في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب لتشكيل فريق حكومته قبل عودته للبيت الأبيض، هزت فصيحة خطيرة أروقة السياسة الأمريكية، طالت مرشحه لمنصب وزير الدفاع. وظهرت اتهامات وادعاءات خطيرة، تعود إلى حادثة وقعت في عام 2017، حيث زعمت امرأة تعرضها للاعتداء من قبل المرشح لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، في فندق بكاليفورنيا، مما أثار ضجة إعلامية وأعاد النقاش حول مدى أهليته المثيرة للجدل لتولي منصب قيادي، لكن لم تتوقف هذه القضية عند حدود الادعاءات، بل شملت تحقيقات شرطة مفصلة، وتقارير طبية، وشهادات متعددة باتت تثير تساؤلات حول مصداقية هيجسيث ودفاعه المستميت عن نفسه. اقرأ أيضًا| للتصدي لقرارات ترامب.. ديمقراطي يقترح «حكومة الظل» كإدارة معارضة ومع أن السلطات القانونية بالولاية الأمريكية، لم توجه له اتهامات رسمية بسبب نقص الأدلة القاطعة، فإن هذه الأزمة تركت أثرًا بالغًا على مصداقيته، وبحسب تحقيقات الشرطة بالولاية، ذكرت المرأة أن بيت هيجسيث احتجزها في غرفة فندقية بعد أن أخذ هاتفها وسد الباب، مانعًا إياها من المغادرة ثم فقدت وعيها وقالت إنه اعتدى عليها، وبعد الحادث، بدأت تعاني من كوابيس وفقدان الذاكرة، مما عزز شكوكها بأنها تعرضت لتخدير، وفقًا لوكالة الانباء الأمريكية «أسوشيتد برس». رد هيجسيث ونفي الاتهامات فيما يتعلق بروايته، أصر بيت هيجسيث على أن لقائهما كان بالتراضي، وشدد مرشح دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع على أنه تم التحقيق في المزاعم وتبرئته من أي مخالفات، لكن التقرير الصادر عن الشرطة والمكون من 22 صفحة يتضمن شهادات متعددة تتناقض مع تصريحات هيجسيث، من بين الشهادات، أقوال ممرضة أجرت فحصًا طبيًا للمرأة، وموظفين بالفندق، وحتى صديقة الضحية التي تلقت رسائل تفيد بتصرفات مقلقة من هيجسيث خلال تلك الليلة. عدم كفاية الأدلة الجنائية رغم التوصية بإحالة القضية للمدعي العام بالولاية الأمريكية، رفض مكتب المدعي توجيه اتهامات لبيت هيجسيث في يناير 2018، معللًا ذلك بعدم وجود دليل يزيل الشك المعقول، لكن هذه النتيجة لم تمنع استمرار الجدل، خاصة مع صدور التقرير العام بناءً على طلب سجلات عامة، وفي خطوة أثارت الجدل، توصل هيجسيث إلى تسوية مالية سرية مع المرأة عام 2023، وبحسب محاميه، كان الهدف من التسوية تجنب دعوى قضائية قد تؤدي إلى خسارته مكانته كمقدم تلفزيوني شهير، إلا أن هذه التسوية أعادت النقاش حول حقيقة الحادثة ومدى صدق هيجسيث. وزادت حياة بيت هيجسيث الشخصية من حدة الانتقادات حوله بعد ترشيح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب له لمنصب وزير الدفاع، حيث تورط في علاقات انتهت بالخيانة الزوجية، شملت إنجاب طفل، ومن ثم أصبحت لاحقًا زوجته الثالثة، لتثيرهذه الفضائح الشكوك حول استحقاقه تولي وزارة الدفاع في ظل تصاعد المنافسة وسعي ترامب لتكشيل حكومته الجديدة قبل عودته مرة أخرى ل البيت الأبيض بعد غياب دام 4 سنوات. وفي وقت حاسم بالنسبة لحملة ترامب، يضع ترشيح بيت هيجسيث فريقه الانتخابي تحت ضغط كبير، حيث إن هذه الاتهامات تهدد بتقويض صورة الحزب الجمهوري، وقد تؤثر سلبًا على مسار تشكيل ترامب لحكومته، مما يجعلها أزمة عميقة قد لا تقتصر تداعياتها على هيجسيث وحده، والسؤال الآن، هل يتمكن دونالد ترامب من إنقاذ ترشيح هيجسيث؟ أم أن هذه الاتهامات ستكون حجر عثرة في طريق تشكيل فريقه الحكومي وتحقيق طموحاته؟ اقرأ أيضًا| صديق ترامب الذي يعمل مذيعا.. من هو «هيجسيث» وزير الدفاع الأمريكي الجديد؟