المتحف المصري بالتحرير ليس مجرد مكان لعرض الكنوز الأثرية، بل هو بوابة إلى عوالم الماضي وتجربة متجددة لاستكشاف الحضارة المصرية القديمة. من خلال تقنيات مبتكرة كاستخدام الواقع المعزز إلى الاحتفاء بأعلام علم الآثار وعرض قطع فريدة مثل تماثيل الأوشبتي، يُثبت المتحف أنه نقطة التقاء بين الماضي والحاضر. هذا التقرير يأخذنا في جولة لاكتشاف أبرز الأحداث والقطع الأثرية التي يزخر بها المتحف، مع تسليط الضوء على دوره كوجهة تعليمية وثقافية تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم. اقرأ أيضاً|كنوز الملك الذهبي.. الحضارة المصرية تُبهر الأجانب * تقنية الواقع المعزز داخل المتحف في خطوة فريدة لجذب الجمهور وتعزيز تجربتهم، أصبح بإمكان زوار المتحف المصري التفاعل مع تمثال آمون وزوجته موت والملك سيتي الأول من خلال تقنية الواقع المعزز. باستخدام تطبيق Instagram ومسح الكود المرفق بجانب التمثال، ينطلق الزائر في رحلة بصرية تجسد تفاصيل القطعة الأثرية وتاريخها. هذا الابتكار لا يقتصر على تعزيز التفاعل مع القطع الأثرية فحسب، بل يساهم أيضًا في تقريب الجمهور من الماضي بطرق حديثة ومبتكرة. *حفل تكريم عالم الآثار مارك لينر في إطار الاحتفاء بالعلماء الذين ساهموا في دراسة الحضارة المصرية القديمة، نظم المتحف المصري حفل تكريم لعالم الآثار الجليل مارك لينر مساء الأحد، 24 نوفمبر 2024. حضر الحفل نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، وعدد من ممثلي المعاهد الأثرية الدولية في مصر. يعد هذا التكريم اعترافًا بدور لينر في تعزيز فهمنا للحضارة المصرية القديمة ومساهمته في الأبحاث والتنقيبات الأثرية. * عرض قطع أثرية فريدة: تماثيل الأوشبتي من بين القطع الأثرية المميزة التي يعرضها المتحف، تبرز تماثيل الأوشبتي، أو ما يعرف بالتماثيل المجيبة. كانت هذه التماثيل تُدفن مع الموتى في المقابر لتؤدي الأعمال نيابة عنهم في العالم الآخر، كنوع من الخدمة الرمزية المرتبطة بالمعتقدات الدينية. تطورت هذه التماثيل من رؤوس حجرية بالحجم الطبيعي إلى أشكال موميائية صغيرة مصنوعة من مواد مختلفة مثل الأحجار، الفيانس، البرونز، والخشب. بعض النصوص الدينية حُفرت عليها لتعزيز رمزيتها، ووصل عددها في المقابر خلال الدولة الحديثة إلى 365 تمثالًا، بعدد أيام السنة. * زيارات ثقافية وتعليمية للمتحف باعتباره مركزًا ثقافيًا وتعليميًا، استقبل المتحف مجموعة من الآثاريين الأستراليين المهتمين بالتراث، برفقة Dr. Melanie Pitkin من جامعة سيدني. تضمنت الجولة الإرشادية استعراض قطع أثرية تغطي مختلف مراحل الحضارة المصرية، من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني. في ختام الجولة، أعرب الزوار عن انبهارهم وسعادتهم بالتجربة، مؤكدين على قيمة المتحف كوجهة تعليمية تثري المعرفة. * نبذة عن المتحف المصري بالتحرير تأسس المتحف المصري بالتحرير عام 1902 ليصبح من أهم المتاحف الأثرية في العالم. يضم المتحف مجموعة ضخمة من القطع الأثرية التي تحكي قصة الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك مومياوات الملوك، كنوز تانيس، ومقتنيات تعود لعصور مختلفة. إلى جانب دوره في الحفاظ على التراث، يُعد المتحف مركزًا للأبحاث والأنشطة الثقافية التي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية التراث المصري ودوره الحضاري. المتحف المصري بالتحرير يظل شاهدًا حيًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة، ومنارة ثقافية تجمع بين التراث والابتكار. من خلال تقنيات الواقع المعزز والعروض المميزة للأثر، يقدم المتحف تجربة فريدة لكل من يزوره، سواء كان باحثًا، عاشقًا للتاريخ، أو مجرد مستكشف يسعى لفهم الماضي.