محمد إسماعيل أيام قليلة تفصلنا عن نهاية عام 2024.. والذي شهد معركة شرسة بين مطربين الوطن العربي، فهناك نجوم ال"سوبر ستار" الذين حاولوا حاولت تقديم أشكال غنائية جديدة وتحافظ أيضا عن مكانتها في ظل شعورهم بالخطر من انتشار أشكال غنائية جديدة تجذب الجمهور بدرجة كبيرة، خاصة الشباب، وتحاول سحب البساط منهم، .."أخبار النجوم" قامت بطرح تساؤلات على النقاد الموسيقيين عن تقييمهم للموسم الغنائي عام 2024.. وعن السلبيات والنقاط المضيئة التي شهدها هذا الموسم.. في البداية يقول الناقد محمد شميس، إن موسم الحفلات الغنائية في 2024 شهد إستقرارا ملحوظا، وكانت هناك عددا من الحفلات الغنائية المتميزة خلال العام، أبرزها حفل عمرو دياب في لبنان، والتي شهدت حضورا كبيرا، وكان استقبال "الهضبة" أكثر من رائع، ولاقت الحفلة ردود أفعال إيجابية في ظل الظروف التي تعاني منها لبنان في تلك الفترة، وتم التبرع بإيرادات الحفل لمساندة الشعب اللبناني في تلك المحنة، بالإضافة إلي ذلك، فإن تامر عاشور وتامر حسني وأنغام كان لهم نصيب الأسد في الحفلات الغنائية، كما شهد العام أيضا عودة حفلات شيرين عبد الوهاب بعد توقف فترة طويلة بسبب الظروف الشخصية التي عانت منها، وكانت السبب في تراجع خطوات كبيرة في مسيرتها، إلا إنها بدأت في العودة من جديد ب3 أغنيات متميزة. ويضيف شميس، إن من أبرز الظواهر الغنائية في هذا العام، تراجع الألبومات الغنائية، وهو أمر مستمر منذ سنوات، وقد نشهد اختفاء الألبومات الغنائية يوما ما بشكل كامل، واكتفاء المطربين بالأغنيات "السنجل"، وحتى الألبومات التي طرحت لم تلق نجاحا كبيرا، ويستكمل شميس حديثه بالقول: "ألبوم أنغام هو الأفضل لهذا العام، خاصة إنها تحافظ على مكانتها بإستمرار وتحاول التغيير وتقديم أغنيات وموسيقى مختلف تتناسب مع مطربة بقيمتها". اقرأ أيضا: طارق الشناوي: هل زلة لسان تستحق من «الموسيقيين» إحالة أوراق عضو للتحقيق؟ ويؤكد شميس إن من إيجابيات هذا الموسم والنقاط المضيئة، تنوع الأغنيات "السنجل" التي تم طرحها، بالإضافة لتنوع الأشكال الغنائية عن الشكل التقليدي الذي أعتدنا عليه، وظهور مطربين شباب يتحدثون غنائيا بكلمات وألحان تتناسب مع الشباب، لذلك فإن نسب استماعهم مرتفعة، وإن كانوا غير معروفين بالنسبة للأجيال الأكبر عمرا،.. أما أنجح مطربين على الساحة هناك أبيوسف ومروان بابلو بألبومهم (حب وكاشات)، الذي تناول نفس الفكرة السابقة أيضا.. ولا ننسى مطربي المهرجانات، ممن أصبح لهم تواجد كبير على الساحة، وأستطاعوا أن يتحرروا من القيود التي كانت تحاصرهم، والحروب التي شنت عليهم، فهدأ الإيقاع ويأس الكثيرين أو أيقنوا إن مطربي المهرجانات أصبح تواجدهم حقيقي وملموس، وبالفعل حصدوا أعلى نسب استماع على (يوتيوب)، وأنا غير متفق إطلاقا مع الرأي الذي يقول إن أغاني المهرجانات تراجعت، أو أننا سنشهد اختفائها في المستقبل، فهذا غير صحيح، فهي لون غنائي ناجح الآن وبقوة ومازالوا الأعلى إستماعا، في حين يقول الناقد الموسيقي أمجد مصطفى، إن الموسم الغنائي الحالي جاء بلا جديد يذكر، سواء على مستوى الألبومات أو الحفلات أو الأغنيات "السنجل"، معلقا بالقول: "للآسف تراجعت الألبومات بدرجة كبيرة، وهناك مطربين طرحوا ألبوماتهم دون أن نسمع عنهم شيء، أو تتصدر أغنية نسب الاستماع، على الرغم من أنهم نجوم (سوبر ستار)، وهناك مطربين أختفوا تماما عن الساحة، والسائد في الوقت الحالي هي الأغنيات (السنجل)، ومن وجهة نظري فإنها لا تشبع الجمهور فنيا، خاصة أننا تعودنا منذ سنوات إن المطرب يقوم بطرح ألبومه المعتاد الذي يضم 12 أغنية، وقد يطرح أغنية (سنجل) أو خاصة بعمل فني ما، لكن أن يقدم المطرب طوال العام أغنية واحدة أو أثنتان، فهذا لا يرضي الجمهور الذي بدأ يبحث عن مطربين آخرين بدلا من نجومهم، وفي هذا الموسم أيضا تراجعت الأغنية الكلاسيكية التقليدية، والدارج حاليا أغنيات الراب والمهرجانات والبوب، وهي نوعية تجذب جيل الشباب، لكن الأجيال الأكبر عمرا والتي نشأت على أغنيات منير وعمرو دياب ومصطفى قمر وهشام عباس، أصبحوا لا يجدون شيئا يذكر ليستمعوا له". ويشير أمجد مصطفى إن الموسم جاء فقيرا أيضا على المستوى الفني في التلحين والتأليف، وهناك نمطية واستسهال في الألوان الغنائية، مستكملا حديثه بالقول: "اتذكر أغاني منير وعمرو دياب ومصطفى قمر كانت تقدم العديد من الألوان والجمل الغنائية الجديدة، التي انبهرنا بها، وكانت طفرة غنائية، وهم أوائل المطربين في تقديم كألوان موسيقية والبوب وغيرها، ومنها أغنيات (منايا) و(العالم الله) و(قمرين) و(عودوني) وغيرها، لكن للآسف الملحنين والمؤلفين حاليا مشغولين في الصراعات الشخصية التي لا تليق بأسمائهم، وبدون سبب يذكر، وخناقاتهم المستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي لكي يكون اسمهم (تريند) في الخناقات وليس في الأعمال الفنية المتميزة، مثلما حدث مؤخرا مع الراحل الملحن محمد رحيم". ويضيف أمجد إن النقطة المضيئة لهذا العام هي الحفلات الغنائية لتامر حسني وتامر عاشور وأنغام وأمال ماهر، بالإضافة لموسم الرياض وحفلاته المتميزة وحفلات مهرجان الموسيقى العربية ومهرجان القلعة، وهي الحفلات التي تعيد زمن الأغنية الجميلة التي نفتقدها، لكن الحدث الأبرز هي حفلات مهرجان العلمين والشكل المبهر والمشرف الذي ظهرت عليه، كما إن النجوم كانوا "سوبر ستار"، وسعر الحفلات في المتناول بعيدا عن الأرقام الخيالية التي نسمع عنها، لذلك فإنني أتمنى إستمرار مهرجان العلمين كل عام. الناقد الموسيقي أمجد جمال، يقول إن الملفت في 2024، إستمرار سيطرة أغنيات الراب على الساحة الغنائية، وانتشارها بقوة على مواقع الاستماع على الإنترنت، ومنهم ويجز وبابلو وأبيوسف وغيرهم، بالإضافة لانتشار المهرجانات الشعبية بكثرة خلال العام، ومحاولتهم كسب جمهور جديد وتحقيق مزيد من النجاحات.. ومن إيجابيات العام، عودة الألبومات مقارنة بالعام الماضي، "ليس بالشكل الذي نأمله"، لكنه اعتبرها نقطة مضيئة كبداية، ومنها ألبوم "تيجي نسيب" لأنغام الذي تعاونت فيه مع عدد من الشعراء والموزعين أبرزهم أمير طعيمة ونادر عبدالله ومن الملحنين تامر عاشور وطارق مدكور ونادر حمدي ومحمد الشرنوبي، وهناك عودة شيرين عبد الوهاب التي حققت أغنياتها انتشارا كبيرا، منها "عسل حياتي، بتمنى أنساك، ما زال ع البال، هنحتفل، اللي يقابل حبيبي"، لكن الأبرز لهذا العام حالة الفضول التي صاحبت ظهور "توليت"، سواء بألبومه أو حفلاته المتميزة،