ألا ترى فرحة السوريين وكيف يحتفلون بالشوارع ألم تشاهد الفنان دريد لحام وهو يحيى عناصر هيئة تحرير الشام ويصف كيف عاملوه برقى عندما استوقفوه بأحد شوارع دمشق، هذه هى عينة من كلام كثير يردده جماهير المغيبين من المحيط للخليج، تعليقًا على وصول الجماعات المسلحة للحكم وفى معرض تأكيدهم على أن شعب هذا البلد قاد ثورة حقيقية ناجحة ضد طاغية ظالم ونظام مستبد، وأنه بلغ بثورته مرحلة الأمان وصار راضيًا بعدما تخلص ممن عذبوه وقتلوا أبناءه. والغريب أنك تسمع من كثير من الناس وهم يروجون هذا الكلام أن كل السوريين راضون عن الحكم الجديد الذى يعد بالحرية، حتى أن بعضهم ذهب إلى أن من لجأوا إلى بلاد الدنيا سيعودون حتمًا إلى جنات النعيم فى بلادهم التى صارت ترفل بالحرية فى ظل الحكم الجديد. تناسى هؤلاء أن من غادروا سورية أكثرهم فروا من وحشية الجماعات والأقل هم من هربوا خوفًا من النظام، وعليه فإن القسم الأكبر من اللاجئين لن يعودوا أبدًا إلى سورية مقامرين بأرواحهم وأرواح أبنائهم تحت حكم جماعات خبروها جيدًا وليس جديدًا عليهم عنفها ودمويتها التى بلغت حد قتل معارضيها وسبى نسائهم، أما من فروا هربًا من بطش نظام بشار فأكثرهم من معارضيه الليبراليين خارج دوائر هذه الجماعات وبعضهم ينتمى أيديولوجيًا لهذه الجماعات والأكيد أن أحدًا من الليبراليين لن يعود إلى بلد يسيطر عليه ظلاميون، «ببساطة» لن يعود إلى سورية سوى من ينتمون إلى الفكر التكفيرى ومن يقبلون بحكم جماعات وصلت إلى السلطة بمعاونة بلدان أجنبية. فكل من كان مواليًا للنظام أو حتى معارضًا صامتًا له ولم يناصر الجماعات، خرج ليلتقط الصور لينفى عن نفسه تهمة الولاء لنظام سابق يعرف أن جزاءها تحت حكم الجماعات ربما يكون أسوأ من القتل، هذا هو سيلفى ثورة الخوف.