حالة من الاستياء والغضب الشعبي فجَّرها ذلك القرار المثير للجدل الذى أصدره أحمد الجولاني قائد الإدارة الجديدة في سوريا بتعيين 6 مقاتلين أجانب ضباطا فى الجيش السورى بينهم الارهابى المصرى علاء عبد الباقى الملقب بأبى محمد الظلامى الهارب من حكم بالمؤبد فى قضية خلية جبهة النصرة الإرهابية بمصر وترقيته لرتبة العميد.. حالة من الدهشة أصابت الأردنيين أيضا بسب تعيين الأردنى عبد الرحمن الخطيب العضو البارز بهيئة تحرير الشام بالجيش السورى وترقيته لرتبة العميد لأنه كان شريكا للجولانى فى جبهة النصرة. هذه التعيينات لم تستفز مشاعر المصريين والاردنيين فقط بل استفزت السوريين الذين تساءلوا: هل هؤلاء الأجانب سيدينون بالولاء للدولة السورية أم سيكون ولاؤهم لعقيدتهم الإرهابية العابرة للحدود؟ كثيرون رأوا فى قرار الجولانى ردة وتراجعا عما أعلنه عقب توليه الحكم بعدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، والأغرب انه برر ذلك بأنه تكريم للمقاتلين الأجانب لدورهم فى اسقاط نظام بشار وقال: إذا اعتبرنا أن وجود أجانب فى أى دولة لمدة 7 سنوات يمنحهم الجنسية فيجب ان ندمج هؤلاء.. ما حدث كشف لنا جوانب مقلقة قد تفسر لنا سبب تسريب صورة لقاء الجولانى بالارهابى المصرى محمود فتحي، الهارب من الإعدام فى قضية اغتيال النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات وتجعلنا نتوجس من علاقة هيئة تحرير الشام بجماعة الإخوان وهو ما أكده ظهور الارهابى عبد الرحمن يوسف القرضاوى وهو يحتفل فى أكبر ميادين دمشق ويبث فيديو ضد مصر والامارات والسعودية قبل ان يتم القبض عليه فى لبنان التى تنظر الآن فى أمر تسليمه الى مصر أو الامارات لأنه مدرج على النشرة الحمراء للانتربول الدولى.. ونتوجس اكثر خشية احياء تنظيم «العائدون من سوريا» الذين سبق أن شكلوا خلية عرب شركس التى قتلت ضابطين وعثر بحوزة أعضائها على كمية كبيرة من المتفجرات. قد يتساءل البعض عن سبب تأخر وصول أي مسئول مصري إلى سوريا رغم مبادرة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الذى قال: نتطلع إلى بناء علاقات هامة واستراتيجية مع مصر.. الإجابة ان القاهرة اكدت موقفها بضرورة الحفاظ على سلامة سوريا ووحدة أراضيها ورفض المساس بسيادتها أو تقسيمها.. ورأينا كيف بادرت مصر بإرسال طائرة محملة بالمساعدات الطبية والغذائية إلى الشعب السوري الشقيق.. وقد تشهد الأيام القادمة لقاءً مرتقبا يضع النقاط فوق الحروف .