هي واحدة من أيقونات السينما المصرية والعربية, رغم أنها قدمت18 فيلما فقط تميزت خلالها بتقديم شخصية الفتاة الرومانسية الحالمة, شاركت فيها البطولة مع نجوم تركوا تأثيرا لافتا علي شريط السينما مثل عبد الحليم وفريد الأطرش ورشدي أباظة وأحمد مظهر وعمر الشريف غني لها عبد الحليم الذي قدمها معه في أول عمل لها الوسادة الخالية ومن ينسي أغنيات أول مرة تحب يا قلبي وفي يوم من الأيام وتخونوه وأسمر ياسمراني.. وتوالت الأعمال والأدوار المتنوعة أبرزها هذا هو الحب وأنا حرة وا إسلاماه ولا تذكريني وغرام الأسياد ورسالة من امرأة مجهولة وآه من حواء وعروس النيل والعنب المر.. تلك الأفلام التي ساهمت في توثيق زمن سينمائي بنكهة مختلفة.. نالت العديد من التكريمات خلالw مشوارها الفني حيث حصلت علي وسام الفنون عام1965 م, كما حصلت علي الميدالية التقديرية في الفنون في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر, بالإضافة إلي تكريمها في عدة مهرجانات سينمائية منها مهرجان سينما الأطفال عام1999 م, ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام2000 م, وجائزة الإبداع الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عام2006 م ومهرجان القاهرة السينمائي التاسع والعشرون عن مجمل أعمالها الفنية, والمهرجان الكاثوليكي المصري للسينما في دورته ال56 عن مجمل أفلامها السينمائية, ومؤخرا كانت رئيس شرف مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية.. التقينا لبني عبد العزيز وسألناها.. هل ترين أن المهرجانات تعتبر ترويجا للسياحة في ظل التوترات السياسية الأخيرة؟ بالطبع.. وهذا يجب أن يدفعنا للتفكير في إقامة العديد من المهرجانات في مدن أخري مثل شرم الشيخ والغردقة والإسكندرية والقاهرة وجميع الأماكن التي تحقق جذبا للسياحة لوطن السلام, وإزالة الفكرة السيئة التي تم ترويجها بأننا بلد غير مستقر وغير آمن, والمطلوب حاليا تعديل الفكرة بعرض واقعنا الحقيقي بأن شعبنا كريم ومرحب بأي سائح أو زائر, وهذا ما عليه الشعب المصري منذ بدايات التاريخ أيام الإغريق والرومان فالعالم كله يتمني أن يأتي لمصر لكي يري بنفسه الحضارة التي صنعها القدماء المصريون وتعتبر معجزة وستعود الثقة للزوار تدريجيا. هل الدولة تساعد في تدعيم تلك الفكرة, خاصة في ظل جولات الرئيس المتعددة للخارج؟ بكل تأكيد فهو له يد كبيرة في ذلك لأنه قام بالعديد من جولات حول العالم عند توليه الرئاسة وقدم نفسه للعالم واقتنعوا بوجهة نظره خاصة وأنهم اكتشفوا أن ما حدث في الفترة الماضية ليس انقلابا عسكريا, بل وجدوا رجلا مسالما ومتدينا ووطنيا وطموحا ومفكرا وكل ذلك جذب رؤساء البلاد لكي يشجعوا السياحة ويتفقون علي مشاريع استثمارية ويقومون بزيارتنا مثل نيوتن والرئيس الصيني, يبقي علينا أن نشرع في تقديم مهرجانات فنية تعتبر رسالة للعالم بأن مصر بلد الأمن والأمان والمصريين فنانين حيث يوجد لدينا كل أنواع الفن كالمسرح والسينما, صحيح أنه حدث حالة من التردي في المستوي لكن أعتقد بشيء من الفكر والتشجيع والتوجيه من قبل الدولة ووزارة الثقافة يمكننا مواجهة ذلك. بماذا تعللين هذا التردي في حال الفن مؤخرا؟ لا أعرف سببا محددا, فقد غبت كثيرا عن مصر ولم أتعرف جيدا علي مستجدات الصناعة الحالية, لكن أغلب الظن أري أنه بسبب عدم اهتمام المسئولين بقيمة الفن, فالسينما والفن عموما يعتبر أسرع رسالة لتقديم تراثنا وتاريخنا للعالم كي يعرفوا أصولنا, وهي الوسيلة الوحيدة لنصل لكل من حولنا ومن خلالها نقدم رسالتنا في الأخلاق والإدارة وجمال بلادنا واعتقد أنها فكرة عبقرية. هل ترين أن تكريم الدولة تأخر عن لبني عبد العزيز خاصة أنه تردد أنك غضبت من عدم تكريمك في عيد الفن بعد عودته؟ تكريمي تم إلغاؤه من قبل أحد المسئولين بسبب تصفيات شخصية فكان اسمي ضمن الأسماء التي تم اقتراحها من دكتور أشرف ذكي ونقابة الممثلين وقتها, ولكن شخصا آخر من المسئولين لم يعجبه الأمر فحذف اسمي. لكنك شخصية مسالمة وليس لك عداوات فلماذا تصفين الأمر بالتصفية الشخصية؟ ليس لها علاقة بذلك ولكنهم قاموا بتفضيل شخص آخر عني وهي مسألة اختيارات وكانوا يريدون إضافة أسماء أخري وبعدها فوجئت بحذف اسمي, ولكنني لم أحزن بالرغم من كل تكريم أتشرف به وأعتز به وإذا لم يحدث فلن يؤثر بشيء. ما تقييمك لنجوميتك وسط أبناء جيلك؟ لم يكن لي علاقة بأي شخص فدخلت السينما بالصدفة بالرغم من أنني درست قسم مسرح ولكن لم تكن لدي نية لدخول السينما, لأن في هذه الفترة دخول السينما كان شيئا لا يليق بعادات مجتمعنا وكانت بعض العائلات ترفض ذلك, وكان تحديا لي بأن أكون ممثلة, وكان لإحسان عبد القدوس في ذلك بأن عرض علي فيلم أنا حرة وأيضا فيلم الوسادة الخالية وكان الفيلمان بالنسبة لي تجربة, لذلك رفضت توقيع عقود طويلة المدي كي استطيع تقييم التجربة, وهل سأكون سعيدة بهذه التجربة أم لا وبالفعل سعدت بها. هل بالفعل ترفضين رؤية نفسك علي الشاشة ومشاهدة الأفلام المصرية بشكل عام؟ حتي الآن لا أشاهد نفسي علي الشاشة فدائما أجد شيئا ما ينقصني وهذا يزعجني, لكن هناك عددا من الأفلام المصرية المتميزة شاهدتها منذ عودتي للقاهرة وأيضا الفنون الأخري ووجدت أنها أخذت تيارا آخر وتعتبر تقليدا أعمي للغرب ولا تليق بعادات وتقاليد مجتمعنا الشرقي وعندما اشاهد مخدرات وفتيات ليل علي التليفزيون أغير المحطة في الحال لأنني أرفض رؤية مثل هذه المشاهد وأشاهد فقط الأعمال الرومانسية التي تهز المشاعر, أيضا المأخوذة عن نص أدبي التي تقدم بشكل محترم, والتاريخية التي أتعلم منها معلومات والأخلاقية خاصة في شهر رمضان فيوجد كثير من الأعمال التي أنزعج منها وأفضل ترك البلد في هذه الفترة لأنني أري أننا نخطأ في حق الشهر الكريم بدلا من تكريمه فكيف نقدم مثل هذه النوعية من الفن. وهل نفس الحال أيضا في السينما؟ لم أشاهد أفلاما في هذه الفترة حتي فيلم جدو حبيبي الذي قدمته منذ فترة قليلة لم أشاهده بالرغم من أنه من أحب الأعمال, وأعجبني المخرج كثيرا لأن له فكرا مميزا, وأكثر ما جذبني في فيلمه( ضاحكة) هو غرام الشيوخ حيث القصة العاطفية التي تجمعني بالفنان محمود ياسين ضمن أحداث الفيلم. هل ترين أن الجمال أهم ما يميز الفنانات في جيلك والأجيال التالية؟ لاشك أن الجمال أول شيء مرغوب في السينما, لكني لم أفكر في الجمال من قبل وأحزن كثيرا عندما ينظر أحد للفنانات بسبب جمالهن فأنا أفضل تصنيف الفتاة بأنها الذكية والمهذبة والمثقفة عن أن تكون جميلة فقط فالجمال ليس من صنعنا أما الثقافة والدراسة والأخلاق هي التي نصنعها ونستفيد منها, كما كنت لا أرغب في تقديم الفتاة الجميلة في أدواري وهدفي تقديم أدوار تدخل عقول وقلوب المشاهدين لأنني إنسانة محافظة. كيف تأثرت اختياراتك في بدايتك الفنية عندما تزوجت المنتج رمسيس نجيب؟ هذا الثنائي أثر في تاريخ السينما فأنا أول فنانة قدمها ونجحنا وكنت أشجع ترشيحاته لفنانات أخريات لأننا كنا شريكين في كل شيء كما كان يشجعني علي اختيار أفلام أخري مختلفة عن إنتاجه, فقد كان هناك وفاق بين اثنين أحبا وعشقا السينما. ما مدي تأثير الكاتب إحسان عبد القدوس في حياتك؟ هو كاتب رائع ودخل السجن وتحدي الجميع لاقتناعه بأفكاره السياسية وكان منفتحا مقارنة بأبناء جيله من الكتاب, فهو كان ينظر للمجتمع نظرة واقعية وينظر للمستقبل بصورة مختلفة ويعرف جيدا قيمة الرومانسية بين الرجل والمرأة والحياة الاجتماعية, وقد كان أستاذي وتأثرت كثيرا بأعماله وكان جارا وصديقا لوالدي واشترك مع رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف في إقناع والدي وإقناعي بخوض تجربة التمثيل في السينما وكانت البداية مع فيلم الوسادة الخالية ثم أنا حرة وغيرها من الأعمال. وعبد الحليم حافظ ؟ تعرفت عليه قبل دخولي المجال السينمائي فكان لي نشاط جماعي وإذاعي فهنا تعرف علي في إحدي زيارات الأصدقاء وكنت لا أعرفه جيدا وبعدها اشتركنا معا في أكثر من فيلم وكان يغني لي دائما أغنية أسمر يا اسمراني وهو آخر شخص ودعني قبل سفري للخارج حيث أتي لزيارتي في المنزل في الثالثة صباحا وأخذ مني وعدا بأن أعود مرة أخري. كيف كانت حياتك بعيدا عن الأضواء في أمريكا؟ كنت ربة منزل أقوم بكل المهام زوجة وأم فقط, كنت أريد تربية أولادي تربية صحيحة مثلما تربيت والا يندمجوا بالقواعد الأجنبية ولذلك كنت أروي لهم باستمرار القصص المصرية ولكن مع الأسف أخطأت كثيرا بعدم تعليمهم اللهجة المصرية لذلك يتحدثون الإنجليزية فقط. كيف ترين الفن والسينما كمرآة للواقع من وجهة نظرك؟ يجب الاهتمام بالكتاب الذين لديهم رؤية أدبية وفنية والذين يريدون دعم السينما, فحاليا يوجد كثير من الكتاب الشباب لا يملكون الفكر الذي ينهض بالسينما, فأساس نجاح السينما في العالم كله هو الكلاسيكيات الأدبية لأنها هي التي تستمر للأجيال الجديدة.