ترقي وإعادة تعيين المعلمين 2025.. «الأكاديمية» تحدد مواعيد جديدة لاختبارات الصلاحية    تحديث مباشر ل سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الاثنين 06-10-2025    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين في البنوك بعد قرار المركزي    زلزال بقوة 5.5 درجة يهز منطقة قرغيزستان    عوقب بسببها بالسجن والتجريد من الحقوق.. حكاية فضل شاكر مع «جماعة الأسير»    خبر في الجول – اجتماع بين لبيب وجون إدوارد.. وانتظار عودة فيريرا لاتخاذ القرار المناسب    تفاصيل الجلسة العاصفة بين حسين لبيب وجون إدوارد    إيقاف قيد محتمل لنادي الزمالك (تفاصيل)    مدرب دجلة: كان من الصعب الفوز على فريق يدافع ب 5 لاعبين في ملعب ضيق    لحظة مصرع عامل إنارة صعقا بالكهرباء أثناء عمله بالزقازيق ومحافظ الشرقية ينعاه (فيديو)    وفاة مسن داخل محكمة الإسكندرية أثناء نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه    «جهزوا الشتوي».. بيان مهم بشأن حالة الطقس الأيام القادمة: «انخفاض مفاجئ»    هناك من يحاول التقرب منك.. حظ برج القوس اليوم 6 أكتوبر    بعد حفله في مهرجان النقابة.. تامر حسني يشارك جمهوره بيان شكر «المهن التمثيلية»    5 أبراج «بيفشلوا في علاقات الحب».. حالمون تفكيرهم متقلب ويشعرون بالملل بسرعة    هل استخدم منشار في قطعها؟.. تفاصيل غريبة عن سرقة اللوحة الأثرية الحجرية النادرة بسقارة (فيديو)    بعد غياب طويل.. كيف أصبح شكل الفنان ضياء الميرغني في أحدث ظهور    فنانة تصاب ب ذبحة صدرية.. أعراض وأسباب مرض قد يتطور إلى نوبة قلبية    محمد صلاح ينضم لمعسكر منتخب مصر قبل السفر للمغرب لملاقاة جيبوتى    أحمد صالح: الزمالك أعاد الأهلي إلى وضعه الطبيعي    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل: زلزال بقوة 5 درجات يضرب باكستان.. وزير دفاع أمريكا يهدد بالقضاء على حماس إذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار.. ترامب: مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة تسير بشكل جيد للغاية    محافظ الشرقية ينعي فني إنارة توفي أثناء تأدية عمله الزقازيق    حماس تنفي موافقتها على تسليم سلاحها لهيئة فلسطينية مصرية تحت إشراف دولي    لحظة تهور سائق في زفة بكرداسة تنتهي بالقبض عليه.. إنفوجراف    المؤبد وغرامة نصف مليون جنيه لربة منزل لإتجارها بالترامادول فى شبرا الخيمة    وزارة الداخلية تضبط متهمًا سرق دراجة نارية بالغربية بأسلوب المغافلة    سعر الذهب اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.. عيار 24 بدون مصنعية ب 5977 جنيها    الدكتورة هالة السعيد والدكتورة غادة والي تقدمان الدعم للعارضين في تراثنا    تيسير بلا حدود.. السعودية تفتح أبواب العمرة أمام مسلمى العالم.. جميع أنواع التأشيرات يمكنها أداء المناسك بسهولة ويسر.. محللون: خطوة تاريخية تعزز رؤية 2030.. وتوفر رحلة إيمانية رقمية ميسّرة لضيوف الرحمن    السويد: إذا صحت أنباء سوء معاملة إسرائيل لثونبرج فهذا خطير جدا    على زعزع يخضع للتأهيل فى مران مودرن سبورت    آمال ماهر تتألق بأغانى قالوا بالكتير ولو كان بخاطرى وأنا بداية بدايتك بحفل عابدين    بدر محمد بطل فيلم ضي في أول حوار تلفزيوني: الاختلاف قد يكون ميزة    مدير المركز الإعلامي لغزل المحلة: كستور يتحمل العصور رسالة وطنية لإعادة إحياء رموزنا    هل يجوز استخدام تطبيقات تركيب صور البنات مع المشاهير؟.. دار الإفتاء تجيب    أمين الفتوى يجيب على سؤال حول حكم ضرب الزوج لزوجته.. حرام فى هذه الحالة    محمد شوقى يمنح لاعبى زد راحة 48 ساعة خلال توقف الدورى    أخبار مصر اليوم: السيسي يضع إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول.. كواليس اختفاء لوحة أثرية نادرة من مقبرة بمنطقة سقارة.. مدبولي يبحث تعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة    تباين سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 6 أكتوبر 2025    ما هي مراحل الولادة الطبيعية وطرق التعامل معها    نائب وزير الصحة لشؤون السكان: «دليل سلامة حديثي الولادة» خطوة فارقة في حماية الأطفال    الديهي: جيل كامل لا يعرف تاريخ بلده.. ومطلوب حملة وعي بصرية للأجيال    اليوم العالمي للمعلمين 2025.. دعوة لإعادة صياغة مهنة التدريس    مواقيت الصلاه غدا الإثنين 6 اكتوبرفى محافظة المنيا.... تعرف عليها    أذكار المساء: دليل عملي لراحة البال وحماية المسلم قبل النوم    عمران القاهرة.. بين السلطة الحاكمة ورأس المال وفقراء الشعب    لينك تحميل تقييمات الأسبوع الأول للعام الدراسي 2025-2026 (الخطوات)    اجتماع ل «قيادات أوقاف الاسكندرية» لمتابعة ملحقات المساجد والمستأجرين (صور)    ارتفاع بورصات الخليج مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية    شرم الشيخ تستضيف مفاوضات تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. والمفاوضون الإسرائيليون يصلون الليلة    جامعة بنها الأهلية تنظم الندوة التثقيفية احتفالاً بذكرى نصر أكتوبر المجيد    مستشفى الغردقة العام تستقبل الراغبين فى الترشح لانتخابات النواب لإجراء الكشف الطبي    موعد أول يوم في شهر رمضان 2026... ترقب واسع والرؤية الشرعية هي الفيصل    "الزراعة" تواصل الكشف المبكر والسيطرة على الأمراض المشتركة    مجلس الوزراء يوافق على تقنين أوضاع 160 كنيسة ومبنى تابعًا ليصل الإجمالي إلى 3613 دار عبادة    شهيد لقمة العيش.. وفاة شاب من كفر الشيخ إثر حادث سير بالكويت (صورة)    وزير الصحة: تم تدريب 21 ألف كادر طبي على مفاهيم سلامة المرضى    عودة إصدار مجلة القصر لكلية طب قصر العيني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى كتاب جديد لمصطفى بكري
نشر في صوت الأمة يوم 20 - 10 - 2024

صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر كتاب جديد بعنوان " نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى" للكاتب الصحفى مصطفى بكرى.

الكتاب يتناول مسيرة نتنياهو وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق (حلم إسرائيل الكبرى).

ويكشف الكاتب عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودى للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية بإعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره.

ومن خلال قراءة الكاتب لاطروحات نتنياهو خاصة كتابه "مكان تحت الشمس يقول المؤلف "إن نتنياهو يشكل حالة فريدة فى التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيونى وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التى تميزت بالدهاء والذكاء ‬البقاء ‬فى ‬رئاسة ‬الحكومة ‬الإسرائيلية ‬لعدة ‬دورات ‬بدات ‬مع ‬عام ‬1996-‬1999م، ‬ثم ‬تلتها ‬دورات ‬أخرى ‬بدأت ‬منذ ‬عام ‬2009 ‬وحتى ‬الآن، ‬مما ‬يؤكد ‬أننا ‬أمام ‬شخصية ‬متفردة، ‬ومقنعة ‬للشارع ‬الإسرائيلى ‬رغم ‬مواقفه ‬اليمنية ‬المتطرفة، ‬والتى ‬تجسدت ‬بشكل ‬واضح ‬خلال ‬حرب ‬الإبادة ‬الراهنة ‬ضد ‬مواطنى ‬غزة ‬والضفة ‬منذ ‬عملية ‬‮"‬طوفان ‬الأقصى" ‬فى ‬7 ‬من ‬أكتوبر ‬2023م، ‬وما ‬تلاها ‬من ‬حرب ‬على ‬لبنان ‬بدات ‬فى ‬شهر ‬سبتمبر ‬‮2024‬ ‬وسبقتها ‬قبل ‬ذلك ‬عمليات ‬اغتيال ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬الفلسطينية ‬واللبنانية ‬المؤثرة ‬والمنتمية ‬إلى ‬حماس ‬وحزب ‬الله ‬وعلى ‬رأسهم ‬إسماعيل ‬هنية ‬رئيس ‬المكتب ‬السياسى ‬لحركة ‬حماس، ‬ثم ‬اغتيال ‬الأمين ‬العام ‬حسن ‬نصر ‬الله ‬وغيرهم ‬من ‬القيادات ‬السياسية ‬والعسكرية ‬على ‬السواء، ‬وهى ‬الحرب ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬دمار ‬غزة ‬ومقتل ‬‮45‬ ‬ألف ‬وإصابة ‬أكثر ‬من ‬‮120‬ ‬ألف ‬فى ‬غزة ‬والضفة، ‬ناهيك ‬عن ‬الحرب ‬التى ‬طالت ‬البنية ‬التحتية ‬فى ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬ثم ‬امتدت ‬إلى ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الأخرى ‬وتحديدًا ‬فى ‬صور ‬وصيدا ‬والبقاع ‬والضاحية ‬الجنوبية ‬من ‬بيروت، ‬حيث ‬تتمركز ‬قيادة ‬حزب ‬الله ‬والكثير ‬من ‬عناصر ‬وعائلات ‬الحزب ‬فى ‬هذه ‬المنطقة.‬
ويهدف ‬هذا ‬الكتاب ‬إلى ‬معرفة ‬الأسباب ‬الحقيقية ‬التى ‬شكلت ‬وعى ‬وأفكار ‬وأيديولوجية ‬نتنياهو ‬المتطرفة ‬والتى ‬انعكست ‬فى ‬عدائه ‬الشديد ‬لكل ‬ما ‬هو ‬فلسطينى ‬وعربى ‬وإسلامي، ‬ورفضه ‬لأية ‬حلول ‬سياسية ‬من ‬شأنها ‬إقامة ‬الدولة ‬الفلسطينية، ‬أو ‬استمرار ‬بقاء ‬الفلسطينيين ‬على ‬بعض ‬من ‬أراضيهم.‬
ويتطرق ‬الكتاب ‬إلى ‬طبيعة ‬العلاقة ‬الفكرية ‬التى ‬ربطت ‬بين ‬‮"بنيامين‮"‬ ‬وبين ‬والده ‬‮"‬تسيون ‬نتنياهو‮"‬ ‬والذى ‬كان ‬يردد ‬على ‬مسامعه ‬منذ ‬الصغر ‬قوله: ‬‮"‬إنك ‬أفضل ‬من ‬أى ‬عربي، ‬وإذا ‬جلست ‬فاجلس ‬مع ‬من ‬هم ‬نظراؤك، ‬فالعرب ‬أقل ‬من ‬أن ‬تحدثهم ‬أو ‬تنظر ‬إليهم‮"‬.‬
كانت ‬مقولات ‬‮"‬والده‮"‬ ‬وكتاباته ‬مبعث ‬تطرفه ‬منذ ‬الصغر، ‬حيث ‬وصفه ‬المؤرخ ‬الإسرائيلى ‬‮"‬يوسف ‬كلا ‬وزفر‮"‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬دائرة ‬المعارف ‬العبرية( ‬الأسبق) ‬‮"‬بأنه ‬سيكون ‬من ‬أكثر ‬اليهود ‬تطرفًا ‬فى ‬العالم‮"‬.‬
ويعد ‬كتاب ‬‮"مكان ‬تحت ‬الشمس‮"‬ ‬الذى ‬ألفه ‬‮"‬بنيامين ‬نتنياهو‮"‬ ‬هو ‬المرجع ‬الأهم ‬لأفكاره ‬خاصة ‬مقولاته ‬عن ‬إسرائيل ‬الكبرى ‬وعن ‬القدس ‬وسيناء، ‬وعن ‬رؤيته ‬لطبيعة ‬التسوية ‬السياسية ‬مع ‬العرب.‬
يقول ‬نتنياهو‮»‬ ‬عن ‬سيناء: ‬‮"‬إنها ‬المكان ‬الذى ‬جاءت ‬فيه ‬رسالة ‬موسى ‬الذى ‬أرسل ‬لبنى ‬إسرائيل، ‬ومن ‬الطبيعى ‬أن ‬يكون ‬لليهود ‬عاصمتهم ‬فى ‬سيناء، ‬إلا ‬أن ‬العرب ‬المعتدين ‬طردوا ‬اليهود ‬من ‬هذه ‬البقعة ‬الطاهرة، ‬ولذلك ‬قام ‬بتأليف ‬‮"‬ترنيمات ‬يهودية‮"‬، ‬أوضح ‬خلالها ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لسيناء ‬على ‬أنها ‬منطقة ‬أمن ‬لإسرائيل، ‬مثلما ‬ينظر ‬للجولان ‬أو ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬إنما ‬هناك ‬منطقتان ‬لا ‬يجوز ‬التخلى ‬عنهما ‬كما ‬يقول ‬هما ‬‮"‬سيناء ‬والقدس‮"‬، ‬ولذلك ‬كان ‬العداء ‬حادًا ‬بينه ‬وبين ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬الأسبق ‬‮"‬مناحيم ‬بيجين‮"‬ ‬والذى ‬اتهم ‬بأنه ‬أصح ‬يهوديًا ‬مارقا، ‬يحل ‬عليه ‬العذاب ‬فى ‬الدنيا ‬والآخرة ‬بعد ‬أن ‬قام ‬بتسليم ‬سيناء ‬إلى ‬السادات ‬بمقتضى ‬معاهدة ‬كامب ‬ديفيد ‬عام ‬1978، ‬ومعاهدة ‬السلام ‬المصرية-‬الإسرائيلية ‬عام ‬1979.‬
ولم ‬يكتفى ‬‮"‬نتنياهو‮"‬ ‬بالحديث ‬عن ‬أهمية ‬سيناء ‬لإسرائيل، ‬وإنما ‬أيضًا ‬كان ‬يحلم ‬بأن ‬يجعل ‬سيناء ‬عاصمة ‬للدين ‬اليهودى، ‬وعاصمة ‬العالم ‬الاقتصادية، ‬ولذلك ‬كان ‬يرى ‬بضرورة ‬استردادها ‬طال ‬الزمن ‬أم ‬قصر، ‬وكان ‬دومًا ‬يردد ‬أنه ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬احتلال ‬إسرائيلى ‬لأى ‬منطقة ‬عربية ‬فى ‬أى ‬وقت، ‬وإنما ‬هناك ‬احتلال ‬عربى ‬لأرض ‬إسرائيلية، ‬وأن ‬إسرائيل ‬إذا ‬ما ‬أغارت ‬على ‬أى ‬بلد ‬عربى ‬أو ‬أى ‬منطقة ‬فإن ‬الدافع ‬الرئيسى ‬لذلك ‬هو ‬استرداد ‬أرضها!!‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نتنياهو ‬هو ‬صاحب ‬أطول ‬فترة ‬حكم ‬بين ‬الساسة ‬الإسرائيليين، ‬إلا ‬أنه ‬يحلم -‬وقد ‬كرر ‬ذلك ‬أكثر ‬من ‬مرة- ‬بتغيير ‬خريطة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وكأنه ‬يعلن ‬بدء ‬إنشاء ‬دولة ‬إسرائيل ‬كبرى ‬من ‬النيل ‬إلى ‬الفرات، ‬حيث ‬يرى ‬أنه ‬أسس ‬لدولة ‬‮«‬إسرائيل ‬الثالثة‮»‬ ‬حيث ‬تأسست ‬دولة ‬‮«‬إسرائيل‮»‬ ‬الأولى ‬على ‬يد ‬‮«‬بنجوريون‮»‬ ‬مؤسس ‬الكيان، ‬بينما ‬تأسست ‬‮«‬الثانية‮»‬ ‬بفوز ‬حزب ‬الليكود ‬فى ‬انتخابات ‬1977، ‬والثالثة ‬على ‬يد ‬‮«‬نتنياهو‮»‬، ‬وهى ‬الدولة ‬المنوط ‬بها ‬تحقيق ‬حلم ‬‮«‬إسرائيل ‬الكبرى‮»‬ -‬كما ‬يرى-.
وفى ‬كتابه ‬‮«‬مكان ‬تحت ‬الشمس‮»‬ ‬يتطرق ‬نتنياهو ‬إلى ‬مقولة: ‬‮«‬إن ‬الحق ‬فى ‬فلسطين ‬هو ‬للعرب ‬والفلسطينيين ‬لكونهم ‬عاشوا ‬فيها ‬مئات ‬السنين ‬الأخيرة‮»‬، ‬حيث ‬يستحضر ‬الحالة ‬التاريخية ‬الأسبانية ‬فيزعم ‬أن ‬حكم ‬العرب ‬والمسلمين ‬لأسبانيا ‬لمئات ‬السنين ‬لم ‬يمنع ‬الأسبان ‬من ‬التصدى ‬لهم ‬بالقتال ‬وطردهم ‬من ‬بلادهم، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنهم ‬–أى ‬المسلمين- ‬شيدوا ‬هناك ‬حضارة ‬مزدهرة، ‬وذلك ‬أن ‬قلوب ‬الأسبان ‬بقت ‬متعلقة ‬ببلادهم، ‬وفى ‬النهاية ‬استطاعوا ‬طرد ‬العرب ‬والمسلمين ‬من ‬هناك، ‬وأعادوا ‬أبناء ‬دولتهم، ‬ولم ‬يمنعهم ‬وجود ‬العرب ‬هناك ‬طيلة ‬مئات ‬السنين ‬من ‬التخلى ‬عن ‬هذا ‬الهدف، ‬وبالرغم ‬–كما ‬يدعي- ‬أن ‬العرب ‬فى ‬فلسطين ‬بخلاف ‬المسلمين ‬فى ‬أسبانيا ‬لم ‬ينتجوا ‬ثقافة ‬أو ‬يشيدوا ‬عمرانًا ‬فى ‬البلاد، ‬فكانوا ‬عابرين ‬فى ‬فلسطين، ‬حملتهم ‬الرياح ‬إلى ‬هناك، ‬وسيعبرون ‬مع ‬هبة ‬رياح ‬أخرى ‬إلى ‬مكان ‬آخر.‬
ولا ‬يتردد ‬نتنياهو ‬فى ‬كافة ‬تصريحاته ‬ومقولاته ‬فى ‬‮«‬قلب ‬الحقائق ‬وتزوير ‬التاريخ‮»‬، ‬لقد ‬حاول ‬ربط ‬النضال ‬الوطنى ‬الفلسطينى ‬بالنازية، ‬فقد ‬زعم ‬‮«‬أن ‬الثقافة ‬العربية ‬الإسلامية ‬التى ‬مثلها ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬هى ‬من ‬أقنعت ‬هتلر ‬بإبادة ‬اليهود، ‬وهو ‬نفس ‬ما ‬ردده ‬فى ‬المؤتمر ‬الصهيونى ‬العالمى ‬الذى ‬عقد ‬فى ‬عام ‬2015 ‬حيث ‬قال: ‬إن ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬أقنع ‬هتلر ‬بالحل ‬النهائى ‬لمسألة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا، ‬أى ‬إبادتهم، ‬لأن ‬هتلر ‬أراد ‬طردهم ‬فقط، ‬لذا ‬فالمفتى ‬الفلسطينى ‬هو ‬المسئول ‬عن ‬إبادة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا.‬
ولم ‬يقتصر ‬نتنياهو ‬فى ‬مقولاته ‬على ‬اتهام ‬الحاج ‬أمين ‬الحسيني، ‬بل ‬اتهم ‬بأسر ‬عرفات ‬لاحقًا ‬بأنه ‬الشخص ‬الذى ‬أسهم ‬فى ‬انتشار ‬الإرهاب ‬الدولى ‬أكثر ‬من ‬أى ‬شخص ‬آخر، ‬وأن ‬الرجل ‬يرأس ‬منظمة، ‬هدفها ‬السياسى ‬المركزى ‬هو ‬إبادة ‬دولة ‬إسرائيل، ‬وهو ‬مسئول ‬شخصيًا ‬عن ‬عدد ‬لا ‬يحصى ‬من ‬الأعمال ‬الفظيعة ‬ضد ‬مواطنين ‬فى ‬كل ‬بلدان ‬العالم ‬الحر ‬تقريبًا، ‬ويعتقد ‬نتنياهو ‬هو ‬أن ‬إقامة ‬الحكم ‬الذاتى ‬لمنظمة ‬التحرير ‬الفلسطينية ‬فى ‬أعقاب ‬اتفاق ‬أوسلو ‬شكلت ‬أحد ‬التعزيزات ‬الهامة ‬التى ‬حصل ‬عليها ‬–ما ‬أسماه- ‬بالإرهاب ‬‮«‬الإسلامي‮»‬ ‬منذ ‬إقامة ‬الجمهورية ‬الإسلامية ‬فى ‬إيران.‬
وفى ‬أطروحاته ‬وكتاباته ‬المختلفة ‬يطالب ‬نتنياهو ‬بضرورة ‬تعزيز ‬الطابع ‬اليهودى ‬للدولة ‬على ‬حساب ‬الهوية ‬الإسرائيلية، ‬بإعتبار ‬أن ‬‮«‬إسرائيل ‬وجدت ‬لليهود ‬فقط‮»‬ ‬على ‬حد ‬تعبيره، ‬وهو ‬يعتبر ‬أن ‬ما ‬يسميه ‬ب ‬‮«‬إنتاج ‬شعب ‬فلسطينى ‬وهوية ‬وطنية ‬فلسطينية ‬كانت ‬مؤامرة ‬عربية ‬لإسقاط ‬حق ‬اليهود ‬فى ‬فلسطين، ‬ويقول: ‬‮«‬كان ‬ هنالك ‬عرب ‬عاشوا ‬فى ‬أرض ‬إسرائيل، ‬مثلما ‬عاش ‬عرب ‬آخرون ‬فى ‬أماكن ‬أخرى ‬كثيرة، ‬ولكن ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬ذو ‬وعى ‬قومى ‬أو ‬هوية ‬قومية، ‬أو ‬حتى ‬مصالح ‬قومية ‬مشتركة، ‬ومثلما ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دولة ‬‮«‬فلسطينية‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬كذلك ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬أو ‬ثقافة ‬فلسطينية، ‬على ‬حد ‬زعمه.‬
وهكذا ‬يكشف ‬‮«‬التاريخ‮»‬ ‬عن ‬حقائق ‬الفكر ‬الصهيونى ‬المتطرف ‬الذى ‬تبناه ‬نتنياهو ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ولا ‬يزال، ‬والذى ‬عبر ‬عنه ‬بالأقوال ‬والأفعال.‬
من ‬هنا ‬كانت ‬أهمية ‬هذا ‬الكتاب، ‬وفى ‬هذه ‬الظروف ‬التى ‬تمر ‬بها ‬الأمة ‬العربية ‬فى ‬الوقت ‬الراهن، ‬علنا ‬ندرك ‬خطورة ‬اللحظة ‬وأبعاد ‬المخطط ‬وسيناريوهات ‬المستقبل.‬
نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى
كتاب جديد لمصطفى بكرى
صدر مؤخرًا عن دار كنوز للنشر كتاب جديد بعنوان " نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى" للكاتب الصحفى مصطفى بكرى.
الكتاب يتناول مسيرة نتنياهو وعقيدته الصهيونية ومخططه لتحقيق (حلم إسرائيل الكبرى).
ويكشف الكاتب عن تفاصيل رؤية نتنياهو والذى يطالب بضرورة تعزيز الطابع اليهودى للدولة على حساب الهوية الإسرائيلية بإعتبار أن إسرائيل وجدت لليهود فقط على حد تعبيره.
ومن خلال قراءة الكاتب لاطروحات نتنياهو خاصة كتابه "مكان تحت الشمس يقول المؤلف "إن نتنياهو يشكل حالة فريدة فى التجربة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الكيان الصهيونى وحتى اليوم، فقد استطاع من خلال مواقفه التى تميزت بالدهاء والذكاء ‬البقاء ‬فى ‬رئاسة ‬الحكومة ‬الإسرائيلية ‬لعدة ‬دورات ‬بدات ‬مع ‬عام ‬1996-‬1999م، ‬ثم ‬تلتها ‬دورات ‬أخرى ‬بدأت ‬منذ ‬عام ‬2009 ‬وحتى ‬الآن، ‬مما ‬يؤكد ‬أننا ‬أمام ‬شخصية ‬متفردة، ‬ومقنعة ‬للشارع ‬الإسرائيلى ‬رغم ‬مواقفه ‬اليمنية ‬المتطرفة، ‬والتى ‬تجسدت ‬بشكل ‬واضح ‬خلال ‬حرب ‬الإبادة ‬الراهنة ‬ضد ‬مواطنى ‬غزة ‬والضفة ‬منذ ‬عملية ‬‮"‬طوفان ‬الأقصى" ‬فى ‬7 ‬من ‬أكتوبر ‬2023م، ‬وما ‬تلاها ‬من ‬حرب ‬على ‬لبنان ‬بدات ‬فى ‬شهر ‬سبتمبر ‬‮2024‬ ‬وسبقتها ‬قبل ‬ذلك ‬عمليات ‬اغتيال ‬العديد ‬من ‬الشخصيات ‬الفلسطينية ‬واللبنانية ‬المؤثرة ‬والمنتمية ‬إلى ‬حماس ‬وحزب ‬الله ‬وعلى ‬رأسهم ‬إسماعيل ‬هنية ‬رئيس ‬المكتب ‬السياسى ‬لحركة ‬حماس، ‬ثم ‬اغتيال ‬الأمين ‬العام ‬حسن ‬نصر ‬الله ‬وغيرهم ‬من ‬القيادات ‬السياسية ‬والعسكرية ‬على ‬السواء، ‬وهى ‬الحرب ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬دمار ‬غزة ‬ومقتل ‬‮45‬ ‬ألف ‬وإصابة ‬أكثر ‬من ‬‮120‬ ‬ألف ‬فى ‬غزة ‬والضفة، ‬ناهيك ‬عن ‬الحرب ‬التى ‬طالت ‬البنية ‬التحتية ‬فى ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬ثم ‬امتدت ‬إلى ‬العديد ‬من ‬المناطق ‬الأخرى ‬وتحديدًا ‬فى ‬صور ‬وصيدا ‬والبقاع ‬والضاحية ‬الجنوبية ‬من ‬بيروت، ‬حيث ‬تتمركز ‬قيادة ‬حزب ‬الله ‬والكثير ‬من ‬عناصر ‬وعائلات ‬الحزب ‬فى ‬هذه ‬المنطقة.‬
ويهدف ‬هذا ‬الكتاب ‬إلى ‬معرفة ‬الأسباب ‬الحقيقية ‬التى ‬شكلت ‬وعى ‬وأفكار ‬وأيديولوجية ‬نتنياهو ‬المتطرفة ‬والتى ‬انعكست ‬فى ‬عدائه ‬الشديد ‬لكل ‬ما ‬هو ‬فلسطينى ‬وعربى ‬وإسلامي، ‬ورفضه ‬لأية ‬حلول ‬سياسية ‬من ‬شأنها ‬إقامة ‬الدولة ‬الفلسطينية، ‬أو ‬استمرار ‬بقاء ‬الفلسطينيين ‬على ‬بعض ‬من ‬أراضيهم.‬
ويتطرق ‬الكتاب ‬إلى ‬طبيعة ‬العلاقة ‬الفكرية ‬التى ‬ربطت ‬بين ‬‮"بنيامين‮"‬ ‬وبين ‬والده ‬‮"‬تسيون ‬نتنياهو‮"‬ ‬والذى ‬كان ‬يردد ‬على ‬مسامعه ‬منذ ‬الصغر ‬قوله: ‬‮"‬إنك ‬أفضل ‬من ‬أى ‬عربي، ‬وإذا ‬جلست ‬فاجلس ‬مع ‬من ‬هم ‬نظراؤك، ‬فالعرب ‬أقل ‬من ‬أن ‬تحدثهم ‬أو ‬تنظر ‬إليهم‮"‬.‬
كانت ‬مقولات ‬‮"‬والده‮"‬ ‬وكتاباته ‬مبعث ‬تطرفه ‬منذ ‬الصغر، ‬حيث ‬وصفه ‬المؤرخ ‬الإسرائيلى ‬‮"‬يوسف ‬كلا ‬وزفر‮"‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬دائرة ‬المعارف ‬العبرية( ‬الأسبق) ‬‮"‬بأنه ‬سيكون ‬من ‬أكثر ‬اليهود ‬تطرفًا ‬فى ‬العالم‮"‬.‬
ويعد ‬كتاب ‬‮"مكان ‬تحت ‬الشمس‮"‬ ‬الذى ‬ألفه ‬‮"‬بنيامين ‬نتنياهو‮"‬ ‬هو ‬المرجع ‬الأهم ‬لأفكاره ‬خاصة ‬مقولاته ‬عن ‬إسرائيل ‬الكبرى ‬وعن ‬القدس ‬وسيناء، ‬وعن ‬رؤيته ‬لطبيعة ‬التسوية ‬السياسية ‬مع ‬العرب.‬
يقول ‬نتنياهو‮»‬ ‬عن ‬سيناء: ‬‮"‬إنها ‬المكان ‬الذى ‬جاءت ‬فيه ‬رسالة ‬موسى ‬الذى ‬أرسل ‬لبنى ‬إسرائيل، ‬ومن ‬الطبيعى ‬أن ‬يكون ‬لليهود ‬عاصمتهم ‬فى ‬سيناء، ‬إلا ‬أن ‬العرب ‬المعتدين ‬طردوا ‬اليهود ‬من ‬هذه ‬البقعة ‬الطاهرة، ‬ولذلك ‬قام ‬بتأليف ‬‮"‬ترنيمات ‬يهودية‮"‬، ‬أوضح ‬خلالها ‬أنه ‬لا ‬ينظر ‬لسيناء ‬على ‬أنها ‬منطقة ‬أمن ‬لإسرائيل، ‬مثلما ‬ينظر ‬للجولان ‬أو ‬الجنوب ‬اللبناني، ‬إنما ‬هناك ‬منطقتان ‬لا ‬يجوز ‬التخلى ‬عنهما ‬كما ‬يقول ‬هما ‬‮"‬سيناء ‬والقدس‮"‬، ‬ولذلك ‬كان ‬العداء ‬حادًا ‬بينه ‬وبين ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬الأسبق ‬‮"‬مناحيم ‬بيجين‮"‬ ‬والذى ‬اتهم ‬بأنه ‬أصح ‬يهوديًا ‬مارقا، ‬يحل ‬عليه ‬العذاب ‬فى ‬الدنيا ‬والآخرة ‬بعد ‬أن ‬قام ‬بتسليم ‬سيناء ‬إلى ‬السادات ‬بمقتضى ‬معاهدة ‬كامب ‬ديفيد ‬عام ‬1978، ‬ومعاهدة ‬السلام ‬المصرية-‬الإسرائيلية ‬عام ‬1979.‬
ولم ‬يكتفى ‬‮"‬نتنياهو‮"‬ ‬بالحديث ‬عن ‬أهمية ‬سيناء ‬لإسرائيل، ‬وإنما ‬أيضًا ‬كان ‬يحلم ‬بأن ‬يجعل ‬سيناء ‬عاصمة ‬للدين ‬اليهودى، ‬وعاصمة ‬العالم ‬الاقتصادية، ‬ولذلك ‬كان ‬يرى ‬بضرورة ‬استردادها ‬طال ‬الزمن ‬أم ‬قصر، ‬وكان ‬دومًا ‬يردد ‬أنه ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬احتلال ‬إسرائيلى ‬لأى ‬منطقة ‬عربية ‬فى ‬أى ‬وقت، ‬وإنما ‬هناك ‬احتلال ‬عربى ‬لأرض ‬إسرائيلية، ‬وأن ‬إسرائيل ‬إذا ‬ما ‬أغارت ‬على ‬أى ‬بلد ‬عربى ‬أو ‬أى ‬منطقة ‬فإن ‬الدافع ‬الرئيسى ‬لذلك ‬هو ‬استرداد ‬أرضها!!‬
وعلى ‬الرغم ‬من ‬أن ‬نتنياهو ‬هو ‬صاحب ‬أطول ‬فترة ‬حكم ‬بين ‬الساسة ‬الإسرائيليين، ‬إلا ‬أنه ‬يحلم -‬وقد ‬كرر ‬ذلك ‬أكثر ‬من ‬مرة- ‬بتغيير ‬خريطة ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وكأنه ‬يعلن ‬بدء ‬إنشاء ‬دولة ‬إسرائيل ‬كبرى ‬من ‬النيل ‬إلى ‬الفرات، ‬حيث ‬يرى ‬أنه ‬أسس ‬لدولة ‬‮«‬إسرائيل ‬الثالثة‮»‬ ‬حيث ‬تأسست ‬دولة ‬‮«‬إسرائيل‮»‬ ‬الأولى ‬على ‬يد ‬‮«‬بنجوريون‮»‬ ‬مؤسس ‬الكيان، ‬بينما ‬تأسست ‬‮«‬الثانية‮»‬ ‬بفوز ‬حزب ‬الليكود ‬فى ‬انتخابات ‬1977، ‬والثالثة ‬على ‬يد ‬‮«‬نتنياهو‮»‬، ‬وهى ‬الدولة ‬المنوط ‬بها ‬تحقيق ‬حلم ‬‮«‬إسرائيل ‬الكبرى‮»‬ -‬كما ‬يرى-.
وفى ‬كتابه ‬‮«‬مكان ‬تحت ‬الشمس‮»‬ ‬يتطرق ‬نتنياهو ‬إلى ‬مقولة: ‬‮«‬إن ‬الحق ‬فى ‬فلسطين ‬هو ‬للعرب ‬والفلسطينيين ‬لكونهم ‬عاشوا ‬فيها ‬مئات ‬السنين ‬الأخيرة‮»‬، ‬حيث ‬يستحضر ‬الحالة ‬التاريخية ‬الأسبانية ‬فيزعم ‬أن ‬حكم ‬العرب ‬والمسلمين ‬لأسبانيا ‬لمئات ‬السنين ‬لم ‬يمنع ‬الأسبان ‬من ‬التصدى ‬لهم ‬بالقتال ‬وطردهم ‬من ‬بلادهم، ‬وذلك ‬على ‬الرغم ‬من ‬أنهم ‬–أى ‬المسلمين- ‬شيدوا ‬هناك ‬حضارة ‬مزدهرة، ‬وذلك ‬أن ‬قلوب ‬الأسبان ‬بقت ‬متعلقة ‬ببلادهم، ‬وفى ‬النهاية ‬استطاعوا ‬طرد ‬العرب ‬والمسلمين ‬من ‬هناك، ‬وأعادوا ‬أبناء ‬دولتهم، ‬ولم ‬يمنعهم ‬وجود ‬العرب ‬هناك ‬طيلة ‬مئات ‬السنين ‬من ‬التخلى ‬عن ‬هذا ‬الهدف، ‬وبالرغم ‬–كما ‬يدعي- ‬أن ‬العرب ‬فى ‬فلسطين ‬بخلاف ‬المسلمين ‬فى ‬أسبانيا ‬لم ‬ينتجوا ‬ثقافة ‬أو ‬يشيدوا ‬عمرانًا ‬فى ‬البلاد، ‬فكانوا ‬عابرين ‬فى ‬فلسطين، ‬حملتهم ‬الرياح ‬إلى ‬هناك، ‬وسيعبرون ‬مع ‬هبة ‬رياح ‬أخرى ‬إلى ‬مكان ‬آخر.‬
ولا ‬يتردد ‬نتنياهو ‬فى ‬كافة ‬تصريحاته ‬ومقولاته ‬فى ‬‮«‬قلب ‬الحقائق ‬وتزوير ‬التاريخ‮»‬، ‬لقد ‬حاول ‬ربط ‬النضال ‬الوطنى ‬الفلسطينى ‬بالنازية، ‬فقد ‬زعم ‬‮«‬أن ‬الثقافة ‬العربية ‬الإسلامية ‬التى ‬مثلها ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬هى ‬من ‬أقنعت ‬هتلر ‬بإبادة ‬اليهود، ‬وهو ‬نفس ‬ما ‬ردده ‬فى ‬المؤتمر ‬الصهيونى ‬العالمى ‬الذى ‬عقد ‬فى ‬عام ‬2015 ‬حيث ‬قال: ‬إن ‬المفتى ‬الحاج ‬أمين ‬الحسينى ‬أقنع ‬هتلر ‬بالحل ‬النهائى ‬لمسألة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا، ‬أى ‬إبادتهم، ‬لأن ‬هتلر ‬أراد ‬طردهم ‬فقط، ‬لذا ‬فالمفتى ‬الفلسطينى ‬هو ‬المسئول ‬عن ‬إبادة ‬اليهود ‬فى ‬أوربا.‬
ولم ‬يقتصر ‬نتنياهو ‬فى ‬مقولاته ‬على ‬اتهام ‬الحاج ‬أمين ‬الحسيني، ‬بل ‬اتهم ‬بأسر ‬عرفات ‬لاحقًا ‬بأنه ‬الشخص ‬الذى ‬أسهم ‬فى ‬انتشار ‬الإرهاب ‬الدولى ‬أكثر ‬من ‬أى ‬شخص ‬آخر، ‬وأن ‬الرجل ‬يرأس ‬منظمة، ‬هدفها ‬السياسى ‬المركزى ‬هو ‬إبادة ‬دولة ‬إسرائيل، ‬وهو ‬مسئول ‬شخصيًا ‬عن ‬عدد ‬لا ‬يحصى ‬من ‬الأعمال ‬الفظيعة ‬ضد ‬مواطنين ‬فى ‬كل ‬بلدان ‬العالم ‬الحر ‬تقريبًا، ‬ويعتقد ‬نتنياهو ‬هو ‬أن ‬إقامة ‬الحكم ‬الذاتى ‬لمنظمة ‬التحرير ‬الفلسطينية ‬فى ‬أعقاب ‬اتفاق ‬أوسلو ‬شكلت ‬أحد ‬التعزيزات ‬الهامة ‬التى ‬حصل ‬عليها ‬–ما ‬أسماه- ‬بالإرهاب ‬‮«‬الإسلامي‮»‬ ‬منذ ‬إقامة ‬الجمهورية ‬الإسلامية ‬فى ‬إيران.‬
وفى ‬أطروحاته ‬وكتاباته ‬المختلفة ‬يطالب ‬نتنياهو ‬بضرورة ‬تعزيز ‬الطابع ‬اليهودى ‬للدولة ‬على ‬حساب ‬الهوية ‬الإسرائيلية، ‬بإعتبار ‬أن ‬‮«‬إسرائيل ‬وجدت ‬لليهود ‬فقط‮»‬ ‬على ‬حد ‬تعبيره، ‬وهو ‬يعتبر ‬أن ‬ما ‬يسميه ‬ب ‬‮«‬إنتاج ‬شعب ‬فلسطينى ‬وهوية ‬وطنية ‬فلسطينية ‬كانت ‬مؤامرة ‬عربية ‬لإسقاط ‬حق ‬اليهود ‬فى ‬فلسطين، ‬ويقول: ‬‮«‬كان ‬ هنالك ‬عرب ‬عاشوا ‬فى ‬أرض ‬إسرائيل، ‬مثلما ‬عاش ‬عرب ‬آخرون ‬فى ‬أماكن ‬أخرى ‬كثيرة، ‬ولكن ‬لم ‬يكن ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬ذو ‬وعى ‬قومى ‬أو ‬هوية ‬قومية، ‬أو ‬حتى ‬مصالح ‬قومية ‬مشتركة، ‬ومثلما ‬لم ‬تكن ‬هناك ‬دولة ‬‮«‬فلسطينية‮»‬، ‬لم ‬يكن ‬كذلك ‬هناك ‬شعب ‬فلسطينى ‬أو ‬ثقافة ‬فلسطينية، ‬على ‬حد ‬زعمه.‬
وهكذا ‬يكشف ‬‮«‬التاريخ‮»‬ ‬عن ‬حقائق ‬الفكر ‬الصهيونى ‬المتطرف ‬الذى ‬تبناه ‬نتنياهو ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ولا ‬يزال، ‬والذى ‬عبر ‬عنه ‬بالأقوال ‬والأفعال.‬
من ‬هنا ‬كانت ‬أهمية ‬هذا ‬الكتاب، ‬وفى ‬هذه ‬الظروف ‬التى ‬تمر ‬بها ‬الأمة ‬العربية ‬فى ‬الوقت ‬الراهن، ‬علنا ‬ندرك ‬خطورة ‬اللحظة ‬وأبعاد ‬المخطط ‬وسيناريوهات ‬المستقبل.‬
**


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.