كل عام ومصر والمصريون بخير.. عام جديد ملىء بالخير على بلادنا.. وبالفعل بدأ العام الخامس والعشرون من القرن الواحد والعشرين بخبرٍ مفرح وهو انتهاء المرحلة الأولى من المشروع القومى لإحياء صناعة الغزل والنسيج.. وعودة عجلة الإنتاج للدوران فى مصانع المحلة الكبرى بشكلها الجديد. ربما الأجيال الجديدة لا تعرف أنه حتى وقت قريب كان اعتماد الشعب المصرى على الأقمشة والملابس القطنية المصنوعة محلياً.. ولكن مع غزو الأقمشة المُصنعة وبروز تحدياتٍ فنية واقتصادية أدت إلى تدهور صناعة النسيج.. وفقدانها العديد من أسواقها.. واضطر المواطن المصرى للجوء إلى الملابس والأقمشة غير القطنية.. وربما من أسباب تفاقم ظاهرة الشعور القوى بحرارة الصيف الاعتماد على هذه الملابس.. وبات حلم الكثيرين ارتداء ملابس من القطن المصرى الخالص.. وبقدر ما كان الحلم بعيداً فإن الجهود التى تقوم بها الدولة لإحياء هذه الصناعة المهمة تُبشرنا بتحقيق الحلم. عرفت مصر صناعة الغزل والنسيج منذ قديم الأزل واشتغل بها المصرى القديم بألياف الكتان ثم تحول إلى القطن المصرى الذى يتمتع بسمعة عالمية فى جودته.. ويرجع الفضل للاقتصادى المصرى طلعت حرب فى إنشاء مصانع المحلة الكبرى قبل 98 عاماً من أجل تصنيع القطن المصرى بدلاً من تصديره خاماً لأوروبا ليعود ثانية كمنتج بأسعار أغلى. إحياء صناعة الغزل والنسيج تسير معها فى مسارٍ متوازٍ تطوير منظومة زراعة القطن المصرى وزيادة المساحة المزروعة منه وفى استعادة مصر ريادتها فى الصناعات النسيجية.. وبتحقيق أهداف المشروع القومى للغزل والنسيج يتم تحقيق نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى.. وتقليل فاتورة الاستيراد.. وخلق ملايين من فرص العمل باعتبارها من الصناعات كثيفة العمالة ولارتباطها بصناعاتٍ أخرى وأنشطة اقتصادية متعددة فى الزراعة والتجارة والنقل. استعادة الريادة ليس بالأمر السهل ولكنه ممكن جداً بأفكار خارج الصندوق وخاصة فى مجال تسويق المنتجات محلياً فى السوق المصرى والسوق العالمى المتطلع لجودة الأقطان المصرية.