دائما ما تثير تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجدل، ويعتبره العديد من المحللين السياسيين شخصية غير حكيمة أدت إلى هدم العرش الأوكراني، وكثيرا ما وصفه الكثير من معارضيه بأنه يفتقر إلى الحكمة السياسية، وهذا صحيح لأن الرئيس الأوكراني لم يمارس السياسة قط، ويظهر حاجة في قصده صعوده لعرش أوكرانيا. وفي هذا التقرير نستعرض كيف وصل فولوديمير زيلينسكي إلى منصب رئيس أوكرانيا، وماذا فعل أوقعت بلاده تحت وطأة حرب لا طاقة لها بها أمس الدب الروسي. الظهور الأول فولوديمير زيلينسكي كان الظهور الأول ل فولوديمير على شاشات التلفزيون الأوكرانية بوصفه رئيسا للدولة، على هيئة ممثل في مسلسل كوميدي ذي شعبية كبيرة في البلاد، وكان زيلينسكي يؤدي في مسلسل "خادم الشعب" دور مدرس تاريخ بسيط يصبح بمحض الصدفة رئيسا للجمهورية، وذلك عقب انتشار شريط مصور يظهره وهو يستخدم ألفاظا نابية ضد الفساد. فولوديمير زيلينسكي في مسلسل خادم الشعب هذه القصة استولت على عقول الأوكرانيين الذين كانوا قد ضاقوا ذرعا بالسياسة بشكل عام، وبعد المسلسل أسس زيلينسكي حزب "خادم الشعب" وهو اسم المسلسل، واستخدامه لنشر نهجه السياسي الذي كان يدعو إلى تطهير الحياة السياسية من الفساد وإحلال السلام في المناطق الشرقية من البلاد، وفي عام 2019، انتخب زيلينسكي رئيسا بالفعل. كانت الأحداث المضطربة التي شهدها عام 2014 مسرح صعود زيلينسكي المفاجئ في عالم السياسة، وذلك عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، بعد "احتجاجات" دامت عدة شهور. في هذه الأثناء ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وبدأت بتقديم الدعم والإسناد للانفصاليين في شرقي أوكرانيا، وفي عام 2015 عرضت الحلقة الأولى من مسلسل "خادم الشعب" للمرة الأولى عبر شبكة 1+1، وكان زيلينسكي يؤدي دور فاسيلي غولوبورودكو الذي كان صعوده السريع إلى القمة مشابها لما حققه زيلينسكي في الواقع. صعود زيلينسكي وكرهه لروسيا وفي 2019 تمكن زيلينسكي من الفوز برئاسة أوكرانيا، وانتخب بأغلبية كبيرة بلغت 73.2%، وأدى اليمين الدستورية 20 مايو، سعي منذ ذلك التاريخ أن يتحول بأوكرانيا إلى دولة لاعبة رئيسية في شرق أوروبا، وبدلا من أن يسوي خلافته مع روسيا بشكل دبلوماسي اتجه ل الاستقواء بالغرب دون أي يقدموا له أي ضمانات أمنية. ولكن أكثر ما أثار غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو سعي زيلينسكي لضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"الناتو"، وبالتالي تصبح أوكرانيا شوكة بيد الغرب في ظهر روسيا، وهو ما أكد الرئيس بوتين بأنه لن يحدث، وأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو يهدد الأمن القومي الروسي. وفي حال انضمام أوكرانيا للناتو فإن الحلف سيساعدها في حربها ضد القوات الانفصالية الموالية لروسيا في دونباس وتصبح موسكو مهددة بشكل مباشر من الدول الأوروبية. مسلسل خادم الشعب وقوع زيلينسكي في فخ الغرب وقع زيلينسكي في الفخ الذي نصبه الغرب لبوتين، وحفر قبره بيده، كما يصوره منتقدوه بأنه يفتقر إلى الخبرة السياسية، وفتح قنوات اتصال دائمة مع الغرب خاصة الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، وهذه الدول تهدف إلى تقليص النفوذ الروسي في أوروبا، فقدموا دعمهم إلى الرئيس الأوكراني وأنهم مستعدين للموافقة على انضمام أوكرانيا للناتو ولكن لم يقدموا ضمانات لذلك. من جانبها أكدت الولاياتالمتحدة دعمها الثابت لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها الإقليمية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان سابق، إنه خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شدد الطرفين على ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية ودبلوماسية للأزمة في منطقة دونباس، والاستعادة الكاملة للسيادة الأوكرانية وحمايتها. المملكة المتحدة تدعم زيلينسكي ومن ناحية أخرى، قدمت المملكة المتحدة الدعم لأوكرانيا، عندما أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن المملكة المتحدة ستقدم مليار جنيه استرليني إضافي لدعم أوكرانيا. وقال في تصريحات سابقة للغزو، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "بشرى سارة من لندن: ستقدم المملكة المتحدة مليار جنيه استرليني إضافي لدعم أوكرانيا، هذه استثمارات جديدة في مجالات التجارة، والأمن". وأضاف: "نتيجة لمحادثاتي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون العام الماضي، سيرتفع الدعم البريطاني الإجمالي إلى 3.5 مليار جنيه استرليني". بايدن يؤكد دعم بلاده زيلينسكي من ناحية أخرى وفي اتصال هاتفي بين زيلينسكي وبايدن، أكد الرئيس الأمريكي الولاياتالمتحدة سترد ومعها حلفاؤها وشركائها بصورة حاسمة إذا ما أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرئيسين أعربا خلال الاتصال عن دعمهما للجهود الدبلوماسية التي تبدأ في الأسبوع المقبل من خلال حوار الاستقرار الاستراتيجي الثنائي بين الولاياتالمتحدةوروسيا، ومن خلال حوار حلف شمال الأطلسي " ناتو " مع موسكو عبر مجلس " الناتو روسيا " إضافة إلى الجهود في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وشدد الرئيس بايدن على التزام بلاده والحلفاء والشركاء بمبدأ "لا شيء بشأنك من دونك" مؤكدا التزام بلاده بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها". زيلينسكي وتهديد الدب الروسي هذا الدعم، وهذه التصريحات كانت الفخ الذي وقع فيه زيلينسكي، وأشعره بأن القوة الأوروبية أصبحت هي الدرع الحامي له، على الرغم من أن الغرب لم يقدم له ضمانات حقيقة، وخرج زيلينسكي في تهديد مباشر لروسيا قائلا: "إن بلاده ستواصل السعي لتحقيق هدفها بالانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي على الرغم من الغضب الروسي وتشكك بعض الدول الغربية". وأضاف زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس خلال زيارته لكييف: "اليوم يلمح العديد من الصحفيين والعديد من الزعماء لأوكرانيا أنه من الممكن عدم المجازفة وعدم إثارة قضية العضوية المستقبلية في التحالف باستمرار؛ لأن هذه المخاطر مرتبطة برد فعل الاتحاد الروسي". وأكمل: "أعتقد أن علينا السير على الطريق الذي اخترناه حتى آخره. وأبلغ زيلينسكي شولتس خلال اجتماع في كييف، أنّ بلاده تعتبر خط أنابيب الغاز المثير للجدل "نورد ستريم 2" الذي يربط بين روسيا وألمانيا "سلاحا جيوسياسيا". زيلينسكي وشولتز رد روسيا على الرئيس زيلينسكي يمكننا القول، أن وجود زيلينسكي وتصريحاته التي تزيد من حدة التوتر مع الجارة روسيا، كان كافيا لدفع بوتين لتحريك الجيش الروسي، تجاه أوكرانيا بهدف تأمين روسيا من الناتو، ومن ضمن الدلائل التي تشير إلى خوف روسيا من الرئيس الأوكراني، هي كلمات وزير الخارجية سيرجي لافروف عندما قال إن رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، شخص غير المتوازن وغير مستقل ويمكنه الإقدام على أي شيء. وأوضح لافروف، تعليقا على إمكانية اتخاذ زيلينسكي خطوات لتصعيد العلاقات بين روسياوأوكرانيا، أنه قرأ ما قاله الأخير في الخطاب الذي ألقاه للشعب الأوكراني، مصرحا: "يمكن توقع كل شيء منه، إنه شخص غير متوازن وغير مستقل يعتمد على إملاءات المشرفين الأمريكيين عليه". من ناحية أخرى، أوضحت تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكيفية التي تنظر بها روسيا إلى الرئيس الأوكراني وإلى أوكرانيا، ففي المؤتمر الذي اعترف فيه باستقلال لوجانسك ودونيتسك قال بوتين إن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا، وأن الزعيم الشيوعي السابق جوزيف ستالين حرر أوكرانيا ومنحها بعض الأراضي لتشكيل دولتها، وهي جزء لا يتجزأ من التاريخ الروسي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشدد بوتين أن روسيا قدمت بشكل دائم مساعدات لشركائها في رابطة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي ومن ضمنها أوكرانيا، كما وتحملت موسكو مسؤولية جميع ديون دول الاتحاد السوفيتي، وأضاف: "بلغت المساعدات التي قدمتها روسيالأوكرانيا منذ 1991 إلى أكثر من 150 مليار دولار، وبالتالي استفادت أوكرانيا من التعامل معنا في حين لم تقدم أي شئ، ولم تفِ بأي التزامات تجاهنا ويكفى أن نتذكر سرقتها للغاز وابتزازها لروسيا بسبب مرور الغاز من أراضيهم، واستخدام هذه الورقة لتهديدنا". ووجه بوتين حديثة للشعب الأوكراني قائلا: "على الأوكرانيين فهم أن بلادهم تحت الاستعمار"، وهاجم الحكومة الأوكرانية لمحاربتها اللغة الروسية قائلا: "السلطات الأوكرانية عملت على تهميش اللغة الروسية، واليوم ينظر للناطق بها في أوكرانيا على أنه أجنبي". واتهم الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، أوكرانيا بأنها عازمة على تصنيع أسلحة نووية خاصة بها، والغرب قد يساعدها، محذرا أنه في حصلت أوكرانيا على أسلحة الدمار الشامل فإن الوضع العالمي سيتغير جذريا ولا يمكن تجاهل ذلك، وعن العقوبات التي هدد بها الغرب مرارا، توقع بوتين أنهم القوى الغربية ستفرض عقوبات على روسيا بأي حال وستجد ذرائع لها. اختلاف نبرة تصريحات زيلينسكي تصريحات الرئيس زيلينسكي بعد بداية الغزو كان دليلا على عدم صدقه التصريحات التي سبقت عملية الهجوم الروسي، فقد أكد دائما على أن بلاده مستعدة لأي تحرك روسي، وبعد الغزو بدأ يستجدي الدول الأوروبية والغربية التي تخلت عنه وهو ما أعترف به. وشكك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس، بالتزام حلف الناتو بضمان عضوية بلاده في الحلف، وقال زيلينسكي، "سألت 27 قائدا أوروبيا عن عضوية بلادي في الناتو ولم يجبني أحد"، مؤكدا أن أنه الهدف رقم 1 بالنسبة إلى روسيا، وعائلته هي الهدف الثاني. وأضاف الرئيس الأوكراني في تصريحات صحفية: "من مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ الجميع خائفون". قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا تركت وحدها في مواجهة الغزو الروسي