أكد د.مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، سعادته بالمشاركة فى افتتاح محطة «أبيدوس1» لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات التى تنفذها شركة «إيميا باور» الإماراتية، بما يُعبر عن العلاقة المتميزة التى تربط مصر بدولة الإمارات العربية الشقيقة على مختلف المستويات الرسمية والشعبية. وأشار إلى أن مصر تتيح فرصة غير مسبوقة للقطاع الخاص الوطنى والعربى والأجنبى للاستثمار على أرضها بما يعود بالنفع على المواطن المصرى، حيث يُعد هذا المشروع خطوة محورية فى مسيرتها نحو تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وهو دليل على التزامها العميق برؤية مستقبلية تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. جاء ذلك خلال كلمته فى حفل افتتاح محطة «أبيدوس 1 للطاقة الشمسية» بصحراء كوم أمبو فى محافظة أسوان، وذلك بحضور د.رانيا المشّاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، ود.إسماعيل كمال، محافظ أسوان، ومريم الكعبلا، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر، وفوميو إيواى، سفير اليابان لدى القاهرة، وحسين النويس، رئيس مجلس إدارة شركة «النويس للاستثمار» وشركة «إيميا باور»، وعدد من مسئولى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة. ونقل مدبولى، إلى الحضور من الوزراء والمحافظين، والضيوف من شركة «إيميا باور» الإماراتية، تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتقديره للجهود المبذولة فى سبيل إنجاز وتنفيذ خطة الدولة المصرية فى قطاع الكهرباء والطاقة بصفة عامة، ولاسيما الطاقة الجديدة والمتجددة، من أجل القضاء على أزمة الطاقة التى واجهناها نهاية الصيف الماضى بصورة نهائية، بفضل جهود المخلصين من أبناء مصر. وأشار مدبولى إلى أن رؤية مصر 2030 تستند إلى مبادئ «التنمية المستدامة الشاملة» بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، معتبراً أن الطاقة تُعدُ إحدى الركائز الأساسية لتحقيق رؤية مصر 2030 وإحداث التنمية الشاملة فى مختلف أنحاء الدولة، وشريان التنمية فى شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن كونها من أهم ركائز الأمن القومى المصرى، حيث ترتبط خطط التنمية المستدامة الشاملة فى جميع المجالات بِقُدرة الدولة على توفير موارد الطاقة اللازمة لتنفيذ هذه الخطط. ومن هذا المنطلق، قال رئيس الوزراء إن محطة «أبيدوس 1» لا تمثل مجرد إضافة إلى قدرات مصر الإنتاجية فى مجال الطاقة المتجددة، بل تؤكد توجه الدولة المصرية نحو وجود تحول نوعى فى كيفية التعامل مع مواردها الطبيعية، وتوظيفها بشكل أكثر كفاءة بما يغطى احتياجات الدولة المصرية، مؤكداً فى هذا السياق أن التحديات البيئية التى تواجه العالم تتطلب منا أن نكون فى طليعة الدول التى تسعى لتبنى حُلولٍ مُبتكرة ومستدامة، حيث إن المشروع يأتى فى إطار استراتيجية مصر الوطنية التى تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز التكيف فى قطاع الطاقة. اقرأ أيضًا| محطة ابيدوس 1 للطاقة الشمسية في أرقام.. إنفوجراف وأوضح أن الحكومة المصرية خصصت التمويل لتوفير الوقود اللازم لاستقرار الشبكة القومية للكهرباء، وعدم اللجوء لتخفيف الأحمال مرة أخرى، علاوة على وضع خطة عاجلة لإضافة 4 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة لتأمين صيف 2025، وتمكنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من حل مشكلة الانقطاعات وتأمين التغذية الكهربائية وفقاً لأعلى معايير الجودة وتحسين الإنتاجية والكفاءة. وأضاف رئيس الوزراء أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وضعت أيضًا خطة لتأمين التغذية الكهربائية لصيف 2025، بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية، لسد الفجوة للصيف القادم، حيث تم حسابها لتكون فى حدود من 3 إلى 4 آلاف ميجاوات إضافية بتكلفة استثمارية تصل إلى 4 مليارات دولار، لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة فى هذا الشأن، سيتم توفيرها من خلال مشروعات يتم تنفيذها حاليًا مع القطاع الخاص، ومن المُخطط أن يتم تشغيلها مع حلول فصل الصيف المُقبل، كجزء أصيل من خطة زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ولتجنُب اللجوء لتخفيف الأحمال وتقليل استيراد المواد البترولية. وأشار د.محمود عصمت، إلى وجود مرحلة ثانية للمشروع بقدرات أكبر، معربًا عن سعادته وفخره بتنفيذ هذا المشروع العملاق بالتعاون مع شركة النويس. فيما قالت د. رانيا المشاط، إن هذا المشروع ضمن مشروعات أخرى تأتى ضمن محور الطاقة فى المنصة الوطنية لبرنامج «نوفى»، هذه المنصة التى تم تدشينها فى مؤتمر المناخ كوب 27 بمدينة شرم الشيخ، وكان الهدف منها حشد التمويلات الميسرة لدعم القطاع الخاص فى تلبية الاحتياجات المصرية من المساهمات المحددة وطنيًا. وأوضح حسين النويس، أن محطة أبيدوس للطاقة الشمسية هى بمثابة مَعلم من معالم النهضة التى تشهدها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استطاع بحكمته وبصيرته وبجهود المخلصين من أبناء هذا البلد العظيم أن يتغلب على التحديات وأن يضع الاقتصاد المصرى على طريق الاستقرار والنمو الازدهار». وأعرب «النويس» عن فخر شركة «إيميا باور» بإنجاز هذا المشروع الذى يعد الأضخم من نوعه ليس على مستوى مصر فقط، بل على مستوى قارة إفريقيا، مشيرا إلى أن الشركة كانت من أوائل الشركات التى انخرطت بقوة فى تنفيذ استراتيجية مصر للطاقة 2040، واصفًا إياها بأنها استراتيجية طموحة تهدف إلى تحويل مصر إلى شبكة خضراء ذات انبعاثات صفرية تُساهم فى مواجهة التغيرات المناخية وتؤدى إلى تخفيض سعر بيع الكهرباء بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل وجذب الاستثمارات. وأعلن رئيس مجلس إدارة «إيميا باور» بدء الأعمال الهندسية لتدشين مشروع محطة أبيدوس 2 للطاقة الشمسية بقدرة انتاجية تبلغ 1 جيجاوات من الكهرباء النظيفة، مشيرا إلى أن ذلك يأتى بعد أن تم توقيع اتفاقيات شراء الطاقة مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء فى سبتمبر الماضى، وهو مما يعزز حضور إيميا باور ويساهم فى دفع مسيرة التنمية المستدامة فى قطاع الطاقة المتجددة فى مصر.