سؤال شغل العديد من المحللين والمفكرين وهو كيف سيكون انعكاس انتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الشرق الأوسط خاصة أنه عاد هذه المرة فى ظروف صعبة ولكنه تعهد بإنهاء الحروب أثناء خطاباته فى حملته الانتخابية. يقول د. محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن سياسة ترامب فى الشرق الأوسط سوف تركز على ثلاثة محاور الأول هو وقف الحرب فى الشرق الأوسط، وهو ما وعد به فى حملته الانتخابية، وبالتالى سيسعى إلى التوصل لوقف إطلاق النار فى غزة و لبنان بالتنسيق مع حكومة نتنياهو، والتى ستكون أكثر استماعا لترامب مقارنة بموقفها الرافض لمبادرات إدارة بايدن. و لكن وقف إطلاق النار لا يعنى حل المشكلة، وخروج القوات الإسرائيلية من غزة ومن جنوبلبنان سيكون مسألة صعبة ومعقدة. اقرأ أيضًا | انتخابات أمريكا 2024 | هل كانت هاريس الضحية أم المُقصر؟ وأوضح كمال أنه من ناحية القضية الفلسطينية لن يكون ترامب متحمسا لفكرة حل الدولتين، وسيكون التركيز على الترتيبات المتعلقة بإدارة قطاع غزة وإعادة بنائها، وسيكون أكثر تأييدا لمواقف اليمين الإسرائيلى، وسيغض الطرف عن زيادة النشاط الاستيطانى الإسرائيلى فى الضفة الغربية. وقال د. فرانك مسمار رئيس المجلس الاستشارى فى جامعة ميريلاند، والخبير فى سياسة الشرق الأوسط أن الرئيس دونالد ترامب سيعود إلى رئاسة الولاياتالمتحدة وسط صراع غير مسبوق فى الشرق الأوسط، ولكنه وعد بمعالجة هذه القضايا ويسعى إلى إرساء السلام. وذلك من خلال عدة عوامل أولها أن ترامب يتجنب عادة التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، موضحا أن إدارة ترامب الثانية قد تسعى إلى إقامة علاقات مبادلة مع زعماء إقليميين مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى من مصر ورجب طيب أردوغان من تركيا، وقد تُبذَل جهود للتوصل إلى حل دبلوماسى للصراع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بهدف إقامة دولة لبنانية ذات سيادة. و قالت الباحثة فى الشأن الدولى وعضو الحزب الجمهورى إيرينا تسوكرمان إنه سيكون لدى ترامب عدة أولويات فورية عند توليه منصبه أولا استعادة الاستقرار وإنهاء الصراعات وذلك من خلال مجموعة من التدابير الدبلوماسية والاقتصادية، ومنها الحد من نفوذ إيران، والرد على النفوذ الروسى والصينى المتزايد فى الشرق الأوسط و تعزيز المصالح والأولويات الاقتصادية الأمريكية مثل التجارة الدفاعية والتعاون فى مجال الطاقة والاستثمارات التكنولوجية وخلق فرص العمل. ويرى جمال رائف الكاتب الصحفى والمحلل السياسي، أن ترامب سوف يولى اهتماما خاصا لمنطقة الشرق الأوسط وسوف يكون هناك ترتيب أولويات العمل الخاصة بالإدارة الأمريكية الجديدة. وأوضح رائف ان ترامب ايضا لديه طريقته الخاصة فى ادارة الملفات الخارجية للولايات المتحدةالامريكية ويعتمد اكثر على فكرة الصفقات بعكس الادارة الديموقراطية التى ربما تعتمد على فكرة المواءمات والدبلوماسية الكلاسيكية القديمة وإن كان الهدف واحدا وهو مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية موضحا ان طريقة ادارة ترامب لملفات السياسة الخارجية الامريكية وخاصة فى الشرق الاوسط ربما تحدث تغيرا نوعيا املا ان يكون تغيرا ايجابيا وألا يكون تغيرا سلبيا ومن جانبها أكدت تامى بالاسيوس كبيرة الباحثين فى معهد نيولاينز أنه من المرجح أن يحاول الرئيس ترامب اتخاذ خطوات مهمة وإبقاء الشرق الأوسط على رأس أجندته، موضحة ان ترامب يتبنى أسلوبا أكثر ديناميكية فى السياسة الخارجية، موضحة ان إدارة ترامب ستحاول تحقيق التوازن بين الديناميكية والنتائج المستدامة وموازنة جميع التهديدات والمصالح، وعدم التضحية ببعضها من أجل التركيز على القليل.