تألق الفنان عمار الشريعي في الموسيقي المصرية، هو أحد أعلام الموسيقى الغنائية والتصويرية في تاريخ الفن المصري والعربي، استطاع أن يؤثر بفنه وثقافته في العالم كله، كان يمتلك بصيرة فائقة وموهبة نادرة لا تتكرر، قدم العديد من الأعمال الموسيقية والغنائية مازالت في قلوب محبيه وستظل علامة بارزة في تاريخ الفن المصري والعربي. اقرأ أيضًا| فايزة أحمد أول فنانة عربية تكسر القاعدة.. «وضعت توأمين»| صور استطاع أن يثبت وجوده بالحانه المتنوعة، تميز بمدرسة جديدة في عالم الموسيقى والتلحين، تفوق في التأليف الموسيقي كانت موسيقاه في المسلسلات والأفلام والمسرحيات معبرة جدا، قدم برنامج غواص في بحر النغم أشهر برنامج للتحليل الموسيقى في تاريخ الإعلام المصري والعربي،نجح في إيجاد ثلاثة أرباع التون من الآلات الإلكترونية مع شركة ياماها اليابانية، أيضا نجح في إنتاج برنامج موسيقي مع إحدى المؤسسات الأمريكية يقدم النوتة الموسيقية للمكفوفين بطريقة برايل، وترك بصمة مميزة في عالم الموسيقى. خلاف بين عمار الشريعي وسعاد حسني بدأت الحكاية عندما بدأ صلاح جاهين وسعاد حسني ويحيى العلمى وضع الخطوط العريضة للبدء في تصوير مسلسل «هو وهى»وكان كمال الطويل يقوم بتلحين أغانى المسلسل فوجد نفسه لا يستطيع وحده إنجاز هذا العمل الضخم فاقترح أن يشاركه تلحين أغاني واستعراضات المسلسل الموسيقار عمار الشريعي فوافقوا على اقتراحه وأيده المخرج يحيى العلمى. وفي اليوم التالي اتصل كمال الطويل بعمار الشريعي وطلب منه أن يعمل معه في تلحين اغانى واستعراضات مسلسل هو وهي، وافق الموسيقار عمار الشريعي على طلب كمال الطويل وذلك لأن كمال الطويل له مكانة كبيرة عند الفنان عمار الشريعي، وبدأ العمل في الألحان بالمشاركة بينهما وبعد انتهاء نسخة التلحين يجمع عمار الشريعي هذه الجمل اللحنية يوزعها موسيقيا ويتولى الإشراف على تسجيلها مع الفرقة الموسيقية ثم يجلس مع الفنانة سعاد حسني ويتولى مهمة تحفيظها اللحن، وكانت الفنانة سعاد حسني حريصة على أن تظهر في أحسن صورة تمثيلا وغناء، فقد كانت احيانا تختلف وجهة نظرها الفنية وهي تحفظ الألحان من الموسيقار عمار الشريعي فتعترض وتغضب وتوقف التسجيل وهي تأمل أن يتنازل عمار الشريعي عن وجهة نظره ويلبى لها مطالبها، ولكن الموسيقار عمار الشريعي كان المعروف عنه العناد والكبرياء لأنه الأكثر فهما في تخصصه وهو الموسيقى والغناء كان يرفض أن يتنازل عن رأيه ويتأزم الموقف بشدة ويلجأ كلا منهم إلى كمال الطويل، وحاول كمال الطويل أن يكون حمامة السلام بينهما ولكن كمال الطويل ينحاز إلى رأي وموقف عمار الشريعي في كل خلاف باعتبار أن رأيه هو الصحيح، واستمر الحال هكذا طول وقت التسجيل وبذل عمار الشريعي مجهود كبير في تنفيذ هذه الأعمال الغنائية، كان يستشعر في قرارة نفسه أن الفنانة سعاد حسني لم تقدر موهبته، ولما عرض العمل حقق نجاحا كبيرا، وفي واحد من الحوارات الصحفية الفنانة سعاد حسني تحدثت عن تجربتها في هذا المسلسل وقالت عنه بالحرف الواحد، « أسعدتني جدا هذه التجربة واستفدت منها كثيرا و أسعدني العمل مع مجموعة المسلسل الاستاذ صلاح جاهين، صاحب الكلمة المكتوبة المعبرة التي تتميز بالبساطة كأننا نسمعها لأول مرة، كذلك الفنان كمال الطويل صاحب النغمة الجديدة في شكل ومضمون الأغنية ولحنها، وأنا أعتبر أن كلا منهما قد أمد في عمرى الفنى بعطائه المتميز وكذلك المخرج يحيى العلمى الذي وقع عليه العبء الأكبر في أن يقدم الواقع بصورته الواقعية من خلال عمل درامي استعراضى يقدم لأول مرة في التليفزيون، وقالت الزميل العزيز الفنان احمد زكي بتفاعله القوى والمؤثر وأيضا مجموعة الزملاء المشتركين في الحلقات والذين انصهروا في العمل بشكل قوي من أجل الاجادة» ولم تذكر الفنانة سعاد حسني الموسيقار الكبير عمار الشريعي من قريب أو بعيد، بل حتى لم تذكر أنه أحد فرسان هذا العمل الفني الرائع وتكرر الأمر عندما رددت الفنانة سعاد حسني هذه العبارات في أحد البرامج التليفزيونية، وفي نفس الوقت أبدت المطربة فاطمة عيد إعجابها بأغاني المسلسل وجودها عمار الشريعي فرصة لرد الاعتبار والتأكيد على أنه صاحب الألحان ووافق على أن تغني أغنية «الشيكولاتة ». وقال عمار الشريعي هذه الأغنية بصوت فاطمة عيد أقرب إلى خيالي لحظة التليحن والسبب أن صوت سعاد حسني يعبر عن شريحة بنت المدينة ولكن فاطمة عيد تعبر عن شريحة أخرى تصلح مع هذه الأغنية فهى تعطي بعدا آخر غير بعد سعاد حسني وغير صوتي أنا أيضا، ولم يكن في اعتقادي أن هذا يسبب ضررا لسعاد حسني ومن يرد سماعها يسمعها ومن يرد سماع فاطمة عيد يسمعها، إلى هنا تنتهي قصة الخلاف. حياته الفنان عمار الشريعي من مواليد 16 أبريل 1948 من مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، كان يعاني من منذ طفولته من كف البصر، ورغم ذلك لم يمنعه «فقدان البصر » من تحقيق الحلم والهدف الذي يسعي لتحقيقه وهو دراسة الموسيقى التي عشقها، حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس، ودرس التأليف الموسيقي في مدرسة هادلى سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، وأيضا التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى وذلك بعد أن أتقن العزف على آلات البيانو والاكورديون والاورج، بدأ الفنان عمار الشريعي حياته كعازف لآلة الاكورديون في عدد من الفرق الموسيقية ثم تحول الى الاورج قبل أن يتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى وكانت أول ألحانه «إمسكوا الخشب » للمطربة مها صبري، ثم كون فرقة الاصدقاء التي ضمت أصوات جديدة اكتشفها الفنان عمار الشريعي ومنهم منى عبد الغني وحنان، قدم الحان عديدة لمعظم مطربى العالم العربي، ومن هنا بدأت خطوات احتراف الفنان الكبير عمار الشريعي في الموسيقي، حتى رحل في 7 ديسمبر 2012. زواجه تزوج الفنان الكبير عمار الشريعي من المذيعة مرفت القفاص وانجبا ابنه مراد. أعماله قدم الفنان عمار الشريعي العديد من الأعمال الفنية الرائعة ومنها الاتى، الشهد والدموع، عصفور النار، موسيقي فيلم ليلة القبض على بكيزة وزغلول، موسيقي فيلم حليم، موسيقي فيلم يوم كرامة، موسيقي فيلم كتيبة الاعدام، موسيقي فيلم احلام هند و كاميليا، موسيقي مسلسل أبو ضحكة جنان، موسيقي مسلسل شيخ العرب همام، موسيقي مسلسل عدى النهار، موسيقي أهل الهوى، موسيقي مسلسل امرأة من زمن الحب موسيقي مسلسل محمود المصري، موسيقي فيلم البرئ، موسيقي فيلم الصبر في الملاحات، موسيقي فيلم المتمرد، موسيقي مسرحية الود سيد الشغال، موسيقي مسرحية علشان خاطر عيونك، موسيقي مسلسل ارابيسك، موسيقي مسلسل العائلة، موسيقي مسلسل دموع في عيون وقحه، موسيقي مسلسل الايام، موسيقي فيلم ابناء وقتلة، موسيقي فيلم البداية، موسيقي مسرحية الحب في التخشيبة، موسيقي مسلسل رأفت الهجان، كما قدم أعمال غنائية للكثير من المطربين والمطربات، وغيرها من الأعمال الفنية المميزة. الجوائز حصل الفنان عمار الشريعي على العديد من الجوائز خلال مشواره الفني وأهم وأبرز هذه الجوائز الاتى، وسام من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد فى عمان، وسام من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين فى الأردن، جائزة مهرجان فالنسيا عن موسيقى فيلم البرئ، جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط، جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية، جائزة المركز الكاثوليكي للسينما، جائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، وغيرها من الجوائز والأوسمة التي حصل عليها.