أفادت وكالة رويترز للأنباء أن التوصل إلى الاتفاق المرتقب منذ وقت طويل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، جاء بعد مفاوضات مكثفة في الدوحة على مدى 96 ساعة وبوساطة دبلوماسيين مصريين وقطريين وأمريكيين أقنعوا تل أبيب والحركة أخيرا بإبرامه. وأشاد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحضور مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إذ وصفه بالأمر الحاسم في التوصل إلى الاتفاق الذي أُعلن عنه اليوم الأربعاء بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني وأشعلت صراعا في أنحاء الشرق الأوسط. وكان على رأس الجانب الأمريكي مبعوث الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك، الذي كان في المنطقة منذ الخامس من يناير للعمل عن كثب على ما وصفه المسؤول بأنه "ترتيب شديد التعقيد". وذكرت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن الاتفاق تلقى دفعة كبيرة نحو إبرامه من تهديدات ترامب المتكررة بأن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" في الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس قبل تنصيبه في 20 يناير. وقال المسؤول في الإدارة الأمريكية إن الاتفاق، الذي جاء بعد مفاوضات متقطعة على مدى أشهر، اكتسب قوة دافعة بعد موافقة إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية على وقف لإطلاق النار في نوفمبر، ووصلت المفاوضات إلى أقصى درجات السخونة خلال الساعات الست والتسعين الماضية. عقبة رئيسية وكانت العقبة الرئيسية هي رفض حماس الاعتراف بعدد المحتجزين الذين تحتجزهم أو من منهم سيُطلق سراحه في المرحلة الأولى من الاتفاق. وهؤلاء المحتجزين من بين المجموعة التي احتجزتها الحركة خلال هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023. وقال المسؤول الأمريكي "كانت هذه هي القضية الرئيسية قبل عيد الميلاد مباشرة، وواصلنا الضغط على حماس وأوضحنا أنه لن يكون هناك اتفاق تحت أي ظرف من الظروف ما لم تقدم حماس القائمة الكاملة للرهائن الذين سيخرجون بموجب الاتفاق وتوافق عليها". وتابع المسؤول قائلا إنه في نهاية ديسمبر، وافقت حماس على قائمة المحتجزين الإسرائيليين وهو ما سرع المرحلة النهائية نحو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح محتجزين مقابل الإفراج عن سجناء أسرى تحتجزهم إسرائيل. وانضم ويتكوف في وقت لاحق إلى ماكجورك، الذي كان في المنطقة على رأس الفريق الأمريكي الذي يعمل على وضع التفاصيل. وقال المسؤول إن النقاط الرئيسية شملت شروط وقف إطلاق النار، وتسلسل إطلاق سراح الرهائن، وعدد السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج إسرائيل عنهم في المقابل، والمساعدات الإنسانية إلى غزة في المستقبل. مرحلة حامية الوطيس وأصبحت تلك المرحلة من المفاوضات حامية الوطيس. وذكر المسؤول أن مشاركة ويتكوف مع ماكجورك في المرحلة النهائية من المحادثات مثلت "شراكة مثمرة بينهما للمساعدة في وضع اللمسات الأخيرة على بعض الترتيبات النهائية والوصول بها إلى نتيجة". كما زار ويتكوف، وهو مستثمر في العقارات مقرب من ترامب، إسرائيل للقاء رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو. وقال شخص مطلع على الاتفاق إن ويتكوف "تمكن من الضغط على نتنياهو لقبول الاتفاق والتحرك بسرعة". وقال المسؤول الأمريكي إنه حتى الساعة الثالثة من صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، كان ماكجورك والوسطاء المصريون والقطريون يجتمعون مع الفريق الإسرائيلي في الطابق الثاني من مقر انعقاد المفاوضات، بينما كان ممثلو حماس في الطابق السفلي. وأردف المسؤول قائلا إن واشنطن تأمل الآن في بدء التنفيذ بحلول يوم الأحد. وقال مسؤول آخر اطلع على المفاوضات لرويترز إن الاتفاق يحدد مرحلة أولية لوقف إطلاق النار مدتها ستة أسابيع ويشمل الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل. وأضاف المسؤول أن الاتفاق ينص أيضا على السماح بإدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة يوميا خلال وقف إطلاق النار.