يُعد المتحف المصري بالتحرير نافذة تطل على عظمة الحضارة المصرية القديمة، حيث تتجلى فيه أعظم القطع الأثرية التي تروي قصص الملوك والآلهة والشعب. ومن بين هذه الكنوز، تبرز مجموعة «آمون وزوجته موت وسيتي الأول»، التي تجسد مشهدًا مهيبًا يمزج بين الفن والدين والسياسة. عبر تقنية الواقع المعزّز، يمكن الآن للزوار اكتشاف تفاصيل هذه القطعة المدهشة واستيعاب رمزيتها العميقة في تاريخ مصر القديمة. ومن داخل أروقة المتحف المصري بالقاهرة، حيث يقف التاريخ شامخًا بين القطع الأثرية الفريدة، يلتقي الماضي بالحاضر عبر تقنية الواقع المعزّز التي تضيف بعدًا جديدًا لتجربة الزوار. ◄ التقنيات الحديثة تقتحم أروقة التاريخ باستخدام هاتفك الذكي فقط، يمكنك الآن الغوص في تفاصيل التماثيل والتحف بطريقة مبتكرة وممتعة، مسلّحًا بالمعرفة والتكنولوجيا. من خلال مسح الكود المرفق بكل قطعة أثرية باستخدام فلتر خاص على تطبيق Instagram، ليتمكن الزائر من استكشاف التحفة بشكل ثلاثي الأبعاد، مع إضافة معلومات تفصيلية ورسوم متحركة تعيد إحياء قصص القطع الأثرية، تتحول زيارتك إلى رحلة تفاعلية تمنحك فرصة فريدة لاستكشاف الحضارة المصرية القديمة بعيون جديدة. وهذا الأسلوب التفاعلي يعزز فهم الزائر للتاريخ، حيث لا تقتصر التجربة على المشاهدة البصرية فقط، بل تمتد إلى استيعاب السياق التاريخي والفني لكل قطعة أثرية. كيف تعمل تقنية الواقع المعزّز داخل المتحف؟ تقنية الواقع المعزّز تعتمد على دمج العناصر الافتراضية مع البيئة الحقيقية للزائر. يقوم الزائر بمسح الكود بجانب القطعة الأثرية باستخدام كاميرا هاتفه، وعندها تظهر على الشاشة معلومات تفصيلية عن القطعة. من خلال هذا التفاعل، يمكن للزائر: ◄ التعرف على تاريخ القطعة ومكان اكتشافها. ◄ مشاهدة محاكاة رقمية توضح كيف كانت القطعة تُستخدم في الحياة اليومية. ◄ استكشاف النصوص الهيروغليفية وفهم معانيها. ◄ أبرز القطع المدمجة مع الواقع المعزّز 1. تمثال الملك رمسيس الثاني عبر تقنية الواقع المعزّز، يمكن للزوار رؤية هذا التمثال وهو يستعيد ألوانه الأصلية التي تلاشت مع الزمن. كما يمكن مشاهدة إعادة تصور للحياة في زمن رمسيس الثاني. 2. قناع توت عنخ آمون باستخدام التطبيق، يمكن للزائر رؤية القناع الذهبي وهو يُصنع في الورش الملكية القديمة. يعرض الفلتر أيضًا معلومات عن أدوات وتقنيات صناعة هذا القناع المذهل. 3. مجموعة المومياوات الملكية تقدم التجربة معلومات حول طقوس التحنيط القديمة، مع عرض فيديوهات تفاعلية تظهر مراحل إعداد المومياء وفقًا للعادات الفرعونية. ◄ تجربة سياحية وتعليمية لا مثيل لها يستهدف هذا المشروع دمج التعليم بالتكنولوجيا لجذب الزوار من مختلف الأعمار. وبفضل هذه التقنية، لم تعد زيارة المتحف المصري مجرد جولة تقليدية، بل أصبحت رحلة تفاعلية تدمج بين التعلم والترفيه. كما تساعد هذه التجربة في جذب الشباب الذين يهتمون بالتكنولوجيا الحديثة، ما يعزز من ارتباطهم بالتراث المصري القديم. اقرأ أيضا| مديرالمتحف المصري: أطلقنا تقنية جديدة لإعادة إحياء القطع الأثرية غير الكاملة ◄ فوائد تقنية الواقع المعزّز إحياء التاريخ: تقدم التقنيات الرقمية فرصة لإعادة تصور الحياة القديمة بطريقة بصرية. سهولة الوصول إلى المعلومات: لا حاجة إلى أدلة مطبوعة أو شروحات مطولة. المعلومات تظهر فورًا عند مسح الكود. جذب فئات جديدة من الزوار: التكنولوجيا قادرة على اجتذاب جيل الشباب، مما يعزز من دور المتحف كمركز تعليمي معاصر. ◄ ردود الأفعال والإقبال الجماهيري أعرب العديد من الزوار عن إعجابهم الكبير بتجربة الواقع المعزّز داخل المتحف المصري، ولقي إقبال كبير من الزوار، خاصة من الشباب والأطفال. يقول أحد الزوار: «استخدام التقنية يجعلنا نشعر وكأننا نعيش اللحظة ونشهد الطقوس الملكية»، كما أبدت إحدى العائلات إعجابها بقدرة التقنية على جعل الأطفال يتفاعلون مع التاريخ بدلًا من الاكتفاء بالمشاهدة. وذكر زائر آخر: «استخدام الهاتف لاستكشاف التاريخ يجعل التجربة أكثر تفاعلية، وكأنني فعلاً أعيش في زمن الفراعنة». من جانبها، أشادت سارة محمود، طالبة جامعية، بالتجربة قائلة: «كنت أعتقد أن زيارة المتاحف مملة، ولكن مع تقنية الواقع المعزّز، أصبح الأمر ممتعًا ومليئًا بالمفاجآت». ◄ مستقبل التقنية في المتاحف المصرية تطمح إدارة المتحف المصري إلى توسيع نطاق استخدام تقنية الواقع المعزز لتشمل المزيد من القطع الأثرية. كما يتم التخطيط لإطلاق تطبيقات مستقلة تشمل جولات افتراضية تتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم استكشاف المتحف عن بعد. ◄ أيقونة الحضارة القديمة يُعتبر المتحف المصري أول بناء في العالم يُخصص ليكون متحفًا للآثار، بتصميم فاز به المهندس الفرنسي مارسيل دورنيون من بين 73 تصميمًا. يتوسط قلب القاهرة، حاملاً أعظم مجموعة أثرية تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني. ◄ مواصفات المتاحف الطابق الأرضي: يعرض الآثار الثقيلة مثل التوابيت والتماثيل وفق التسلسل الزمني. الطابق العلوي: يحتوي على المجموعات الأثرية الصغيرة، مثل مجموعة يويا وثويا، وكنوز تانيس، ومومياوات الحيوانات، وقطع أثرية توثق الحياة اليومية والديانة في مصر القديمة. ◄ آمون وزوجته تُعد القطعة الأثرية التي تجمع آمون وزوجته الإلهة موت وسيتي الأول واحدة من أبرز المعروضات بالمتحف. آمون: إله الشمس والخلق، يعد من أبرز الآلهة في الديانة المصرية القديمة، وكان يُعبَد في طيبة باعتباره الإله الأعلى خلال الدولة الحديثة. موت: زوجة آمون، رمزت إلى الأمومة والحماية، وعُرفت بلقب «سيدة السماء». سيتي الأول: أحد أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشرة، اشتهر ببراعته في الإدارة والحروب، كما عمل على إعادة بناء معابد الآلهة وتوطيد سلطة آمون. ◄ رمزية القطعة تمثل هذه المجموعة مشهدًا فنيًا يعكس التداخل بين الدين والملكية في مصر القديمة. آمون وموت: يجسدان القوة الإلهية والحماية التي يمنحانها للملك. سيتي الأول: يظهر بتواضع وهو يقدم القرابين للإلهين، مما يبرز دوره كوسيط بين البشر والآلهة. التفاصيل الفنية: تُظهر النقوش ألوانًا زاهية وأشكالًا دقيقة للملابس والتيجان، ما يعكس براعة الفنانين المصريين. ◄ تقنية الواقع المعزز وتجربة الزوار يمكن لزوار المتحف استكشاف هذه القطعة المميزة بطريقة مبتكرة من خلال تقنية الواقع المعزّز: 1. مسح الكود: بجانب التمثال يُتيح للزائر عرض معلومات مفصلة عن الآلهة والملك. 2. إعادة إحياء المشهد: يظهر على شاشة الهاتف محاكاة رقمية للطقوس الملكية، حيث يقدم سيتي الأول القرابين ويتلقى البركة من آمون وموت. 3. تفسير الرموز: تتيح التقنية فهم النقوش الهيروغليفية ومعانيها بشكل مبسط وتفاعلي. ◄ الدلالة التاريخية والدينية الدينية: يجسد التمثال أهمية الإله آمون وزوجته موت كرمز للخصوبة والحماية، ودورهما في تقوية شرعية الملوك. التاريخية: القطعة تعكس فترة ازدهار الدولة الحديثة، حيث بلغت مصر أوج قوتها السياسية والاقتصادية. ◄ تقنيات العرض الحديثة - دمج تقنية الواقع المعزّز في عرض القطع الأثرية يمثل خطوة رائدة نحو جعل التجربة أكثر تفاعلية وتثقيفية. - تعزيز تجربة الزوار: التقنية تُثري المعرفة بطريقة ممتعة وسهلة. - جذب الأجيال الجديدة: يُشجع الشباب على الاهتمام بالتاريخ عبر وسائل عصرية. تجمع قطعة «آمون وزوجته موت وسيتي الأول» بين عظمة الفن المصري القديم والتكنولوجيا الحديثة، مما يجعل زيارتها في المتحف المصري تجربة لا تُنسى. عبر تقنية الواقع المعزز، تُتاح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف هذه التحفة الأثرية وفهم تفاصيلها العميقة. إنها دعوة مفتوحة لكل عشاق التاريخ والفن للانطلاق في رحلة عبر الزمن داخل أروقة المتحف المصري. وإن دمج تقنية الواقع المعزّز في المتحف المصري يمثل نقلة نوعية في مجال عرض التراث الثقافي. هذه المبادرة المبتكرة ليست فقط وسيلة لتعزيز تجربة الزائر، بل أيضًا جسر يربط الماضي بالحاضر، مما يحافظ على التراث المصري حيًا في عقول وقلوب الأجيال الجديدة. إذا كنت تبحث عن رحلة تجمع بين التعليم والتكنولوجيا والإثارة، فإن المتحف المصري هو الوجهة المثلى.