يتفق الخبراء والمحللون على أن هذه الانتخابات الأكثر تقارباً فى الذاكرة الحديثة كما وصفتها صحيفة واشنطن بوست»، وهو ما يجعل توقع نتائجها أمراً شديد الصعوبة. فحتى الآن لم يتمكن أى من هاريس أو ترامب أن يتقدم خارج هامش الخطأ الإحصائى فى استطلاعات رأى الولايات ال7 المتأرجحة، وهى أريزونا وميتشيجان وجورجيا ونورث كارولينا وبنسلفانيا ونيفادا وويسكونسن، بحسب واشنطن بوست. اقرأ أيضًا | عيون المرشحين تتركز على الولايات المتأرجحة واستطلاعات الرأى تخدع الجميع كما لم يحقق أى منهما تقدما فى استطلاعات الرأى الوطنية.. فالاستطلاعات المنشورة من قبل «نيويورك تايمز» وكلية سينا، وCNN أظهرت تعادلاً تاما بحصول كل منهما على 48% فى استطلاع «نيويورك تايمز»، و47% فى استطلاع «سى إن إن». فيما أظهر استطلاع رأى لوول ستريت جورنال أن نسبة تأييد ترامب بلغت 47% مقابل 45% لهاريس، مع وجود مرشحى الأحزاب الثالثة.. وفى الولايات المتأرجحة أكد اقتراع لشبكة «سى ان ان» تفوق هاريس فى ميتشيجان ب 5 نقاط وفى ويسكونسن ب 6 نقاط، حيث حصلت على 51% مقابل 45% لترامب. وأظهر تعادل كلا المرشحين فى بنسلفايا حيث حصل كل منهما على 48%، علما بأن هذه الولاية تعد واحدة من الجوائز الثمينة فى السباق، حيث يفوز المرشح الذى تختاره الولاية بالرئاسة منذ عام 2008 كما يحصل الفائز بها على 19 صوتا فى المجمع الانتخابى. وقد ذهبت أصوات الولاية لترامب فى انتخابات 2016 ولبايدن فى انتخابات 2020.. وتحظى هاريس بدعم 48% بين الناخبين المحتملين فى أريزونا، بحسب الاستطلاع، مقابل 47% لترامب. وفى ولاية نيفادا، يدعم 48% من الناخبين المحتملين ترامب، ويؤيد 47% هاريس، وتقع هذه الهوامش البالغة نقطة واحدة ضمن هامش الخطأ فى أخذ العينات لكل استطلاع. ووفق استطلاع «سى ان ان» يقول 6% من الناخبين المحتملين هناك إنهم يدعمون مرشحًا آخر غير هاريس أو ترامب. ويقترب السيناريو الحالى مما حدث فى انتخابات 2016 و2020، التى تم حسم النتائج فيهما بعدد قليل نسبيا من الأصوات فى ولايات قليلة. لكن رغم ذلك، لم ير أحد انتخابات بهذا التقارب الشديد فى كل الولايات الرئيسية قبل أيام قليلة على موعد الانتخاب. فى إطار هذا التقارب، اعتمد المرشحان على قوة الرسائل الأخيرة التى يوجهونها للناخبين قبل الاقتراع.. فلجأت كامالا هاريس للتذكير بأحداث 6 يناير 2021 ومحاولة انصار منافسها دونالد ترامب اقتحام مبنى الكابيتول، خلال مؤتمر انتخابى لها فى نفس المكان الذى انطلقت منه الأحداث، حضره 75 ألف شخص وهاجمت فيه غريمها ووصفته بأنه مستبد واتهمته بأنه يحاول النيل من معارضيه وردت على قوله بأنه سيضع خصومة الديمقراطيين فى السجن وانها لن تتعامل بالمثل ولديها الاستعداد لدمج الجمهوريين فى إدارتها فى حال فوزها فى السباق.. ووجهت أيضا هاريس رسائل للناخبين حول قدرتها على العمل على تحسين الاقتصاد فى محاولة لتسليط الضوء على امكاناتها فى هذا الملف الذى يرتكز عليه ترامب فى حملته. ترامب فى المقابل هاجم الرئيس بايدن، وهاريس، بعد وصف بايدن أنصار المرشح الجمهورى ب«القمامة». ولتسليط الضوء على هذا التصريح استقل ترامب، شاحنة قمامة بيضاء اللون، فى طريقه لولاية ويسكونسن، مرتديا سترة عمال النظافة البرتقالية والصفراء. واطلق شعاراً جديداً لقى ترحيبا بين مناصريه: «اجعلوا أمريكا نظيفة مرة أخرى».. وفى محاولة للتأكيد على تيقنه من الفوز قال ترامب ان مايك جونسون رئيس مجلس النواب لديه مفاجأة تقلب الموازين فى حال فوز هاريس بالإشارة إلى احتمال قيام رئيس مجلس النواب الجمهورى برفض اعتماد نتائج الانتخابات. وحتى كتابة هذه السطور أدلى نحو 70 مليون ناخب بأصواتهم فى التصويت المبكر، ويشير هذا الرقم لانخفاض ملحوظ فى الإقبال على التصويت المبكر مقارنة بما كان عليه فى الانتخابات السابقة، رغم انها انعقدت أثناء تفشى جائحة كورونا. وتمثّل نسبة الإقبال على التصويت المبكر هذا العام نحو 30% من نحو 158 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم عام 2020. وتظهر البيانات ان غالبية مَن أقبلوا على التصويت المبكر من كبار السن وذوى البشرة البيضاء، بحسب ما أكدته شبكة «سى إن إن». وكما هو الحال دائماً، كان الديمقراطيون الأكثر اقبالاً على التصويت المبكر بنسبة 39% وفقاً لبيانات «كاتاليست». وفيما ينذر بأعمال عنف تم إشعال النار فى أحد صناديق الاقتراع فى واشنطن التى تصوت للديمقراطيين بعد أن ألقى شخص عبوة متفجرة عليه كما تكرر الحدث فى ولايتى أوريجونا الديمقراطية وأريزونا المتأرجحة ودعت الهيئة المشرفة على الانتخابات كل من صوت فى هذا التوقيت فى هذه المناطق للحضور للتصويت مرة أخرى.. كذلك قام حاكم فيرجينيا، التى تصوت عادة للديمقراطيين، بإلغاء1600 صوت للشك فى حصولهم على الجنسية الأمريكية واعتمدت قراره المحكمة الدستورية العليا وهو ما أعطى انطباعا لدى المراقبين بأن المحكمة ستأخذ صف الجمهوريين فى أى نزاع وسط تزيد احتمالات وجود نزاعات قضائية عقب الانتخابات. ووسط هذه الاضطرابات تبقى كل الاحتمالات قابلة للتحقق ومن بينها احتمال إعادة التصويت فى إحدى الولايات واحتمال تأجيل نتائج الانتخابات بسبب أعمال عنف فى إحدى الولايات حيث يقول نحو 1 من كل 3 ناخبين إنهم «قلقون للغاية» أو «جداً» بشأن محاولات مسئولى الانتخابات المحليين أو الحكوميين منع الانتهاء من إعلان النتائج.