هى دائما وراء كل الأزمات فى عالمنا العربى، سياستها قائمة على العداء وحتى مع وجود اتفاقيات للسلام من كامب ديفيد مرورا باتفاقية الأردن وأوسلوا وجنيف وغيرها، لكنها مصدر القلاقل فى المنطقة العربية، نعم، ابحث عن إسرائيل فى كل أزمات العالم العربى ليس فى الربيع العربى وما تبعه من تدمير عدة بلدان، وإنما منذ قدم التاريخ حتى ما قبل معاهدة سايكس بيكو الظالمة للتقسيم ووعد بلفور الذى منحت به بريطانيا أرض فلسطين لليهود، فالمؤامرات قائمة تشرف عليها أمريكا وكله من أجل إسرائيل. فى 14 مايو 1948 يوم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل أعلن دافيد بن جوريون أن أمن إسرائيل يتحقق عندما تكون إسرائيل أقوى عسكرياً من أى تحالف عربى محتمل وباتت هذه الرؤية عقيدة إسرائيل الأمنية، إلا أن العديد من الاستراتيجيين الصهاينة رأوا أن هذه النظرية وحدها لا تكفى لضمان أمن إسرائيل، وأن ضمان هذا الأمن واستقرار إسرائيل وقوتها وتماسكها مرهون بانهيار المجتمعات العربية وضعفها، فالكونجرس الأمريكى نفسه وافق عام 1983 على مشروع المستشرق بيرنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط. وكما قال الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل: «ليس كل التاريخ مؤامرة، ولكن المؤامرة موجودة فى التاريخ». العالم العربى أمام فرصة تاريخية للاتحاد مع تولى ترامب الحكم فى أحدث نقلة فى طريق التعامل مع الإدارة الأمريكية للحفاظ على ما تبقى من حقوق. نعم، الاثنين القادم يرحل بايدن ويعود ترامب إلى حكم أمريكا، فى ولاية ثانية بدأها بتهديدات ووعيد لسكان غزة قبل عقد اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار ووعد بعطايا إلى إسرائيل وحديث منقوص عن السلام رغم أن السلام لن يكون إلا بسلام قائم على حل الدولتين والاندماج الإسرائيلى فى المنطقة مقابل دولة فلسطينية. شبه اتفاق بين غزة وإسرائيل لإيقاف الحرب المشتعلة منذ أكثر من عام بضغوط من الإدارة الأمريكية لكن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لن يكون أبدا بديلا لسلام حقيقى يعيد للفلسطينيين حقوقهم المسلوبة الاتفاق فقط يحقن الدماء التى سالت، لكنه أبدا لن يكون بديلا لحل دائم للقضية الفلسطينية الأكبر والأقدم فى العالم فهل يحدث؟!