span style="font-family:"Arial","sans-serif""فتح باب الشقة بهدوء كعادته منذ أن أصبحت له شقة خاصة به، بعد أن ترك شقة الزوجية لزوجته التي نجحت في أن تخرجه عن شعوره، ومن الشقة أيضا، وفوجئ بأن تبعات الطلاق أكبر وأضخم من تبعات الهزيمة العسكرية لأي دولة من الدول، والعربية منها على وجه الخصوص.. ونحن إلى تلك اللحظة غير قادرين على نسيان هزيمة حزيران 67 وما نتج عنها إلى الآن رغم البعد الزمني .. span style="font-family:"Arial","sans-serif""كنت أظن أنى بالطلاق سوف أرتاح لكنى فوجئت بأن تبعات الطلاق مثل تبعات الزلزال .. ومن هنا تراجعت عن تلك الفكرة وعصرت على نفسه شوال ليمون. span style="font-family:"Arial","sans-serif""وبالفعل فعلت ذلك وتركت الشقة وذهبت إلى شقة قديمة كانت عندي، ورثتها عن أبي ورفضت أن أبيعها كما أشارت علي بذلك الست زوجتي، لأنه كان لدي إحساسا بأني سوف أحتاجها في زمنا ما ! span style="font-family:"Arial","sans-serif""دخلت الشقة ومعي كيس أسود كبير به مؤكلات، سوف أتناولها على العشاء، فأنا في شقة الحرية، وهى شقة ينقصها الكثير مما تحتاجه المعدة وإنما بها وفره مما يحتاجه الجسد والعقل والروح . span style="font-family:"Arial","sans-serif""لكنى لاحظت أن انفي تشم رائحة أكل ذكية، فقلت في نفسي" يمكن رائحة من مطبخ الجيران. وبعد لحظات وقبل أن أضع الكيس على الطاولة التي ظهرت أمامي أسمع صوت فايزة أحمد وهى تغنى خلينا ننسى span style="font-family:"Arial","sans-serif""فقلت حلو فأنا أحب فايزة أحمد وهذا يعنى أن الجيران يحسنون الطبخ وسماع الأغاني أيضا، وهنا تذكرت حكيم الصين كنفشيوس، عندما قال " قل لى ماذا يسمع شعب من الشعوب وأنا اصف لك هذا الشعب" سعدت بهذا الجو، فدخلت إلى حجرة النوم لكى أنام لأني محتاج النوم، وأنا أحب النوم زى عينيا، وبالفعل وضعت رأسي على الوسادة ودخلت في النوم سريعا على غير العادة ، لأني لم أسمع شخطا ونطرا وعصبية ليس لها داعي ولا أتخيل أن أجد الزوجة مصدر الإزعاج الدولي .. وكان النوم لذيذا، ولا أدرى بعد قد ايه وجدت من يهزني وهو يقول لى " قم يا حماده الكل جاهز " لم افتح عيني في أول الأمر لكنى قلت لنفسي أنا أحلم وأكيد أنه حلم لأنه ليس واقعيا لأنه لا يوجد في تلك الشقة إلا أنا والملائكة والشياطين وأحلام سعيدة . span style="font-family:"Arial","sans-serif""فذهب في النوم من جديد لكن ما أسرع أن سمعت نفس الصوت ونفس الرجاء ونفس الحنية " قم حماده الأكل جاهز " فتحركت في السير وإنا أسمع نفس الأغنية. span style="font-family:"Arial","sans-serif""فوقفت مرة واحدة وتحركت إلى داخل الشقة واشم رائحة الطعام اللذيدة أتقدم من المطبخ وأشم رائحة عطر فواح يمر، أظن أن شبحا يوجد في الشقة ، بدأت اقلق وأخاف، وفجأة وجدت امرأة تشبه زوجتي التي تركت لها العالم وأتيت إلى هنا فخفت أن تكون قرينتها، لأن هذا يعنى أنه لا أمل في النجاة كما كتب دانتي على باب الحجيم.