شهدت الأيام الأخيرة تحركات دبلوماسية مكثفة بشأن إمكانية نشر «قوات حفظ السلام» في أوكرانيا، في خطوة قد تكون حاسمة لتطبيق أي اتفاق سلام مع روسيا. ليثار التساؤل حول مدى جدوى هذه المبادرة، وما إذا كانت ستضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة داخل الأراضي السورية، عقب انتهاء نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد. اقرأ أيضًا| روسياوأوكرانيا تترقب عودة ترامب لوقف الحرب| هل ينجح في الوساطة؟ اجتماع هام في بروكسل.. ما هو دور «قوات حفظ السلام»؟ في بروكسل، يلتقي زعماء أوروبيون مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لبحث خطط نشر "قوات حفظ السلام" في أوكرانيا، وسط ضغط من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الدول الأوروبية، وسيركز النقاش على كيفية مراقبة أي اتفاق مستقبلي بين كييف وموسكو، ومدى إمكانية مشاركة هذه القوات في تنفيذه، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة حتى اليوم. وشهدت العاصمة البولندية، وارسو، نقاشًا حادًا حول نشر "قوات حفظ السلام"، حيث رفض رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في حين يرى المسؤولون البولنديون أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تتم من خلال الأممالمتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وليس عبر مناقشات ثنائية مع فرنسا، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية. طرح الرئيس الفرنسي، فكرة نشر "قوات حفظ السلام" في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وتشمل الفكرة نشر قوة قوامها 40 ألف جندي من دول متعددة، وهو ما أثار ردود فعل مختلطة، فيما أكد المسؤولون البولنديون على ضرورة تنسيق هذا الاقتراح ضمن حلف شمال الأطلسي "الناتو" لضمان فعالية الدور الذي ستقوم به هذه القوات في حماية الأمن الإقليمي. الأوكرانيون يطالبون بضمانات أمنية.. ماذا بعد؟ أعرب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، عن ضرورة ضمان الأمن من خلال نشر "قوات حفظ السلام"، خاصة مع عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو بعد، وشدد زيلينسكي على أهمية توضيح توقيت انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، باعتبار ذلك خطوة ضرورية لضمان الاستقرار بعيدًا عن مخاطر هجوم روسي محتمل في المستقبل، وفقًا للصحيفة الأمريكية ذاتها. اقرأ أيضًا| «الفرصة الضائعة»| كيف تعامل بايدن مع الحرب الروسية الأوكرانية؟ هل يمكن لقوات حفظ السلام أن تكون «الضمانة» لأوكرانيا؟ في وقت لا يزال فيه الحديث عن نشر "قوات حفظ السلام" في أوكرانيا يثير الجدل، يبقى السؤال الأبرز حول مدى فعالية هذه القوات في ضمان استقرار طويل الأمد، فلا شك أن الضغوط العسكرية والسياسية التي تمارسها روسيا تزيد من تعقيد أي تسوية سلمية، ما يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين القوى الدولية لضمان الأمن الشامل في المنطقة. لكن تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في ضمان أمنها في ظل التهديدات الروسية المستمرة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وفي هذا السياق، تبرز فكرة نشر "قوات حفظ السلام" كحل لضمان عدم تكرار الهجمات الروسية، تبقى أوكرانيا بحاجة ماسة إلى ضمانات أمنية حقيقية، وهو ما يزيد الضغط على حلفائها الغربيين. وأكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولها ستيفانيشينا، على أن أوكرانيا لن تحقق سلامًا دائمًا إلا عبر انضمامها إلى الناتو والاتحاد الأوروبي، فيما تتطلب رؤية أوكرانيا دعمًا حقيقيًا من حلفائها الغربيين، بما في ذلك نشر "قوات حفظ السلام"، لضمان الأمن الفعلي في مواجهة أي تهديدات مستقبلية من أطراف النزاع في ميدان الحرب الروسية الأوكرانية. ولفتت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى أن دور ألمانيا في أي قوة لحفظ السلام في أوكرانيا سيكون محط نقاشات مستقبلية، وفي هذا السياق، أشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن وجود جنود من دول الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا تحت مظلة "قوات حفظ السلام" يعد خيارًا مطروحًا ضمن الجهود الأوروبية لضمان السلام والاستقرار. اقرأ أيضًا| التكلفة الباهظة| كم تبلغ خسائر الجيش الروسي في معركة أوكرانيا؟ ما هي خطة ترامب للسلام؟ في الوقت الذي تواجه فيه الدول الأوروبية ضغوطًا متزايدة لتحمل مسؤوليات أكبر في أوكرانيا، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسرعة، وفي هذا السياق، تظهر فكرة تجميد القتال على خطوط المواجهة الحالية، بمراقبة "قوات حفظ السلام" من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، كحل وسط لمراقبة السلام بين الجانبين. واقترح مستشارو ترامب، خطة سلام تشمل تجميد القتال وإبعاد أوكرانيا عن عضوية الناتو لعشرين عامًا، وضمن هذه الخطة، ستكون "قوات حفظ السلام" من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا مسؤولة عن مراقبة المنطقة المنزوعة السلاح بين روسياوأوكرانيا، «وهو ما يطرح تساؤلات حول فعالية هذا الخيار في ضمان الاستقرار على الأرض».