في تصعيد مقلق للحرب الروسية الأوكرانية، أصبحت شبكة الكهرباء في أوكرانيا هدفًا مباشرًا للهجمات الروسية، مما يهدد استقرار محطات الطاقة النووية الثلاث في البلاد، وفي ظل تصعيد غير مسبوق، يبدو أن العالم قد بات أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة نووية قد تتجاوز في تأثيرها كوارث فوكوشيما وتشيرنوبيل التي تعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم. شبكة الكهرباء تحت القصف الروسي أفادت منظمة السلام الأخضر، في مذكرة إحاطة لصحيفة "الغارديان"، أن الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات بدون طيار الأحد الماضي قد عرّضت شبكة الكهرباء الأوكرانية "لخطر متزايد من الفشل الكارثي". ووفقًا لتحليل المنظمة، فإن هذه الهجمات استهدفت محطات فرعية ذات أهمية حيوية لتشغيل محطات الطاقة النووية الثلاث العاملة في أوكرانيا. قال شون بيرني، الخبير النووي في منظمة السلام الأخضر: "من الواضح أن روسيا تستخدم التهديد بكارثة نووية كأداة عسكرية رئيسية لهزيمة أوكرانيا، لكن من خلال هذه الهجمات، تخاطر روسيا بوقوع كارثة نووية قد تعيد إلى الأذهان كوارث فوكوشيما أو تشيرنوبيل، وربما تكون أسوأ". تحذيرات ودعوات عاجلة للتدخل طالبت منظمة السلام الأخضر روسيا بالتوقف الفوري عن استهداف شبكة الطاقة الأوكرانية، ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى نشر مراقبين دائمين في المحطات الفرعية المرتبطة بالمفاعلات النووية. وفيما أقرّت مصادر أوكرانية رسمية بدقة التحليل الذي أجرته المنظمة، أكد الخبراء أن العواقب قد تكون كارثية إذا استمرت الهجمات أو لم تُستعاد إمدادات الطاقة في الوقت المناسب إلى المحطات النووية الثلاثة. هجمات واسعة النطاق تهدد المدن والبنية التحتية في ليلة الأحد وصباح الإثنين، أطلقت روسيا وابلًا من أكثر من 210 صواريخ وطائرات مسيرة، مستهدفة محطات توليد ونقل الكهرباء في جميع أنحاء أوكرانيا. وتضررت مدن عديدة، منها كييف وأوديسا وميكولايف وكريفي ريه وبافلوهراد وفينيتسا، كما سُمعت انفجارات قرب حدود أوكرانيا مع مولدوفا، حيث تتصل شبكة الكهرباء الأوكرانية ببقية أوروبا. وأعلنت شركة أوكرينيرجو، المزود الرئيسي للكهرباء في أوكرانيا، عن تقنين الكهرباء على مستوى البلاد في محاولة لتعافي النظام. محطات الطاقة النووية في مرمى الخطر رغم أن الهجمات الروسية لم تستهدف مباشرة المحطات النووية في ريفني وخميلنيتسكي وجنوب أوكرانيا، فإن منظمة السلام الأخضر أكدت أن روسيا تحاول زيادة الضغط على هذه المفاعلات عبر استهداف المحطات الفرعية المرتبطة بها. هذه المحطات تمثل نحو ثلثي إنتاج الكهرباء في أوكرانيا، خاصة بعد تدمير معظم محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم والنفط، بالإضافة إلى تضرر المرافق الكهرومائية. ووفق صحيفة "كييف بوست" الأوكرانية، فإنه في حالة فقدان إمدادات الكهرباء، فستعتمد المفاعلات النووية على مولدات ديزل وبطاريات احتياطية لتوفير الطاقة الأساسية لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام. ولكن إذا لم يُتاح الوقود أو لم تُستعد الطاقة خلال هذه الفترة، فإن العواقب قد تكون كارثية. مخاوف من كارثة عالمية يحذر الخبراء من أن استمرار الهجمات على شبكة الطاقة قد يؤدي إلى كارثة نووية تتجاوز في آثارها الكوارث السابقة. ويرى المحللون أن استهداف البنية التحتية الحيوية للطاقة يعكس تصعيدًا خطيرًا، حيث أصبح التهديد النووي سلاحًا نفسيًا وماديًا في الصراع المتصاعد. العالم على حافة كارثة غير مسبوقة بينما يواصل النزاع الروسي الأوكراني تصعيده، تتزايد التحذيرات من كارثة نووية قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا. ومع استمرار استهداف البنية التحتية للطاقة، يبدو أن المجتمع الدولي بحاجة إلى تدخل عاجل لاحتواء الوضع قبل أن يتفاقم إلى أزمة ذات أبعاد كارثية على مستوى العالم.