في قلب المتحف المصري الكبير، يلمع إرثٌ نادر يعود إلى أكثر من 4600 عام، «طقم غوايش» والدة الملك خوفو.. هذه القطعة الفنية ليست مجرد مجوهرات، بل هي شهادة على براعة المصريين القدماء في الحرف اليدوية، ومهارتهم في تطويع الفضة، التي كانت في ذلك الوقت أغلى وأندر من الذهب. اقرأ أيضا| هدى تصنع أكسسوارات مبتكرة ب«أسلاك المعادن» مزينة بفراشات مرصعة بأثمن الأحجار الكريمة، تحمل هذه الغوايش أسرار حقبة تاريخية، حيث امتزجت الرفاهية بالجمال لتخلد قصة ملكة عظيمة. اقرأ أيضا | خواتم الخطوبة في 2025| 7 أحجار كريمة بديلة للألماس الغوايش رمزٌ للرفاهية والقداسة كانت المجوهرات في مصر القديمة تعكس مكانة أصحابها الاجتماعية والدينية، ولم تكن مجرد زينة.. طقم غوايش والدة الملك خوفو يُعدّ أحد أروع الأمثلة على هذه الفلسفة.. صُنعت هذه الغوايش من الفضة النادرة وزُينت بفراشات مُرصعة بأحجار كريمة، مما يُبرز اهتمام المصريين القدماء بالتفاصيل الدقيقة واستخدام المواد الثمينة. مكونات الطقم وتصميمه يتكون طقم غوايش والدة الملك خوفو من عدة أساور فضية تتميز بتصميم فريد يجمع بين الدقة والجمال. الفضة النادرة: في زمن الأسرة الرابعة، كانت الفضة نادرة للغاية، حيث استُوردت من بلاد بعيدة مثل الأناضول. الفراشات المرصعة: زُينت الأساور بفراشات مصنوعة بدقة، مرصعة بالأحجار الكريمة النادرة مثل اللازورد والفيروز. النقوش والزخارف: تحمل الغوايش نقوشاً تعبر عن رموز القوة والحماية، مما يعكس قيمًا دينية وروحية. الأهمية الثقافية والرمزية كانت هذه الغوايش رمزًا للملكية والجمال، لكنها أيضًا تعكس مكانة المرأة الملكية في البلاط المصري.. الملكة، والدة الملك خوفو، لعبت دورًا مهمًا ليس فقط كأم لفرعون عظيم، بل كرمز للحكمة والسلطة. الفن والحرفية في عصر الملك خوفو عرف عصر الملك خوفو تطورًا كبيرًا في الفنون والحرف اليدوية، وكانت هذه الغوايش شاهداً على ذلك، استخدم الحرفيون أدوات دقيقة وتقنيات متقدمة لتطويع الفضة وتثبيت الأحجار الكريمة بدقة متناهية. كيف كانت الفضة أغلى من الذهب؟ في ذلك الوقت، كان الذهب متوفرًا بكثرة من المناجم المصرية، بينما كانت الفضة تُجلب من أراضٍ بعيدة، مما جعلها أغلى وأكثر ندرة، استخدامها في صناعة الغوايش يدل على الثراء الهائل للملكة والمكانة الخاصة التي كانت تتمتع بها. الاكتشاف والأهمية الأثرية تم اكتشاف طقم غوايش والدة الملك خوفو في مقبرة خاصة بالقرب من هرم خوفو في الجيزة، يُعتقد أن هذه المقبرة كانت مخصصة للملكة أو أحد أفراد الأسرة الملكية.. يُظهر الطقم مدى تطور الفنون الجنائزية ومكانة المرأة الملكية في تلك الفترة. المتحف المصري الكبير: بوابة للتاريخ اليوم، يُعرض هذا الطقم في المتحف المصري الكبير كجزء من مجموعة تُبرز إبداعات المصريين القدماء، يتمتع الزوار بفرصة مشاهدة هذه التحفة النادرة واكتشاف القصص الكامنة وراءها. الفراشات: رموزٌ للحياة والتجدد اختيار الفراشات كعنصر زخرفي في الغوايش لم يكن عشوائيًا، في الثقافة المصرية القديمة، كانت الفراشات رمزًا للتجدد والحياة الأبدية، مما يعكس إيمان المصريين بالبعث والحياة بعد الموت. تقنيات الحفظ والترميم قبل عرضها، خضعت الغوايش لعمليات ترميم دقيقة، حيث عمل فريق من الخبراء على تنظيف الفضة والحفاظ على الأحجار الكريمة. استخدمت تقنيات متقدمة لضمان الحفاظ على حالتها الأصلية. الأثر الثقافي والسياحي عرض طقم غوايش والدة الملك خوفو في المتحف المصري الكبير يُعدّ إضافة قيمة تُعزز مكانة المتحف كواحد من أهم الوجهات الثقافية في العالم. يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لرؤية هذه القطعة الفريدة والتعرف على تاريخها. قصص من وراء الغوايش من خلال هذه الغوايش، يمكن تخيل حياة البلاط الملكي قبل آلاف السنين. هل كانت الملكة ترتديها في المناسبات الرسمية؟ أم كانت تُستخدم كرمز للحماية في الحياة اليومية؟ الأسئلة تبقى مفتوحة، لكنها تُضفي مزيدًا من السحر على هذه التحفة. طقم غوايش والدة الملك خوفو ليس مجرد قطعة من المجوهرات، بل هو نافذة تطل على حقبة تاريخية مليئة بالإبداع والتفرد. يجمع بين البراعة الفنية والقيم الرمزية التي تجعل منه شاهدًا خالدًا على عبقرية المصريين القدماء.