بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تزايدت التساؤلات حول الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأمريكية. فهل نجحت دبلوماسية الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن الهادئة، المدعومة بتنسيق مع الحلفاء الإقليميين، في نزع فتيل الأزمة، أم أن إرث سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب الصارمة، التي تركت بصمة قوية على ديناميكيات المنطقة، لا يزال حاضرًا في خلفية الأحداث مع اقتراب عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض. اقرأ أيضًا| «هآرتس»: الفلسطينيون أصحاب الأرض وإسرائيل الكبرى «حلم زائف» ◄ترامب يلمح إلى «نجاحه» التاريخي عندما تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في الحرب على غزة، أعلن بايدن عن أنه تم التفاوض على الاتفاق من قِبل فريقه، في وقت أشار إلى أن الإدارة الأمريكية القادمة ستكون المسؤولة عن تنفيذه، ولكنه أقرّ بأن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب لعب دورًا في تأمين الاتفاق بفضل جهود مُشتركة، عبر شراكة غير مُتوقعة بين الفريقين. وفي الوقت الذي كان بايدن يعلن عن نجاحه، قال الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في منشور له عبر «تروث سوشيال»، إن الاتفاق كان بمثابة "نتيجة لانتصارنا التاريخي في نوفمبر" ويقصد بذلك فوزه بانتخابات أمريكا 2024، مضيفًا أن إدارته كانت ستسعى لإرساء السلام وتحقيق الاستقرار، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية. وفقًا للصحيفة البريطانية ذاتها، كان هناك تعاون بين مسؤولي إدارة بايدن وفريق ترامب لضمان تنفيذ اتفاق يفضي لوقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل، حيث تم إرسال مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مهمة خاصة إلى إسرائيل للتفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث أسفرت هذه الخطوة عن قبول نتنياهو للاتفاق. وخلال المفاوضات، أظهرت التقارير الإعلامية أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، نجح في التأثير على «نتنياهو» بشكل أسرع من إدارة بايدن، حيث وصفته بعض الصحف الإسرائيلية بأنه كان أكثر تأثيرًا من جميع محاولات بايدن طوال العام من الحرب على غزة، وبحسب الصحيفة البريطانية، أقنع ويتكوف نتنياهو بضرورة قبول الاتفاق لضمان التهدئة ووقف إطلاق النار. وبحسب «الجارديان»، فرغم التنافس السياسي بين بايدن وترامب، يظهر أن نتائج وقف إطلاق النار في الحرب على غزة كانت ثمرة تعاون غير متوقع بين الفريقين، وقد شهدت الأيام الأخيرة من المفاوضات لقاءات استثنائية، حيث سعى الجانبان لضمان نجاح الاتفاق رغم العداء السياسي بين جو بايدن ودونالد ترامب. ◄نتنياهو يتجاهل بايدن ويشكر ترامب في إطار التصريحات حول اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب على غزة، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو متجاهلًا لبايدن، إذ فضل الاتصال أولاً بالرئيس الأمريكي المنتخب ترامب ليشكره على مساعيه في تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس ضمن صفقة تبادل الأسرى، بعد ذلك، أشار نتنياهو بشكل مقتضب إلى عمله مع بايدن، مؤكدًا أنه تلقى أيضًا شكرًا منه. ووفقًا لمات داس، مستشار السياسة الخارجية، فإن تفاصيل الاجتماع بين نتنياهو ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، قد تكون تحوي بعض "العناصر المسرحية"، حيث يعتقد داس أن نتنياهو يُدرك أن ترامب سيتولى منصبه وأنه يفضل حسابات ترامب المختلفه عن بايدن، الذي يظل ثابتًا في دعمه غير المشروط لإسرائيل في الحرب على غزة. اقرأ أيضًا| «حماس»: نشر قوائم الأسرى المُفرج عنهم قبل كل يوم من عملية التبادل ◄بايدن يتعرض لانتقادات بشأن حرب غزة في الولاياتالمتحدة، واجه بايدن هجمات شديدة من جميع الأطراف بسبب تعامله مع الحرب على غزة، حيث اعترض العديد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية على قلة الضغط الأمريكي على إسرائيل لوقف حملتها العسكرية في غزة، مؤكدين أن إدارة بايدن ربما ساهمت في إطالة الحرب بسبب موقفها الثابت في تقديم الدعم لإسرائيل. على الرغم من الجدل، أشار الجمهوريون إلى أن وقف إطلاق النار كان مدفوعًا بشكل أساسي من فريق ترامب، مع إشارة إلى أن بايدن لم يكن "المفاوض الأفضل" في هذه الصفقة، حيث وصف السيناتور الجمهوري، جون كورنين، الاتفاق بال«مشجّع»، لكنه أضاف أن تأثير ترامب كان واضحًا في تحفيز الاتفاق، مشيرًا إلى تحذير دونالد ترامب سابقًا من «الجحيم في الشرق الأوسط» إذا لم يتم التوصل إلى حل.