قبل نحو عشرين عاما فاجأ المهندس هانى أبوريدة - وقتها كان يشغل منصبى نائب رئيس الاتحاد المصرى وعضوية اللجنة التنفيذية بالفيفا والكاف- الرأى العام بفكرة كان طرحها غريبا فى ذلك التوقيت، تضمنت الفكرة تخصيص قطعة أرض لإقامة مجمع لملاعب المنتخبات الوطنية تحت مسمى «مشروع الهدف»، وقال فى طرحه إن هذا المشروع سيتم إنشاؤه ضمن مشروعات إفريقية كروية عملاقة فى القارة السمراء، وأن هذه المعلومات عرفها بحكم منصبه الدولى الرفيع، وأنه يسعى لخدمة مصر ومنتخباتها فى المستقبل البعيد، وعلى خلفية البرزينتيشن الذى تقدم به أبوريدة تم الشروع فى تخصيص أرض للمشروع بمدينة 6 أكتوبر على بعد خطوات من ميدان جهينة، ومنذ هذا التاريخ البعيد وحلم مشروع الهدف يمثل لأبوريدة تحديا كبيرا، فكر وخطط وألقى البذور وقاوم وصمد، واستثمر علاقاته المتشعبة فى أروقة الكاف والفيفا من أجل حماية هذا المولود الكروى العملاق، ومع مرور السنوات وتعاقب الإدارات على ولاية الجبلاية كان أبوريدة ثابتا على موقفه ومؤمنا بحلمه ويدرك تماما أن هذا المشروع سيكون يوما ما الملاذ وقاطرة الإنقاذ للمنتخبات الوطنية وبيتا يفخر به أفراد الأسرة الكروية المصرية عندما يظهر للنور بالشكل الذى تمناه، ومنذ وقت ليس ببعيد وبالتحديد خلال ولاية المهندس أحمد مجاهد رئاسة اتحاد الكرة المصرى بالتعيين تواكبت مئوية اتحاد الكرة المصرى مع حاجة مشروع المنتخبات الوطنية لبعض اللمسات النهائية، واتخذ مجاهد قرارا يستحقه أبوريدة باختياره مشرفا عاما على مئوية كرة القدم المصرية، وهنا التقت أحلام أبوريدة مع مجاهد الذى يؤكد فى كل تصريحاته أن أبوريدة هو معلمه ومثله وقدوته، واتفق أبوريدة ومجاهد بدعم واضح وكبير من الوزير اليقظ د.أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة على ضرورة خروج حلم العمر إلى النور، وهل هناك مناسبة أعظم من المئوية للاحتفال بافتتاح مشروع الهدف؟! وسريعا تم الافتتاح المبهر لمشروع الهدف الذى جاء إليه قيادات ونجوم ومشاهير العالم بقيادة انفانتينو رئيس الفيفا وموتسيبى رئيس الكاف تقديرا لشخصية أبوريدة.. ومرت السنوات وعاد أبوريدة من بوابة الكبار لرئاسة الاتحاد المصرى بالتزكية منذ بضعة أسابيع وبدعم مطلق من الدولة والجمعية العمومية للجبلاية، لتبدأ حقبة جديدة يتوسم فيها الجميع خيرا لكرة القدم المصرية.. أبوريدة الذى ينتمى إلى أسرة وطنية ترعرعت فى بورسعيد الباسلة وخرج منها واحد من أعظم جنرالات حرب أكتوبر المجيدة وهو شقيقه المحارب العظيم سعد أبوريدة أشهر محافظ للبحر الأحمر عندما فكر قبل عشرين عاما وحلم بمشروع المنتخبات الوطنية لم يكن يشغله سوى مصلحة وطنه؛ لم يكن يعلم هانى أبوريدة منذ زمن بعيد أنه سيكون رئيسا للكرة المصرية عندما يكتمل حلمه الجميل؛ لكنه فكر بإخلاص للمصلحة العامة ووضع بلاده فوق أى وكل مصلحة شخصية فكافأته الأقدار بأن يبدأ أهم ولاية كروية له من داخل البيت الكروى المصرى الجميل وهو رئيس للاتحاد.. كل هذه الأحداث التى عشتها لحظة بلحظة داعبت خيالى خلال زيارتى لأبوريدة فى مكتبه بمشروع الهدف قبل أيام وأنا أردد المثل الشعبى الدارج والمعروف «من جد وجد .. ومن زرع حصد» والمبنى العملاق يعج من حولى بأهرامات الكرة المصرية الكابتن حسن شحاتة وحلمى طولان ومحسن صالح وأحمد حسن وغيرهم ممن سعدت بلقائهم بعدما أعادهم أبوريدة إلى بيت الكرة المصرية لمشاركته رسم خريطة الأحلام الكروية.. حقا لا يوجد وسام يضاهى مكافأة الأقدار عندما تمنحك حقوقك بسيناريو يفوق الخيال بعد سنوات من العمل والإخلاص.. كل الأمنيات القلبية للكرة المصرية بسرعة العودة إلى ريادتها القارية فى القريب العاجل.