ‬على ‬السواء، ‬وهى ‬الحرب ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬دمار ‬غزة ‬ومقتل ‬‮45‬ ‬ألف ‬وإصابة ‬أكثر ‬من ‬‮120‬ ‬ألف ‬فى ‬غزة ‬والضفة، ‬ناهيك ‬عن ‬الحرب ‬التى ‬طالت ‬البنية ‬التحتية ‬فى ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬ثم ‬امتدت ‬إلى ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الأخرى ‬وتحديدًا ‬فى ‬صور ‬وصيدا ‬والبقاع ‬والضاحية ‬الجنوبية ‬من ‬بيروت، ‬حيث ‬تتمركز ‬قيادة ‬حزب ‬الله ‬والكثير ‬من ‬عناصر ‬وعائلات ‬الحزب ‬فى ‬هذه ‬المنطقة.‬
ويهدف ‬هذا ‬الكتاب ‬إلى ‬معرفة ‬الأسباب ‬الحقيقية ‬التى ‬شكلت ‬وعى ‬وأفكار ‬وأيديولوجية ‬نتنياهو ‬المتطرفة ‬والتى ‬انعكست ‬فى ‬عدائه ‬الشديد ‬لكل ‬ما ‬هو ‬فلسطينى ‬وعربى ‬وإسلامي، ‬ورفضه ‬لأية ‬حلول ‬سياسية ‬من ‬شأنها ‬إقامة ‬الدولة ‬الفلسطينية، ‬أو ‬استمرار ‬بقاء ‬الفلسطينيين ‬على ‬بعض ‬من ‬أراضيهم.‬
ويتطرق ‬الكتاب ‬إلى ‬طبيعة ‬العلاقة ‬الفكرية ‬التى ‬ربطت ‬بين ‬‮"بنيامين‮"‬ ‬وبين ‬والده ‬‮"‬تسيون ‬نتنياهو‮"‬ ‬والذى ‬كان ‬يردد ‬على ‬مسامعه ‬منذ ‬الصغر ‬قوله: ‬‮"‬إنك ‬أفضل ‬من ‬أى ‬عربي، ‬وإذا ‬جلست ‬فاجلس ‬مع ‬من ‬هم ‬نظراؤك، ‬فالعرب ‬أقل ‬من ‬أن ‬تحدثهم ‬أو ‬تنظر ‬إليهم‮"‬.‬
كانت ‬مقولات ‬‮"‬والده‮"‬ ‬وكتاباته ‬مبعث ‬تطرفه ‬منذ ‬الصغر، ‬حيث ‬وصفه ‬المؤرخ ‬الإسرائيلى ‬‮"‬يوسف ‬كلا ‬وزفر‮"‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬دائرة ‬المعارف ‬العبرية( ‬الأسبق) ‬‮"‬بأنه ‬سيكون ‬من ‬أكثر ‬اليهود ‬تطرفًا ‬فى ‬العالم‮"‬.‬
ويعد ‬كتاب ‬‮"مكان ‬تحت ‬الشمس‮"‬ ‬الذى ‬ألفه ‬‮"‬بنيامين ‬نتنياهو‮"‬ ‬هو ‬المرجع ‬الأهم ‬لأفكاره ‬خاصة ‬مقولاته ‬عن ‬إسرائيل ‬الكبرى ‬وعن ‬القدس ‬وسيناء، ‬وعن ‬رؤيته ‬لطبيعة ‬التسوية ‬السياسية ‬مع ‬العرب.‬
يقول ‬نتنياهو‮»‬ ‬عن ‬سيناء: ‬‮"‬إنها ‬المكان ‬الذى ‬جاءت ‬فيه ‬رسالة ‬موسى ‬الذى ‬أرسل ‬لبنى ‬إسرائيل، ‬ومن ‬الطبيعى ‬أن ‬يكون ‬لليهود ‬عاصمتهم ‬فى ‬سيناء، ‬إلا ‬أن ‬العرب ‬المعتدين ‬طردوا ‬اليهود ‬من ‬هذه ‬البقعة ‬الطاهرة، ‬ولذلك ‬قام ‬بتأليف ‬‮"‬ترنيمات ‬يهودية‮"‬، ‬أوضح ‬خلالها ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لسيناء ‬على ‬أنها ‬منطقة ‬أمن ‬لإسرائيل، ‬مثلما ‬ينظر ‬للجولان ‬أو ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬إنما ‬هناك ‬منطقتان ‬لا ‬يجوز ‬التخلى ‬عنهما ‬كما ‬يقول ‬هما ‬‮"‬سيناء ‬والقدس‮"‬، ‬ولذلك ‬كان ‬العداء ‬حادًا ‬بينه ‬وبين ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬الأسبق ‬‮"‬مناحيم ‬بيجين‮"‬ ‬والذى ‬اتهم ‬بأنه ‬أصح ‬يهوديًا ‬مارقا، ‬يحل ‬عليه ‬العذاب ‬فى ‬الدنيا ‬والآخرة ‬بعد ‬أن ‬قام ‬بتسليم ‬سيناء ‬إلى ‬السادات ‬بمقتضى ‬معاهدة ‬كامب ‬ديفيد ‬عام ‬1978، ‬ومعاهدة ‬السلام ‬المصرية-‬الإسرائيلية ‬عام ‬1979.‬
ولم ‬يكتفى ‬‮"‬نتنياهو‮"‬ ‬بالحديث ‬عن ‬أهمية ‬سيناء ‬لإسرائيل، ‬وإنما ‬أيضًا ‬كان ‬يحلم ‬بأن ‬يجعل ‬سيناء ‬عاصمة ‬للدين ‬اليهودى، ‬وعاصمة ‬العالم ‬الاقتصادية، ‬ولذلك ‬كان ‬يرى ‬بضرورة ‬استردادها ‬طال ‬الزمن ‬أم ‬قصر، ‬وكان ‬دومًا ‬يردد ‬أنه ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬احتلال ‬إسرائيلى ‬لأى ‬منطقة ‬عربية ‬فى ‬أى ‬وقت، ‬وإنما ‬هناك ‬احتلال ‬عربى ‬لأرض ‬إسرائيلية، ‬وأن ‬إسرائيل ‬إذا ‬ما ‬أغارت ‬على ‬أى ‬بلد ‬عربى ‬أو ‬أى ‬منطقة ‬فإن ‬الدافع ‬الرئيسى ‬لذلك ‬هو ‬استرداد ‬أرضها!!‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نتنياهو ‬هو ‬صاحب ‬أطول ‬فترة ‬حكم ‬بين ‬الساسة ‬الإسرائيليين، ‬إلا ‬أنه ‬يحلم -‬وقد ‬كرر ‬ذلك ‬أكثر ‬من ‬مرة- ‬بتغيير ‬خريطة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وكأنه ‬يعلن ‬بدء ‬إنشاء ‬دولة ‬إسرائيل ‬كبرى ‬من ‬النيل ‬إلى ‬الفرات، ‬حيث ‬يرى ‬أنه ‬أسس ‬لدولة ‬‮«‬إسرائيل ‬الثالثة‮»‬ ‬حيث ‬تأسست ‬دولة ‬‮«‬إسرائيل‮»‬ ‬الأولى ‬على ‬يد ‬‮«‬بنجوريون‮»‬ ‬مؤسس ‬الكيان، ‬بينما ‬تأسست ‬‮«‬الثانية‮»‬ ‬بفوز ‬حزب ‬الليكود ‬فى ‬انتخابات ‬1977، ‬والثالثة ‬على ‬يد ‬‮«‬نتنياهو‮»‬، ‬وهى ‬الدولة ‬المنوط ‬بها ‬تحقيق ‬حلم ‬‮«‬إسرائيل ‬الكبرى‮»‬ -‬كما ‬يرى-.
وفى ‬كتابه ‬‮«‬مكان ‬تحت ‬الشمس‮»‬ ‬يتطرق ‬نتنياهو ‬إلى ‬مقولة: ‬‮«‬إن ‬الحق ‬فى ‬فلسطين ‬هو ‬للعرب ‬والفلسطينيين ‬لكونهم ‬عاشوا ‬فيها ‬مئات ‬السنين ‬الأخيرة‮»‬، ‬حيث ‬يستحضر ‬الحالة ‬التاريخية ‬الأسبانية ‬فيزعم ‬أن ‬حكم ‬العرب ‬والمسلمين ‬لأسبانيا ‬لمئات ‬السنين ‬لم ‬يمنع ‬الأسبان ‬من ‬التصدى ‬لهم ‬بالقتال ‬وطردهم ‬من ‬بلادهم، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنهم ‬–أى ‬المسلمين- ‬شيدوا ‬هناك ‬حضارة ‬مزدهرة، ‬وذلك ‬أن ‬قلوب ‬الأسبان ‬بقت ‬متعلقة ‬ببلادهم، ‬وفى ‬النهاية ‬استطاعوا ‬طرد ‬العرب ‬والمسلمين ‬من ‬هناك، ‬وأعادوا ‬أبناء ‬دولتهم، ‬ولم ‬يمنعهم ‬وجود ‬العرب ‬هناك ‬طيلة ‬مئات ‬السنين ‬من ‬التخلى ‬عن ‬هذا ‬الهدف، ‬وبالرغم ‬–كما ‬يدعي- ‬أن ‬العرب ‬فى ‬فلسطين ‬بخلاف ‬المسلمين ‬فى ‬أسبانيا ‬لم ‬ينتجوا ‬ثقافة ‬أو ‬يشيدوا ‬عمرانًا ‬فى ‬البلاد، ‬فكانوا ‬عابرين ‬فى ‬فلسطين، ‬حملتهم ‬الرياح ‬إلى ‬هناك، ‬وسيعبرون ‬مع ‬هبة ‬رياح ‬أخرى ‬إلى ‬مكان ‬آخر.‬
ولا ‬يتردد ‬نتنياهو ‬فى ‬كافة ‬تصريحاته ‬ومقولاته ‬فى ‬‮«‬قلب ‬الحقائق ‬وتزوير ‬التاريخ‮»‬، ‬لقد ‬حاول ‬ربط ‬النضال ‬الوطنى ‬الفلسطينى ‬بالنازية، ‬فقد ‬زعم ‬‮«‬أن ‬الثقافة ‬العربية ‬الإسلامية ‬التى ‬مثلها ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬هى ‬من ‬أقنعت ‬هتلر ‬بإبادة ‬اليهود، ‬وهو ‬نفس ‬ما ‬ردده ‬فى ‬المؤتمر ‬الصهيونى ‬العالمى ‬الذى ‬عقد ‬فى ‬عام ‬2015 ‬حيث ‬قال: ‬إن ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬أقنع ‬هتلر ‬بالحل ‬النهائى ‬لمسألة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا، ‬أى ‬إبادتهم، ‬لأن ‬هتلر ‬أراد ‬طردهم ‬فقط، ‬لذا ‬فالمفتى ‬الفلسطينى ‬هو ‬المسئول ‬عن ‬إبادة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا.‬
ولم ‬يقتصر ‬نتنياهو ‬فى ‬مقولاته ‬على ‬اتهام ‬الحاج ‬أمين ‬الحسيني، ‬بل ‬اتهم ‬بأسر ‬عرفات ‬لاحقًا ‬بأنه ‬الشخص ‬الذى ‬أسهم ‬فى ‬انتشار ‬الإرهاب ‬الدولى ‬أكثر ‬من ‬أى ‬شخص ‬آخر، ‬وأن ‬الرجل ‬يرأس ‬منظمة، ‬هدفها ‬السياسى ‬المركزى ‬هو ‬إبادة ‬دولة ‬إسرائيل، ‬وهو ‬مسئول ‬شخصيًا ‬عن ‬عدد ‬لا ‬يحصى ‬من ‬الأعمال ‬الفظيعة ‬ضد ‬مواطنين ‬فى ‬كل ‬بلدان ‬العالم ‬الحر ‬تقريبًا، ‬ويعتقد ‬نتنياهو ‬هو ‬أن ‬إقامة ‬الحكم ‬الذاتى ‬لمنظمة ‬التحرير ‬الفلسطينية ‬فى ‬أعقاب ‬اتفاق ‬أوسلو ‬شكلت ‬أحد ‬التعزيزات ‬الهامة ‬التى ‬حصل ‬عليها ‬–ما ‬أسماه- ‬بالإرهاب ‬‮«‬الإسلامي‮»‬ ‬منذ ‬إقامة ‬الجمهورية ‬الإسلامية ‬فى ‬إيران.‬
وفى ‬أطروحاته ‬وكتاباته ‬المختلفة ‬يطالب ‬نتنياهو ‬بضرورة ‬تعزيز ‬الطابع ‬اليهودى ‬للدولة ‬على ‬حساب ‬الهوية ‬الإسرائيلية، ‬بإعتبار ‬أن ‬‮«‬إسرائيل ‬وجدت ‬لليهود ‬فقط‮»‬ ‬على ‬حد ‬تعبيره، ‬وهو ‬يعتبر ‬أن ‬ما ‬يسميه ‬ب ‬‮«‬إنتاج ‬شعب ‬فلسطينى ‬وهوية ‬وطنية ‬فلسطينية ‬كانت ‬مؤامرة ‬عربية ‬لإسقاط ‬حق ‬اليهود ‬فى ‬فلسطين، ‬ويقول: ‬‮«‬كان ‬ هنالك ‬عرب ‬عاشوا ‬فى ‬أرض ‬إسرائيل، ‬مثلما ‬عاش ‬عرب ‬آخرون ‬فى ‬أماكن ‬أخرى ‬كثيرة، ‬ولكن ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬ذو ‬وعى ‬قومى ‬أو ‬هوية ‬قومية، ‬أو ‬حتى ‬مصالح ‬قومية ‬مشتركة، ‬ومثلما ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دولة ‬‮«‬فلسطينية‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬كذلك ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬أو ‬ثقافة ‬فلسطينية، ‬على ‬حد ‬زعمه.‬
وهكذا ‬يكشف ‬‮«‬التاريخ‮»‬ ‬عن ‬حقائق ‬الفكر ‬الصهيونى ‬المتطرف ‬الذى ‬تبناه ‬نتنياهو ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ولا ‬يزال، ‬والذى ‬عبر ‬عنه ‬بالأقوال ‬والأفعال.‬
من ‬هنا ‬كانت ‬أهمية ‬هذا ‬الكتاب، ‬وفى ‬هذه ‬الظروف ‬التى ‬تمر ‬بها ‬الأمة ‬العربية ‬فى ‬الوقت ‬الراهن، ‬علنا ‬ندرك ‬خطورة ‬اللحظة ‬وأبعاد ‬المخطط ‬وسيناريوهات ‬المستقبل.‬
نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى
كتاب جديد لمصطفى بكرى
صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر كتاب جديد بعنوان " نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى" للكاتب الصحفى مصطفى بكرى.
الكتاب يتناول مسيرة نتنياهو وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق (حلم إسرائيل الكبرى).
ويكشف الكاتب عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودى للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية بإعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره.
ومن خلال قراءة الكاتب لاطروحات نتنياهو خاصة كتابه "مكان تحت الشمس يقول المؤلف "إن نتنياهو يشكل حالة فريدة فى التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيونى وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التى تميزت بالدهاء والذكاء ‬البقاء ‬فى ‬رئاسة ‬الحكومة ‬الإسرائيلية ‬لعدة ‬دورات ‬بدات ‬مع ‬عام ‬1996-‬1999م، ‬ثم ‬تلتها ‬دورات ‬أخرى ‬بدأت ‬منذ ‬عام ‬2009 ‬وحتى ‬الآن، ‬مما ‬يؤكد ‬أننا ‬أمام ‬شخصية ‬متفردة، ‬ومقنعة ‬للشارع ‬الإسرائيلى ‬رغم ‬مواقفه ‬اليمنية ‬المتطرفة، ‬والتى ‬تجسدت ‬بشكل ‬واضح ‬خلال ‬حرب ‬الإبادة ‬الراهنة ‬ضد ‬مواطنى ‬غزة ‬والضفة ‬منذ ‬عملية ‬‮"‬طوفان ‬الأقصى" ‬فى ‬7 ‬من ‬أكتوبر ‬2023م، ‬وما ‬تلاها ‬من ‬حرب ‬على ‬لبنان ‬بدات ‬فى ‬شهر ‬سبتمبر ‬‮2024‬ ‬وسبقتها ‬قبل ‬ذلك ‬عمليات ‬اغتيال ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬الفلسطينية ‬واللبنانية ‬المؤثرة ‬والمنتمية ‬إلى ‬حماس ‬وحزب ‬الله ‬وعلى ‬رأسهم ‬إسماعيل ‬هنية ‬رئيس ‬المكتب ‬السياسى ‬لحركة ‬حماس، ‬ثم ‬اغتيال ‬الأمين ‬العام ‬حسن ‬نصر ‬الله ‬وغيرهم ‬من ‬القيادات ‬السياسية ‬والعسكرية ‬على ‬السواء، ‬وهى ‬الحرب ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬دمار ‬غزة ‬ومقتل ‬‮45‬ ‬ألف ‬وإصابة ‬أكثر ‬من ‬‮120‬ ‬ألف ‬فى ‬غزة ‬والضفة، ‬ناهيك ‬عن ‬الحرب ‬التى ‬طالت ‬البنية ‬التحتية ‬فى ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬ثم ‬امتدت ‬إلى ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الأخرى ‬وتحديدًا ‬فى ‬صور ‬وصيدا ‬والبقاع ‬والضاحية ‬الجنوبية ‬من ‬بيروت، ‬حيث ‬تتمركز ‬قيادة ‬حزب ‬الله ‬والكثير ‬من ‬عناصر ‬وعائلات ‬الحزب ‬فى ‬هذه ‬المنطقة.‬
ويهدف ‬هذا ‬الكتاب ‬إلى ‬معرفة ‬الأسباب ‬الحقيقية ‬التى ‬شكلت ‬وعى ‬وأفكار ‬وأيديولوجية ‬نتنياهو ‬المتطرفة ‬والتى ‬انعكست ‬فى ‬عدائه ‬الشديد ‬لكل ‬ما ‬هو ‬فلسطينى ‬وعربى ‬وإسلامي، ‬ورفضه ‬لأية ‬حلول ‬سياسية ‬من ‬شأنها ‬إقامة ‬الدولة ‬الفلسطينية، ‬أو ‬استمرار ‬بقاء ‬الفلسطينيين ‬على ‬بعض ‬من ‬أراضيهم.‬
ويتطرق ‬الكتاب ‬إلى ‬طبيعة ‬العلاقة ‬الفكرية ‬التى ‬ربطت ‬بين ‬‮"بنيامين‮"‬ ‬وبين ‬والده ‬‮"‬تسيون ‬نتنياهو‮"‬ ‬والذى ‬كان ‬يردد ‬على ‬مسامعه ‬منذ ‬الصغر ‬قوله: ‬‮"‬إنك ‬أفضل ‬من ‬أى ‬عربي، ‬وإذا ‬جلست ‬فاجلس ‬مع ‬من ‬هم ‬نظراؤك، ‬فالعرب ‬أقل ‬من ‬أن ‬تحدثهم ‬أو ‬تنظر ‬إليهم‮"‬.‬
كانت ‬مقولات ‬‮"‬والده‮"‬ ‬وكتاباته ‬مبعث ‬تطرفه ‬منذ ‬الصغر، ‬حيث ‬وصفه ‬المؤرخ ‬الإسرائيلى ‬‮"‬يوسف ‬كلا ‬وزفر‮"‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬دائرة ‬المعارف ‬العبرية( ‬الأسبق) ‬‮"‬بأنه ‬سيكون ‬من ‬أكثر ‬اليهود ‬تطرفًا ‬فى ‬العالم‮"‬.‬
ويعد ‬كتاب ‬‮"مكان ‬تحت ‬الشمس‮"‬ ‬الذى ‬ألفه ‬‮"‬بنيامين ‬نتنياهو‮"‬ ‬هو ‬المرجع ‬الأهم ‬لأفكاره ‬خاصة ‬مقولاته ‬عن ‬إسرائيل ‬الكبرى ‬وعن ‬القدس ‬وسيناء، ‬وعن ‬رؤيته ‬لطبيعة ‬التسوية ‬السياسية ‬مع ‬العرب.‬
يقول ‬نتنياهو‮»‬ ‬عن ‬سيناء: ‬‮"‬إنها ‬المكان ‬الذى ‬جاءت ‬فيه ‬رسالة ‬موسى ‬الذى ‬أرسل ‬لبنى ‬إسرائيل، ‬ومن ‬الطبيعى ‬أن ‬يكون ‬لليهود ‬عاصمتهم ‬فى ‬سيناء، ‬إلا ‬أن ‬العرب ‬المعتدين ‬طردوا ‬اليهود ‬من ‬هذه ‬البقعة ‬الطاهرة، ‬ولذلك ‬قام ‬بتأليف ‬‮"‬ترنيمات ‬يهودية‮"‬، ‬أوضح ‬خلالها ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لسيناء ‬على ‬أنها ‬منطقة ‬أمن ‬لإسرائيل، ‬مثلما ‬ينظر ‬للجولان ‬أو ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬إنما ‬هناك ‬منطقتان ‬لا ‬يجوز ‬التخلى ‬عنهما ‬كما ‬يقول ‬هما ‬‮"‬سيناء ‬والقدس‮"‬، ‬ولذلك ‬كان ‬العداء ‬حادًا ‬بينه ‬وبين ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬الأسبق ‬‮"‬مناحيم ‬بيجين‮"‬ ‬والذى ‬اتهم ‬بأنه ‬أصح ‬يهوديًا ‬مارقا، ‬يحل ‬عليه ‬العذاب ‬فى ‬الدنيا ‬والآخرة ‬بعد ‬أن ‬قام ‬بتسليم ‬سيناء ‬إلى ‬السادات ‬بمقتضى ‬معاهدة ‬كامب ‬ديفيد ‬عام ‬1978، ‬ومعاهدة ‬السلام ‬المصرية-‬الإسرائيلية ‬عام ‬1979.‬
ولم ‬يكتفى ‬‮"‬نتنياهو‮"‬ ‬بالحديث ‬عن ‬أهمية ‬سيناء ‬لإسرائيل، ‬وإنما ‬أيضًا ‬كان ‬يحلم ‬بأن ‬يجعل ‬سيناء ‬عاصمة ‬للدين ‬اليهودى، ‬وعاصمة ‬العالم ‬الاقتصادية، ‬ولذلك ‬كان ‬يرى ‬بضرورة ‬استردادها ‬طال ‬الزمن ‬أم ‬قصر، ‬وكان ‬دومًا ‬يردد ‬أنه ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬احتلال ‬إسرائيلى ‬لأى ‬منطقة ‬عربية ‬فى ‬أى ‬وقت، ‬وإنما ‬هناك ‬احتلال ‬عربى ‬لأرض ‬إسرائيلية، ‬وأن ‬إسرائيل ‬إذا ‬ما ‬أغارت ‬على ‬أى ‬بلد ‬عربى ‬أو ‬أى ‬منطقة ‬فإن ‬الدافع ‬الرئيسى ‬لذلك ‬هو ‬استرداد ‬أرضها!!‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نتنياهو ‬هو ‬صاحب ‬أطول ‬فترة ‬حكم ‬بين ‬الساسة ‬الإسرائيليين، ‬إلا ‬أنه ‬يحلم -‬وقد ‬كرر ‬ذلك ‬أكثر ‬من ‬مرة- ‬بتغيير ‬خريطة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وكأنه ‬يعلن ‬بدء ‬إنشاء ‬دولة ‬إسرائيل ‬كبرى ‬من ‬النيل ‬إلى ‬الفرات، ‬حيث ‬يرى ‬أنه ‬أسس ‬لدولة ‬‮«‬إسرائيل ‬الثالثة‮»‬ ‬حيث ‬تأسست ‬دولة ‬‮«‬إسرائيل‮»‬ ‬الأولى ‬على ‬يد ‬‮«‬بنجوريون‮»‬ ‬مؤسس ‬الكيان، ‬بينما ‬تأسست ‬‮«‬الثانية‮»‬ ‬بفوز ‬حزب ‬الليكود ‬فى ‬انتخابات ‬1977، ‬والثالثة ‬على ‬يد ‬‮«‬نتنياهو‮»‬، ‬وهى ‬الدولة ‬المنوط ‬بها ‬تحقيق ‬حلم ‬‮«‬إسرائيل ‬الكبرى‮»‬ -‬كما ‬يرى-.
وفى ‬كتابه ‬‮«‬مكان ‬تحت ‬الشمس‮»‬ ‬يتطرق ‬نتنياهو ‬إلى ‬مقولة: ‬‮«‬إن ‬الحق ‬فى ‬فلسطين ‬هو ‬للعرب ‬والفلسطينيين ‬لكونهم ‬عاشوا ‬فيها ‬مئات ‬السنين ‬الأخيرة‮»‬، ‬حيث ‬يستحضر ‬الحالة ‬التاريخية ‬الأسبانية ‬فيزعم ‬أن ‬حكم ‬العرب ‬والمسلمين ‬لأسبانيا ‬لمئات ‬السنين ‬لم ‬يمنع ‬الأسبان ‬من ‬التصدى ‬لهم ‬بالقتال ‬وطردهم ‬من ‬بلادهم، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنهم ‬–أى ‬المسلمين- ‬شيدوا ‬هناك ‬حضارة ‬مزدهرة، ‬وذلك ‬أن ‬قلوب ‬الأسبان ‬بقت ‬متعلقة ‬ببلادهم، ‬وفى ‬النهاية ‬استطاعوا ‬طرد ‬العرب ‬والمسلمين ‬من ‬هناك، ‬وأعادوا ‬أبناء ‬دولتهم، ‬ولم ‬يمنعهم ‬وجود ‬العرب ‬هناك ‬طيلة ‬مئات ‬السنين ‬من ‬التخلى ‬عن ‬هذا ‬الهدف، ‬وبالرغم ‬–كما ‬يدعي- ‬أن ‬العرب ‬فى ‬فلسطين ‬بخلاف ‬المسلمين ‬فى ‬أسبانيا ‬لم ‬ينتجوا ‬ثقافة ‬أو ‬يشيدوا ‬عمرانًا ‬فى ‬البلاد، ‬فكانوا ‬عابرين ‬فى ‬فلسطين، ‬حملتهم ‬الرياح ‬إلى ‬هناك، ‬وسيعبرون ‬مع ‬هبة ‬رياح ‬أخرى ‬إلى ‬مكان ‬آخر.‬
ولا ‬يتردد ‬نتنياهو ‬فى ‬كافة ‬تصريحاته ‬ومقولاته ‬فى ‬‮«‬قلب ‬الحقائق ‬وتزوير ‬التاريخ‮»‬، ‬لقد ‬حاول ‬ربط ‬النضال ‬الوطنى ‬الفلسطينى ‬بالنازية، ‬فقد ‬زعم ‬‮«‬أن ‬الثقافة ‬العربية ‬الإسلامية ‬التى ‬مثلها ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬هى ‬من ‬أقنعت ‬هتلر ‬بإبادة ‬اليهود، ‬وهو ‬نفس ‬ما ‬ردده ‬فى ‬المؤتمر ‬الصهيونى ‬العالمى ‬الذى ‬عقد ‬فى ‬عام ‬2015 ‬حيث ‬قال: ‬إن ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬أقنع ‬هتلر ‬بالحل ‬النهائى ‬لمسألة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا، ‬أى ‬إبادتهم، ‬لأن ‬هتلر ‬أراد ‬طردهم ‬فقط، ‬لذا ‬فالمفتى ‬الفلسطينى ‬هو ‬المسئول ‬عن ‬إبادة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا.‬
ولم ‬يقتصر ‬نتنياهو ‬فى ‬مقولاته ‬على ‬اتهام ‬الحاج ‬أمين ‬الحسيني، ‬بل ‬اتهم ‬بأسر ‬عرفات ‬لاحقًا ‬بأنه ‬الشخص ‬الذى ‬أسهم ‬فى ‬انتشار ‬الإرهاب ‬الدولى ‬أكثر ‬من ‬أى ‬شخص ‬آخر، ‬وأن ‬الرجل ‬يرأس ‬منظمة، ‬هدفها ‬السياسى ‬المركزى ‬هو ‬إبادة ‬دولة ‬إسرائيل، ‬وهو ‬مسئول ‬شخصيًا ‬عن ‬عدد ‬لا ‬يحصى ‬من ‬الأعمال ‬الفظيعة ‬ضد ‬مواطنين ‬فى ‬كل ‬بلدان ‬العالم ‬الحر ‬تقريبًا، ‬ويعتقد ‬نتنياهو ‬هو ‬أن ‬إقامة ‬الحكم ‬الذاتى ‬لمنظمة ‬التحرير ‬الفلسطينية ‬فى ‬أعقاب ‬اتفاق ‬أوسلو ‬شكلت ‬أحد ‬التعزيزات ‬الهامة ‬التى ‬حصل ‬عليها ‬–ما ‬أسماه- ‬بالإرهاب ‬‮«‬الإسلامي‮»‬ ‬منذ ‬إقامة ‬الجمهورية ‬الإسلامية ‬فى ‬إيران.‬
وفى ‬أطروحاته ‬وكتاباته ‬المختلفة ‬يطالب ‬نتنياهو ‬بضرورة ‬تعزيز ‬الطابع ‬اليهودى ‬للدولة ‬على ‬حساب ‬الهوية ‬الإسرائيلية، ‬بإعتبار ‬أن ‬‮«‬إسرائيل ‬وجدت ‬لليهود ‬فقط‮»‬ ‬على ‬حد ‬تعبيره، ‬وهو ‬يعتبر ‬أن ‬ما ‬يسميه ‬ب ‬‮«‬إنتاج ‬شعب ‬فلسطينى ‬وهوية ‬وطنية ‬فلسطينية ‬كانت ‬مؤامرة ‬عربية ‬لإسقاط ‬حق ‬اليهود ‬فى ‬فلسطين، ‬ويقول: ‬‮«‬كان ‬ هنالك ‬عرب ‬عاشوا ‬فى ‬أرض ‬إسرائيل، ‬مثلما ‬عاش ‬عرب ‬آخرون ‬فى ‬أماكن ‬أخرى ‬كثيرة، ‬ولكن ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬ذو ‬وعى ‬قومى ‬أو ‬هوية ‬قومية، ‬أو ‬حتى ‬مصالح ‬قومية ‬مشتركة، ‬ومثلما ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دولة ‬‮«‬فلسطينية‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬كذلك ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬أو ‬ثقافة ‬فلسطينية، ‬على ‬حد ‬زعمه.‬
وهكذا ‬يكشف ‬‮«‬التاريخ‮»‬ ‬عن ‬حقائق ‬الفكر ‬الصهيونى ‬المتطرف ‬الذى ‬تبناه ‬نتنياهو ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ولا ‬يزال، ‬والذى ‬عبر ‬عنه ‬بالأقوال ‬والأفعال.‬
من ‬هنا ‬كانت ‬أهمية ‬هذا ‬الكتاب، ‬وفى ‬هذه ‬الظروف ‬التى ‬تمر ‬بها ‬الأمة ‬العربية ‬فى ‬الوقت ‬الراهن، ‬علنا ‬ندرك ‬خطورة ‬اللحظة ‬وأبعاد ‬المخطط ‬وسيناريوهات ‬المستقبل.‬
**


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.