تصعيد تركي كردي مستمر في سوريا منذ نهاية نظام بشار الأسد، ما ينذر بعملية عسكرية تركية وشيكة في الأراضي السورية. التصعيد بين تركيا والقوات الموالية لها في سوريا من جانب وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" من جانب آخر بلغ ذروته خلال الأيام الأخيرة حيث سقط اليوم الخميس 24 قتيلا جراء الاشتباكات في مدينة منبج، وذلك في أعقاب إسقاط قوات "قسد" الكردية طائرة مسيّرة تركية من طراز "بيرقدار" في أجواء جسر قره قوزاق جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقين وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما اندلعت اشتباكات عنيفة على محور أبو قلقل بريف حلب الشرقي، إثر عملية تسلل نفذتها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى مواقع الفصائل الموالية لتركيا، حيث تمكنت من السيطرة مؤقتًا على قرية شاش البوبنا، وفي أعقاب ذلك، شنت القواعد التركية قصفًا مدفعيا مكثفا استهدف مواقع في قرية بير حسو ومنطقة المجبل قرب جسر قرقوزاق، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة وأثار حالة من الذعر بين السكان المحليين. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المجموعة المسلحة التي تقود قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين خاضوا تمردا ضد الدولة التركية لمدة 40 عاما وتعتبرهم أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤوليين أمريكيين بأن تركيا على وشك القيام بعملية عسكرية في سوريا ضد المناطق الكردية. وأفادت الصحيفة الأمريكية أن سلاح المدفعية والقوات التركية باتت تتمركز بأعداد كبيرة قرب منطقة كوباني في سوريا. وأبدى مسؤولون أمريكيون في تصريحات ل"وول ستريت جورنال" تخوفهم من التوغل التركي في سوريا داخل مناطق الأكراد. في الأثناء، أكد المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية أن جهود الوساطة الأمريكية للإعلان عن هدنة دائمة في منطقتي منبج وكوباني لم تنجح بسبب التعنت التركي. بيان قسد أشار إلى مراوغة الجانب التركي في قبول النقاط الأساسية للوساطة الأمريكية والمتمثلة بنقل مقاتلي مجلس منبج العسكري والمدنيين إلى مناطق آمنة في شمال وشرق سوريا. وأكد المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في سوريا، عبيدة أرناؤوط، أن الأكراد يعدون جزءًا من الشعب السوري، لكن الحكومة المؤقتة لن تسمح بوجود أي فئة خارج سيطرتها. وقال: "الأكراد يمثلون أحد مكونات الشعب السوري ونحن حريصون جدا على حماية حقوق هذه الفئة.. النسيج الاجتماعي في سوريا هو مصدر قوة وليس ضعفا.. لكننا نؤكد أننا لا نريد أي جزء من سوريا أن ينفصل، ولن نسمح بأي حال أن يكون أي جزء من سوريا خارج سيطرة حكومة دمشق". وعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدةوتركيا هما عضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أن الطرفين يقفان على طرفي نقيض في هذا الصراع من خلال وكلائهما. وتسعى تركيا لدفع القوات الكردية شرق نهر الفرات، وربما تمهيد الطريق لمزيد من التقدم من قبل الجماعات المؤيدة لتركيا نحو مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية السورية الكردية.