وزير المالية: لدينا مبادرات جيدة لدعم الإنتاج والتصدير.. ومنفتحون على أية أفكار تعزز تنافسية اقتصادنا    الحكومة تنفي اعتزامها بيع المطارات المصرية ضمن برنامج الطروحات    بريطانيا تفرض عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بسبب انتهاكات الفاشر    "التحرير الفلسطينية": الأوضاع في قطاع غزة كارثية مع تدني الخدمات ونقص الإمدادات    مدرب بيراميدز يعاين ملعب مباراته أمام فلامنجو في كأس الإنتركونتيننتال    ضبط تشكيل عصابي لتقليد العملات وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    الرعاية الصحية: تقديم 105 ملايين خدمة طبية وعلاجية بمحافظات المرحلة الأولى للتأمين الشامل    «جينا الفقي»: معرض مخرجات البحوث منصة حيوية لربط العلم بالصناعة    بحضور نائب المحافظ.. افتتاح مسجد "السلام" بمدينة سوهاج الجديدة    إغلاق ميناء العريش بسبب التقلبات الجوية    خلافات مالية.. الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة بالإسكندرية    ضبط أكثر من 900 كيلو جرام مخدرات وتنفيذ 82 ألف حكم قضائي بحملة أمنية واسعة    عزاء الناشر محمد هاشم فى مسجد عمر مكرم بالتحرير.. الإثنين    10 أعمال تشارك في مسابقة الأفلام العربية بالدورة السابعة من مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    كاراجر: سلوت خرج منتصرًا من أزمته مع محمد صلاح    لأسباب صحية.. الخطيب يعتذر عن المشاركة في المؤتمر العربي لجامعة هارفارد الأمريكية    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 7.8 مليون خدمة طبية بالقليوبية خلال 11 شهرًا    تحذيرات من نقابة المهن الموسيقية بشأن التعاقد مع المنتجين: عقوبات مشددة للمخالفين    رفع أحد تماثيل الملك أمنحتب الثالث بمعبد ملايين السنين غرب الأقصر    مباحثات لتدشين خطين شحن جديدين Ro-Ro بين مصر واليونان    وزير الاستثمار: التجارة البينية الإفريقية الحالية لا تتجاوز 15% من إجمالي تجارة القارة    تفشي الكوليرا في الكونغو الديمقراطية يصبح الأسوأ خلال 25 عاما    إصابة طفلة من التسمم بعد تناولها قطعة حشيش خاصة بوالدها فى الجيزة    الإعلام الحكومي بغزة: 12 شهيدا ومفقودا جراء المنخفض الجوي وانهيار المباني    تقارير إعلامية: 3 أندية أوروبية تهدد حلم برشلونة فى ضم جوهرة الأهلي    الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان    خبير ضخ الفيدرالي الأميركي 40 مليار دولار شهريًا خطوة استباقية لضمان السيولة وتجنب اضطرابات السوق    أحمد كريمة: «اللي عنده برد يصلي الجمعة في البيت»    مصر وقبرص تمضيان قدمًا في تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين في قطاع الطاقة    "قصة حقيقية عشتها بالكامل".. رامي عياش يكشف كواليس أغنية "وبترحل"    القوات الروسية تعلن تدمر 90 طائرة أوكرانية مسيرة    سلوت: أرغب فى بقاء محمد صلاح مع ليفربول.. وأنا صاحب التشكيل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أنت صوفى ?!    انقطاع المياه بعد ساعات.. استعدوا الآن    وزارة التضامن تشارك بورشة عمل حول تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر    انطلاق انتخابات مجلس إدارة نادي محافظة الفيوم وسط انضباط وتنظيم محكم    الحصر العددي لأصوات الناخبين في دائرة المنتزه بالإسكندرية    «الصحة»: H1N1 وRhinovirus أكثر الفيروسات التنفسية إصابة للمصريين    «المجلس الأعلى لمراجعة البحوث الطبية» ينظم ندوة لدعم أولويات الصحة العامة في مصر    وزيرة التنمية المحلية تناقش مع محافظ القاهرة مقترح تطوير المرحلة الثانية من سوق العتبة    انطلاق القافلة الدعوية بين الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء إلى مساجد شمال سيناء    جوائز مهرجان البحر الأحمر السينمائي في نسخته الخامسة    الأعلى للجامعات يجري مقابلات للمتقدمين لرئاسة جامعة بني سويف    رئيس جامعة العاصمة: تغيير الاسم لا يمس الهوية و«حلوان» تاريخ باق    طريقة عمل الأرز بالخلطة والكبد والقوانص، يُقدم في العزومات    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    القطري عبد الرحمن الجاسم حكما لمباراة بيراميدز وفلامنجو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    مصرع تاجر ماشية وإصابة نجله على أيدى 4 أشخاص بسبب خلافات في البحيرة    ياسمين عبد العزيز: خسرت الفترة الأخيرة أكثر ما كسبت.. ومحدش يقدر يكسرني غير ربنا    تزايد الضغط على مادورو بعد اعتراض ناقلة نفط تابعة ل«الأسطول المظلم»    أبرزهم قرشي ونظير وعيد والجاحر، الأعلى أصواتا في الحصر العددي بدائرة القوصية بأسيوط    فيديو.. لحظة إعلان اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات البرلمانية الجيزة    رد مفاجئ من منى زكي على انتقادات دورها في فيلم الست    رئيس الطائفة الإنجيلية: التحول الرقمي فرصة لتجديد رسالة النشر المسيحي وتعزيز تأثيره في وعي الإنسان المعاصر    قائمة نيجيريا - سداسي ينضم لأول مرة ضمن 28 لاعبا في أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسار الدرب الأحمر السياحي.. 700 عام مستهدف من السائحين
عصور بأكملها تتلخص في مبان وشوارع المحروسة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 31 - 12 - 2024

لم يسمح لنا مسار الدرب الأحمر السياحي، بسرد جولته في حلقة واحدة، لذا فرض علينا أن نستكمل معكم جولتنا بين عراقة التاريخ وأصالة المصريين، في حلقة ثانية وأخيرة، فبين مبان مر عليها أكثر من 700 عاما، تقف منبهرا بما تشهد عليه القاهرة التاريخية، على مر العصور، فمن الفاطميين إلى العثمانيين، تأخذك سيارة الجولف التي لا علاقة لها بالتاريخ القديم، ورغم حادثتها الا انها الوسيلة الرسمية لجولتك بين محطات مسار الدرب الأحمر السياحي.
استكملت «الأخبار» رحلتها بين محطات مسار الدرب الأحمر السياحي، لترى محطات جديدة كبيت الرزاز، جامع الطنبغا الماردانى، مسجد أحمد المهمندار، جامع قجماس الإسحاقي «جامع أبو حريبة»، جامع أصلم السلحدار، مسجد الصالح طلائع، قصبة رضوان بك «الخيامية»، زاوية وسبيل فرج بن برقوق، وباب زويلة وغيره من المفاجأت والتفاصيل التي لم تسمع عنها من قبل.
◄ بيت الرزاز
بيت الرزاز معروف كإحدى المنازل المملوكية الجميلة في الدرب الأحمر، يعود تاريخه لعهد السلطان قايتباي في القرن ال15، وخلال العصر العثماني، كان يسكنه أحمد كتخدا الرزاز، وهو تاجر أرز غني جداً سُمَّى المنزل باسمه، ويعتبر بيت الرزاز قصراً مكوناً من منزلين، تم بناء العقار الأول الذي تم تضمينه في الجانب الشرقي عام 1480م من قبل السلطان قايتباي، يتميز بوجود نوافذ مزينة للغاية في طابقه الثاني بعضها يطل على الشارع وبعضها يطل على الفناء، يتكون هيكل البيت بشكل رئيسي من الحجر والطوب، مع نوافذ خشبية منحوتة، بينما الجدران الداخلية والسقوف مصنوعة من ألواح خشبية مطلية، تم استخدام الطابق الثاني كأماكن للسيدات بينما كان الرجال يشغلون مساحة الطابق السفلي، أما المنزل الثاني الذي يقع على الجانب الغربي فقد تم بناءه من قبل تاجر ثري للأرز اسمه أحمد الرزاز، في القرن ال18، ربما لاستيعاب أسرة تنمو بسرعة وشبكة علاقات متزايدة التعقيد، ويقال أن القصر احتلته نفس العائلة لعدة قرون .
تم هجر المبنى في الستينيات وأصبح ملكاً لوزارة الآثار منذ أواخر السبعينيات، وفي عام 2007م قام فريق بقيادة المركز الأمريكي للبحوث في مصر بأعمال الترميم في المجمع الشرقي.
◄ جامع الطنبغا المارداني
يقع جامع الطنبغا المارداني في الجهة الغربية من شارع التبانة،وقام بإنشائه الأميرعلاء الدين الطُنبُغا بن عبد لله علي الطُنبُغا المارداني، الذي بدأ مسيرته كحارس امبراطوري وساقي ثم تم تعينه كأميرعشرة ثم أصبح أمير طلبخانة ثم تقدم بسرعة ليصبح أمير مائة ثم أمير الف وهو أحد أمراء السلطان الناصر محمد إبن قلاوون الذي زوجه ابنته وقد قام بإنشاء المسجد ما بين 1338وإنتهىعام 1340، وذلك تحت إشراف المعلم ابن السيوفيكبير مهندسين الناصر محمد .
استطاع جامع الماردانى البقاء لمدة 700 عام منذ إنشاؤه ويعود الفضل فى ذلك للفكر التصميمى فى الإنشاء ومهارة الحرفيين والبناؤون المماليك إضافة لاستمرارية استخدامه طوال هذه الفترة كمسجد جامع، ويتشابه المسقط الأفقي لمسجد المارداني بمسجد السلطان الناصر محمد بالقلعة من حيث الصحن المكشوف المحاط بالإيوانات الأربعة.
كما يتميز المسقط الأفقي لإيوان القبلة بتكوينه من 4 صفوف من العقود في حين في تتكون الثلاث إيوانات الآخري من صفين من العقود فقط، ويمثل الجامع أحد أبرز الأمثلة القائمة لعمائر المماليك البحرية فى القاهرة، حيث يحتوى على كم هائل من التفاصيل المعمارية الفريدة من نوعها من حيث القيمة و التقنية من أهمها الوزرات الرخامية وجدران القبلة ودكة المبلغ الرخامية و خير دليل على ذلك الحجاب الخشبى الحاجز بين إيوان القبلة وصحن الجامع، الأعمدة الجراينتية وتيجان الأعمدة التى أعيد استخدامها فى الجامع التى تعود إلى العصر الرومانى، والمحراب الذى يتكون من وحدات الرخام الملونة والمزخرفة والمطعمة بقطع صدفية بحرفية شديدة منقطعة النظير، والأسقف الخشبية الملونة بأشكال وبزخارف هندسية .
وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بتنفيذ أعمال ترميم موسعة للجامع ما بين عامين 18951903، حيث قامت بعلاج الحوائط و استبدال الأعمدة المنهارة وترميم تصدعات بانوهات الرخام المزخرف وترميم المنبر الخشبى والأبواب والشبابيك وإعادة بناء القبة فوق المحراب بعد القيام بالأعمال الضرورية لترميم مقرنصات القبة وبناء الجزء العلوى من المئذنة وإصلاح وترميم الأسقف الخشبية، وتم الإنتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الترميم بالجامع وهو «إيوان القبلة» من قبل مؤسسة الأغاخان للثقافة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتحت إشراف وزارة الآثار.
◄ مسجد أحمد المهمندار
مسجد أحمد المهمندارأسسه الأمير شهاب الدين أحمد المهمندار الذي كان قائد الجيش المصري في الفترة الثالثة للسلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 725ه/1324م، تم بناء المبنى في البداية ليكون بمثابة مدرسة وخانكة ولكن الأمير سليمان أغا القازدوغلي قرر بناء مئذنة ومنبر وتحويله إلى مسجد عام 1722م، وتقع الواجهة الرئيسية للمسجد في الجهة الجنوبية الشرقية تطل على شارع التبانة، وتشمل مدخلاً رأسياً يؤدي إلى الباب الرئيسي، الذي يؤدي مباشرةً لدورقاعة المسجد، يتبع التصميم الداخلي التخطيط النموذجي للمدارس التي تتكون من 4 إيوانات، وتقع القبة في الركن الشمالي الشرقي وهي مبنية من الطوب.
تم ترميم المسجد داخلياًفقط، بعد ترميمه من قبل سليمان القازدوغلي الذي بنى المئذنة الحالية والمنبر الحالي المحفور عليه أبيات شعرية.
◄ جامع قجماس الإسحاقي «جامع أبو حريبة»
جامع قجماس الإسحاقي «جامع أبو حريبة» تم إنشائه من قبل الأمير قجماس الإسحاقي، أحد مماليك عهد السلطان قايتباي، والاسم الآخر أبو حريبة، منسوب للشيخ أبو حريبة الذي كان يُعرف باسم الوالي ودُفن تحت قبة المسجد في عام 1852م، تميز الجامع عن المساجد الأخرى لأنه سمح للمحلات التجارية بالتأجير والعمل في الطابق الأول، لكي يكون قادراً على تمويل تكلفة الصيانة، ويذكر أن المسجد يظهر على الأوراق النقدية المصرية فئة الخمسين جنيه مصري، ويعتبر أحد نماذج المساجد المعلقة نظرا لوجود حواصل في الدور الأرضي تم استخدامها فيما بعد لتصبح محلات تجارية علي غرار نظام الوقف الإسلامي المتعارف عليه التي يستخدم ريعها لتغطية تكاليف صيانة وإدارة الجامع .
يحتوي الجانب الذي يواجه شارع الدرب الأحمرعلى ضريح وإيوان وسبيل وقبة، تم تصميمه بطريقة تتناسب مع الشكل الحضري ومسار الطرق بحيث لا يعيق المشاة في حركتهم، السبيل متصل بالجامع عن طريق ممر معلق فوق الشارع الذي يستخدم في الوقت الحالي كمدرسة إبتدائية ويعتبر هذا الممر أحد النماذج الفريدة في العمارة المملوكية بالقاهرة.
ويحتوي التصميم المعماري الداخلي على دورقاعة في الوسط يحيط به 4 إيوانات، مع محراب مزين بالرخام في جنوب شرق القبلة، أيضاً يوجد منبر خشبي مزين بالاطباق النجمية المطعمة بالعاج، وأرضية المسجد مغطاة بالرخام .
تم اجراء بعض الترميمات للمسجد في عام 1894م/1312ه وتم إعادة ترميمه مرة أخري في عام 1982.
◄ جامع أصلم السلحدار
تبرز أهمية المسجد ليس فقط بسبب موقعة ولكنه ايضا بسبب كونه يمثل نموذج الطراز المعماري لقاهرة العصور الوسطى، تم بناؤه عام 1344م من قبل بهاء الدين أصلم وهو أمير مملوكي يتمتع بمكانة سياسية واجتماعية مرموقة في البلاط الملكي، حصل من خلالها على رتبة سلحدار، كان المسجد جزءاً من مجمع يضم إسطبلات الخيول والمساكن ومنزلاً خاصاً، المسجد هو القطعة الوحيدة من المجمع الذي لا يزال هناك حتى يومنا هذا، تخطيط الجامع من الداخل يتكون من دورقاعة وسطى يحيط بها 4 إيوانات، أكبرها إيوان القبلة «الجنوبي الشرقي»، ويتوسط المحراب جدار القبلة كسيت حنيته بوزرات رخامية ملونة، ويجاوره منبر خشبي مزين بزخرفة الأطباق النجمية الإثنا عشرية، كما أُلحقت بالجامع في زاويته الجنوبية قبة ضريحية، يتم الوصول إليها عن طريق المدخل الموجود بالايوان الجنوبي الغربي للجامع، القبة من الداخل مربعة وفُرشت أرضيتها بالحجر، ويلاحظ أن المعمار اهتم بزخرفة ومعمار القبة من الخارج أكثر من الجامع نفسه، ويتضح ذلك إذا ما قارنا محراب القبة بمحراب الجامع، وكذلك الثراء الزخرفي في جدرانها.
أعادت لجنة حفظ الآثار العربية المسجد لحالته الأصلية في عام 1904م،ثم قامت مؤسسة الأغاخان للثقافة بعملية ترميم أخرى من عام 2006 ل2009 م.
◄ مسجد الصالح طلائع
تم بناء مسجد الصالح طلائع من قبل صالح طلائع بن رزيك الأرمني، الذي كان وزيراً في عهد الخليفة الفاطمي الفايز بالله، يقع خارج بواباتالفاطميين في القاهرة، ويعتبر آخر مسجد تم بناؤه في العصر الفاطمي عام555 ه/1160م .
ويعد الجامع ثاني الجوامع الفاطمية التي ُشيدت خارج أسوار القاهرة بالقرب من بوابات المدينة بعد جامع الحاكم بأمر الله عند إنشاءه، وللجامع 4 واجهات مبنية من الحجر، ويقع بأسفل 3 واجهات منها "حوانيت - دكاكين" كانت موقوفة على الجامع للصرف منها على أعماله، عدا الواجهة الجنوبية الشرقية، وأهم الواجهات هي الواجهة الرئيسية «الشمالية الغربية»، ويتقدمها سقيفة تطل على شارع قصبة رضوان ب5 عقود مدببة، وكان يغلق على المدخل الرئيسي باب خشبي من مصراعين مصفحان بالنحاس نُقل لمتحف الفن الإسلامي، وحل محله نموذج مشابه له، وكانت المئذنة تعلو المدخل الرئيسي ولكنها أُزيلت عام 1926م لحدوث خلل بها، وتم ترميم المسجد في عهد المماليك بعد زلزال عام 1302م الذي دمر المئذنة التي كانت تقف فوق الشرفة الأمامية للمسجد.
◄ قصبة رضوان بك «الخيامية»
تُعتبر قصبة رضوان بك واحدة من أكثر الأماكن التجارية التاريخية في عصر العثمانيين، تم تأسيسها في القرن ال11 الهجري أي ال17 الميلادي من قبل الأمير رضوان بك الفقاري الذي كان أحد أهم الأشخاص على مدار القرن ال17 وعصر العثمانيين، كان المكان واحداً من أكبر الأسواق في المدينة التي لا تزال بعض متاجرها موجودة، وموجودة للعمل حتى يومنا هذا.
تقع الوكالة بجوار جامع الصالح طلائع وتأخذ الوكالة في مسقطها العام هيئة حرف «L» نظراً لتأثير المساحة المتاحة للمعمار، وتطل بواجهاتها الأربعة على شارع تحت الربع وشارع قصبة رضوان وشارع القربية المتفرع منه، وكذلك حارة دار التفاح المتفرعه منه، وتفتح المحلات على الشوارع الخارجية، ويغلق على فتحاتها أبواب من الصاج الحديث، بينما سُقفت بسقف خشبي عبارة عن كتل خشبية تعلوها ألواح خشبية أيضاً، ويبدو أن الربع السكني بالطابق الثاني كان بمساحة الطابق السفلي للوكالة لكنه تهدم ولم يتبق منه سوى جزء في الجهة الجنوبية الشرقية يتكون من غرفتين وصالة، أما القصبة فتمتد بإمتداد شارع القصبة العظمى خارج باب زويلة، وتعرف أيضاً بسقيفة رضوان، وقد كانت المحلات في تلك القصبة خاصة بصناعة وبيع المداسات، وتفتح تلك المحلات على القصبة حيث شٌيدت بقطع الأحجار من الخارج بينما من الداخل فهي مبنية بالآجر، وتعلو المحلات كوابيل حجرية قوية بارزة.
وفُتح بواجهة الطابق الثاني البارزة جهة الشارع عدد من النوافذ بواقع نافذة أعلى كل محل من المحلات، ويغطي القصبة سقف خشبي ويوجد لهذا السقف أيضاً امتداد آخر جهة الشمال الشرقي بشارع القربية أيضاً، وأُنشئت السقيفة سنة 1047ه (1636م) أي بعد الإنتهاء من بناء الجزئين، ويتوسطها 19 فتحة مستطيلة لإضاءة وتهوية القصبة، وقد تعرضت القصبة لعدد من الأحداث التي أثرت على عمارتها خلال سنوات متفرقة، منها أحداث السلب والنهب عام 1070ه «1660م»، وحريقي 1081ه «1670م»، 1910م .
وقامت هيئة الآثار ببعض الترميمات للقصبة سنة 1973م ، إلا أن القصبة ومحلاتها في حالة جيدة من الحفظ وربما ذلك لعناية مستأجري محلاتها بالتجديد الدائم لها لمكانتها وأهميتها التجارية في المنطقة.
◄ زاوية وسبيل فرج بن برقوق
أمر بإنشاء هذه الزاوية والسبيل السلطان الملك الناصر فرج بن الظاهر برقوق على يد الأمير جمال الدين يوسف الإستادار، والناصر فرج هو السلطان ال26 من سلاطين المماليك بمصر، تولى السلطنة على فترتين الأولى بعد وفاة والده، ثم خلعه المماليك لمدة شهرين قبل أن يعود للسلطنة التي ظل بها حتى مقتله في سنة 815 ه «1412م» وهو في ال26 من عمره، وقد قال المؤرخون في حقه أنه كان من أسوأ ملوك الإسلام، وخرب بسوء تدبيره جميع أراضي مصر وبلاد الشام من حيث يصب النيل إلى مجرى الفرات، وكان سفاكاً للدماء .
للمنشأة واجهتان جنوبية شرقية بمواجهة جامع الصالح طلائع، وتتضمن هذه الواجهة واجهة السبيل والزاوية، حيث يحتل السبيل الركن الشرقي للمنشأة، وهو سبيل ذو شباكين، والآخرى شمالية شرقية بمواجهة باب زويلة، يقع المدخل على يمين شباك السبيل بهذه الواجهة، حيث يؤدي إلى دركاة مربعة على يمين الداخل باب يوصل إلى الزاوية، وعلى يسار الداخل باب يؤدي مباشرة إلى السبيل، ويتكون من مساحة مربعة مغطاة بسقف خشبي مقرنص ومذهب، وهو من أجمل الأسقف الخشبية في العمارة الإسلامية بالقاهرة، ويتوسط الضلع الجنوبي الغربي دخلة الشاذروان يتوسطها لوح الشاذروان .
أما الزاوية فتتكون من دورقاعة يتقدمها إيوان بالجهة الجنوبية الشرقية، يتوسط جدار القبة محراب رخامي، وقد كُسيت جدران جدار القبلة بوزارات من الرخام الملون غاية في الدقة والجمال، وبصفة عامة فعلى الرغم من صغر حجم المنشأة إلا أنها تُعد تحفة معمارية وفنية شهدت على براعة الفنان في العصر المملوكي في مختلف المجالات .
وقد كانت هذه الزاوية خارج باب زويلة على بعد 4 أمتار فقط من الباب، إلى أن قامت لجنة حفظ الآثار العربية بفك مبانيها وإعادة بناءها في موضعها الحالي على بُعد 16م من باب زويلة بغرض توسيع الشارع،عام 1923م، وقامت وزارة الآثار مؤخراً بالإشتراك مع مركز البحوث الأمريكي بعملية ترميم موسعة للسبيل والزاوية انتهت عام 2007 م.
◄ اقرأ أيضًا | ⁠تسجيل جامع بيبرس الخياط بالدرب الأحمر في عداد الآثار
◄ باب زويلة
أسس باب زويلة الأول جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عند تأسيسه لمدينة القاهرة، وكان بالطوب اللبن وكان موقعه الأول عند سبيل محمد على «بالعقادين الآن»، وكان قديماً يتكون من بابين، دخل الخليفة المعز من أحدهما فتيمن الناس به وكان الباب الآخر للمواطنين، أما الباب الحالي فهو من إنشاء أمير الجيوش بدر الجمالي عند توسيع وإعادة بناء الأسوار بعدما تهدم سور جوهر الصقلي نتيجة لعوامل الزمن وضعف مادة البناء.
ويتكون الباب من كتلة بنائية ضخمة مبنية من الحجر الجيري، تتكون من برجان متماثلان لكل منهما واجهة نصف دائرية يظهر في بناءها نهايات مستديرة للأعمدة ويحصر البرجين فيما بينهما ممر مكشوف يؤدي إلى فتحة باب الدخول، ويؤدي الباب إلى رحبة مربعة مغطاة بقبة ضحلة محمولة على مثلثات كروية، ويشغل قمتي البرجين حجرتين دفاعيتين تحتوي كل منها على 3 فتحات مزاغل، كان يغطي كل منهما قبو متقاطع، وقد أزال السلطان الغوري سقف هاتين الحجرتين لبناء مئذنتي جامعه سنة 818ه «1415م».
وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بترميم الباب أكثر من مرة بداية من عام 1883م بعد سقوط أجزاء من الباب والمنارتين، وغيرها من أعمال اللجنة بالباب، ومؤخراً اُفتتح الباب سنة 2003 م بعد عملية ترميم موسعة للباب والمنارتين وزاوية فرج بن برقوق قام بها المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
◄ «الاغاخان للثقافة».. تعاون مستمر لإحياء المواقع التاريخية
تعاونت وزارة السياحة والآثار مع مؤسسة أغاخان للثقافة، من خلال برنامج الأغاخان للمدن التاريخية الذي يتبنى تدخلات مباشرة محددة تركز على التنشيط البدنى والمجتمعى والإقتصادى للمواقع التاريخية فى العالم النامى، وفى القاهرة عام 1990 ساهمت المؤسسة فى إعادة التأهيل الحضرى وعدد لا يُستهان به من مشروعات ترميم الآثار فى منطقة الدرب الأحمر، تزامنت هذه المشروعات فى نفس الوقت مع إنشاء حديقة الأزهر وزراعتها وتشجيرها مع ترميم السور الشرقي الأيوبى بطول كيلومتراً ونصف أى 1500 م، وعلى الجانب الأخر من السور الأيوبى تقع منطقة الدرب الأحمر، إحدى مناطق القاهرة التي تتميز بكونها أغنى مناطق تركز الفن الإسلامى وعماراته فى العالم.
صار شارع الدرب الأحمر القصبة التى تمر بالقاهرة التاريخية ممتداً من الشمال إلى الجنوب بعد إنشاء قلعة صلاح الدين، وعندما بدأت مواكب السلطان والاحتفالات تأخذ الطريق من القلعة إلى وسط المدينة وأسواقها وقصورها، قام كبار شخصيات البلاط المملوكى ببناء مساجدهم وقبابهم على طول طريق شارع الدرب الأحمر فى القرن ال14 والقرن ال15 .
ومن ضمن هذه الآثار التى قامت بترميمها مؤسسة الأغاخان للثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبتمويل مشترك من قِبل عدد من المنظمات بين عامى 2000 و2015، جامع ومدرسة أم السلطان شعبان، مجموعة خاير بك، قصر إلين آق، جامع أصلم السلحدار، مجموعة طرباى الشريفى ورباط أزدمر، جامع آق سنقر «الجامع الأزرق»، جامع الطنبغا الماردانى، وشملت عملية إعادة تأهيل الدرب الأحمر التى قامت بها المؤسسة عدة مشروعات كان هدفها الرئيسى هو تحفيز التطور المجتمعى والإقتصادى للمنطقة من بينها، إعادة تأهيل وإصلاح أكثر من 500 منزل لأهالى المنطقة، قروض صغيرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، تدريبات مهنية وتعليمية فى شتى المجالات مثل العلاقات العامة، وأعمال السكرتارية والمهارات المجتمعية ودورات لغوية ودورات كمبيوتر، وتدريبات حرفية على بعض الحرف التقليدية من خيامية وأخشاب وصدف ونحاس ومنتجات جلدية، إضافة الي تدريبات تسويقية للحرفيين لمساعدتهم على تحسين وسائل عرض منتجاتهم والتسويق لها ، وكذلك دعوتهم للمشاركة فى المعارض الدولية، بالاضافة الي إن إدارة حديقة الأزهر لها بُعد إجتماعى أخر حيث أن أكثر من 70% من عمالة وموظفى الحديقة من سكان وأهالى منطقة الدرب الأحمر .
تعد حديقة الأزهر نقطة انطلاق وبداية مثالية لمسار الدرب الأحمر حيث تم تصميم الحديقة لتكون منصة لإكتشاف كنوز وأمجاد القاهرة فى العصور الوسطى، برامج الزيارات المقترحة تم بناءها على التقليد التاريخى لطرق مواكب سلاطين المماليك من شمال إلى جنوب المدينة، التي تشمل أبرز أهم آثار المنطقة على خط المسار السياحى بدءاً من الحديقة مروراً بالسور الأيوبى إلى آثار ومعالم الدرب الأحمر .
◄ المستثمرون يضعون روشتة تسويقية للمسارات الأثرية بالدرب الأحمر
وضع خطة ترويجية ضخمة.. إنشاء افلام وثائقية.. وإدراجها فى برامج الشركات أهم المقترحات
أتفق خبراء السياحة والمستثمرين على أن الدولة المصرية تولى اهتماما كبيرا بالقطاع السياحى وتبذل مجهود متميز لزيادة المناطق والمقاصد المصرية والاثرية فى القاهرة والمحافظات، خاصة بعد احياء الاماكن الاثرية فى منطقة الدرب الاحمر التى تعمل على تنشيط مسارا سياحيا جديدا للاثار الاسلامية، وطالبو بوضع خطة ترويجية تنشيطية ضخمة فى الاسواق السياحية الاسلامية والثقافية، والتنسيق مع غرف الشركات السياحية لوضعها فى البرامج السياحية التى يتم عرضها فى تلك الاسواق لجذب المزيد من الوافدين وزياردة اعداد السائحين.
البداية كانت مع الدكتور عاطف عبداللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة، الذى أكد أن مسار الدرب الاحمر فرصة قوية لتنشيط الحركة السياحية فى القاهرة الكبرى وفرصة قوية لاحياء السياحة الثقافية فى القاهرة الفاطمية، مؤكدا على ان الحكومة المصرية متمثلة فى وزارة السياحة والاثار ومحافظة القاهرة بذلو مجهود كبير فى تطوير البنية التحتية فى تلك المنطقة.
وأشار عاطف عبداللطيف أن تطوير الطرق المؤدية الى المسارات الاثرية فى منطقة الدرب الأحمر تساعد بشكل كبير فى ذيادة اعداد الوافدين سواء المصريين أو العرب أو الأجانب خاصة وأن القاهرة الفاطمية والآثار المصرية مهمة في عدد كبير من الاسواق العربية والإسلامية، كما انها مهمة ولها محبين فى الأسواق الثقافية المهتمة بالتاريخ والعصر الفاطمى .
وقال رئيس جمعية مسافرون للسياحة، أن الشركات السياحية تستطيع زيادة اعداد الوافدين من خلال الترويج لليالى الرمضانية فى منطقة الدرب الأحمر والتي تاخذ الوافدين الى شائر روحانية ودينية مختلفة بشكل كبير عن أي منطقة أخرى، وبالتالي نحتاج إلى بعض التسهيلات للمستمثرين لإنشاء فنادق جديدة فى تلك المنطقة.
من جانبه أكد محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أنّ ترميم وصيانة المسارات الاثرية فى نطقى الدرب الاحمر سيكون أحد أسباب زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى القاهرة، كما سيرفع من عدد الليالي التي يقضيها السائح خلال تواجده بمصر، مشيرًا إلى أن قرب منطقة الدرب الاحمر من مطار القاهرة سيسهل وصول الزوار من مختلف الاسواق السياحية خاصة الاسواق الاسيوية والاسواق العربية والاسلامية.
وأوضح محمد عثمان أن منطقة الدرب الاحمر وباقى المناطقى الاثرية بالقاهرة الفاطمية ووسط البلد ستكون أحد الأركان التي سيعتمد عليها في تسويق مدينة القاهرة كمقصد سياحي قائم بذاته، مطالبا هيئة تنشيط السياحة بضرورة الاستغلال الامثل لتلك المناطق فى تنظيم حملات ترويجية فى البلاد الاسلامية والعربية والاسيوية وإنشاء افلام وثائقية ودعائية عن تلك المناطق .
وأشار رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، الى ضرورة ضمها فى البرامج السياحية للشركات خاصة وان الشركات تستطيع استغلال تلك المناطق فى زيادة اعداد الوافدين وزيادة اعداد الليالى فى الفنادق سواء بالصعيد او بالقاهرة وذلك من خلال تنظيم رحلات تجمع بين المدن السياحية والاثرية بالصعيد والقاهرة، وبالتالى تنشيط حركة النقل سواء البرى او الجوى بالاضافة تنشيط حركة البيع والشراء فى البازارات والمحلات فى تلك المناطق.
وأكد محمد فاروق عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أنّ تطوير منطقة وسط البلد بشكل عام والمسارات السياحية فى الدرب الاحمر سيرفع من أعداد السياح القادمين لزيارة المناطق الأثرية أو ما يعرف بالسائح الثقافي، موضحًا أنّ ذلك يحقق استراتيجية وزارة السياحة التي بدأت في تطبيقها خلال السنوات القليلة الماضية، باستهداف الكيف وليس الكم في جلب السياح.
وأشار محمد فاروق إلى ضرورة استغلال تلك المناطق فى الترويج لتلك المقاصد السياحية والاثرية التاريخية، بالاضافة الى استغلال تلك المناطق فى الترويج لتلك المناطق لجذب الاستثمارات السياحية المختلفة وبالتالى زيادة المشاريع المختلفة من فنادق وسيارات وبازارات وغيرها من المشاريع التى يمكن ان تعود بالنفع على الاقتصاد المحلى للبلاد اهمها تشغل العمالة المصرية وزيادة الدخل من العملة الصعة.
وقال عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن المسارات السياحية فى تلك المناطق تساعد على زيادة اعداد الوافدين وبالتالى تحقيق الاستراتيجية المصرية والتى تهدف للوصول الى 30 مليون سائح بحلول 2030 خاصة وان تلك المسارات ستنجح فى فتح اسواق سياحية جديدة.
◄ جولات منطقة الدرب الأحمر التاريخية
التجمع بيكون قبل الجولة ب10 دقائق أمام البوابة الرئيسية لحديقة الأزهر.
الجولة بتبدأ من مشاهدة فيديو 12 دقيقة داخل قاعة بحديقة الأزهر عن أهم المعالم الأثرية في منطقة الدرب الأحمر.
وتنطلق لزيارة «السور الأيوبي الشرقي داخل حديقة الأزهر - مجموعة طرباى الشريفى - مجموعة خاير بك - قصر الأمير الين آق - بيت الرزاز - مسجد أم السلطان شعبان -مسجد أحمد المهمندار - جامع أبو حريبة - مسجد الصالح طلائع - زاوية فرج بن برقوق - باب زويلة - قصبة رضوان»
مريحة لكبار السن.
الإنتقالات عن طريق عربات الجولف.
يتم اختيار بعض الأماكن لزيارتها من الداخل وباقي الأماكن يكتفي بزيارتها من الخارج.
مده الجولة ساعتان ونصف.
في نهاية المسار بيتم العودة لحديقة الأزهر والاستمتاع بباقي اليوم بالمناظر الطبيعية والهواء النقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.