تمثل السياسات التجارية للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أحد أكثر القضايا إثارة للجدل على الساحة الدولية بعد فوزه بسباق انتخابات أمريكا 2024. تُشير خطوات ترامب التصعيدية، من الرسوم الجمركية الصارمة إلى سياسات حمائية مكثفة، إلى إمكانية اندلاع حرب عالمية تجارية، تستهدف هذه السياسات دولًا كالصين والمكسيك وكندا، ما يزيد التوتر بين القوى الاقتصادية الكبرى، ومع اشتداد الأزمات، تُثار تساؤلات حول تأثير هذا التصعيد على الأسواق العالمية ودور الدول الناشئة في بناء دفاعيات اقتصادية للوقاية من تبعات الحرب العالمية الاقتصادية التي قد تشتعل. اقرأ أيضًا| ترامب ورسومه الجمركية| هل بات يهدد تكامل اقتصادات أمريكا الشمالية؟ قد تؤدي سياسات دونالد ترامب الجديدة مع عودته للبيت الأبيض في 20 يناير المقبل، إلى تغيير قواعد النظام التجاري العالمي، وفي ظل هذه السياسات، تتزايد المخاوف من اندلاع "حرب تجارية" تُعيد تشكيل العلاقات الاقتصادية بين القوى الكبرى كدول البريكس، وتثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الاقتصادي العالمي. حرب «الرسوم الجمركية».. هل تهدد استقرار الاقتصاد؟ مع تزايد التوترات التجارية، يرى محللون أن الرسوم الجمركية المرتفعة التي يقترحها ترامب تهدف لتصحيح الميزان التجاري الأمريكي، لكنها تُهدد بخلق موجة ردود انتقامية قد تُربك الأسواق العالمية، وهذه السياسة التصعيدية مع دول البريكس وغيرها، تُعيد رسم ملامح العلاقات التجارية العالمية، وتُعمق المخاطر الاقتصادية التي قد تؤدي إلى تصعيد شبيه بأزمات الحرب العالمية، وفقًا لصحيفة «ذا إيكونوميك تايمز» الهندية. وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، قد تُكلف التعريفات الجمركية المقترحة من ترامب كل مستهلك أمريكي حوالي 2400 دولار سنويًا، وفيما تهدف هذه الإجراءات إلى الضغط على دول مثل الصينوكندا لتغيير سياساتها، تؤكد دول البريكس على أن الجميع سيخسر في هذه الحرب، فيما صرّح ترامب بأن "دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار"، ما يُشير إلى قلق أمريكي متزايد من تأثير هذه الدول على النظام المالي العالمي، ما يجعل التصعيد التجاري تهديدًا مشتركًا قد يُشعل فتيل حرب عالمية اقتصادية. اقرأ أيضًا| خطة ترامب| هل تعيد الولاياتالمتحدة تشكيل خريطة الأسواق العالمية؟ مواجهة اقتصادية بين أمريكا والبريكس في ظل التحولات الاقتصادية العالمية وتداعيات الحرب العالمية على الأنظمة المالية، تعيد مجموعة البريكس تعريف أدوارها، ويبرز النفوذ المتزايد لدول البريكس في مواجهة التحديات التي تفرضها سياسات الولاياتالمتحدة، خصوصًا مع دعواتها للابتعاد عن هيمنة الدولار الأمريكي، وهذه التحديات، التي تتقاطع مع قضايا الرسوم الجمركية والسيادة النقدية، تكشف عمق التحولات الجارية في النظام الاقتصادي العالمي. «توسّع البريكس».. موازنة جديدة للقوى أكد دونالد ترامب، أن الولاياتالمتحدة لن تقبل بعملة جديدة لمجموعة البريكس، محذرًا بفرض الرسوم الجمركية التي تصل إلى 100%، لتبرز هذه الرسائل قلق واشنطن من تأثير دول البريكس المتزايد على استقرار الدولار الأمريكي، وفي ظل هذه التوترات، تبدو الحرب العالمية الاقتصادية جلية، خاصة مع تشديد البريكس على الاستقلال المالي بعيدا عن سيطرة الدولار. تضم مجموعة البريكس اليوم دولا رئيسية مثل البرازيلوروسياوالصين وجنوب إفريقيا والهند، ومع بداية هذا العام، انضمت السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا، فيما، وعلى الرغم من هيمنة الدولار في التجارة العالمية، دعت دول البريكس، مثل روسياوالصين، إلى تقليل الاعتماد عليه، ففي قمة العام الماضي بجنوب إفريقيا، طُرحت فكرة عملة جديدة للبريكس كبديل. اقرأ أيضًا| بعد قرار بايدن الأخير| «العفو الرئاسي» وجه آخر من صلاحيات رؤساء أمريكا أوروبا تحذر من حرب تجارية مع أمريكا كما هدد دونالد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 25% على واردات كندا والمكسيك، و10% على الصين، متهما هذه الدول بالتسبب في أزمات تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية، وأثارت هذه التحركات قلقا واسعًا، حيث دعت إلى ردود دبلوماسية عاجلة، في مشهد يعكس تصاعد التوترات التي يمكن أن تتحول إلى "حرب عالمية تجارية" بين القوى الاقتصادية الكبرى. في قمة البريكس بقازان، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقوبات الغربية على بلاده منذ الحرب الروسية الأوكرانية تقوض الثقة بالدولار الأمريكي، وأشار إلى أن روسيا مضطرة للبحث عن بدائل نقدية، في حين أبدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، قلقها من اندلاع "حرب عالمية تجارية" بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، وأكدت لاجارد، على أهمية التفاوض بدلاً من التصعيد.