مر عام متسارع بأحداث غير مسبوقة، عام مليء بالأحزان والهموم والفقد، هكذا امتلأت وسائل الاتصال الإليكترونية «بالبوستات» والفيديوهات، كل يسرد همومه العامة والخاصة. الجميع يتساءل.. لماذا غزة تُباد والعالم متفرجاً؟.. ماذا ينتظر غزة فى العام الجديد..؟ فعلاً الأحداث المتسارعة فى نهاية العام انتقلت فيها الأنظار فى الشهور الأخيرة إلى ما يحدث فى سوريا، ولتبقى غزة بين أيادى متجبرة خالية من الرحمة، حتى وصل عدد الشهداء فيها ما يقرب من 46 ألف شهيد وأكثر من 107 آلاف مصاب بعاهات مستديمة، بخلاف آلاف من المفقودين تحت الأنقاض، وما تبقى من الرجال والنساء والأطفال يصارع فى صمود ليبقى على قيد الحياة فى ظروف غير آدمية أولها نقص الغذاء والمبيت فى خيام اهترأت من الأمطار والسيول وبرد الشتاء. ويبقى رئيس الوزراء الإسرائيلى يهدد أنه سيبقى يُحارب فى غزة حتى بعد استعادة الأسرى ولا أحد يوقفه..! هكذا يدخل علينا العام الجديد ونحن لا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر، لكننا نملك الإيمان بالله وأن ما حدث ويحدث هو أقدار مكتوبة ولن يغير الله قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم! لعل العام الجديد يكون بداية لإصلاح الأحوال وإصلاح النفوس. فهل تُعلمنا أحداث العام الماضى لنكون أمَة أكثر تلاحماً وقوة أم نتشرذم لتذهب ريحنا هباء خاصة بعد أن أظهرت لنا أمريكا أقبح وجه ظهرت به منذ نشأتها ومعها الدول الكبرى ذات المصالح المشتركة..! نتمنى أن يحمل لنا العام الجديد الكثير من الخير والتفاؤل وأن يرتاح أهالينا فى غزة وفلسطين من ويلات الحروب. أتمنى أن تقف دول العالم وقفة جادة لإنهاء الحروب، وأن تستمر اللُحمة الوطنية فى مصر عصية على من يُعادينا، اللهم افتح لنا أبواب الخير وصبَرنا على ما نحن فيه.