أعلنت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر دولى لبحث احتياجات إعادة الإعمار وتحديد موعد بدء الإعمار ومدة التنفيذ. المنطقة على موعد مع الأمن والأمان فى غزةولبنان.. فهل يتحققان فعلا كما هو مقرر لوقف الحرب فى غزة وعمليات الإبادة الجماعية للفلسطينيين المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا وإعادة الإعمار.. فى نفس الوقت تعود للبنان سيادته على أراضيه وضمان قضائه المستقل واستقرار اقتصاده ومحاربة الفساد وعدم سيطرة حزب الله أو حركة أمل على الحكومة. لنبدأ من غزة واتفاق وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الذى يبدأ تنفيذه فى الثامنة والنصف صباح اليوم قبل 24 ساعة من دخول الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب البيت الأبيض غدا- تماما كما هدد وتوعد وإلا سيشهد الشرق الأوسط جحيما لم يشهده من قبل- وهو ما دعا قيادى فى حركة حماس إلى الاعتراف أن اتفاق وقف الحرب ما كان ليتحقق لولا الرئيس الأمريكى ترامب مؤكدا أن التأخر فى تحقيقه طوال الشهور الماضية سببه تردد حكومة بايدن! الساعات الأخيرة قبل بدء تنفيذ الاتفاق شهدت جنونا متصاعدا وغارات مكثفة فى أغلب انحاء غزة حيث كانت إسرائيل تسابق الزمن لقتل وإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين العزل منذ التوصل إلى اتفاق وقف الحرب فجر الجمعة فى الدوحة بعد وساطة مصرية وقطرية ورعاية أمريكية ثم موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق بمراحله الثلاث أمس الأول حيث تبدأ اليوم المرحلة الأولى التى تستمر ستة أسابيع ويتم خلالها تسليم 33 أسيرا وأسيرة جميعهم من المجندات الإسرائيليات وكبار السن والأطفال والإفراج عن 95 أسيرا فلسطينيا فى السجون الإسرائيلية على أن تبدأ فى اليوم ال22 عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة وقبلها فى اليوم ال16 تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية للإفراج عن باقى الأسرى الإسرائيليين من الضباط والجنود و737 أسيرا فلسطينيا.. تعقبها مفاوضات المرحلة الثالثة لتثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وبدء عملية الإعمار وإعادة الأمن والهدوء للمنطقة وإدارة قطاع غزة بواسطة لجنة الإسناد المجتمعى تحت إشراف السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة وبعيدا تماما عن حركة حماس التى اختارت مقابل موافقة إسرائيل على عدم ملاحقة قياداتها فى الداخل والخارج ألا يكون لها أى دور فى إدارة قطاع غزة. افتتاح معبر رفح وبدء دخول المساعدات الإنسانية سيبدأ بعد أسبوع من بدء تنفيذ الاتفاق اليوم وستدخل يوميا 600 شاحنة تشمل المواد الغذائية والطبية والوقود.. إدارة المعبر ستكون من خلال السلطة الفلسطينية وبإشراف الاتحاد الأوروبي.. وقد توافدت على معبر رفح خلال اليومين الماضيين شاحنات المساعدات وسافرت د.مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى إلى العريش للإشراف على عمليات تجهيز الشاحنات لدخول المساعدات التى ستوفرها مصر والأمم المتحدة ودول أوروبية وعربية عديدة.. وسيتم السماح للمرضى الفلسطينيين بالعبور إلى مصر أو السفر للخارج للعلاج حسب الحالة.. وأعلنت مصر استعدادها لاستضافة مؤتمر دولى لبحث احتياجات إعادة الإعمار وتحديد موعد بدء الإعمار ومدة التنفيذ. المهم الآن وكما أعلنت مصر التزام كل الأطراف بما تضمنه الاتفاق من بنود وعدم محاولة الالتفاف عليها أملا فى نجاحنا للوصول إلى أجواء تسمح بالعودة إلى مسار حل الدولتين الذى تعتبره الدول العربية والإسلامية الحل الوحيد لإنهاء القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة لتتفرغ شعوبها للتنمية والبناء بدلا من الحروب والصراعات المسلحة. والآن إلى لبنان.. أتفاءل تماما برئيسها المنتخب العماد جوزيف عون الذى يقنعك للوهلة الأولى بشخصيته القوية وقدرته على إدارة البلاد بحكمة بالغة تؤكد حرصه على سيادة القانون وإصلاح الأوضاع الاقتصادية والقضاء على الفساد وبسط سيادة الدولة على أراضيها وقصر حمل السلاح على الجيش. خطابه أمام مجلس النواب عقب انتخابه جدير بالاحترام ويؤكد أننا أمام رجل دولة ستكون له بصمته فى التاريخ اللبناني. رئيس الوزراء المكلف نواف سلام أيضا شخصية جديرة بالاحترام بتاريخه القضائى الحافل الذى قاده إلى رئاسة محكمة العدل الدولية وحكمته فى إدارة الأمور واتخاذ القرارات مما سيكون له أكبر الأثر فى اختياراته لتشكيل الوزارة الجديدة المتوقع إعلانها خلال يومين بعد زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه برى رئيس حركة أمل ولقاء برى بممثلى حزب الله وتأكيد نواف سلام حرصه على عدم إقصاء أى تيار سياسى عن المشاركة فى الحكومة واطلاع رئيس الجمهورية على الخطوط العريضة لتشكيل الوزارة التى تلقى دعما دوليا بلا حدود خاصة من جانب الرئيس الفرنسى ماكرون الذى زار بيروت أمس الأول والتقى عون ونواف وبرى وأعلن عن مؤتمر قريب فى باريس لدعم إعمار لبنان.