تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية اهتمامًا عالميًا كبيرًا، حيث تؤثر نتائج هذه الانتخابات بشكل مباشر أو غير مباشر على العديد من الدول حول العالم، فكل رئيس أمريكي يأتي بسياسات وأولويات مختلفة، وهذا بدوره ينعكس على العلاقات الدولية وعلى الاقتصاد والسياسة في العديد من الدول. ونجد أن فوز كل ترامب أو هاريس في الانتخابات الأمريكية سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسات الدولية، في التقرير التالي، نسلط الضوء على الدول التي من الممكن أن تكون مستفيدة من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، وكذلك الدول التي يمكن أن تبرز في ظل فوز كامالا هاريس. الدول المستفيدة من فوز دونالد ترامب يُعتبر فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية حدثًا محوريًا في السياسة العالمية نظرًا لسياساته "أمريكا أولاً"، والتي تركز على مصلحة الولاياتالمتحدة قبل كل شيء، وتحقيق تفوقها الاقتصادي والعسكري، هذا التوجه أدى إلى تغيرات كبيرة في العلاقات الدولية، وكانت هناك بعض الدول التي استفادت بشكل مباشر أو غير مباشر من فوزه في انتخابات 2016، ومن المحتمل أن تستمر في الاستفادة في حال فوزه مجددًا. اقرأ أيضا| انتخابات أمريكا 2024| أزمة المخدارات تتصدر المشهد دون حلول حقيقية 1- دول الخليج العربي عقب فوز ترامب في 2016، استفادت دول الخليج العربي بشكل ملحوظ من تعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة، وخاصة في الجوانب العسكرية والتجارية، وكان ترامب من أبرز المؤيدين لتعزيز التعاون الأمني مع هذه الدول، حيث عقد صفقات أسلحة ضخمة مع السعودية والإمارات، مما ساعد في تعزيز الأمن الإقليمي ضد التهديدات الإيرانية. السعودية قامت السعودية بتوسيع استثماراتها في الولاياتالمتحدة، فضلاً عن الدعم الأمريكي القوي في حربها ضد الحوثيين في اليمن. الإمارات استفادت الإمارات من استمرار التعاون في المجال الأمني والعسكري، فضلاً عن اتفاقيات التعاون التجاري التي شملت قطاعات الطاقة والتكنولوجيا. قطر بالرغم من العلاقات المتوترة في بعض الأحيان بين الولاياتالمتحدةوقطر، إلا أن الدوحة كانت قادرة على تعزيز وجودها العسكري في قاعدة "العديد" الجوية، التي تعد من أهم القواعد الأمريكية في المنطقة. 2- إسرائيل كانت إسرائيل من أكبر المستفيدين من فوز ترامب في الانتخابات، حيث كانت سياسات ترامب تتسم بتأييد مطلق لإسرائيل، مما عزز من مكانتها في المنطقة، من أبرز المواقف التي تصدرت في هذا السياق، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واتفاقيات أبراهام. 3- الدول الأوروبية القوية على الرغم من الانتقادات التي وجهتها بعض دول الاتحاد الأوروبي لسياسات ترامب، فإن الدول الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا استفادت في مجالات معينة من فوزه، حيث كان ترامب يميل إلى منح الأولوية للمصالح الوطنية الأمريكية، وهو ما دفع العديد من الدول الأوروبية إلى تقوية روابطها الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة. وكانت بريطانيا واحدة من الدول التي استفادت من السياسة التجارية المتشددة لترامب، حيث شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تحسنًا كبيرًا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، خاصة في مجال التجارة الحرة. 4- الصين رغم أن الصين كانت من بين الدول التي تأثرت بالحرب التجارية التي شنها ترامب، إلا أن هناك بعض القطاعات في الصين التي استفادت من هذه الحرب، فالشركات الصينية التي كانت تصنع منتجاتها للولايات المتحدة استفادت من سياسة ترامب الحمائية التي قللت من المنافسة الأجنبية في السوق الأمريكية، لكن ذلك جاء على حساب العلاقات التجارية مع أمريكا. الدول المستفيدة من فوز كامالا هاريس في حال فوز كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية، ستشهد السياسة الأمريكية تحولًا ملحوظًا مقارنة بعهد ترامب، باعتبارها أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في التاريخ الأمريكي، حيث تقدم رؤية تختلف بشكل كبير عن سياسات ترامب، خصوصًا في مجالات مثل التعددية العالمية، قضايا المناخ، حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية. 1- دول الاتحاد الأوروبي من المتوقع أن تكون الدول الأوروبية من أكبر المستفيدين من فوز هاريس، فسياسات هاريس تميل إلى تعزيز التعاون الدولي والتعددية في السياسة الخارجية، وهو ما يتفق مع توجهات العديد من الدول الأوروبية تحت قيادتها، وستكون الولاياتالمتحدة أكثر انفتاحًا على التعاون مع حلفائها الأوروبيين في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، والتجارة الحرة، والتهديدات الأمنية. ومن المتوقع أن تعود العلاقات بين ألمانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة، وهذه الدول إلى مسارها التقليدي بعد فترة التوترات التي شهدتها في عهد ترامب، كما سيتم تعزيز التعاون في قضايا مثل مكافحة التغير المناخي، حيث ستكون هاريس أكثر التزامًا باتفاقية باريس للمناخ. 2. الدول النامية تسعى سياسات هاريس لتعزيز برامج المساعدات الدولية التي تركز على حقوق الإنسان، التعليم، والصحة العامة، وزيادة الدعم للعديد من الدول النامية، خاصة في أفريقيا وآسيا. أفريقيا يمكن أن تسهم هاريس في تعزيز التعاون الاقتصادي والإنمائي بين الولاياتالمتحدة والدول الأفريقية، ومن المتوقع أن تعزز سياسة المساعدات الأمريكية في أفريقيا، خاصة في المجالات التي تهم حوكمة حقوق الإنسان والتنمية المستدامة. دول أمريكا اللاتينية قد تشهد دول أمريكا اللاتينية في عهد هاريس، تحسنًا في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، حيث ستركز على تعزيز التعاون في مجال الهجرة، حقوق الإنسان، والاقتصاد. 3- الدول المناصرة للبيئة سياسات هاريس البيئية قد تكون نقطة تحول في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والدول التي تركز على قضايا المناخ، تحت إدارة هاريس، من المرجح أن تقوم الولاياتالمتحدة بالعودة إلى اتفاقية باريس للمناخ بشكل قوي، مما يفتح الباب للتعاون مع دول مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا. 4- الهند من الممكن أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالهند تزداد قوة، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية، حيث أن هاريس لها جذور هندية. 5- كندا من المتوقع أن العلاقات بين كنداوالولاياتالمتحدة ستشهد تعميقًا كبيرًا في مجالات مثل التجارة، وحقوق الإنسان، والتغير المناخي. اقرأ أيضا | انتخابات أمريكا 2024| «ترامب أم هاريس».. لمن تذهب أصوات العرب والمُسلمين؟