الدولة أنفقت مليارات الجنيهات لتنمية سيناء أنفاق «قناة السويس» أنهت عزلة «أرض الفيروز» للأبد وسط أجواء متوترة، وتحديات كبرى بمنطقة الشرق الأوسط، تظل مصر واحة الأمن والأمان، وركيزة سلام واستقرار المنطقة بالكامل، وقد أكد اللواء طيار د. هشام الحلبى، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن تجربة مصر فى مكافحة الإرهاب تدرّس عالمياً، وأن الدولة أنفقت مليارات الجنيهات لتنمية سيناء. كما أن أنفاق «قناة السويس»، أنهت عزلة «أرض الفيروز» للأبد، موضحاً أن تنويع مصادر التسليح، هدفه حماية مقدرات الوطن، مبيناً أن مصر هى الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط، التى تمتلك حاملة الطائرات «ميسترال»، كما لدينا طائرات مقاتلة من الجيل الرابع، مثل «الرافال والميج»، وتحدث عن الكثير من القضايا فى الحوار التالى مع «الأخبار». اقرأ أيضًا| الأكاديمية العسكرية تنظم فعاليات اليوم الوطنى للدارسين الوافدين ما تقييمكم للتوترات التي تشهدها المنطقة؟ وما السيناريوهات المقبلة؟ المنطقة حالياً فى حالة عدم استقرار، خاصة فى غزة ولبنان وسوريا، وأيضاً فى مسرح عمليات البحر الأحمر ومسرح عمليات اليمن، والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، لذلك المنطقة مشتعلة، والتصعيد وارد، وبالتالي سوف يؤثر ذلك على معدلات التنمية لدول الإقليم، ولكن مصر تصر دائماً على إحياء المفاوضات بين كل الأطراف المتصارعة فى المنطقة، لتحقيق السلام والاستقرار. مكافحة الإرهاب حدثنا عن تجربة مصر الفريدة فى مكافحة الإرهاب؟ تجربة مصر فى القضاء على الإرهاب تجربة فريدة ورائدة، تدرّس للعالم أجمع، وهذه التجربة بدأت بإصدار مصر قانون مكافحة الإرهاب، وهذا القانون فى منتهى الأهمية، حيث شمل مواجهة كل الجرائم التى تتعلق بالإرهاب بدءاً من التمويل ونقل الأسلحة والذخيرة، مروراً بإمداد العناصر الإرهابية بالمعلومات، نهاية بمواجهة الإرهاب على الأرض، وأهم ما جاء فى هذا القانون أن القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية عملت تحت مظلة القانون، ولذلك سميت بقوات إنفاذ القانون، وتم مراعاة كل القوانين الدولية وميثاق الأممالمتحدة «الفصل السابع»، ولذلك كان القانون هو الحاكم، وبالتالى مصر لم تتعرض لأى عقوبة دولية لأننا نواجه عالما مزدوج المعايير، فهناك دول تمارس الإرهاب ولا يصدر ضدها أى عقوبة، ودول تكافح الإرهاب، وقد يفرض ضدها عقوبات، وتم أيضاً مراعاة الحقوق الإنسانية، فكانت القوات المسلحة تمد المناطق المتأثرة بمكافحة الإرهاب بالدعم بالمواد الغذائية والطبية، وفيما يخص البعد العملياتى فتم تنفيذه باحترافية شديدة، حيث تم عزل الإرهاب عن المناطق السكنية، وتم السيطرة على الحدود الأربعة، وتم مكافحة الإرهاب بكل المناطق فى مصر، فكنا نرى مواجهة تتم على أرض سيناء، بالتوازى مع مكافحة أخرى فى «القاهرة والجيزة»، وكان من أهم ملامح هذه المواجهة المحترفة، التعاون الوثيق بين رجال الجيش والشرطة والأهالى، وكان نتيجة ذلك، الأمن والأمان، الذى يشعر به كل مصري على أرض مصر بعد القضاء تماماً على الإرهاب الأسود، مما شكل الطريق نحو معركة أخرى، وهى معركة البناء والتنمية، وهنا لا بد أن نوجه التحية إلى ارواح شهدائنا الأبرار، الذين قدموا أرواحهم فداءً لمصر، من اجل استقرار هذا الوطن الغالى. نتائج ما نتائج تجربة مصر الناجحة فى مواجهة الإرهاب؟ أولى النتائج، هى نعمة الأمن والأمان، الذى تنعم به مصر حالياً، والنتيجة الثانية، هى أن دولا كثيرة فى العالم، تطلب التدريب المشترك مع مصر، لأنها لديها خبرات فى الحروب التقليدية وغير التقليدية، خاصة فى مكافحة الإرهاب، كما يتم الدفع بمجموعة من العسكريين إلى مصر لدراسة أسباب نجاح التجربة المصرية فى القضاء على الإرهاب. معركة التنمية حدثنا عن خطط تطوير وتنمية سيناء؟ هناك مشروع تنموى على ارض مصر بالكامل، وهذا واضح المعالم للجميع، وأخص سيناء، التى يتم الدفاع عنها من خلال محورين «الأول» هو المحور العسكرى، واستطاعت القوات المسلحة تأكيد قدرتها على ذلك بشكل واضح، خاصة أثناء مكافحة الإرهاب ومازالت جاهزة لمواجهة أى تحدٍ، والمحور «الثانى»: البعد التنموى فى الحماية، وكان متواجداً فى فترات سابقة، ولكن لم يكن يوجد بهذا الإصرار وحجم الإنفاق ودعم الدولة من أجل تنفيذه، وبهذه الوتيرة المتسارعة من أجل تنفيذ مشروعات تنمية دائمة، ولأول مرة فى التاريخ يتم ضخ مليارات الجنيهات لتنمية سيناء، ومن اهم هذه المؤشرات، تنفيذ «أنفاق قناة السويس»، ادت إلى إنهاء عزلة سيناء إلى الأبد، وأصبح هناك انتقال سريع وسهل للأفراد والبضائع، واستتبع الأنفاق، شبكة كاملة من الطرق على كامل أرض سيناء بمعايير عالمية كشرايين للتنمية، وشاهدنا عودة حركة القطارات بعد توقف دام لعقود وسط فرحة أهالينا بسيناء. ما النتائج المترتبة على تنمية سيناء؟ أولاً عودة السياحة الدينية إلى سابق عهدها، مثل تطوير دير سانت كاترين، مع الاهتمام بمسار رحلة العائلة المقدسة، لأن هناك شريحة كبيرة من السائحين الأجانب مهتمون بتلك الأماكن، مما يضمن رواجاً سياحياً وتجارياً على أرض سيناء، إضافة إلى توفير خدمات عديدة لأهالي سيناء، مثل مراعاة البعد الاجتماعى لأهالينا فى سيناء، بإنشاء التجمعات البدوية والخدمات التنموية من مدارس وجامعات، فكانت الطبيعة السيناوية غالبة على دراسات الجدوى للمشروعات، فأهالى سيناء يعلمون أولادهم داخل سيناء، دون الاحتياج إلى السفر والتنقل إلى محافظات اخرى، خاصة فى المرحلة الجامعية بعد إنشاء الجامعات الأهلية. مصادر السلاح كيف ترى تنويع مصادر السلاح داخل قواتنا المسلحة؟ بعد ثورة 30 يونيو، كانت هناك رؤية واضحة للقوات المسلحة، فيما يخص ملف التسليح، فكان هناك اتجاه لتحديث وتطوير التسليح لكل الأسلحة والأفرع البرية والجوية والدفاع الجوى، والنقطة الأهم هى تنويع مصادر التسليح، بعدم الاعتماد على دولة واحدة فقط، فلو تم الاعتماد على دولة واحدة تمد مصر بالسلاح، سنواجه أيضاً مشكلة فى قطع الغيار مما يشكل ضغطاً على القرار السياسى للدولة، خاصة المدة الزمنية للسلاح تصل إلى 15 عاماً، ولا يمكن فى المدارس العسكرية العالمية الاطمئنان إلى المواقف الدولية، فقد تتغير سياسياً بعد فترة، وبالتالى شاهدنا تنويع تسليح قواتنا المسلحة، وهذا التنوع هام، ويمكننا من العمل خارج الحدود ولمسافات كبيرة ولأزمنة طويلة، كما حقق تنويع مصادر التسليح التأمين الجيد لكل مقدرات مصر من حقول الغاز، وكذلك تأمين قناة السويس وخطوط الملاحة. إضافات ما أبرز الإضافات، التى تمت فى صفوف تسليح القوات المسلحة بعد تنويع مصادر السلاح؟ لأول مرة فى الشرق الأوسط نرى حاملة مروحيات وسفينة هجومية فى البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وهى الميسترال، التى تستطيع حمل 35 طائرة مقاتلة، بالإضافة إلى أنها سفنية اقتحام هجومية وبها منشآت بحرية بكل التجهيزات، كما شاهدنا المقاتلة الرفال، المصنفة من طائرات الجيل الرابع المتقدم فى القوات الجوية، وقدرتها على إدارة معارك جوية بمدى، إضافة إلى طائرات الميج، وأصبحنا الآن نشاهد منتجات عسكرية مصرية 100%.