وصفت صحيفة التليجراف البريطانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بأنه أول انتصار لإدارة ترامب الجديدة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى القادم، ومثلما حدث مع رونالد ريجان فى عام 1981، فى إشارة إلى إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين فى إيران، يدخل البيت الأبيض بانتصار هام فى السياسة الخارجية. وأوضحت الصحيفة أن رئاسة دونالد ترامب ستبدأ بداية قوية تشبه تنصيب ريجان. فقد نجا الرئيس المنتخب من السجن، والاقتصاد بوضع جيد ومعدلات تأييده مرتفعة فى حين أن شعبية بايدن متدنية. والآن، ينسب له الفضل فى التوصل إلى اتفاق إطلاق سراح الرهائن، حتى قبل دخوله البيت الأبيض. وذهبت التليجراف إلى القول بأن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل أداء ترامب اليمين الدستورى يوم الاثنين المقبل ليس مجرد حظ سعيد، ولكنه تأييد لنظرية "الرجل المجنون" فى العلاقات الدولية، وتشير إلى أن تفانى ترامب للمصالح الوطنية والشخصية يمكن أن يكسر الجمود. صحيح أن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ينُسب لإدارته فضلا كبير فى العمل المضنى على مدار أشهر خلف الكواليس، لكن جو، كممثل النظام العالمى الليبرالى وعبد للتفكير الجماعى المؤسسى، قد فشل أيضا فى الضغط بما يكفى من أجل الحصول على وقف إطلاق النار، خاصة على الإسرائيليين، وهو ما يجعل دور ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط مثيرا للاهتمام. وتتابع الصحيفة قائلة إن ترامب بلا شك مؤيد لإسرائيل، لكنه مؤيد لنفسه أيضا، لذلك أراد أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل التنصيب. ومن هنا، بذل ويتكوف وهو رجل أعمال وليس دبلوماسيا محنكا، قصارى جهده لإجبار بنيامين نتنياهو على الموافقة. ومن التفاصيل اللطيفة أن نتنياهو أراد تأجيل الاتفاق بسبب عطلة السبت، لكن ويتكوف رد عليه بأن الأعضاء اليهود فى الفريق الأمريكى سعداء بالعمل خلال العطلة، فلماذا لا يفعل الإسرائيليون ذلك. وقال مسئولون إن ويتكوف فعل الكثير لإقناع نتنياهو بالاتفاق خلال اجتماع واحد، أكثر مما فعله بايدن فى عام.