فى عامه الخامس والأربعين؛ يصل – مساء الأربعاء القادم – قطار مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، مضيئًا كاميرته ليسلِّط إنارتها على المتميز فى صناعة الفن السابع، لمدة عشرة أيام هى عمر تلك الدورة التى تحمل شعار «آفاق بلا حدود» وتسعى لبلوغ طموحات وأحلام عشاق السينما وصُنّاعها، عبر توفير فضاء للتبادل الثقافى والانفتاح على رؤى سينمائية متنوعة، تجمع بين أصالة الماضى وحداثة الحاضر، وذلك حسبما أوضح الفنان حسين فهمى رئيس المهرجان، ومديره الناقد عصام زكريا. تأتى هذه الدورة بعد عامين من السابقة عليها، نظرًا لظروف العدوان التى يمر بها أشقاؤنا فى غزة وغيرها من المُدن العربية، ولأنها لم تنتهِ بعد؛ فمن المقرر أن يشهد المهرجان عدة إضافات هذا العام، من أبرزها منح خمس جوائز نوعية جديدة، اثنتان منها موجَّهتان للسينما الفلسطينية؛ الأولى بقيمة 250 ألف جنيه مصري، وتنقسم إلى جائزتين مقدمتين من اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، لأفضل فيلمين فلسطينيين تسجيلى أو قصير، يتم اختيارهما بواسطة لجنة تحكيم مكونة من د. عمرو الليثي، المنتجة ليالى بدر، والفنان مصطفى شعبان. أما الثانية فتمنحها شركة مصر العالمية (يوسف شاهين) وتضم ثلاث جوائز نقدية، قيمة كل منها ألف دولار أمريكي، لأفضل ثلاثة أفلام ضمن سلسلة الأفلام الفلسطينية القصيرة «من المسافة صفر» التى أطلقها المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوي، استجابةً للأحداث التى تلت هجمات 7 أكتوبر 2023، ويتم اختيارهم من قبل لجنة التحكيم المكونة من المنتجة جابى خورى والفنانة كندة علوش والناقد أحمد شوقي. فضلًا عن أن فيلم الافتتاح هو «أحلام عابرة» لرشيد مشهراوي، المشارك فى المسابقة الدولية. الجائزة الثالثة هى أفضل فيلم إفريقى طويل، وتمنحها مؤسسة «أفريكا نو فيلتر» بقيمة خمسة آلاف دولار أمريكي، لأحد الأفلام الإفريقية المشاركة فى المهرجان، وتتكون لجنة تحكيمها من لمياء بلقايد جيجا المديرة الفنية لمهرجان قرطاج السينمائى بتونس، وفرنسوا بودا من بوركينا فاسو، والمخرج المصرى مراد مصطفى. وخُصصت الجائزة الرابعة لأفضل فيلم آسيوى طويل، تمنحها منظمة ترويج السينما الآسيوية NETPAC، وتتكون لجنة تحكيمها من الأسترالية آن ديمى – جيروي، الرئيسة المشتركة للمنظمة، والهندى رامان تشاولا، منسق أفلام ومنظم مهرجانات سينمائية، ود. سلمى مبارك، أستاذ الأدب المقارن والفنون والأدب بجامعة القاهرة. وعطفًا على ذلك؛ نذكر أن هذه الدورة تعرض برنامج بعنوان «حدود الصين السينمائية: الخيال العلمى والدراما وما بعدها» بالتعاون مع مهرجان بكين السينمائى الدولي، يتضمن سبعة أفلام روائية من إنتاج عام 2024. كما استُحدثت جائزة لأفضل فيلم وثائقي، تتكون لجنة تحكيمها من المبرمج اليونانى ديميتريس كيركينوس، وصانع الأفلام الفلسطينى رائد أنضوني، والمخرجة المصرية نادية كامل، وتُمنح لواحد من الأفلام الوثائقية المشاركة فى المهرجان بمختلف المسابقات؛ البالغ عددها تقريبًا 34 فيلمًا، والتى تعكس حرص المهرجان على التفاعل مع القضايا الحية والمعاصرة التى تؤثر على المجتمعات. وبخطوة تكريمية للتراث السينمائي؛ خصص المهرجان قسمًا لاستعادة وعرض الأفلام الكلاسيكية المصرية والعالمية، ويتضمن عدة برامج؛ منها الاحتفاء بمئوية المخرج الهندى ساتياجيت راى بعرض ثلاثة من أفلامه المنتجة بين عامى 1963 و1966، وكذلك مئوية المخرج الأرمينى سيرجى باراجانوف، بعرض فيلمين قدمهما فى فترات متباينة، الأول عام 1969 والثانى 1991. بالإضافة إلى عرض ستة أفلام بدقة 4K تم إنتاجها بين الأربعينيات والتسعينيات، منها أربعة أفلام أمريكية، وواحد إنجليزي، وواحد ليبي. وبالتعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي؛ يعرض المهرجان «كلاسيكيات مصرية مرممة» وتضم أفلامًا تم ترميمها فى معمل المدينة لتعود إلى الحياة بجودة عالية، هي: بداية ونهاية، شيء من الخوف، القاهرة 30، الفتوة، الشحات، السراب، المستحيل، السمان والخريف، الحرام، الزوجة الثانية، قصر الشوق، بين القصرين، سواق الأتوبيس، وقشر البندق. وتحت عنوان «صُنعت فى مصر» تُعرض ثلاثة أفلام تم تصويرها فى مصر حديثًا، وهى «وحشتيني» 2023 لتامر رجلي، «الميراث» لنيل بيرجر 2024، و«الجنة تحت أقدام الأمهات» 2024 لرسلان أكين. إلى جانب برنامج «أفلام الكيبيك المختارة» متضمنًا ستة أفلام كندية تم إنتاجها ما بين عامى 2018 و2023. تلك البرامج والمسابقات سيتم عرضها بالطبع بالتزامن مع المسابقات الأساسية للمهرجان، وهى المسابقة الدولية، وآفاق السينما العربية، وأسبوع النقاد الدولي، ومسابقة الأفلام القصيرة، وجائزة الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية «فيبرسي». إلى جانب البانوراما الدولية والعروض الخاصة وعروض منتصف الليل. ولتسهيل المشاهدة على الجمهور؛ تعاقدت إدارة المهرجان مع سينما فوكس لاستضافة عروض المهرجان فى قاعتين من قاعاتها بفرعى مول العرب ومول سيتى سنتر ألماظة، إلى جانب شاشات العرض المعتادة فى دار الأوبرا، وسينما الزمالك، وقاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية. وفى الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تقام النسخة السادسة من أيام القاهرة لصناعة السينما، متضمنة عددًا من الورش والمحاضرات التى تتناول تقنيات الإنتاج وتصميم الصوت وكتابة القصة، وصولًا إلى مهارات التوزيع والترويج. كما يُعاد إحياء سوق القاهرة للأفلام، بعد فترة انقطاع، فى خطوة تكرّس للقاهرة مكانتها كمركز حيوى لصناعة الأفلام، فهذا السوق يجمع أبرز شركات الإنتاج والموزعين والشخصيات المؤثرة فى الصناعة، ليكون همزة وصل بين المحلى والعالمي، حيث يتاح لصناع الأفلام العرب فرصة التواصل مع الاحترافيين وتوسيع رؤيتهم وتطوير علاقاتهم. من أبرز ضيوف المحاضرات المخرج يسرى نصر الله، المتوج بجائزة الهرم الذهبى الفخرية لإنجاز العمر، والمخرج دانيس تانوفيتش رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، والمخرج الأرجنتينى جاسبار نوي، وتامر كروان عضو لجنة تحكيم آفاق السينما العربية. بالإضافة إلى حوار مع الفنان أحمد عز الحائز على جائزة فاتن حمامة. أما الحلقات النقاشية، فمن أبرزها: نظرة ثاقبة على الإنتاج المشترك فى صناعة الأفلام، آفاق خطط توزيع الأفلام القصيرة، التحديات والفرص فى صناعة الأفلام السعودية، الفرص والامتيازات المتاحة عبر برنامج فولبرايت فى مصر، صناعة أفلام الجيل القادم: ثورة الواقع الافتراضى والذكاء الاصطناعي، تمثيل أفريقيا فى السينما، ترميم أرشيفات الفنانين، التقنيات الجديدة فى تصميم الصوت. بالإضافة إلى ورش عمل حول: إيصال المعنى عبر الصوت (بالتعاون مع هيئة فولبرايت مصر)، عرض مشاريع الأفلام (بالتعاون مع فيلم إندبندنت - بدعم من السفارة الأمريكية فى القاهرة)، كيف تجعل سيناريو فيلمك جذابًا للمنتجين، التمثيل الاحترافى (بالتعاون مع مؤسسة الورشة)، كيف تعرض مشروع فيلمك فى 20 دقيقة فقط؟ (التعاون مع نتفليكس). وأخيرًا معرض «مؤثرات دولبي» مع أحدث تقنيات Dolby Vision وDolby Atmos، المصممة لتحويل غرفة المعيشة والأجهزة المحمولة إلى تجارب سينمائية. وفى نسخته العاشرة؛ يقام ملتقى القاهرة السينمائي، فى الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر، ليكون منصة تفاعلية تجمع مشاريع سينمائية واعدة من أنحاء العالم العربي، مع تركيز على اكتشاف المواهب الجديدة. وقد تم اختيار 18 مشروعا سينمائيا من 13 دولة، تتوزع بين مراحل التطوير وما بعد الإنتاج، حيث نالت مصر النصيب الأكبر بثمانية مشاريع. يتضمن الملتقى فعاليات لتقديم المشاريع أمام لجنة تحكيم دولية بارزة، تضم هوجو روزاك، وهالة جلال، وميريام ساسين، حيث يتم تقييم المشاريع لمنح الفائزين منهم دعما لمراحل التطوير والإنتاج، بواقع ستة أفلام فى كل مرحلة، سواء ما بعد الإنتاج، أو الوثائقى فى مرحلة التطوير، أو الروائى فى مرحلة التطوير.