الضابط الذى أجبرنى على الصمت

بدون إزعاج

فى طريقى لحيث يسكن والدى بقرية كعبيش بالمريوطية، فى مشهد غير معتاد وجدت رجال الشرطة والمباحث يتحركون فى كل مكان، ويبدو أنهم فى مهمة غاية الخطورة، وما يؤكد ذلك حضور اللواء محمد الشرقاوى مدير مباحث مديرية الجيزة الذى ظل متواجدا بين رجاله وفى مقدمتهم لأكثر من 12 ساعة متواصلة، ثوانٍ ووجدت أمامى استغاثة من شخص ينتمى لقريتى وعيونه تحمل كماً هائلاً من القلق ، لم يمهلنى وبادرنى بصوت مصدوم : « ابنى المباحث خدته» ، أخبرنى أنه لا يعرف شيئاً سوى ملامح من قبض عليه، هنا تحركت تجاه رجال المباحث، سبقنى بخطواته ، بمجرد وصوله تحدث له رجل المباحث قائلاً: « أنت خايف ليه ، ابنك شوية وهيبقى معاك « ، عاد المواطن ليقول : « حضرتك بتكلمنى بطريقة مؤدبة «.. هنا ابتسم له ضابط المباحث قائلاً : وأنا هكلمك بطريقة سيئة ليه ، أنت راجل محترم ومن حقك أعاملك بكل احترام ووضع يديه على كتفه قائلاً : «روح استريح فى بيتك وابنك هيجيلك «.. لم أتدخل فقد أجبرنى هذا الضابط على الصمت ، كلماته وابتسامته الهادئة وتعامله بنموذجية يجعلك تبتسم ، هنا تحركت لكن حاولت التعرف على ما يدور .. ومن هذا الرجل الذى يتحدث بتلك الطريقة النموذجية وبخلق رفيع و مشاعر إنسانية علمت بعدها أنهم كانوا يبحثون عن المتهم الذى تسبب فى حادث انقلاب قطار بضائع البدرشين .. وبالفعل تم القبض عليه بعد ساعاتٍ من الجهد والتعب والبحث والتحرى والتفتيش ليصدق رجل المباحث ويعود نجل المواطن إلى أحضانه كما وعده ، تحدثت لذلك الشاب عند عودته ليخبرنى أن ضابط الشرطة هو نفسه الرائد مصطفى الدكر رئيس مباحث قسم الهرم .. هنا أيقنت أن كل ما سمعته عن هذا الضابط الذى لا أعرفه من خصال طيبة تبرهن أننا أمام فرصة كبيرة لعودة الانضباط والالتزام فى دائرة الهرم .. وما أصعب ذلك ولكننى متفاءل جداً بتواجد رئيس مباحث نموذجي فى العمل والشجاعة وسجله الوظيفيّ مليء بالنجاحات .. هو الرائد مصطفى الدكر.