سعر الفراخ مساء اليوم الجمعة 23 مايو2025.. البيضاء ب98 جنيها والبلدي ب106    محافظ البحيرة: إزالة 16 حالة تعدي على أملاك الدولة بالموجة ال 26    من مصر إلى إفريقيا.. بعثات تجارية تفتح آفاق التعاون الاقتصادي    الأونروا: سكان غزة عانوا من الحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعا    الإغاثة الطبية بغزة: استهداف وتدمير القطاع الصحي أحد مراحل الاجتياح البري    عاجل|بوتين: مستقبل صناعة السلاح الروسية واعد.. واهتمام عالمي متزايد بتجربتنا العسكرية    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية قيمتها 50% اعتبارا من يونيو المقبل    المندوه: مجلس الزمالك يثق فى تحقيق الجهاز الفنى لبطولة كأس مصر    كم تبلغ قيمة جوائز كأس العرب 2025؟    بالأسماء.. مصرع وإصابة 15 شخصا بحادث اصطدام تريلا بميكروباص في البحيرة    إذا لم تُصنع في أمريكا.. ترامب يهدد أبل برسوم جمركية 25% على الآيفون    الأمن يداهم شركة إنتاج فني بدون ترخيص في الجيزة    ضبط كيان صناعي مخالف بالباجور وتحريز 11 طن أسمدة ومخصبات زراعية مغشوشة    الهضبة من بينهم.. نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد أسماء جلال | صور    مستشفى الحوض المرصود يطلق يوما علميآ بمشاركة 200 طبيب.. و5 عيادات تجميلية جديدة    أمين اتحاد دول حوض النيل يدعو للاستثمار في أفريقيا |خاص    القاهرة 36 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد غدًا    حزب الإصلاح والنهضة: نؤيد استقرار النظام النيابي وندعو لتعزيز العدالة في الانتخابات المقبلة    مروة ناجي تُجسد «الست» في عرض بصري مبهر يعيد سحر أم كلثوم للقاهرة    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس "التنظيم والإدارة" يبحث مع "القومي للطفولة" تعزيز التعاون    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    تقديم الخدمة الطبية ل 1460 مواطنًا وتحويل 3 حالات للمستشفيات بدمياط    الزمالك يعلن جاهزيته للرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة    ندوة توعوية موسعة لهيئة التأمين الصحي الشامل مع القطاع الطبي الخاص بأسوان    جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى    انتهاء الاختبارات العملية والشفوية لطلاب كلية العلوم الرياضية    أحمد غزي يروج لشخصيته في مسلسل مملكة الحرير    المشاط: الاستقرار الاقتصادي ضرورة لدفع النمو لكنه لا يكفي بدون إصلاحات لتمكين القطاع الخاص    "نجوم الساحل" يتذيل شباك التذاكر    قصور الثقافة تعرض مسرحية تك تك بوم على مسرح الأنفوشي    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    بينها عيد الأضحى 2025.. 13 يوما إجازة تنتظر الموظفين الشهر المقبل (تفاصيل)    الكيلو ب 225 جنيها.. طرح خراف حية قبل عيد الأضحى بالأقصر    البريد المصري يحذر المواطنين من حملات احتيال إلكترونية جديدة    فيديوجراف| 3 أسرار تكشف حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    وزير الزراعة يعلن توريد 3.2 مليون طن من القمح المحلي    أرني سلوت ينتقد ألكسندر أرنولد بسبب تراجع مستواه في التدريبات    أسعار الحديد والأسمنت اليوم فى مصر 23-5-2025    عاجل حماس ترحب ببيان قادة بريطانيا وفرنسا وإسبانيا: خطوة نحو كبح العدوان الصهيوني على غزة    شرطة الاحتلال تعتقل 4 متظاهرين ضد الحكومة بسبب فشل إتمام صفقة المحتجزين    "بئر غرس" بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى أن يُغسَّل منه    غلق كلي لطريق الواحات بسبب أعمال كوبري زويل.. وتحويلات مرورية لمدة يومين    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في البريميرليج من «بي بي سي»    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    الهلال يفاوض أوسيمين    زلزال بقوة 6.3 درجة يهز جزيرة سومطرة الإندونيسية    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    نموذج امتحان مادة الmath للصف الثالث الإعدادي الترم الثاني بالقاهرة    موعد نهائي كأس أفريقيا لليد بين الأهلي والزمالك    أدعية مستحبة في صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    تنفيذًا لحكم القضاء.. محمد رمضان يسدد 36 مليون جنيه (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدرب الأحمر| البساط السحري للقاهرة التاريخية.. 20 كنزًا في «بوابة الحلواني»

مصر بلد الأمن والأمان، ودولة الحضارة ، فعلى مر التاريخ كانت مقصداً سياحياً وأثرياً لكل دول العالم، ولم يكن لحضارة مصر أو آثارها محافظة بعينها ، بل كان لكل محافظة رونقها ومميزاتها سواء على المستوى السياحى أو الآثرى، بل تنوعت الحضارة المصرية بين العصور سواء فرعونية أو إسلامية أو قبطية، وغير ذلك، كلاً وفقاً لعصره وطبيعته، فكان ل»العاصمة «، طبيعة خاصة، كونها جمعت بين العديد من أنواع السياحة، والتى برزت فيها السياحة الدينية والثقافية، ما جعل منطقة «الدرب الأحمر» تتمتع بطبيعة فريدة وخاصة، لذا خرج لنا المسار السياحى لها، والذى شهد تطويراً على كل الأصعدة ، وشاركت فيها العديد من الجهات والمؤسسات الدولية بالشراكة مع الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة السياحة والآثار.
◄ تطوير وترميم وإنجازات تزين المسار السياحي ل«العاصمة»
يعود المسار السياحي ل«الدرب الأحمر»، إلى حقبات تاريخية متنوعة من القرن ال10م إلى القرن ال17م، وتتنوع فى نماذجها بين «مساجد، مدارس، أسبلة، كًتاب، قباب، أضرحة، بيوت وبوابات»، كل هذا وأكثر، فى رحلة قامت بها «الأخبار» بواسطة «آلة الزمن» فى دروب التاريخ، مروراً ب «عربات الجولف»، عبوراً من حديقة الأزهر إلى منطقة الدرب الأحمر.
وتبدأ الجولة، من داخل مركز استقبال الزوار، لمشاهدة «فيلم وثائقى» عن النقاط الهامة، فى المسار السياحى، حيث يتسع لاستقبال 35 زائراً فى الجولة الواحدة، ويتم الانتقال أثناء الزيارة بعربات كهربائية، وينبهر الزائر لمنطقة الدرب الأحمر بكنوزه المعمارية، التى تُبرز أهمية التاريخ فى صناعة المستقبل، ويُعد مجتمع الدرب الأحمر، مجتمعاً نابضاً بالحياة، مما يجعله شرياناً للقاهرة التاريخية، صاحبة الآثارالعديدة، التى تُظهر حقاً تاريخ العاصمة المصرية.
تضم الكنوز المعمارية للدرب الأحمر(باب زويلة، زاوية وسبيل فرج بن برقوق، قصبة رضوان بك «الخيامية»، مسجد الصالح طلائع، مُجمع خاير بك، قصر الأمير إلين آق، مُجمع طرباى الشريفى، جامع الطنبغا الماردانى، بيت الرزاز، مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان، جامع آق سنقر «المسجد الأزرق»، جامع قجماس الإسحاقي «جامع أبو حريبة»، جامع أصلم السلحدار، حديقة الأزهر، مسجد أحمد المهمندار، السور الأيوبى الشرقى، المثلث الأثري، باب البرقية، برج درب المحروق والباب المحروق «بوابة اصلم»).
وقامت «الأخبار» بجولة فى مسار سياحى فى رحلة عبر التاريخ لرؤية العديد من المعالم الأثرية الرائعة في مصر الإسلامية، بداية من العصر الفاطمى، حتى العصر العثمانى، وتتضمن المعالم الأثرية عدداً من «المساجد والمدارس والأضرحة والأسبلة والقصور»، إضافة إلى أسواق الحرف اليدوية القديمة، التى يفوق عمرها ال700 عام.
◄ السور الأيوبي
شيد السور الأيوبى الشرقى «سور القاهرة الفاطمية» 3 مرات، الأولى من الطوب اللبن على يد مؤسسها جوهر الصقلى، قائد جيوش الفاطميين سنة 358ه «969م»، ولم يبق من هذا السور سوى أجزاءً ظهرت فى حفائر المثلث الأثرى، وعند باب التوفيق، أما تشيد سور القاهرة الثانى، فكان على يد بدرالدين الجمالى، وزير الخليفة الفاطمى المستنصر بالله، فيما بين سنتى 480 و485ه «1087 و1092م»، وتبقى من سور بدر الشرقى باب التوفيق، وعليه نص تأسيس بسنة 480ه، وشُيد سور القاهرة للمرة الثالثة فى عصر صلاح الدين الأيوبى، الذى طور مشروعه ليمتد السور إلى القلعة ثم إلى الفسطاط ليحيط بالعاصمة ككل، وكان ذلك فيما بين سنتى 569 و589ه «1171 و1193م»، وتبقى من سور صلاح الدين الشرقى جزء كبير فى منطقة برج الظفر، إضافة إلى السور الممتد من شارع جوهر القائد «الأزهر» حتى باب الوزير، ويحتوى السور على باب البرقية الثانى، الذى اُكتشف أثناء الحفائر، وبرج آخر «دائرى ضخم» عرف ببرج «درب المحروق»، لوقوعه ببداية الدرب المعروف بدرب المحروق، فضلاً عن الباب المحروق، وأخيراً بالطرف الجنوبى للسور باب الوزير بالقرب من القلعة.. وظهرت معالم جزء من السور الشرقى الأيوبى لمدينة القاهرة التاريخية أثناء أعمال إعداد حديقة الأزهر، ويصل طوله حوالى 1500م.
◄ باب البرقية
يعد «باب البرقية» أحد أهم أبواب السور الأيوبى، وكان يستخدم لإرسال واستقبال الرسائل بواسطة الحمام الزاجل، فى هذا العصر، من أبرز ما كُشف عنه فى هذا الجزء من السور «باب البرقية الثانى» ذو المدخل المنكسر، وأكثر ما يميز هذا الباب وجود النص التآسيسى، الذى يحمل اسم صلاح الدين الأيوبى.
◄ درب المحروق
برج درب المحروق، يعتبر من الأبراج المكتملة فى السور الأيوبى وسمى بذلك الاسم نسبة لبوابة درب المحروق، وهو برج زاوية ضخم يقع عند التقاء السور الشمالى بالسور الشرقى فى زاوية شبه قائمة، ويتكون البرج من 3 طوابق، ويتكون الطابق الأرضى من قاعة مسقطها الأفقى مثمن تغطيها قبة نصف كروية بإرتفاع طابقى البرج، ترتكز على 8 حنايا ركنية مجوفة، وتتوسط كل ضلع من أضلاع مثمن هذه القاعة دخلة ضحلة، وتؤدى الدخلات إلى حجرات رماية بكل منها، ماعدا الدخلة الشمالية الغربية فتحتوى على درج سلم صاعد للطابق الأوسط، ويتكون الطابق الأوسط من ممر دائرى يلتف حول بدن قبة الطابق الأرضى، وتفتح فى ضلعه الخارجى 6 حجرات رماية، ويشتمل على مساحة وسطى مثمنة مكشوفة تفتح عليها 5 حجرات رماية.
◄ اقرأ أيضًا | «ليالى النبويَّة»| رحلة فى حارات ودروب حي «آل البيت» و«الدراويش»
◄ بوابة أصلم
الباب المحروق «بوابة اصلم»، هو ثالث أبواب السور الشرقى الأيوبى، وعُرِف بباب القراطين، لأنه كان يؤدى إلى سوق الغنم، وكان يجلس عنده القراطون، الذين يبيعون القرط «البرسيم»، وكان هناك خط «منطقة أو حارة»، يعرف بخط سوق الغنم يقع داخل الباب، وظل الباب يُعرف بهذا الاسم، حتى أيام المعز أيبك التركمانى، إذ حدث تنافس بينه وبين الأمير أقطاى الجمدار على المُلك، كانت نتيجته قتل أقطاى فى شهر شعبان 652ه «سبتمبر 1254م»، فثار مماليكه وتواعدوا على الخروج من مصر إلى الشام، فخرجوا فى الليل من بيوتهم إلى جهة باب القراطين، فوجدوه مغلقاً، فأشعلوا فيه النار حتى سقطت بوابته من الحريق، وخرجوا منه فعُرف بالباب المحروق، ويتكون من برجين نصفى دائريين، بكل منهما حجرات رماية، وكانا يحصران بينهما ممر مدخل منكسر.
◄ المثلث الأثري
المثلث الآثرى، يقع على الجانب الشرقى من حديقة الأزهر، ويحده من الجهة الغربية شارع مستشفى الحسين الجامعى، ومن الشمال يواجه شارع جوهر القائد «الأزهر»، وقد سمى بهذا الاسم فى 2000م، وتأخذ منطقة الحفائر شكل مثلث، وعُثر بداخلها على عدد من الوحدات المعمارية، أهمها «جزء من الجدار الشرقى لسور صلاح الدين، وجدار جوهر الصقلى، وبعض مبانى العصر الفاطمى والمملوكي»، وبدأ اكتشاف المثلث الآثرى 1998م.
◄ مُجمع طرباي
مُجمع طرباى الشريفى، أسس المجمع الأمير طرباى الشريفى، أحد الأمراء فى عهد السلطان الأشرف أبو نصر قايتباى، كان الأمير طرباى، أحد أقرب الناس للسلطان، ويتكون المجمع من سبيل وقبة تضم عدة صفوف من المقرنصات، تحيط بها مجموعة من الحواصل، تليها رقبة قبة وخوذة حجرية مدببة، فى منتصف الجانب الجنوبى الغربى يوجد المدخل الرئيسى للقبة، ويسبقه درج مزدوج، المدخل الآخر يقع على الجانب الشمالى الشرقى للقبة، من ناحية أخرى يتكون السبيل من حجرة مستطيلة تحتوى على غرفة محددة مخصصة لحفظ الأدوات وتخزين المياه، وصلت القبة والسبيل إلى حالة سيئة جداً من التدهور.
◄ قصر الأمير
قصر الأمير إلينن، تم بناؤه من قبل الأمير إلين آق الحسامى، عام 693 ه/1293م، وكان يسكنه العديد من المماليك مثل الأمير خاير بك، الذى أضاف القصر إلى مُجمعه، ويتميز بكبر مساحته وضخامة مبانيه، ويتكون من طابقين، الطابق الأرضى عبارة عن مدخل منكسر يؤدى إلى الصحن، حيث يفتح عليه التختبوش والحواصل والطاحون والأسطبل وغيرها، فى حين يتكون الطابق الثانى من عدد من الحجرات الصغيرة المغطاه بأقبية متقاطعة أو طولية، ويشغل جزء كبير من الطابق العلوى للقصر القاعة الرئيسية، التى تتكون من دورقاعة وسطى وإيوانين، شمالى رئيسى يقابله إيوان آخر جنوبى أصغر فى المساحة، وكان قد ربط الأمير خاير بك، بين القاعة الرئيسية للقصر ومجموعته الملاصقة بمعبرة محمولة على 3 عقود متتالية، لسهولة الوصول من القصر إلى قاعة الصلاة بالمجموعة.
◄ مُجمع خاير بك
أنشأ الأمير خاير بك، مُجمع خاير بك، فى 908ه/1502م، وهو أحد أمراء السلطان الغورى، كان له دور كبير فى تغيير مجرى الأحداث السياسية فى الشام ومصر، وعندما غزا العثمانيون مصر، قاموا بتعيينه حاكماً لمدة 5 سنوات، حتى وفاته عام 928ه/1521م، وتتكون المجموعة من 3 كتل رئيسية «المدرسة، الضريح، السبيل وملحقاته»، ويقع المدخل الرئيسى للمدرسة بجوار كتلة السبيل على شارع باب الوزير، وتتكون فى الداخل من مستطيل، ينقسم لدورقاعة وسطى يتعامد عليها 2 إيوان، يتوسط جدار القبلة محراب مجوف، وفتح بالجدار الجنوبى الغربى من الإيوان الجنوبى الغربى باب يؤدى إلى قبة الضريح، يتقدم محرابها المجوف تركيبة رخامية تعلو مدفن الأمير خاير بك، أما السبيل فيقع على يسار المدخل الرئيسى، وهو من أنواع الأسبلة ذات الثلاثة شبابيك، ويعلوه غرفة خُصصت فى الأصل ليكون سكن لمنشئ المدرسة، وستعاد المجمع رونقه، الذى تضرر فى زلزال عام 1884.
◄ «المسجد الأزرق»
جامع آق سنقر «المسجد الأزرق»، تم إنشاء المسجد الأزرق عام 747ه/1347م، من قبل الأمير شمس الدين آق سنقر مملوك من أحد مماليك الناصر محمد بن قلاوون، يقع بشارع التبانة، كان الجامع مرتبطاً أيضاً بالأمير العثمانى إبراهيم أغا المستحفظان، الذى أجرى أكبر عملية ترميم فى تاريخ الجامع، يحتوى على ضريح مؤسسها شمس الدين آق سنقر وأبنائه، وعدد من أبناء السلطان البحرى المملوكى الناصر محمد وأولاده، وضريح إبراهيم أغا المستحفظان، ويتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف يحيط به، أروقة، ويحتوى المسجد على 3 مداخل، ويطل كلا المدخلين الأول والثانى على شارع باب الوزير، بينما يطل المدخل الثالث على شارع درب شغلان، ويتميز المسجد الأزرق، بأهمية كبيرة من الناحيتين «التاريخية والأثرية»، وتمت تسميته بهذه الطريقة بسبب الخزف الأزرق، الذى يغطى جدرانه، ومن المعروف أنه ثالث مسجد فى جميع أنحاء العالم يتم تسميته بهذا الاسم.
◄ مسجد ومدرسة
أمر بتشييد مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان، السلطان الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون، وذلك لوالدته خوند بركة خاتون، بنت عبد الله زوجة الأمير الأمجد حسين بن الناصر محمد بن قلاوون، وأنجبت منه الأشرف شعبان، وقد حظيت خوند بركة بحب وتقدير الناس، لما قدمته لهم من مساعدات وعطايا وأموال، علاوة على ما جادت به خوند بركة على العامة فى سنة قيامها بمناسك الحج 770ه «1368م»، لدرجة أن تلك السنة عرفت بين العامة ب«سنة أم السلطان»، وذلك علاوة على ما قامت به أم السلطان شعبان من دور بارز فى الحياة السياسية لتوطيد حكم أبنها الأشرف شعبان، وكانت وفاتها 774ه «1372م».
وتطل الواجهة الرئيسية للمدرسة على شارع التبانة، وهى المدخل الأول للمبنى، وعلى يمينها حوض لسقى الدواب، وعلى يسار المدخل الرئيسى يوجد شباك السبيل، وفى الطرف الشرقى للواجهة تطل المئذنة، فى حين تتضمن الواجهة الجنوبية الشرقية واجهة إيوان القبلة يكتنفها قبتى الأضرحة، وتتكون المدرسة من الداخل من صحن أوسط مكشوف يحيط به 4 إيوانات أكبرها وأهمها إيوان القبلة، وقد تم تخصيص القبة الشرقية لدفن خوند بركة وابنتها خوند زهرة، بشكل عام تتميز مدرسة أم سلطان شعبان بأهمية تاريخية ومعمارية وفنية كبيرة.
◄ بيت الرزاز
يعرف بيت الرزاز، كأحد المنازل المملوكية الجميلة فى الدرب الأحمر، يعود تاريخه لعهد السلطان قايتباى، فى القرن ال15، وخلال العصر العثمانى، كان يسكنه أحمد كتخدا الرزاز، وهو تاجر أرز، سُمَّى المنزل باسمه، ويعتبر بيت الرزاز قصراً مكوناً من منزلين، تم بناء العقار الأول، فى الجانب الشرقى 1480م من قبل السلطان قايتباى، يتميز بوجود نوافذ مزينة للغاية، فى طابقه الثانى، بعضها يطل على الشارع، وبعضها يطل على الفناء، ويتكون هيكل البيت بشكل رئيسى من الحجر والطوب، مع نوافذ خشبية منحوتة، بينما الجدران الداخلية والسقوف مصنوعة من ألواح خشبية مطلية، تم استخدام الطابق الثانى كأماكن للسيدات بينما كان الرجال يشغلون مساحة الطابق السفلى، أما المنزل الثانى، يقع بالجانب الغربى، فقد بنى من قبل تاجر ثرى للأرز اسمه أحمد الرزاز، فى القرن ال18، ويقال أن القصر احتلته نفس العائلة لعدة قرون، تم هجر المبنى فى الستينيات.
◄ جامع المارداني
يقع جامع الطنبغا الماردانى، فى الجهة الغربية من شارع التبانة، وقام بإنشائه الأميرعلاء الدين الطُنبُغا بن عبد لله على الطُنبُغا الماردانى، الذى بدأ مسيرته كحارس أمبراطورى وساقى، ثم تم تعينه كأمير، وهو أحد أمراء السلطان الناصر محمد إبن قلاوون، الذى زوجه ابنته، وقد قام بإنشاء المسجد ما بين 1338وإنتهى عام 1340، تحت إشراف المعلم ابن السيوفيكبير مهندسين الناصر محمد .. استطاع جامع الماردانى، البقاء لمدة 700 عام، ويتشابه المسقط الأفقى لمسجد الماردانى بمسجد السلطان الناصر محمد بالقلعة، من حيث الصحن المكشوف المحاط بالإيوانات الأربعة، ويتميز المسقط الأفقى لإيوان القبلة بتكوينه من 4 صفوف من العقود فى حين تتكون الثلاثة إيوانات الآخرى، من صفين من العقود فقط.
◄ مسجد المهمندار
مسجد أحمد المهمندار، أسسه الأمير شهاب الدين أحمد المهمندار، الذى كان قائد الجيش المصرى، فى الفترة الثالثة للسلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 725ه/1324م، وتم بناء المبنى فى البداية، ليكون بمثابة مدرسة وخانكة، ولكن الأمير سليمان أغا القازدوغلى، قرر بناء مئذنة ومنبر وتحويله إلى مسجد عام 1722م، وتقع الواجهة الرئيسية للمسجد فى الجهة الجنوبية الشرقية تطل على شارع التبانة، وتشمل مدخلاً رأسياً يؤدى إلى الباب الرئيسى، الذى يؤدى مباشرةً لدورقاعة المسجد، يتبع التصميم الداخلى التخطيط النموذجى للمدارس، التى تتكون من 4 إيوانات، وتقع القبة فى الركن الشمالى الشرقى، وهى مبنية من الطوب.
وتم ترميم المسجد داخلياً فقط، بعد ترميمه من قبل سليمان القازدوغلى، الذى بنى المئذنة الحالية والمنبر الحالى المحفور عليه أبيات شعرية.
◄ «جامع أبو حريبة»
جامع قجماس الإسحاقى «جامع أبو حريبة» تم إنشاؤه من قبل الأمير قجماس الإسحاقى، أحد مماليك عهد السلطان قايتباى، والاسم الآخر أبو حريبة، منسوب للشيخ أبو حريبة، الذى كان يُعرف باسم الوالى ودُفن تحت قبة المسجد فى عام 1852م، ويذكر أن المسجد يظهر على الأوراق النقدية المصرية فئة الخمسين جنيهاً، ويعتبر أحد نماذج المساجد المعلقة نظرا لوجود حواصل فى الدور الأرضى تم استخدامها فيما بعد لتصبح محلات تجارية على غرار نظام الوقف الإسلامى المتعارف عليه، التى يستخدم ريعها لتغطية تكاليف صيانة وإدارة الجامع .
ويحتوى الجانب الذى يواجه شارع الدرب الأحمر، على ضريح وأيوان وسبيل وقبة، الذى تم تصميمه بطريقة تتناسب مع الشكل الحضرى ومسار الطرق بحيث لا يعوق المشاة فى حركتهم، السبيل متصل بالجامع عن طريق ممر معلق فوق الشارع، الذى يستخدم فى الوقت الحالى كمدرسة إبتدائية، ويعتبر هذا الممر أحد النماذج الفريدة فى العمارة المملوكية بالقاهرة، ويحتوى التصميم المعمارى الداخلى على دور قاعة فى الوسط يحيط به 4 إيوانات، مع محراب مزين بالرخام فى جنوب شرق القبلة، أيضاً يوجد منبر خشبى مزين بالاطباق النجمية المطعمة بالعاج، وأرضية المسجد مغطاة بالرخام، وتم اجراء بعض الترميمات للمسجد فى عام 1894م/1312ه وتم إعادة ترميمه مرة أخرى فى عام 1982.
◄ جامع السلحدار
جامع أصلم السلحدار، تبرز أهميته بسبب موقعة وكونه يمثل نموذج الطراز المعمارى لقاهرة العصور الوسطى، تم بناؤه عام 1344م، من قبل بهاء الدين أصلم، وهو أمير مملوكى يتمتع بمكانة سياسية واجتماعية مرموقة فى البلاط الملكى، حصل من خلالها على رتبة سلحدار، كان المسجد جزءاً من مجمع يضم إسطبلات الخيول والمساكن ومنزلاً خاصاً، وتخطيط الجامع من الداخل يتكون من دورقاعة وسطى يحيط بها 4 إيوانات، أكبرها إيوان القبلة «الجنوبى الشرقى»، ويتوسط المحراب جدار القبلة كسيت حنيته بوزرات رخامية ملونة، ويجاوره منبر خشبى مزين بزخرفة الأطباق النجمية الإثنا عشرية، كما أُلحقت بالجامع فى زاويته الجنوبية قبة ضريحية، يتم الوصول إليها عن طريق المدخل الموجود بالايوان الجنوبى الغربى للجامع، القبة من الداخل مربعة وفُرشت أرضيتها بالحجر، ويلاحظ أن المعمار اهتم بزخرفة ومعمار القبة من الخارج أكثر من الجامع نفسه، ويتضح ذلك إذا ما قارنا محراب القبة بمحراب الجامع، وكذلك الثراء الزخرفى فى جدرانها.
◄ مسجد الصالح طلائع
تم بناء مسجد الصالح طلائع، من قبل صالح طلائع بن رزيك الأرمنى، الذى كان وزيراً فى عهد الخليفة الفاطمى الفايز بالله، يقع خارج بوابات الفاطميين فى القاهرة، ويعتبر آخر مسجد تم بناؤه فى العصر الفاطمى عام555 ه/1160م .
ويعد الجامع ثانى الجوامع الفاطمية، التى ُشيدت خارج أسوار القاهرة بالقرب من بوابات المدينة بعد جامع الحاكم بأمر الله عند إنشاءه، وللجامع 4 واجهات مبنية من الحجر، ويقع بأسفل 3 واجهات منها «حوانيت/ دكاكين»، كانت موقوفة على الجامع للصرف منها على أعماله، عدا الواجهة الجنوبية الشرقية، وأهم الواجهات هى الواجهة الرئيسية «الشمالية الغربية»، ويتقدمها سقيفة تطل على شارع قصبة رضوان ب5 عقود مدببة، وكان يغلق على المدخل الرئيسى باب خشبى من مصراعين مصفحان بالنحاس نُقل لمتحف الفن الإسلامى، وحل محله نموذج مشابه له، وكانت المئذنة تعلو المدخل الرئيسى، ولكنها أُزيلت عام 1926م لحدوث خلل بها، وتم ترميم المسجد فى عهد المماليك بعد زلزال عام 1302م.
◄ الخيامية
تُعتبر قصبة رضوان بك، واحدة من أكثر الأماكن التجارية التاريخية فى عصر العثمانيين، تم تأسيسها فى القرن ال11 الهجرى أى ال17 الميلادى من قبل الأمير رضوان بك الفقارى، الذى كان أحد أهم الأشخاص على مدار القرن ال17 وعصر العثمانيين، كان المكان واحداً من أكبر الأسواق فى المدينة، التى لا تزال بعض متاجرها موجودة، حتى يومنا هذا.
تقع الوكالة بجوار جامع الصالح طلائع، وتأخذ الوكالة فى مسقطها العام هيئة حرف «L» نظراً لتأثير المساحة المتاحة للمعمار، وتطل بواجهاتها الأربعة على شارع تحت الربع وشارع قصبة رضوان وشارع القربية المتفرع منه، وحارة دار التفاح المتفرعه منه، وتفتح المحلات على الشوارع الخارجية، ويغلق على فتحاتها أبواب من الصاج الحديث، بينما سُقفت بسقف خشبى عبارة عن كتل خشبية تعلوها ألواح خشبية أيضاً، ويبدو أن الربع السكنى بالطابق الثانى كان بمساحة الطابق السفلى للوكالة لكنه تهدم ولم يتبق منه سوى جزء فى الجهة الجنوبية الشرقية، ويتكون من غرفتين وصالة، أما القصبة فتمتد بامتداد شارع القصبة العظمى خارج باب زويلة، وتعرف أيضاً بسقيفة رضوان، وقد كانت المحلات فى تلك القصبة خاصة بصناعة وبيع المداسات، وتفتح تلك المحلات على القصبة حيث شٌيدت بقطع الأحجار من الخارج بينما من الداخل فهى مبنية بالآجر، وتعلو المحلات كوابيل حجرية قوية بارزة، وقد فُتح بواجهة الطابق الثانى البارزة جهة الشارع عدد من النوافذ بواقع نافذة أعلى كل محل من المحلات، ويغطى القصبة سقف خشبى ويوجد لهذا السقف أيضاً امتداد آخر جهة الشمال الشرقى بشارع القربية، وأُنشئت السقيفة سنة 1047ه (1636م)، أى بعد الإنتهاء من بناء الجزئين، ويتوسطها 19 فتحة مستطيلة لإضاءة وتهوية القصبة، وقد تعرضت القصبة لعدد من الأحداث، التى أثرت على عمارتها خلال سنوات متفرقة، منها أحداث السلب والنهب عام 1070ه «1660م»، وحريقى 1081ه «1670م»، 1910م .
◄ فرج بن برقوق
زاوية وسبيل فرج بن برقوق، أمر بإنشاء هذه الزاوية والسبيل السلطان الملك الناصر فرج بن الظاهر برقوق، على يد الأمير جمال الدين يوسف الإستادار، والناصر فرج هو السلطان ال26 من سلاطين المماليك بمصر، تولى السلطنة على فترتين الأولى بعد وفاة والده، ثم خلعه المماليك لمدة شهرين قبل أن يعود للسلطنة التى ظل بها حتى مقتله فى سنة 815 ه «1412م» وهو فى ال26 من عمره.
وللمنشأة واجهتان جنوبية شرقية بمواجهة جامع الصالح طلائع، وتتضمن هذه الواجهة واجهة السبيل والزاوية، حيث يحتل السبيل الركن الشرقى للمنشأة، وهو سبيل ذو شباكين، والآخرى شمالية شرقية بمواجهة باب زويلة، ويقع المدخل على يمين شباك السبيل بهذه الواجهة، حيث يؤدى إلى دركاة مربعة على يمين الداخل باب يوصل إلى الزاوية، وعلى يسار الداخل باب يؤدى مباشرة إلى السبيل، ويتكون من مساحة مربعة مغطاة بسقف خشبى مقرنص ومذهب، وهو من أجمل الأسقف الخشبية فى العمارة الإسلامية بالقاهرة، ويتوسط الضلع الجنوبى الغربى دخلة الشاذروان يتوسطها لوح الشاذروان .
أما الزاوية، فتتكون من دورقاعة يتقدمها إيوان بالجهة الجنوبية الشرقية، يتوسط جدار القبة محراب رخامى، وقد كُسيت جدران جدار القبلة بوزارات من الرخام الملون غاية فى الدقة والجمال، وبصفة عامة فعلى الرغم من صغر حجم المنشأة إلا أنها تُعد تحفة معمارية وفنية شهدت على براعة الفنان فى العصر المملوكى فى مختلف المجالات .
وقد كانت هذه الزاوية خارج باب زويلة على بعد 4 أمتار فقط من الباب، إلى أن قامت لجنة حفظ الآثار العربية بفك مبانيها وإعادة بناءها فى موضعها الحالى على بُعد 16م من باب زويلة بغرض توسيع الشارع، عام 1923م.
◄ باب زويلة
أسس باب زويلة الأول، جوهر الصقلى ، قائد الخليفة المعز لدين الله الفاطمى عند تأسيسه لمدينة القاهرة، وكان بالطوب اللبن وكان موقعه الأول عند سبيل محمد على «بالعقادين الآن»، وكان قديماً يتكون من بابين، دخل الخليفة المعز من أحدهما، فتيمن الناس به،وكان الباب الآخر للمواطنين، أما الباب الحالى، فهو من إنشاء أمير الجيوش بدر الجمالى عند توسيع وإعادة بناء الأسوار، بعدما تهدم سور جوهر الصقلى نتيجة لعوامل الزمن وضعف مادة البناء.
ويتكون الباب من كتلة بنائية ضخمة مبنية من الحجر الجيرى، تتكون من برجان متماثلان لكل منهما واجهة نصف دائرية يظهر فى بنائها نهايات مستديرة للأعمدة ويحصر البرجين فيما بينهما ممر مكشوف يؤدى إلى فتحة باب الدخول، ويؤدى الباب إلى رحبة مربعة مغطاة بقبة ضحلة محمولة على مثلثات كروية، ويشغل قمتى البرجين حجرتين دفاعيتين تحتوى كل منها على 3 فتحات مزاغل، كان يغطى كل منهما قبو متقاطع، وقد أزال السلطان الغورى سقف هاتين الحجرتين لبناء مئذنتى جامعه سنة 818ه «1415م».
وقامت لجنة حفظ الآثار العربية، بترميم الباب أكثر من مرة بداية من عام 1883م، بعد سقوط أجزاء من الباب والمنارتين، وغيرها من أعمال اللجنة بالباب، ومؤخراً اُفتتح الباب سنة 2003 م.
◄ «خبراء»: جهود كبرى للدولة في ترميم الآثار
أكد د. جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، أنَّ مسار الدرب الأحمر، من أقدم المسارات السياحية فى مدينة القاهرة، مشيراً إلى جهود الدولة المبذولة لتطوير وترميم الكثير من الآثار الواقعة على هذا المسار، والذى يقع خارج القاهرة الفاطمية والمسار القديم ممتد من أول باب زويلة لميدان القلعة.
وأضاف أنَّه بدأ ظهور مسار الدرب الأحمر، منذ دولة المماليك البحرية، وتحديدًا أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون، والمسار كان يخدم السلطان ، حينما يرغب فى التجول بطرقات القاهرة وبالتدريج حوى العديد من الآثار الهامة، وتم افتتاح جامع فى غاية الأهمية ويرجع تاريخه إلى أيام الناصر محمد، وهو جامع الأمير الطنبغا الماردانى.
وأكد أهمية المسار، وأنه كان دينيا أكثر منه سياسيا، بمعنى أنَّ كسوة الكعبة كانت تخرج من مصر، طوال العصور الإسلامية المبكرة، وحتى بداية ستينيات القرن الماضى، وتحديدًا من داخل القاهرة الفاطمية بحى «الخرنفش» حاليًا، وكانت تخرج فى موكب دينى رهيب، وتسير فى شارع المعز بين الطرقات لتخرج من باب زويلة ، وتسير فى مسار الدرب الأحمر، حتى مسار السلطان وبميدان القلعة، يتم الاحتفال بها لحين تجمع الحجاج الآتين من المغرب وتقابلهم مع الحجاج المصريين وذهابهم إلى بلاد الحجاز.
وأوضح أنَّ السياح من شمال وشرق آسيا يهتمون بزيارة المزارات الدينية فى مصر، التى تتمتع بالكثير من المسارات، خاصة مسار آل البيت ومسار الدرب الأحمر.
من جانبه، أوضح أحمد عامر، الخبير الأثرى والمتخصص فى علم المصريات، أن تطوير القاهرة التاريخية له عدة محاور رئيسية، يأتى فى مقدمتها الاهتمام بالتاريخ، ، إضافة إلى أنه مورد سياحى هام للاقتصاد القومى، ونجد أنه من ضمن خطة التطوير للمحافظة على طابع المنطقة، مع إعادة تأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية الهامة.
وأشار إلى أن مسار الدرب الأحمر، رحلة عبر التاريخ لرؤية العديد من المعالم الأثرية الرائعة فى مصر الإسلامية، التى بدأًت من العصر الفاطمى، حتى العصر العثمانى، وتتضمن المعالم الأثرية ، عدداً من المساجد والمدارس والأضرحة والأسبلة والقصور، إضافة إلى أسواق الحرف اليدوية القديمة، التى يفوق عمرها 700 عام.
وأضاف أن شارع الدرب الأحمر، صار القصبة ،التى تمر بالقاهرة التاريخية ، ممتداً من الشمال إلى الجنوب بعد إنشاء قلعة صلاح الدين، وعندما بدأت مواكب السلطان والاحتفالات تأخذ الطريق من القلعة إلى وسط المدينة وأسواقها وقصورها، قام كبار شخصيات البلاط المملوكى ببناء مساجدهم وقبابهم على طول طريق شارع الدرب الأحمر، فى القرن ال 14 والقرن ال 15.
◄ المستثمرون يضعون «خارطة طريق» لتسويق المسارات الأثرية
اتفق خبراء السياحة والمستثمرين، على أن الدولة المصرية تولى اهتماماً كبيراً بالقطاع السياحى، وتبذل مجهودات متميزة لزيادة المناطق والمقاصد المصرية والاثرية، فى القاهرة والمحافظات، خاصة بعد احياء الاماكن الاثرية فى منطقة الدرب الأحمر، التى تعمل على تنشيط مساراً سياحياً جديداً للآثار الإسلامية، وطالبوا بوضع خطة ترويجية تنشيطية ضخمة فى الأسواق السياحية الإسلامية والثقافية، والتنسيق مع غرف الشركات السياحية لوضعها فى البرامج السياحية، التى يتم عرضها فى تلك الأسواق لجذب المزيد من الوافدين وزياردة أعداد السائحين.
وأكد د. عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية «مسافرون» للسياحة، أن مسار الدرب الأحمر، فرصة قوية لتنشيط الحركة السياحية فى القاهرة الكبرى وفرصة قوية لإحياء السياحة الثقافية فى القاهرة الفاطمية.
وأشار إلى أن تطوير الطرق المؤدية الى المسارات الأثرية فى منطقة الدرب الأحمر، يساعد بشكل كبير فى زيادة أعداد الوافدين سواء المصريين أو العرب أو الأجانب، خاصة أن القاهرة الفاطمية والآثار المصرية مهمة فى عدد كبير من الاسواق العربية والإسلامية ، كما أنها مهمة جداً ولها محبون فى الأسواق الثقافية المهتمة بالتاريخ والعصر الفاطمى .
وكشف أن الشركات السياحية تستطيع زيادة أعداد الوافدين ، من خلال الترويج لليالى الرمضانية فى منطقة الدرب الأحمر، والتى تأخذ الوافدين إلى شعائر روحانية ودينية مختلفة بشكل كبير عن أى منطقة أخرى، وبالتالى نحتاج إلى بعض التسهيلات للمستمثرين، لانشاء فنادق جديدة فى تلك المنطقة.
من جانبه، أكد محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أنّ ترميم وصيانة المسارات الاثرية، فى منطقة الدرب الأحمر، سيكون أحد أسباب زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى القاهرة، كما سيرفع من عدد الليالى، التى يقضيها السائح ، خلال تواجده بمصر.
وأشار إلى أن قرب منطقة الدرب الأحمر، من مطار القاهرة سيسهل وصول الزوار من مختلف الأسواق السياحية ، خاصة الأسواق الآسيوية والأسواق العربية والإسلامية.
وأوضح أن منطقة الدرب الاحمر وباقى المناطقى الاثرية بالقاهرة الفاطمية ووسط البلد، ستكون، إحدى الركائز، التى سيعتمد عليها فى تسويق مدينة القاهرة كمقصد سياحى قائم بذاته، مطالباً هيئة تنشيط السياحة، بضرورة الاستغلال الامثل لتلك المناطق، فى تنظيم حملات ترويجية فى البلاد الإسلامية والعربية والآسيوية، وإعداد أفلام وثائقية ودعائية عن تلك المناطق .
وشدد على ضرورة ضمها فى البرامج السياحية للشركات، خاصة أن الشركات تستطيع استغلال تلك المناطق فى زيادة أعداد الوافدين، وزيادة أعداد الليالى فى الفنادق سواء بالصعيد أو بالقاهرة.
بدوره، أكد محمد فاروق، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أنّ تطوير منطقة وسط البلد بشكل عام والمسارات السياحية فى الدرب الأحمر سيرفع من أعداد السائحين القادمين لزيارة المناطق الأثرية، أو ما يعرف بالسياحة الثقافية، موضحا أنّ ذلك يحقق استراتيجية وزارة السياحة، التى بدأت فى تطبيقها خلال السنوات القليلة الماضية، باستهداف الكيف ، وليس الكم فى جلب السياح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.