span style="font-family:"Arial","sans-serif""أشد الجهاد حين يمنع المرء نفسه أن يستلقي في حضن دافئ يفتقده، حين يغض الطرف ويشيح بعينيه بعيدًا، فعلت ذلك وأنا أدري أن حالي بعد رؤيتها أشد ضعفًا، أني قبل اللقيا كنت ضالًا، ضعيفًا. span style="font-family:"Arial","sans-serif""هي امرأة حين ألتقيها، تنهار دفاعاتي فجأة، تنصهر حصوني كلها، هي امرأة ليست بحاجة لجيش جرار ولا ست ساعات لتعبر إليّ، يكفي أن تصوّب إليّ نظرة من عينيها، هي امرأة بألف جيش. span style="font-family:"Arial","sans-serif""حين عُدت إلى بيتي، قبل أن أبدّل ملابسي، سمعت طرقًا خفيفًا على الباب، لكنها لم تكن دقات سائل، أو جار يسعى وراء مصلحة، أو صديق يرغب في مسامرة فأنا أعلم بطرقات كل منهم وأميّز الواحدة من الأخرى. span style="font-family:"Arial","sans-serif""لكن هذه المرة، شيء مغاير، مختلف، قبل أن أصل إلى أكرة الباب، وجدت مظروفًا وردي اللون، صغير، ينزلق بخفّة من الخارج حتى وصل إلى يدي، بداخله رسالة رقيقة تقول: يحق لك أن تنام الليلة هانئًا. ثم سؤال أشد رقة: إن لم تنم سعيدًا الليلة، فمن يفعل؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""ضحكت في سري، سرعان ما علت الابتسامة وجهي، غمرتني راحة عجيبة، إذ لم أمر بمثل حالتي هذه، على الأقل منذ عام. span style="font-family:"Arial","sans-serif""غير أني قلت: سوف أدوّن ما حدث، فمن يضمن ماذا يحدث غدًا، حين شرعت في الكتابة على اللاب توب، تثاءبت بشدة، مرة، ثم مرات عديدة، وضعت يدي على فمي، تثاقل جفناي، قبل أن أغفو سمعت دقات وافدة من الخارج، رسالة أخرى، حين فتحتها، وجدتها تحمل عتابًا رائقًا يقول: ألم نقل لك نم هانئًا؟، أهذا ما اتفقنا عليه؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""بدا أن الكون بمجرّاته وسُدمه يعلمون بما أنا فيه، أنهم يراقبون وضعي الآن، لعلهم يحسدونني، ربما يوغرون صدور كبراء القوم ناحيتي، غير أني لم أعبأ بهم.. ثم لم أعد أعرف هل غُدت إلى واقعي، أم لا زلت غارقًا في نومي..