تحل ذكرى وفاة طه حسين، عميد الأدب العربي، الذي ترك بصمة لا تُمحى في الثقافة العربية من خلال كتاباته وترجماته التي كانت بمثابة جسر ثقافي بين العالم العربي والآداب العالمية. استخدم الصحافة كأداة فعّالة لتشكيل الوعي ونشر أفكاره التنويرية، مما جعله واحدًا من أبرز رموز النهضة الأدبية والفكرية في العالم العربي. طه حسين| أديب ومترجم بارع عميد الأدب العربي، لم يكن مجرد كاتب أو ناقد أدبي، بل كان مترجمًا بارعًا أسهم في نقل إرث الإنسانية إلى المكتبة العربية، من خلال ترجماته للأدب اليوناني والفرنسي، ساهم في إعادة إحياء الأدب الكلاسيكي العالمي، مع التأكيد على دوره في خلق حركة تنويرية تعتمد على التلاقح الثقافي بين الشرق والغرب. اقرا أيضأ|في ذكري ميلادة العميد : في مواجهة الإخوان وتشكيك المازني في وجوده اللغات التي أتقنها طه حسين بعد دراسته في جامعة السوربون المرموقة، استطاع طه حسين إتقان الفرنسية وتعلم اللاتينية واليونانية القديمة، ساعده هذا التنوع اللغوي في الاطلاع على الأدب العالمي مباشرة من مصادره الأصلية، وهو ما عزز جهوده في الترجمة وساهم في تشكيل رؤيته النقدية، في ذكرى وفاء طه حسين، نتذكر أثره العميق في إثراء المكتبة العربية. ترجماته البارزة من الأدب اليوناني طه حسين اهتم بالأدب اليوناني الكلاسيكي، حيث ترجم أعمالًا مثل كتاب "نظام الأثينيين" لأرسطو و مسرحيات سوفوكليس الشهيرة مثل "أنتيجون"، كانت هذه الترجمات وسيلة لإعادة تقديم الفكر الكلاسيكي لجمهور عربي معاصر، مع التركيز على الأبعاد الثقافية والفكرية التي شكلتها تلك النصوص. إسهاماته في نقل الأدب الفرنسي إلى العربية بالإضافة إلى الأدب اليوناني، أبدع طه حسين في ترجمة أعمال من الفرنسية مثل مسرحية "أندروماك" جان راسين و"روح التربية" لجوستاف لوبون، بهذه الترجمات، أتاح للقارئ العربي فرصة التعرف على الثقافة الفرنسية وآدابها، مما عزز الانفتاح على الفكر الغربي،هنا يتجلى دور طه حسين عميد الأدب العربي يجمع بين التراث العربي والغربي. الصحافة| منصة طه حسين للتنوير إلى جانب الترجمة، كانت الصحافة سلاحًا رئيسيًا لطه حسين في تشكيل الوعي، من خلالها، دعا إلى إصلاح التعليم ومجانيته، كما طالب بتحرير المرأة ومساواتها في الحقوق، في ذكرى وفاء طه حسين، لا يمكننا تجاهل مقالاته الجريئة التي تصدت للجمود الفكري وسعت لإحداث تغيير جذري في المجتمع. مقالات أثارت الجدل كان كتاب "في الشعر الجاهلي"من أبرز أعمال طه حسين التي أثارت جدلًا واسعًا، حيث شكك في صحة بعض الأشعار الجاهلية ودعا إلى إعادة النظر فيها. كذلك، أثارت مقالاته حول التعليم والمساواة جدلًا كبيرًا، لكنها في الوقت ذاته ساهمت في تشكيل حركة فكرية وثقافية تجاوزت عصره. إرث طه حسين الثقافي طه حسين ترك إرثًا ثقافيًا عظيمًا يعكس رؤيته المتفتحة والمستنيرة، بفضل جهوده في الترجمة والكتابة والنقد، استطاع أن يقدم نموذجًا فريدًا للمثقف العربي المنفتح على الثقافات الأخرى، في ذكرى وفاء طه حسين، نحتفي برجل جمع بين التراث العالمي والعربي ليصنع جسورًا ثقافية لا تزال تؤثر في الأدب العربي حتى يومنا هذا. في ذكرى وفاء طه حسين، نستذكر دوره الرائد في إثراء الفكر العربي، سواء من خلال ترجماته للأدب العالمي أو مقالاته التنويرية التي تركت أثرًا لا يُمحى،عميد الأدب العربي لم يكن مجرد مترجم أو كاتب، بل كان رائدًا ثقافيًا ساهم في تشكيل ملامح الوعي العربي الحديث، إرثه الثقافي سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.