حين يمتزج الشغف بالفن مع الإبداع الحقيقي، تبرز أسماء تصنع فرقًا وتترك أثرًا لا يمحى، ودياموند بو عبود هي واحدة من هؤلاء الفنانين الذين خطفوا الأنظار بأدائهم الاستثنائي بفيلم "أرزة "، وحصولها على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام ليس فقط تكريمًا لموهبتها الفذة، بل هو بمثابة شهادة واعتراف بقدرتها على تجسيد الشخصيات بعمق وصدق يأسر القلوب. تكشف دياموند خلال الحوار التالى عن ردة فعلها بعد الفوز بالجائزة، ورؤيتها لدورة المهرجان هذا العام، وأحداث لبنان الأخيرة، وأسباب ابتعادها عن السينما والدراما فى مصر، وكيفية تعاملها مع النقد الذى يوجه لها. كيف كان رد فعلكِ عند إعلان حصولكِ على الجائزة ؟ كنت سعيدة وفخورة بالتأكيد، أتشرف بحصولي على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للمرة الثانية عن أدائي لشخصية "أرزة"، هذه الشخصية بالنسبة لي ليست فقط دور أقدمه، بل هي أكبر بكثير من ذلك، هي تلك الأم المناضلة الصامدة والمقدامة في الحياة والتي تدافع عن حقها رغم كل شيء، لا تتنازل عن إيمانها ومبادئها وقناعاتها، هي بيروتولبنان، هي الوطن والمواطنة، هي الأرض والانتماء، أنا ممتنة لمهرجان القاهرة على تقديره، هذا المهرجان الذى أحبه للغاية وأقدّره وأثق فى اختياراته بكل تأكيد، الحصول على الجائزة كان لحظة مميزة جدًا بالنسبة لي، وترك أثرًا عميقًا في نفسي، عندما تم إعلان اسمي شعرت بفيض من المشاعر المختلطة، ما بين الفرح، الحماس، والامتنان، واعتبرت المشاركة فرصة رائعة للتواصل مع الجمهور وللتعرف على ردود الفعل تجاه عملي، ولحظة الفوز جعلتني أشعر بمسؤولية أكبر، وكأنها رسالة مفادها أنني يجب أن أستمر في تقديم الأفضل وأن أرتقي بمستوى الأعمال التي أشارك فيها، شعرت بالفخر، ليس فقط بنفس، ولكن بفريق العمل الذي شاركني هذا النجاح، لأن السينما دائمًا جهد جماعي لا يمكن أن يتحقق بفرد واحد. وهل كنت تتوقعين الحصول على تلك الجائزة ؟ لم أكن أتوقع ذلك، بل كنت أتمنى أن يحصد فيلم "أرزة " جوائز وهو ما حدث بالفعل، وتمكن من الفوز بجائزة أفضل ممثلة وأفضل سيناريو، وهو من كتابة لؤي خريش وفيصل سام شعيب، وسعيدة للغاية أن الجمهور المصري حبّ الفيلم واستقبله بشكل إيجابي وتفاعل مع قضية "أرزة" وأحب تلك الشخصية. بعد ترشيح الفيلم للمشاركة في الأوسكار، في رأيكِ ما الذي ينقص السينما العربية لتحقيق هذه النوعية من الجوائز العالمية؟ أتمنى أن يصل الفيلم للتصفيات النهائية في ترشيحات الأوسكار، خاصة أننى أؤمن بالسينما العربية، وأعتقد أن لدينا طاقات كبيرة ومهمة، وقد نافسنا سابقاً على هذه الجائزة، فبلدى لبنان ترشح مرتين من قبل، أما عن المنافسة أظن أنه لدينا موضوعات غنية ومهمة لكي تُطرح في السينما، حيث أن العمل يجب أن يأتي متكاملاً من ناحية السيناريو والإخراج والتصوير والتمثيل والموسيقى، والأهم أن ينتمي للأرض والبيئة والقضية التي يطرحها. رسالة المهرجان كانت واضحة في دعمه الكامل للقضية الفلسطينية، ما رأيك في هذا الموقف؟ أشكر مهرجان القاهرة والفنان حسين فهمي وكل القائمين على المهرجان لرسالتهم الواضحة من خلال المهرجان ولدعمهم وشعورهم بأنهم معنيين بما بيحصل في بلادنا، فالقضية الفلسطينية ليست قضية سياسية فقط، بل هي قضية إنسانية في المقام الأول، والفن يجب أن يكون دائمًا منحازًا للإنسانية والعدالة، الفن له دور كبير في تسليط الضوء على القضايا التي تحتاج إلى تضامن عالمي، وأرى أن ما قام به المهرجان يعكس المسؤولية الإجتماعية التي يجب أن يتحلى بها الفنانون والمهرجانات الفنية. وكيف ترين ما يحدث في لبنان الفترة الحالية ؟ أقول دائما أننى أرفض الحرب وأكره الحرب، لا أفهمها ولا أقبلها، لدى إيمان بالحق وأننا أصحاب حق، وحتى فى أصعب الظروف أنا متأكدة أن الانسانية ستنتفض والعدالة ستتحقق مهما طال الزمن. لماذا لا نراك في السينما أو الدراما المصرية رغم موهبتك الكبيرة التي لا يختلف عليها أحد ؟ السينما المصرية لها مكانة خاصة في قلبي منذ صغري، كنت أتابع أفلام عمالقة الفن المصري وأستلهم الكثير من أعمالهم. السينما والدراما المصرية هما القلب النابض للفن في العالم العربي، ولطالما كنت أطمح للعمل في هذا المجال، وكان لي حضور في إنتاجات مصرية وفي إنتاجات مشتركة في السينما والدراما، وفى الفترة المقبلة سيكون لى تواجد بالتأكيد. ما هي مشروعاتك الجديدة خلال الفترة المقبلة؟ أستعد للمشاركة فى مسلسل "سراب" من بطولة كل من خالد النبوي، ويسرا اللوزي، وهاني عادل ونخبة كبيرة من الممثلين الرائعين ولى شرف مشاركتهم هذا العمل من إخراج احمد خالد، وانتاج S Productions وهو أول عمل أصلي لمنصة أشارك فيه. من هو الفنان أو المخرج الذي كان له التأثير الأكبر عليكِ في مسيرتك الفنية؟ كل شخص عملت معه تعلمت منه، وكل عمل شاركت به تطورت من خلاله، أنا ممتنة لكل عمل ولكل شخص أضاف لي وأتمنى أن أكون إضافة دائماً للعمل ولكل شخص عملت معه. اقرأ أيضا: قبل عرض فيلم «مين يصدق» بالسينما.. شريف منيريتصدر الترند كيف تقيمين تطور الدراما والسينما اللبنانية خلال السنوات الأخيرة ؟ السينما والدراما اللبنانية قطعت شوطًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، هناك تقدم ملحوظ في جودة الإنتاج، سواء من حيث النصوص أو الإخراج أو التمثيل، لدينا مخرجون وكتاب شباب يقدمون أفكارًا جديدة ومبتكرة، لكن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو نقص الدعم المالي والبنية التحتية، إذا تم توفير المزيد من الدعم للقطاع الفني أعتقد أن السينما اللبنانية يمكن أن تنافس على المستوى العالمي بشكل أكبر، خاصة أننا أصبحنا ننافس بتلك الإمكانيات البسيطة. كيف توفقين بين حياتك الشخصية والمهنية، خاصة مع الضغوط المصاحبة للعمل في مجال التمثيل ؟ التوفيق بين الحياة الشخصية والمهنية ليس أمرًا سهلاً، ولكنه ممكن إذا كانت لديك رؤية واضحة وأولويات محددة ، بالنسبة لي أعتبر أن عائلتي وأصدقائي هم ملاذي الآمن، مهما كانت ضغوط العمل أحاول دائمًا تخصيص وقت لهم، التمثيل مهنة تتطلب الكثير من الوقت والطاقة، لكنني أحرص على الاهتمام بنفسي أيضًا. كيف تتعاملين مع النقد الفنى، وهل واجهتِ نقدًا أثر عليكِ بشكل إيجابي أو سلبي؟ أتعامل مع النقد بجدية وإحترام، أعتقد أن النقد إذا كان بناءً يمكن أن يكون أداة رائعة للنمو والتطور، فىي الوقت نفسه أتعلم كيف أتعامل مع النقد السلبي أو غير البناء، أحاول أن أركز على ما يمكنني تحسينه، وأتجاهل ما هو مجرد آراء شخصية لا تستند إلى أسس فنية وفي النهاية، التمثيل هو عملية تعلم مستمرة، والنقد جزء من هذه الرحلة.