هل مازال الذين يفكرون بعقلية السلحفاة متمسكين بأفكارهم الغريبة التي أساءت إلي المهندس هاني أبوريدة أحد أبرز نجوم الادارة الكروية عبر تاريخها، هل مازالوا يصدقون أنفسهم بأن مصر كان من الممكن استمرارها بالمونديال بعد خروج ألمانيا والارجنتين وأسبانيا والبرتغال والبرازيل واوروجواي وروسيا صاحبة الارض والجمهور تباعا ؟! أنا لست مجاملا لأبوريدة وأختصه بالذكر لأنه كادر دولي نحتاج لسنوات طويلة لنجد مثله سفيرا قويا علي الساحة العالمية، ولن أسمح لنفسي بمصادرة أراء حملة هذه الأفكار الغريبة، ولكنني سأعود إلي حالة المنتخب قبل أن يتسلمه أبوريدة لنسرد معا، ماذا فعل هذا الرجل ؟! ونجاوب معا علي سؤال هل هو جان أم مجني عليه ؟! المنتخب قبل أبوريدة كان يتألم، مهلهلا، فقد هويته وصار أضحوكة افريقيا بعد سنوات ازدهار وزهو كان أبوريدة شريكا في صناعتها مع الراحل الرمز الكابتن سمير زاهر وساهم بفكره في حصول مصر علي 3 بطولات قارية متتالية، وبعد استقالة أبوريدة من منصب النائب بالجبلاية وابتعاد زاهر عن المشهد في أعقاب انقلاب قادة الحرافيش ممن جاء بهم أبوريدة وزاهر إلي مقاعد مجلس الادارة، عاش المنتخب سنوات حالكة الظلام شاهدنا خلالها الفراعنة أسياد أفريقيا ينكسرون أمام معيز النيجر وحفاة الرأس الأخضر ويغرقون في جزيرة سيراليون، ويفشلون علي مدار 7 سنوات في مجرد التواجد بنهائيات افريقيا 3 دورات متتالية حتي صار التواجد في الكان حلما بعيد المنال، واقع مؤلم ومرير عاشته الكرة المصرية في غياب أبوريدة فرعون الفيفا والكاف عن المشهد الكروي، تارة لاستقالته زهدا في المناصب، وتارة لممارسات قادها ضعاف النفوس وحملة المكاره وصلت إلي حد اقصائه من انتخابات الجبلاية لمناهضته التيار الاخواني، ومرت الكرة المصرية بمرحلة استثنائية من تاريخها ! وفي عز فشل المنتخب الوطني وملاحقة فضائح البزنس الأسود له بالمعسكرات قرر أبوريدة العودة إلي المشهد الكروي، ولم يفكر ولو لحظة في مغامرته بالاشراف علي منتخب بلا ملامح عقب فضيحة معسكر الامارات وسقوط الفراعنة ضحية لتجار المباريات الودية، وجاء قبوله المهمة حبا في منتخب بلادة ورغبة منه في انتشاله من الضياع وسط مخاوف من أنصاره بأن يتحول الرمز إلي حطام لنيران النقد الهدام.. وإلي حلقة جديدة.