في خطوة غير مسبوقة تنذر بتغييرات جذرية في هيكل الإدارة الأمريكية، كشفت صحيفة التليجراف البريطانية أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب، يستعد لشن حرب شاملة على البيروقراطية الفيدرالية بقيادة الملياردير إيلون ماسك. في هذا الصدد تسلط صحيفة التليجراف البريطانية الضوء على تفاصيل الخطة المحكمة لتفكيك ما يصفه ترامب ب"المستنقع" في واشنطن، مما أثار موجة من الاستقالات والمخاوف بين موظفي الحكومة الفيدرالية. "الدولة العميقة" في مرمى النيران في تطور دراماتيكي يعكس عمق التغييرات المرتقبة في الإدارة الأمريكية، نقلت التليجراف تصريحات نارية للرئيس المنتخب ترامب خلال أول تجمع انتخابي له في دورة 2024، حيث قال: "إما أن تدمر الدولة العميقة أمريكا، أو نحن ندمر الدولة العميقة". وأضاف متوعداً: "البلطجية والمجرمون الذين يفسدون نظامنا القضائي سيتم هزيمتهم وتشويه سمعتهم وإذلالهم تماماً". اقرأ أيضًا: الولاية الثانية لترامب| أجندة تغير وجه السياسة الأمريكية وتكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة مع تعيين ترامب لفريق قيادي يتولى تنفيذ رؤيته الإصلاحية، حيث عين الملياردير إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لإدارة ما يسمى ب"قسم كفاءة الحكومة"، في خطوة تهدف إلى إحداث تغييرات هيكلية عميقة في البيروقراطية الفيدرالية. خطة ماسك للتقشف الحكومي في تفاصيل مثيرة كشفتها الصحيفة البريطانية، يعتزم ماسك تنفيذ خطة طموحة تتضمن إلغاء نحو 75% من الوكالات الفيدرالية. ووفقاً لمقال نشره ماسك وراماسوامي في صحيفة وول ستريت جورنال، فإن خطتهما تهدف إلى تقليص حجم الحكومة دون الحاجة إلى تشريعات جديدة. ويصف ماسك هذه الوكالات بأنها "لا تخدم أي غرض سوى تعظيم البيروقراطيين" وأنها مجرد "وظائف وهمية"، كما يخطط لإنهاء سياسات العمل من المنزل في الحكومة الفيدرالية، في تحول جذري عن السياسات الحالية. القلق يجتاح أروقة واشنطن تشير التليجراف إلى حالة من الذعر تسود بين موظفي الحكومة الفيدرالية، خاصة مع خطط ترامب لإعادة تفعيل "الجدول F"، وهو أمر تنفيذي مثير للجدل كان قد أصدره في نهاية ولايته الأولى. وتنقل الصحيفة عن جاكلين سيمون، مديرة السياسات في الاتحاد الأمريكي لموظفي الحكومة، أن "الجدول F" سيؤدي إلى إعادة تصنيف المناصب في الخدمة المدنية وتحويلها فعلياً إلى تعيينات سياسية. اقرأ أيضًا: مخاوف أمريكية من عدم كفاية قدراتها النووية لمواجهة التهديدات الروسية وأضافت: "سيتم فصل الموظفين أو تعيينهم وفقاً للأهواء، ويمكن فصلهم لأي سبب أو بدون سبب، بما في ذلك توجهاتهم السياسية وأسئلة حول ولائهم لدونالد ترامب". وأشارت إلى أن العديد من الموظفين يقولون إنهم سيتقاعدون إذا تم تطبيق "الجدول F". مستقبل البحث العلمي على المحك وفي جانب آخر يثير قلقاً عميقاً، نقلت الصحيفة البريطانية عن خيسوس سوريانو، عالم في المؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية، مخاوف جدية بشأن مستقبل البحث العلمي في الولاياتالمتحدة. وأوضح سوريانو أن توصيات ماسك قد تؤدي إلى إغلاق وكالات بحثية حيوية وخفض التمويل البحثي بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى تراجع الريادة الأمريكية في مجالات استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. وأضاف أن "الآثار ستكون تدريجية عندما يتعلق الأمر بنقص التطور الذي يحدث عندما يتم تعطيل المؤسسة العلمية"، محذراً من أنه "على المدى الطويل، سيكون من الصعب معالجة هذا الضرر". معركة قانونية وإدارية في الأفق تكشف التليجراف عن استعدادات مكثفة من قبل المؤسسات النقابية والحقوقية لمواجهة خطط ترامب اذ أعلن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الذي رفع أكثر من 400 دعوى قضائية ضد سياسات ترامب خلال ولايته الأولى، عن خطط ل"محاربة" إدارته الثانية. وصرح أنتوني روميرو، رئيس المنظمة، بأنهم سيركزون على مجالات رئيسية، وهم ترحيل المهاجرين، وحقوق الإجهاض، والحماية القانونية للمبلغين عن المخالفات. وفي المقابل، يستعد حلفاء ترامب في معهد السياسة أمريكا أولاً ومؤسسة هيريتاج لإصدار مئات الأوامر التنفيذية في يومه الأول بالبيت الأبيض. وتختتم التليجراف بالإشارة إلى أن الدين الفيدرالي الأمريكي قد تجاوز 35 تريليون دولار، بما يعادل 104 آلاف دولار للفرد، مدفوعاً بحزم التحفيز وبرامج الدعم الاقتصادي خلال جائحة كوفيد-19.