عائلة سورية تعيش تحت الحصار, حالها كحال باقي السوريين تحت القصف وتتولي أمرهم امرأتان بعد أن خرج زوجاهما للحرب أو للبحث عن سبل للهروب من هذا الواقع, وخلال24 ساعة التي يدور حولها الفيلم يبرز المخرج البلجيكي فيليب فان ليو المآسي التي تتعرض لها أسرة وكيفية إدارة أم يزن والتي تقدم دورها الفنانة هيام عباس, وحليمة والتي تقدمها الفنانة دياموند أبو عبود- جارتها التي لجأت إليها- لأمور المنزل ليتحول بيت أم يزن التي تعيش هي وأبناؤها الثلاثة, إلي ملاذ آمن لهذه العائلة الصغيرة وجيرانها أيضا, فتحاول هذه المرأة القوية حمايتهم من الحرب الدائرة بالخارج, بينما تقف حليمة أو دياموند في وجه اللصوص الذين يقتحمون المنزل لتضحي بنفسها فداء للأسرة وابنها الرضيع, فتتعرض للضرب والاغتصاب, هذه أحداث فيلمinsyriated أو في سوريا, والذي حصلت بطلته دياموند أبو عبود علي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي, وهي المرة الثانية التي تحصل علي هذه الجائزة عن نفس الفيلم. الأهرام المسائي تحدثت مع دياموند عن الصعوبات التي واجهتها خلال التصوير, ومشاركتها للمرة الأولي في المهرجان, كما تحدثت عن فيلمها القضية23, معربة عن سعادتها بتعاونها مع المخرج زياد دويري, وتفاصيل أخري ف هذا الحوار: حصلت في أول مشاركة لك بمهرجان القاهرة السينمائي علي جائزة أفضل ممثلة كيف ترين هذه الجائزة, وبماذا شعرت وأنت تتسلمينها علي المسرح؟ بالفعل هذه هي المشاركة الأولي لي بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال39, والحقيقة أنني وقت أن دعيت إليه كنت سعيدة ومليئة بالطاقة الإيجابية, حيث كانت المرة الأولي لي التي أزور فيها القاهرة, أما حصولي علي جائزة أفضل ممثلة بالمهرجان فهي تعني لي الكثير خاصة أنها جاءت من القاهرة ومن لجنة أحترمها وأقدرها كثيرا, لذا ألف شكر لمصر وشعبها وللمهرجان, والحقيقة أنني وقت سمعت اسمي كفائزة بجائزة أفضل ممثلة تأثرت جدا وسعدت في الوقت ذاته, وأشعر بالفخر جدا بهذا الأمر. كيف استقبلت ردود الأفعال عقب عرض الفيلم وعقب فوزك بالجائزة مع أنها ليست المرة الأولي؟ بالفعل هذه ثاني جائزة أحصل عليها عن فيلم في سوريا حيث كانت الأولي من مهرجان انجولام السينمائي في فرنسا, أما بالنسبة لردود الأفعال فكلها كانت إيجابية إلي حد كبير حيث تفاعل الجمهور مع الفيلم والقضية التي يطرحها والشخصيات, واستقبلوه بشكل إيجابي, أما بعد فوزي بالجائزة كانت ردود الأفعال مبهرة فالكل يهنئني ويقول لي إنني أستحقها وقدمت العمل بشكل جيد, وأديت واجباتي كممثلة وإنسانة بشكل صحيح, وهذا الشيء يجعلني مطمئنة أن الرسالة الإنسانية التي يحملها الفيلم قد وصلت إلي الجمهور بشكل إيجابي وصحيح, وأنني نجحت في أن أقدم شخصية حليمة ووصلتها بطريقة راقية ومقنعة وكنت وفية في طرحها سينمائيا. تطرقت العديد من الأعمال الفنية إلي الأزمة السورية لكن الأمر كان مختلفا إلي حد كبير فيinsyriated حيث عرض الأزمة بشكل إنساني دون اللجوء لمشاهد طائرات تقصف أو دبابات وما إلي ذلك هل هذا ما جذبك للعمل؟ هذا صحيح, وبالتأكيد أبرز ما جذبني إلي الفيلم هو الطرح الإنساني والمعالجة من الزاوية الإنسانية حيث مررنا بشكل سينمائي علي عمق الشخصيات وحياتهم اليومية, ونضالهم اليومي للمحافظة علي بقائهم وكيانهم الإنساني, وأنا من هواجسي الدائمة أن أحكي عن قصص الإنسانية كممثلة وكإنسانة أحمل قصص الناس لكل العالم, وأكيد هذا ما جذبني للفيلم, هذا إلي جانب الناحية الفنية, والتي أعتبر أنها مهمة جدا. ألم يكن غريبا أن تجسد فنانة لبنانية المعانة السورية؟ كيف استعددت لهذا الأمر؟ لا أري في ذلك أي غرابة أن أجسد المعاناة السورية, والتي هي في الأساس معاناة إنسان بغض النظر عن هويته بالعالم, وكما ذكرت لك سابقا إنها من هواجسي كممثلة وكإنسانة أن أحمل قضايا الإنسانية والإنسان للعالم كله لذا لا أشعر أنها غريبة أبدا, بل بالعكس أري أنه يتحتم علينا أن نفعل كلنا ذلك. الفيلم يحمل في مضمونه مبدأ التمسك بالأرض والوطن, ولكن كان هناك رسائل مستترة وهي التمسك بالوطن الصغير المتمثل في الأسرة والذي تدافع عنه المرأة وجسدته أم يزن في ظل تمسكها بأسرتها وبمنزلها, وكذلك حليمة التي غامرت بحياتها من أجل إنقاذ زوجها وابنها؟ من المؤكد أن التمسك بالأرض والوطن والعائلة هو أمر مهم لشخصيات الفيلم, وكما شاهدنا أن حليمة ضحت بحالها من أجل الحفاظ علي حياة ابنها وباقي أفراد العائلة, ولكن أيضا كل شخص من شخصيات الفيلم كان يضحي علي طريقته الخاصة. لماذا ظهر بالفيلم تناقض بين البطلتين فالأولي ترغب في البقاء في منزلها بينما الأخري تسعي بالاتفاق مع زوجها للسفر خارج سوريا ومع ذلك وجدناهما متقاربتين؟ كل أم سواء أم يزن أو حليمة تريد أن تحافظ علي أسرتها بطريقتها الخاصة, حيث إن حليمة أو زوجها لا يريدان أن يتركا الأرض ولكنهما لا يوجد أمامهما سوي هذا الخيار لخوفهما علي طفلهما وهذا الخوف تحمله حليمة معها طوال أحداث الفيلم لأنها تشعر بحالها عاجزة بهذا المكان, وبالتالي فإن الهروب هو الطريقة المثلي بالنسبة لها لحماية ابنها وعائلتها, وليس مجرد الهروب فقط, كما أن مسألة خوف حليمة علي ابنها كانت نقطة درامية بسياق الفيلم حيث يتم طرحها في أول الفيلم ثم تتطور ونقطة مهمة جدا بالنسبة لشخصية حليمة. كيف كانت كواليس مشهد الضرب في الفيلم؟ كان مشهدا صعبا ولكن تم التحضير له جيدا, حيث استعنا بخبير في مثل هذه المشاهد جاء من بلجيكا خصيصا, وحضرناه بكل تفاصيله فخرج مدروسا, وكان الإحساس بهذا المشهد لائقا علي أن أقدمه كممثلة. كان من المفترض تصوير الفيلم ببروكسل ثم تغير الرأي ليكون في لبنان فما السبب؟ كانوا بالفعل يفكرون في التصوير بمدينة بروكسل بحيث يتم داخل ستديو لديكور شقة, ولكنهم في النهاية رجعوا في قرارهم ورأوا أن التصوير في لبنان أفضل لتقارب البيئة في لبنان لموضوع الفيلم وأنها مقنعة بشكل أكبر. عرفك الجمهور العربي مؤخرا عبر السينما من خلال القضية23 وكذلك فيلم في سوريا رغم أنك في الأساس ابنة المسرح وقدمت العديد من المسرحيات سواء كممثلة أو كمؤلفة ومخرجة هل يرجع ذلك إلي أن السينما أوسع انتشارا؟ في رأيي أنني ممثلة أولا وأخيرا, وبالتالي لم أنتقل من المسرح إلي السينما لأنها الأوسع انتشارا, فأنا ممثلة في المسرح وفي السينما لأن هذا عملي والشيء الذي أحب أن أفعله, وليس لكونه الأوسع انتشارا. كيف رأيت الهجوم الذي تعرض له فيلم قضية23 ؟ وألم يثر قلقك وأنت تقرأين السيناريو أن يتعرض الفيلم لهجوم؟ لم أتردد لحظة في الموافقة علي فيلم القضية23, وكنت مقتنعة جدا بالمشاركة في هذا العمل وفخورة بأن أعمل مع المخرج زياد دويري الذي أحترمه وأقدره فهو مخرج موهوب جدا, وسعدت باختياره لي للمشاركة في العمل, فهو فيلم ممتاز بمقاييس عالمية. ما هي ردود الأفعال بعد عرض الفيلم سينمائيا في لبنان؟ ردود الأفعال بعد عرضه بدور العرض اللبنانية كانت إيجابية إلي حد كبير خاصة أن الفيلم مصنوع بطريقة مميزة فنيا ومضمونا وأعتبره فيلما عالميا أفتخر به, وسعيدة أنني شاركت به وكنت جزءا منه, وأيضا حينما شارك بمهرجان فينسيا وقف الجمهور يصفق له بعد عرضه لمدة وصلت إلي خمس دقائق وهذا أمر يجعلني فخورة وسعيدة بهذا العمل. رغم جدية الدورة في القضية23 إلا أن دورك كان أقرب إلي الكوميدي في ظل المنافسة مع والدك هل تعمدت ذلك؟ لا أري أنه قريب إلي الكوميدي, ولكن كان به لحظات طريفة تجمع نادين والمحامي المنافس والتي تبين علاقتها بالمحامي المنافس وكيف انتقلت إلي المحكمة. رغم تنوع أعمالك ما بين السينما والدراما والمسرح إلا أنك لم تخوضي التجربة في السوق المصرية فما السبب؟ بالضبط لم أخض بعد التجربة بالسوق المصرية, مع أنني أتمني أن يحدث هذا الشيء, ولكن للأسف لم تعرض علي أي تجربة حتي الآن, وإذا وجدت شيئا مناسبا مؤكد أنني لن أتردد في هذا الأمر. قدمت مسرحية تحمل اسم الجدار الرابع في فرنسا مع مخرج وفرقة فرنسية كيف كانت هذه التجربة.. وهل هي سعي للعالمية ؟ أنا بالفعل شاركت بهذه المسرحية والتي عرضت في فرنساوبلجيكا بالإضافة إلي أننا لدينا عروض أخري بفرنسا, وبالنسبة للعالمية أتمني أن يحدث ذلك, ولكن لا أحد يعرف ماذا ينتظره غدا, ولكنني أقدم عملي بكل قناعة من كل قلبي وأجتهد قدر الإمكان, أما ماذا سيحدث غدا؟ فلا أعرف وأتمني أن يكون كل خير. تجمعين ما بين الدراسة الأكاديمية كأستاذة بالجامعة والتمثيل كيف توفقين بينهما؟ بالفعل صار لي عامان كأستاذة بالجامعة اللبنانية بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح والسينما حيث أدرس التمثيل أمام الكاميرا وإدارة الممثل لطلاب المسرح والسينما, ونجحت خلال هذه الفترة في التوفيق بينهما, كما أن الدراسات الأكاديمية التي أجريتها تمكن الممثل من أن يتطور ويعرف أدواته وكيفية استخدامها, كما أتعلم من التلاميذ كثيرا, بالإضافة إلي أن هناك العديد من المواهب أتوقع أن يكون لهم مستقبل مهم فنيا. تحرصين دائما علي الاطلاع والقراءة والبحث وما إلي ذلك وهو أمر نادر أن يعتمد الفنانات علي ثقافتهن قبل جمالهن هل هذا يسبب لك الانحسار في أدوار معينة؟ بالتأكيد أحرص يوميا علي أن أجتهد في أن أطور حالي علي الصعيد الإنساني والفني بالقراءات والاطلاع والبحث الدائم لأني أعتبر هذا الأمر مهم جدا, لأن الفنان والإنسان هو عبارة عن هويتين, هوية فنية وإنسانية مرتبطتين ببعضهما البعض ما يفترقا, لذا أعمل علي حالي يوميا قبل أن أنظر إلي جمالي, لذا فهذه نقطة مهمة كثيرا كوني إنسانة وفردا وفنانة, ولا أري أن هذا الشيء يحسرني في أدوار معينة لكنه يفتح لي الآفاق بينما العكس هو الصحيح إذا ما اشتغلت علي نقطة الثقافة والاطلاع انحسر في أدوار معينة. وما هي المعايير التي توافقين عليها في دورك؟ أهم شيء أن تحمل أبعادا إنسانية ومطروحة بطريقة فنية جيدة.