الواقع على الأرض فى المنطقة العربية والشرق أوسطية، وسط النيران المشتعلة والصراعات المحتدمة فى أماكن ودول كثيرة، يؤكد بما لا يدع مجالاً كبيراً للشك، بأن التطورات والمتغيرات المتسارعة والمفاجئة، التى جرت وماتزال تجرى ساعة بساعة ويوماً بيوم فى الأراضى السورية، قد استحوذت على قدر كبير من الاهتمام ان لم يكن كل الاهتمام من الدول والشعوب بصفة عامة، ومراكز البحث والرصد والمتابعة السياسية إقليمياً ودولياً على وجه الخصوص. وفى ظل ذلك كان من الطبيعى أن ينسحب الاهتمام الإقليمى والدولى بنسبة كبيرة منه، بعيداً عن متابعة الأحداث المأساوية الجارية فى قطاع غزة، فى ظل حرب الإبادة اللا إنسانية والإجرامية التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين طوال ما يزيد على أربعة عشر شهراً حتى اليوم. وقد أدى هذا الانسحاب للاهتمام الاقليمى والدولى عن متابعة المأساة الفلسطينية، إلى زيادة إسرائيل لممارساتها الإجرامية، ضد أهالى غزة والضفة الغربية، وتصعيد وتيرة الجرائم الإرهابية التى تقوم بها ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى ظل غيبة أو قلة الاهتمام الدولى. وهكذا قامت وتقوم إسرائيل بارتكاب أبشع الجرائم فى غزة، فى إطار حرب الإبادة الجماعية التى تمارسها ضد الفلسطينيين دون مانع أو رادع، ودون مراعاة للقانون الدولى والانسانى، ودون التفات لقرارات محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية. والحقيقة والواقع يؤكدان عجز المجتمع الدولى بكل آلياته ومؤسساته عن اتخاذ موقف إيجابى وعملى لوقف العدوان، أو إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، فى ظل الواقع الحالى للنظام الدولى تحت رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وهكذا بات واضحا أن المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية الحالية سواء فى مجلس الأمن أو الأممالمتحدة أصبحت عاجزة عن القيام بإجراءات فاعلة لإجبار إسرائيل على وقف العدوان، مادامت تتمتع بالحماية الأمريكية.