كان لابد من قراءة ماحولنا حتي نعرف ونؤمن بأن قوتنا في اتحادنا وان كل ما يحدث علي الساحة العربية والفلسطينية و ما يحاك بأمتنا من مؤامرات لتمزقها هو علي العكس تماما مما اتخذته الصهيونية العالمية لبناء دولة اسرائيل علي أرض فلسطين فهل هذا يعني لنا شيئا ؟! مائة عام تمر هذا العام علي إصدار وعد بلفور وعد من لا يملك لمن لا يستحق.. أو تصريح بلفور(BalfourDeclaration) الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور في2 نوفمبر1917 إلي اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلي تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وفي ذلك الوقت لم يكن تعداد اليهود في فلسطين يتجاوز5% من عدد السكان وقد أرسلت الرسالة قبل شهر واحد من احتلال الجيش البريطاني فلسطين. ومن العجيب والغريب كيف استطاعت الصهيونية العالمية استقدام لاجئين من شتي بقاع الأرض ليستوطنوا أرض فلسطين تمهيدا لاحتلالها ويسمون هذا الاستيطان( عودة).وكان من المؤسف الفرقة والانشقاق الفلسطيني وتعدد فصائلهم وانتماءاتهم وكيف تفرقوا علي مدي عقود مضت قاربت علي السبعين عاما في الوقت الذي يراهن فيه المحتل علي عنصرين هامين هما الفرقة والزمن لفرض الامر الواقع واخيرا وبرعاية مصرية في الثاني عشر من اكتوبر وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق المصالحه الفلسطينيه في القاهرة. ولاشك ان المحتل الاسرائيلي هو اللاعب الرئيسي من خلف الستار لشق الصف الفلسطيني مستخدما العميل القطري خائب الرجاء او المقاول التركي لتحطيم كل حلم للشعب الفلسطيني لبناء دولته علي ارض فلسطين وتدمير كل مكتسبات اتفاقيات ومواثيق مدريد واوسلوا1 واوسلوا2 وخطة خارطة الطريق. وتذكرصحيفة فلسطين اليوم, نقلا عن يوسي بيلين, رئيس حزب ميرتس, ووزير خارجية إسرائيل السابق, أن حمد بن جاسم, وزير الخارجية القطري التقاه في مؤتمر منتدي وزراء الخارجية السابقين في قطر, وأعرب عن استعداده للتوسط بين إسرائيل وحركة حماس, للتوصل إلي وقف إطلاق نار, قائلا له, إن إسرائيل مخطئة إذا اعتقدت أنه يمكن الاتفاق مع عباس وتجاهل حماس. وكان الضغط علي مصر بكل الوسائل وصوروا للعالم ان مصر تحاصر غزة باغلاقها معبر رفح ليجبروا مصر علي التعامل مع حركة حماس المنشقة علي السلطة الشرعية الفلسطينية وسوقوا( حصار غزة) في كل وسائل الاعلام التابعة والعميلة وكأن غزة التي تقع علي البحر المتوسط بامتداد اربعين كيلو مترا ولها ستة معابر اخري تخضع للحصار الاسرائيلي برا وبحرا. ومانحن فيه اليوم من مؤامرات وفتن وارهاب وتفجيرات وفصائل مسلحة وتهريب ممنهج للسلاح واستهداف الجيش المصري والشرطة ناهيك عن الطابور الخامس من الخونة والعملاء وبعض دكاكين حقوق الانسان وسألت نفسي هل هناك علاقة بما يحدث علي الساحة المصرية والعربية بإسرائيل؟, اذن وماهي قصة شعار بلطة الانصهار نعود مرة اخري الي اسرائيل وكيف ان اسرائيل لم يكن لديها سوي بعض المنظمات المسلحة وكلها كانت تعمل في سبيل اقامة دولة اسرائيل علي ارض فلسطين وتستهدف العرب وجيش الاحتلال البريطاني علي حد سواء. والسؤال والدرس هنا كيف استطاعوا اقامة دولة موحدة في وجود كل تلك التنظيمات المسلحة فلاشك ان الامر بحاجة الي سنوات, ولكنها أسابيع فقط من الإعلان الرسمي لقيام دولة إسرائيل, وكان قرار بن جوريون اول رئيس وزراء لاسرائيل بحل جميع الحركات المسلحة قبل حرب1948 وإقامة جيش قوي.واعتبر الجيش بمثابة بلطة انصهار لجيل الشباب, وأسند الي جيش اسرائيل بعض المهام منها دعم منظومة التعليم والاستيطان وكان هدفهم الاسمي هو توحيد الشعب حول ثقافة مشتركة وفقا لمفهوم بلطة الانصهارو توحيد منظومة التعليم العام تحت قانون تعليم قومي. اعتقد ان عزيمة خير اجناد الارض لن تكل ولن تمل في القضاء علي الارهابيين والفئات الضالة واعادة الامور الي نصابها وما احوجنا لاتحادنا وتماسكنا للقضاء علي الفتن, ولنؤمن جميعا بأن قوتنا في اتحادنا.