«نريدها اقتصادية وبنت حلال وسعرها مهاود»، هذا حلمنا تجاه السيارة المصرية الجديدة «نصر»، والذى من المتوقع أن نرى باكورة إنتاجها فى مايو2025. ذلك الحلم طالما داعب جفون المصريين منذ خمسينيات القرن الماضى، وكان يخبو حيناً، ويصحو حيناً، ثم عاد مقترباً من التنفيذ مع مشروع إحياء شركة النصر للسيارات. بدأت فكرة تصنيع سيارة مصرية بمحاولات أثمرت عن السيارة «رمسيس»، بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية، ولاقت إقبالاً شديداً من المواطنين، وكان ثمنها 200 جنيه.. وواجه المشروع صعوبات أدت لتوقف إنتاج السيارة «رمسيس» فى 1972. ووفق شراكة مع فيات الايطالية أنتجت شركة النصر للسيارات عدة فئات من فيات المصرية 127، و128، و132، ولقيت إقبالاً، لكن مع تزايد المنافسة من السيارات الانسيابية المستوردة توقف إنتاجها.. وجاءت التجربة الأكثر نجاحاً مع السيارة شاهين بشراكة مع تركيا، لكن إنتاجها توقف أيضاً، رغم ما حققته من إقبال ومواكبة للظروف المصرية، ولا ندرى لماذا توقف إنتاجها. الآن موعدنا مايو المقبل، لنرى باكورة إنتاج مشروع السيارة نصر، والذى يُتوقع له النجاح بفعل الاستعدادات الجادة التى اعتمدتها الحكومة، واهتمام القيادة السياسية البالغ بتوطين الصناعة فى جميع المجالات. تهللت وجوه المصريين فرحاً بعودة مشروع النصر للسيارات، مع انطلاق عدة مشاريع موازية بالشراكة مع القطاع الخاص لإنتاج موديلات أخرى من السيارات بمختلف الفئات، مما يؤهلنا لنكون مركزاً إقليمياً مهماً لتصنيع السيارات. طريق إحياء قلاعنا الصناعية العملاقة فى الغزل والنسيج والسيارات وغيرها، هو سبيلنا لتوطين الصناعة التى تمثل عصب الاقتصاد. نعم الطريق ليس سهلاً، وليس مفروشاً بالورود، لكنه غير مستحيل، وقريباً نفتتح مصنع غزل يُعد الأكبر فى العالم، والبقية تأتى.