شهر رجب هو الشهر الأصم أو الأصب وسمى الأصم لأنه من الأشهر الحرم التى عظمها الله فلا يحدث بها حروب والأصب لأن الله يصب فيه من الخير والرزق لعباده وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «رجب شهر الله وشعبان شهرى ورمضان شهر أمتى» وكان يكثر فيه من الصيام والتضرع إلى الله ويكثر من أعمال البر والخير. وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال «أيها الناس إن لربكم فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا عليها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة منها فلا يشقى بعدها أبدا وهذه النفحات هى شهر رجب». كذلك فإن الله جل جلاله فى منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة والثانية عشرة وبعد وفاة عم الرسول أبى طالب وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة الرسول وتعرضه لأذى أهل الطائف الذين لم يكتفوا بالاستهزاء به صلى الله عليه وسلم وتكذيبه بل أخذوا يرمونه بالحجارة حتى سال دمه من قدمه وشجوا رأسه فأراد الله تعالى أن يخفف عنه عناء ما لاقى وأن يسرى عنه ويطمئنه فى رحلة ليلة 27 رجب قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم على البراق ليلًا مع جبريل من مكة إلى بيت المقدس فى فلسطين ثم عرج به إلى السماء عند سدرة المنتهى حيث فرضت الصلوات الخمس ورأى الأنبياء والمرسلين والملائكة والجنة والنار ونماذج من النعيم والعذاب. أحببت أن أذكركم ونفسى باقتناص الفرصة من البداية فى أوائل شهر رجب لنصل إلى مبتغانا وليتقبل الله أعمالنا، فلنكثر من الصيام والأعمال الصالحة ونصل رحمنا ونرحم ضعفاءنا ونوقر كبيرنا، فهذا الشهر هو شهر الزرع فلعلنا نستقبله بقلوب مؤمنة مفعمة بالإيمان، يملأ قلوبنا يقينا بالغفران ليأتى شعبان شهر الحصاد الذى ترفع فيه الأعمال. اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين وكل عام وحضراتكم بخير.