في مشهد معقد يعكس هشاشة الاستقرار في سوريا، إذ شهدت البلاد مظاهرات واشتباكات طائفية وسياسية بين مؤيدي النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع والموالين للنظام السابق لبشار الأسد. هذه الأحداث أضافت طبقة جديدة من التعقيد للوضع في البلاد، إذ جاءت أحداث طرطوس الأخيرة لتمثل إشارة قوية على هشاشة الاستقرار وإمكانية انزلاق البلاد مجددًا نحو حرب أهلية. طرطوس تحت النار شهدت ضواحي مدينة طرطوس غربي سوريا اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل 17 شخصًا، وفقًا لتقارير متعددة. وأكد وزير الداخلية السوري الجديد أن 14 عنصرًا من قوات الأمن التابعة للنظام الجديد قتلوا، وأصيب 10 آخرون. بينما ذكرت "المنظمة السورية لمراقبة حقوق الإنسان" أن ثلاثة مسلحين من الموالين للنظام السابق لقوا مصرعهم. جذور المواجهات واندلعت الاشتباكات أثناء محاولة قوات الأمن اعتقال ضابط سابق في جيش الأسد، وهو ما أثار غضب الطائفة العلوية التي طالما شكلت قاعدة دعم قوية للنظام السابق. ووفقًا لوكالة "أسوشييتد برس"، قُتل عشرات السوريين في أعمال انتقامية منذ سقوط النظام، معظمهم من الطائفة العلوية. مقطع فيديو مثير للجدل وخرجت مظاهرات في مدن عدة، بينها طرطوس وبانياس واللاذقية وحمص، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من جيش الأسد. وفي حمص، فتحت قوات الأمن الجديدة النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، وفرضت السلطات حظر تجوال حتى صباح اليوم التالي. وانتشر مقطع فيديو يظهر حريقًا في معبد علوي بمحافظة حلب، ما أثار غضب الطائفة، فيما نفت وزارة الداخلية في الحكومة الجديدة صحة الفيديو، مؤكدة أنه يعود لأحداث قديمة هدفها إثارة الفتنة. أسماء الأسد.. عزلة ومعاناة وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانية أن أسماء الأسد، زوجة الرئيس السابق، تعيش في عزلة تامة بموسكو بسبب تدهور حالتها الصحية إثر إصابتها بسرطان الدم. وأفادت الصحيفة بأن فرص نجاتها لا تتجاوز 50%، بينما يعيش والدها في حالة من الحزن الشديد لرعايتها. ووسط هذه الأزمات، تضاربت التقارير بشأن طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة موسكو، لكن الكرملين نفى ذلك. هذه التطورات تعكس المشهد السوري المضطرب، حيث تظل البلاد عالقة بين الماضي والحاضر في انتظار مستقبل مجهول.