يستعد العالم لمزاد تاريخي في لندن يوم 5 ديسمبر المقبل، حيث ستُعرض قطعة أثرية مصرية تعود لعصر الدولة الحديثة، وهي كأس شراب مصنوع من المرمر يرجع للأسرة الثامنة عشرة، ويقدر سعرها بنحو 4 آلاف دولار فقط. هذه القطعة الفريدة بارتفاع 8 سم تروي قصة من آلاف السنين عن الحضارة المصرية القديمة وتاريخها، وتبرز بتصميمها الجمالي ورونقها الأثري، وقد سبق بيعها في لندن أيضاً قبل أكثر من 35 عامًا، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية. يستحوذ التراث المصري القديم دائمًا على انتباه هواة جمع القطع الأثرية ومحبي الثقافة المصرية القديمة حول العالم، وهذا الكأس المرمرية، التي ستعرض في مزاد في لندن، ليست استثناءً، فهي تحكي جزءًا من عظمة الحضارة المصرية وأسرارها العريقة، يبلغ ارتفاع الكأس 8 سم فقط، إلا أنها تكشف عن مستوى الحرفية والدقة التي وصل إليها صناع الدولة الحديثة في مصر القديمة، وهي الفترة التي اشتهرت بالقوة العسكرية والإنجازات الثقافية والفنية. هذه الكأس الأثرية تعود إلى الأسرة الثامنة عشرة، التي شهدت بعضًا من أعظم الفراعنة في التاريخ، مثل تحتمس الثالث وأخناتون وتوت عنخ آمون، ويُعتقد أن هذا الكأس قد صُمم ليحمل نوعًا من الشراب أو السوائل المقدسة، تميزت الأسرة الثامنة عشرة بتطور الفنون والأدوات اليومية، إذ كانت تنعكس عبرها رغبات الملوك والنبلاء واهتمامهم بتوفير بيئة من الفخامة والرفاهية في حياتهم وبعد موتهم. يعتبر السعر المقدر للكأس، البالغ حوالي 4 آلاف دولار، أمرًا يثير الاستغراب لكونه قيمة زهيدة مقارنة بالعراقة التاريخية التي تحملها هذه القطعة، والتي تلامس أصالة الماضي وجماله الأخاذ، ويرجع ذلك، ربما، إلى تعدد القطع الأثرية المصرية المشابهة المتاحة في الأسواق، أو إلى القوانين المتغيرة للمزادات العالمية التي تضع في الاعتبار عوامل العرض والطلب وأصول القطع ومدى الحفاظ عليها. ورغم أنّ هذه القطعة قد تم عرضها للبيع سابقاً في مزاد بلندن عام 1987، إلّا أنّ قيمتها الثقافية والتاريخية تتزايد مع الوقت، وخاصة مع ازدياد الوعي العالمي بأهمية الآثار وضرورة حمايتها من الاندثار أو الضياع. يبقى السؤال المطروح: ما الذي يجعل هذا الكأس، برغم حجمه الصغير وقيمته المادية المتواضعة، قطعةً تستحق الاهتمام من هواة الآثار حول العالم؟ ربما يكمن السر في القصص التي يحملها، وفي ذكريات العصور القديمة التي تضيء مجد الحضارة المصرية وتفاصيل حياتها اليومية. في الختام، قد تكون هذه الكأس فرصة لتأمل جمال وروعة الحضارة المصرية واهتمامها بالتفاصيل الصغيرة. اقرا ايضا | a href="https://akhbarelyom.com/news/newdetails/4450205/1/%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AB%D8%B1-%D8%AE%D8%B9-%D8%A5%D9%85-%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A6%D9%88%D9%84-" title="حكاية أثر| "خع إم حات" صادق الصوت والمسئول عن الشونتين في عصر الدولة الحديثة"كاية أثر| "خع إم حات" صادق الصوت والمسئول عن الشونتين في عصر الدولة الحديثة