التعليم هو الثروة الحقيقية للأمة المصرية.. الثروة التى تستمر وتنمو ولا تنتهى مع الأيام ولعل التعليم والصحة هما الشغل الشاغل لأى بيت فى مصر سواء كان متداخلا بشكل مباشر أو غير مباشر معهما.. لعقود طويلة نحن نبحث عن جودة تعليمية تتناسب مع التطور العلمى الرهيب ولكن تاه بحثنا مع توالى التغيرات والتبديلات فى شكل التعليم ما قبل الجامعى طبقا لرؤية الوزير المسئول مع تعدد أشكال التعليم المختلفة ما بين حكومى وتجريبى وناشيونال وإنترناشيونال والدبلومة الفلانية والثانوية العلانية وتحول التعليم لنوع من الطبقية غير المقبولة . لذا أرى أن مقترح وزير التربية والتعليم باستحداث نظام البكالوريا فرصة ذهبية ولو تم إعداده وتنفيذه بالشكل المطلوب سيكون فيه لحل لمعظم مشاكل التعليم فى مصر .. وأشدد على كلمة استحداث لأن ترميم النظام الحالى أو إصلاحه لن يرضى طموح المصريين الراغبين باللحاق بنظم التعليم فى دول العالم الأول وأن تتواكب منظومة التعليم المصرى مع مظاهر التحديث فى العديد من مناحى الحياة فى مصر وخاصة فى البنى التحتية والعمرانية . وضع نظام جديد للتعليم ما قبل الجامعى ضرورة ملحة لتحقيق الجودة التعليمية التى من خلالها يتشكل وعى الإنسان المصرى والمحافظة على منظومة القيم والأخلاق التى تميز المجتمع المصرى والمستهدفة حاليا لهدمها وتقويض اركان الدولة ..ثم يأتى رفع كفاءة المتعلم فى تخصصه للوصول للمستويات العالمية . أرجو من وزير التربية والتعليم والقائمين على هذا المشروع الحيوى توفير كافة أوجه النجاح له فهو فرصة لا يجب التفريط فيها لإصلاح منظومة التعليم بأكملها والاستماع لآراء الخبراء والمعنيين بالأمر والاستجابة لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بإجراء حوار مجتمعى مستنير حول النظام الجديد من أجل تجويد الفكرة حتى لو تأجل قليلا وعدم اقتصاره على المرحلة الثانوية فقط بل تطوير شامل لكافة المراحل التعليمية لتتكامل معا.