لعب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» بقطاع غزة. جاء هذا الاتفاق بعد 468 يومًا من الحرب على غزة التي أسفرت عن تدمير واسع للقطاع، واستشهاد أكثر من 46 ألف شخص وإصابة 110 آلاف آخرين منذ 7 أكتوبر 2023، وفق وزارة الصحة بغزة. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي المنتخب، لا يتمتع بصلاحيات دستورية قبل توليه منصبه رسميًا يوم الإثنين المقبل، إلا أنه اتخذ خطوات لافتة، من خلال إطلاقه تحذيرات مُتكررة حول خطورة استمرار النزاع في الشرق الأوسط، مؤكدًا ضرورة إنهاء حرب غزة، كما أرسل الرئيس المنتخب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، رجل الأعمال ستيف ويتكوف، برسائل حاسمة تؤكد أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشددًا على أن إدارة المستقبل جادة في تحقيق الاستقرار الإقليمي. اقرأ أيضًا| «الجارديان» تكشف رسالة دول عربية لأمريكا وإسرائيل حول مستقبل فلسطين ◄إرث بايدن وبغض النظر عن إرث ترامب لتركة من مفاوضات الإدارة الأمريكية الحالية، لكنه استطاع أن يحسم الأمور مع نتنياهو، يقولها د.أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، خاصة وأن الأخير تلاعب كثيرا ببايدن رغم وجود القدرة وليس الإرادة لدي الإدارة الأمريكية، وصل الأمر بأنه كان يحدد موعد وقف إطلاق النار ويأتي الجانب الإسرائيلي لينحثه ويضع العراقيل أمامه ليتخلف عن وعوده، الأمر الذي لم يستطع أن يفعله مع ترامب لمحدودية خياراته، وفق قوله. ويوضح د.أحمد، أن دونالد ترامب يفي بوعوده الذي لطالما تحدث عنها بوعده للعرب والمسلمين الأمريكان في الانتخابات الرئاسية بأنه سوف ينهي الحرب على غزة قبل حتي توليه ولايته وبالفعل سيحدث الأمر، بالإضافة إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، بالتزامن مع يوم تنصيبه. ◄إصرار ترامب وفق خبراء، ترامب كان ولا يزال مع وقف إطلاق النار، لحماية إسرائيل من تهورات الحكومة المتطرفة في ظل تخوفات نتنياهو من حساب اليوم التالي للحرب، كما أنه يري أن إسرائيل تضررت عالميا من حرب غزة وأصبحت في عزلة، ما قد يجد صعوبة في امتداد صفقات القرن في ظل المكاسب التي حققها ترامب في ولايته الأولي. ويشير المحلل السياسي د. سامي المرشد، إلى أن التغيرات السريعة بالمنطقة تعكس حاجة ملحة للتفاهمات التي تضمن الاستقرار، مشددًا على أهمية إرادة القادة والشعوب في الحفاظ على سيادة المنطقة وحماية أمنها بعيدًا عن التدخلات الخارجية. وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية، أن الرئيس الأمريكي المنتخب قد يسعى إلى استثمار الزخم الناتج عن الاتفاق لتعزيز مسار اتفاقيات تفضي للسلام في الشرق الأوسط، بجانب استقرار المنطقة الذي يرتبط بتوفير حل عادل ل القضية الفلسطينية. ويشير خبراء إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب يركز على القضايا الداخلية ويرغب في تقليل التورط في صراعات خارجية، ما يدفعه إلى إعادة صياغة السياسة الأمريكية في المنطقة. ويؤكد د.نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند الأمريكية، أن تدخل دونالد ترامب في اتفاق وقف إطلاق النار، جاء استجابة للضغوط الداخلية والدولية، مع التركيز على تهدئة الأوضاع في غزة وسوريا ومنع التصعيد مع إيران، كما يرى ميخائيل أن التوجه نحو إقامة دولة فلسطينية قد يكون أحد الأهداف بعيدة المدى. ويضيف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، د.علي الأعور، أن هناك مؤشرات بالإدارة الأمريكية المقبلة، على مبادرات سياسية تشمل إنشاء دولة فلسطينية، مشيرًا إلى أن الاتفاق الأخير الذي يفضي وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تغيير في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ومع ذلك، يرى أن العودة إلى ما يعرف ب«صفقة القرن» أمر غير مرجح، بسبب التطورات التي طرأت على المفاهيم السياسية المرتبطة بحقوق الشعب الفلسطيني. اقرأ أيضًا| «هآرتس»: الفلسطينيون أصحاب الأرض وإسرائيل الكبرى «حلم زائف» ◄أولويات الإدارة القادمة وفي سياق آخر، يوضح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة ستتضح مع دخول الرئيس المنتخب البيت الأبيض يوم 20 يناير المقبل، وتشمل هذه الأولويات إنهاء الحرب في غزة وتوسيع الاتفاقيات الإقليمية لتعزيز الاستقرار. ووفقًا له، يُتوقع أن تتعامل الإدارة الأمريكية المُقبلة، مع الملف النووي الإيراني عبر تعديل اتفاق 2015 أو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في حال رفض إيران للشروط الجديدة، أما بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، فإن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى إلى إيجاد تسوية سريعة، إلى جانب التركيز على تحسين العلاقات الاقتصادية مع الصين ومحاولة احتواء كوريا الشمالية من خلال تخفيف العقوبات مقابل تخليها عن برنامجها النووي.