يقف التعاون عبر الأطلنطي في مجال المناخ والتجارة عند مفترق الطرق مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، والتي من شأن نتائجها أن تؤثر على كيفية تعامل الكتلتين الاقتصاديتين الأمريكية والأوروبية وعلاقاتهما ببعضهما البعض ومع الصين. وتتباين وجهات نظر نائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب بشكل كبير فيما يتعلق بسياسات مكافحة تغير المناخ وتطوير الطاقة وحماية البيئة، حيث يتبنى المرشحان الرئاسيان لعام 2024 نهجين مختلفين بشكل كبير فى مناقشتهما لسياسة المناخ. وأكد دونالد ترامب أن الوقود الأحفوري يجب أن يظل جزءًا أساسيًا من مشهد الطاقة في الولاياتالمتحدة، ودعا إلى التراجع عن القيود التنظيمية وزيادة الإنتاج المحلى. اقرأ أيضًا | إنتخابات أمريكا| لمن يصوِّت العرب؟ الأقلية المُرجحة تميل للتصويت العقابى وتتضمن أجندته، التى يطلق عليها «هيمنة الطاقة»، تدابير مثل وقف المزيد من مبادرات نشر السيارات الكهربائية والحد من استثمارات الطاقة المتجددة ، ويزعم الرئيس السابق ترامب أن النشاط البشرى ليس سوى عامل واحد يساهم فى تغير المناخ، مؤكدًا أن المخاوف المتعلقة بالمناخ مبالغ فيها وأن تغير المناخ لا يتسبب فى زيادة الأحداث الجوية المتطرفة. وعلى النقيض من ذلك، تصف هاريس تغير المناخ باعتباره تهديدًا وجوديًا يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، وهي تستخدم مفهوم «الحرية الأساسية» والتي تشمل «حرية تنفس الهواء النظيف وشرب المياه النظيفة والعيش بدون التلوث الذى يغذى أزمة المناخ»، وقد دعمت هاريس التدابير المناخية فى قانون خفض التضخم وإعادة التزام الإدارة بالاتفاقيات المناخية الدولية. وتتداخل ملفات مكافحة تغير المناخ والتحول نحو الطاقة الخضراء مع مسألة السياسة الاقتصادية بشكل كبير، وشهدت السنوات الثمانى الماضية خلط الولاياتالمتحدة بشكل متزايد بين السياسة الاقتصادية والتجارية والأمن القومي، ويتوقع أن ولاية أخرى للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، ستشهد تبنيا لخط اكثر صرامة تجاه الصين مما قد يشكل تحديات سلبية للتجارة بالنسبة لاقتصاد الاتحاد الأوروبى. وفى المقابل، قد تمثل إدارة هاريس استمرارية لنهج أكثر استهدافًا لبكين، بما في ذلك توسيع الحواجز التجارية التى تركز بشكل عام على السلع الصينية وتخفيف حواجز الرئيس السابق ترامب على الدول الشريكة. وتواصل السياسة الخارجية الأمريكية إعطاء الأولوية للتعامل بحزم مع الصين، وستظل العلاقات الأمريكيةالصينية تتأرجح بين التنافس والصراع. ويتفق المرشحان على أهمية فرض التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، بينما يختلف المرشحان حول قيمتها، والقطاعات التى ينبغى استهدافها.