مؤكد أننا جميعاً لا ترضينا المناظر المؤذية التى تتكرر يوميًا على إشارات المرور وخاصة على مطلع 6 أكتوبر بجوار المتحف الزراعى، طفلاً ينتفض بين أحضان من تحمله من شدة البرد وهى تحاول أن تدفع بالطفل داخل السيارات ليختصر الطريق ويقدم صاحب السيارة أى مبلغ لها.. فالذى أعرفه أن لهذا الطفل حقوقًا علينا ولكن الحقوق لا تتحقق بالتسول. تقول إحدى المتسولات إن الطفل هو أفضل وسيلة فى التأثير على عواطف الناس والطفل وحده يحقق عائدًا أكبر من ألعواجيز الذين هم فى مثلنا. قلت لها وماذا عن البرد الذى يطارد الطفل؟ قالت برد إيه يا بيه ؟ ده أنا حاطة البنت فى لحاف، قلت فلماذا لا تعملى فى بيت من البيوت أكل وشرب وعلاج ومرتب شهرى، قالت أنا بعيدة عن الإمارة والإدارة والشخط وأعصابى لا تتحمل عصبية صاحبة البيت لكن وجودى فى الشارع أرحم من العمل فى بيت، على الأقل أرجع بيتى آخر النهار وأحمل إيراد أكثر من مرتب عملى فى أى بيت، وهذا هو إيراد يومى، فما بال حضرتك لو أنا اشتغلت الشهر كله ومعى هذه البنت، صحيح إنها بنت جارتى وأدفع عنها فى اليوم 10 ج لجارتى، قالت لى وهل هذا التصرف إنسانى أو قانونى؟ قالت المهم أن أجيب إيراد لبيتى، وجارتى، قلت لها هل عندك أولاد؟ قالت عندى لكنهم فى المدارس. معنى الكلام أنها تستأجر طفلًا رضيعًا ليحقق لها إيرادًا، لأنها تخاف على أولادها من هذا العمل. بالله عليكم هذا هو مفهوم واحدة من المتسولات فى الشارع المصرى تستفيد من الدولة فى تعليم الدولة مجانًا وتدوس على كرامة طفل صغير، أعتقد أن هذه مفاهيم خاطئة تحتاج من المجتمع أن يصححها بمطاردة هذه الفئة الشريرة التى تعمل على تشويه حاضرنا ومستقبلنا، فالدولة تعمل على إحياء مشاريع من أجل حياة كريمة للإنسان وتساعد النشء الذى يتطلع إلى مستقبل أفضل ليس عن طريق التسول.